|
نشأت المعتزله
احمد خلف الجعافرة
الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 12:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشأت المعتزله ؛ يقال ان اول من سمى المعتزله بهذا الاسم هو الشيخ الحسن البصري وهو احد اعلام المسلمين الذي كان له حلقة نقاش في بداية الدوله الامويه اي بحدود 40 هجري؛ حيث كان الجدل الدائر في مجالس المسلمين بشكل عام وفي مجلس الحسن البصري بشكل خاص حول مرتكب الكبيره هل هو في النار ام الجنه ؛ اذ يعلم المسلمين جميعا ان مرتكب الكبيره كان الى تلك اللحظه في النار دون جدال اما اعادة طرح هذا الموضوع والشكيك في مصير مرتكب الكبيره فقد كان بسبب موضوع اختلط به السياسي بالديني وهذا ما ادى الى اعادة طرحه واعني بالموضع المحدد هنا هو مقتل احد اصحاب النبي وهو عمار بن ياسر وذالك لان هناك حديث نبوي شبه مؤكد يروى عن النبي انه قال موجه كلامه لعمار بن ياسر --- ستقتلك الفئة الباغيه-- اما وان عمار بن ياسر قد قتل على يد جماعة معاويه بن ابي سفيان فمن الطبيعي ان تكون هي الفئه الباغيه وهذا حكم عامة المسلمين على معاويه وشيعته ؛ الا ان تسلط هذا الرجل واعني معاويه بن ابي سفيان على رقاب الناس وارهابهم واسيلائه على الخلافه بالسيف جعلحتى من الاحاديث الثابته امكانية تغيرها او اتلاعب بفحواها ؛ وعليه فقد جند فقهاء ومشايخ لتفسير الحديث السابق الذكر بان قالوا هؤلاء المشايخ ان قاتل عمار بن ياسر هو مؤمن واستمرار حكمه هو شرعي وهنا طبيعي تم اعطاء شرعية الحكم لمعاويه وكان على رأس هذا الرأي او الفتوى الشيخ المسمى بالحسن البصري. اما فرقة التي قالت بان حكم معاويه غير شرعي لان فئته باغيه فهم فرقة الخوارج وهؤلاء اطلقول هذا الحكم من منطلق ان قاتل عمار بن ياسر هم كفره ولا يجوز مولاتهم ولا الاقرار بحكمهم وحتى وصل بهم الامر الى محاربة الدوله الامويه لاعتقادهم ان حكام هذه الدوله هم كفره ويجب محاربتهم؛ في هذه الاثناء اي خلال الجدال حول موقع من قتل عمار بن ياسر في الدنيا -- مؤمن ام كافر-- او في الآخره في الجنه ام في النار تدخل رجل له باع طويل في الفقه الاسلامي وقال بان مرتكب الكبيره اي الذي قتل عمار بن ياسر هو في منزله بين المزلتين والرجل المعنى هنا هو واصل بن عطاء حيث ادلى بهذا الرأي في مجلس الحسن البصري وعندما لم يوافقه الشيخ الحسن البصري على هذه الاجتهاد اعتزل واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري وعمل حلقه جديده داخل المسجد سميت فيما بعد بمجلس المعتزله وهو الاسم الذي اطلقه الحسن البصري على هذه الفرقه الاسلاميه التي سيكون لها شأن مهم جدا في التأسيس لفكر انساني متقدم جدا حتى فترة القرن الرابع هجري العاشر ميلادي. اذن نحن امام فرقه سميت من قبل خصومها بالمعتزله في حين ان هذه الفرقه لم تكن معتزله او منعزله بفكرها عن الجماهير العربيه والاسلاميه بل على العكس من ذالك كانت تخوض جدالها وحوارها الفكري داخل المسجد وحتى ان مفكريها كانوا يقفون لخطباء المساجد بالمراصاد ويعرضوهم بكل صراحة ووضوح وسناتي على ذكر اهم شخصيه معتزلي في هذا المجال وهو الجعد بن درهم ودرجة رجاحة فكره في موضوع التجسيم والمشبه والمشبه به وكيف تم اعدامه من قبل والي الخليفه الاموي. اما الملاحظه الثانيه على بداية هذه الفرقه وهي انها نشأت في ظل جو حرية الكلمه التي كانت تسود المجتمع الاسلامي في بداية تشكل الدوله العربيه الاسلاميه وكانت مجالس المشايخ تسمح بالاختلاف بكل صدر رحب دون تكفير او تعصب ؛ قد يكون سبب ذالك هو صعوبة تتبع هذه المجالس من قبل عسس الخليفه كما هي الحال في هذه الايام التي اصبحت تنتقل فيه المعلومه برمشة عين بينما في ذالك الزمان كانت تحتاج لاشهر او سنوات في بعض الحالات. اما الملاحظه الثالثه فهي ان هذه الفرقه ظهرت على وقع الخلافات السياسيه بين علي ومعاويه حيث ادعى كل منهما انه احق بالخلافه من الآخر والخلافه هنا تعني خلافة النبي رجل الدين ورجل السياسه الذي في نفس الان في حين ان الخطوط بين الفعل السياسي والفعل الديني لم تكن واضحه حتى يتجنب الخوض فيهما حتى لا يختلط حابل الدين بنابل السياسه . الملاحظه الاخيره على نشأت المعتزله هي ان افكار هذه الفرقه وغيرها من الفرق الاسلاميه كانت موجوده في اطراف الجزيره العربيه قبل ظهور الاسلام على يد اليهود والمسيحين الذين سبقوا العرب المسلمين في نقاش مثل هكذا مواضيع وقد جاء العرب المسلمين ليكملوا على هذا التراث الانساني الذي هو ملك للجميع بمعنى انه لم يكن عند العرب والمسلمين من يتهم شخصيه او شيخ اسلامي بأن هذه الافكار من الغرب او من الشرق فالذي كان يقلقهم الفكره وكيف محاورتها اكثر ما كان يقلقهم من اين جائت الفكره . هذه مقدمه بسيطه عن فرقة المعتزله ارجوا نتحاور عليها وافترض ان يحدد الحوار فقط حول النشأه الاسباب والتسميه وما شابه ذالك اما المحاور الاخرى فسيأتي الحوار حولها بعد طرحها من قبلي في حينه.
#احمد_خلف_الجعافرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريح رئيس الديوان الملكي وقصة الحجر الطري .
-
الدوله العنصريه نقيض الدوله المدنيه.
-
قبل ان يصوت نواب الجنسيات المزدوجه على الثقه.
-
بيان
-
الأردن والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
-
رساله لمعلمي الاردن
-
وزير التربيه والتعليم الاردني يحاور نفسه
-
حليها يا حكومه بيديك قبل ان تحليها بأسنانك
-
نقابه في الحلم ام اتحاد خالي الدسم؟
-
كيف تعاملت الحكومه مع حراك المعلمين ؟
-
توصيات اجتماع لجان معلمي الوسط والشمال
-
قد تستغفل الحكومات العربيه الشعوب بعض الوقت الا انها من المس
...
-
حق المعلم في الدستور الاردني
-
الدور الاردني
-
المرشد العام يحرم ما حلله الله
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|