أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - خطاب حذائيّ














المزيد.....

خطاب حذائيّ


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ذكّرني خطاب محمد مرسي مِن على منصّة قمّة عدم الانحياز في طهران برجل ذهب إلى اجتماع في الجامع، وَلم يستقبله أحد، ولم يجد مَن يحفظ له حذاءه من السرقة...فخلعه ولفّه بمنديل ووضعه في عبّه، وجلس بين المدعوين؛ فرأى أحد المدعوين أنّ عبّ الرجل منتفخ، وقد ظهر طرف المنديل منه...
فسأله: هل هذا الذي في عبّك كتاب نادر؟
فأجاب: نعم.
فقال: في أيّ شيء يبحث هذا الكتاب؟
فقال: في علم الاقتصاد.
فسأله: هل ابتعته من سوق الكتبيّين؟
فأجابه: كلّا؛ وإنّما ابتعته من سوق"الحذّائين"!
بعد ما شاهدنا القمّة الإسلاميّة الاستثنائية في مكّة في أواسط آب، التي جمعت الرئيسَين: المصريّ محمد مرسي والإيرانيّ محمود نجّاد، تنبّأ بعض السياسيّين وأنبأتنا الصحافة: أنّ مرسي سيكون محايدا، وليس رئيس جماعة، وغير منحاز في مؤتمر قمّة عدم الانحياز في طهران، في أواخر آب، ظنّ الإيرانيون بأنّ الرئيس المصريّ الجديد سيتمرّد على النظام المصريّ السابق، الذي جمّد وقطع العلاقات معهم ثلاثين عاما، بعد أن استقبل الشاه المخلوع بحفاوة ، وظنّت القيادة الإيرانيّة؛ أنّ مرسي والإخوان المسلمين سيمدّون جسور التواصل مع النظام الإسلاميّ الإيرانيّ، الذي عبّر عن فرحه لسقوط نظام مبارك؛ فرشح عن العناق الحارّ بين الرئيسَين في مكّة؛ أنّ في عبّ مرسي المنتفخ مبادرة جديدة لحلّ الأزمة السوريّة، مستقلّة عن رغبة وإرادة الحلف السنّيّ؛ الاستعماريّ: تركيا وقطر والسعوديّة والولايات المتّحدة وإسرائيل!.
تسعى طهران كي يضطلع شعبا: مصر وإيران، بدور ريادي أمام شعوب العالم، من أجل العدالة وإرساء القيم الدينيّة في العالم، كما صرّح المسؤولون الإيرانيّون.
لكنّ مرسي أكّد في كلمة تسليم رئاسة قمّة دول عدم الانحياز في طهران، بأنه يحدي كمبارك وأردوغان، في صفّ "السحجة" الأمريكيّ! فهو لا يحمل في عبّه المنتفخ غير الإشادة بالجماعات الإرهابيّة المسلّحة الفاعلة في سوريا، والهجوم الصبيانيّ على النظام السوريّ.
لقد أصاب وزير الإعلام السوريّ عمران الزعبيّ في وصفه لحطاب مرسي بأنّه: "نفاق سياسيّ" و "محاولة إضافيّة لتقزيم مصر"، لكنّه أخطأ في إعرابه عن أسفه: " بعد أن يرحل مبارك، أن يحلّ رئيس آخر، الفرق الوحيد بينه وبين مبارك هو اللحية"، وأخطأ في رؤيته أنّ: " مصر أكبر من أن تحجّم بمال خليجيّ وقمح أمريكيّ" . ثمن خطاب مرسي كان موافقة إسرائيليّة لتمحو الإدارة الأمريكية مليار دولار من دين مصر، وموافقة صندوق النقد الدوليّ على تقديم قرض لها بقيمة 4.8 مليار دولار.
باعتقادي، لقد فات الزعبيّ بأنّ مرسي كعضو في حركة الإخوان المسلمين، يسند حقوق الإنسان إلى مرجعيّته الدينيّة، ودين مرسي ليس إيمانا وكتابا يحتوي على قيم سامية فقط؛ بل هو مجموعات ومؤسّسات ...تحوّلت إلى أدوات (كأفراد وكمجموعات) تسلّط طائفيّ تضفي قدسيّة على القضايا التي تطرحها؛ لتحدّ من حريّة التفكير والنقد والاختلاف والمعتقد... وبالتالي تفتح لمشايخها باب التأويل والتسييس والاستئثار/الاستغلال... على مصراعيّه، تحت العباءة الإلهيّة!
إنّ خطاب مرسي "الحذائيّ" وانحرافه عمّا توقّعه الإيرانيّون ( أشكّ في صدقهم!) لم يكن ظاهرة ظرفيّة؛ فانحرافه هو تعبير عن ظاهرة بنيويّة للدين السياسيّ، الذي يوظّف انحرافاته في الحراك السياسيّ ليفرض قيمه التشريعيّة وأبعاده الثقافيّة المحصورة بالدين.
مرسي وكذلك نجّاد أيضا، لا يعترفان بالقيم العلمانيّة السائدة في المجتمع السوريّ، لذلك سيحاولان فرض سيناريوهما الطائفيّ على سوريا؛ للسيطرة على قلوب وعقول فريقيهما من السنّة والشيعة! كما حاول من قبلهما أردوغان التركي، كقائد سنيّ، تحت ستار العدل، والديمقراطيّة، والإنماء، والتطوّر...
مفتاح الأزمة السوريّة ليس مذهبيّا، رغم البعد المذهبيّ في المجتمع السوريّ، لكن على المثقفين أن يتجاوزوا في فكرهم وطروحاتهم عنق الزجاجة_التخلّف الطائفيّ، والانطلاق نحو رحاب الحضارة والنهضة العالميّة والإنسانيّة والقبول بمبدأ الاختلاف؛ كي لا يضلّلنا طرف المنديل الظاهر من عبّ مرسي! ولا ذرف دموع التماسيح على دمّ الشعب السوريّ!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي سنة جديدة؛ فهي فرصة جديدة لكم
- إن كنت رجلا اصمت وأطلق نحو الهدف!
- لا -مِرسي- يا مُرسي!
- القضاء على دولة إسرائيل!
- لنتبادل المدح والكذب و...!
- لو كانت اقتراحات أردوغان صادقة...
- اِشربوا نخب - فالنتينو-
- الإسرائيليّ المضّطرب
- إن كنتَ أنتَ أنا؛ فمَن أنا؟
- لنهبّ، لقد جاء الصيف
- رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة
- الدّلافين الإسرائيليّة
- مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟
- القدس لنا، وأورشليم لكم
- احذروا درب إيهود براك!
- لا صوت يعلو على صوتنا
- أبو مازن، مِن بني ثقيف أم راهب أم ...؟
- إلى متى سنبقى ضحيّة؟!
- أيقظتْني ذكراه!
- المفارقة الغريبة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - خطاب حذائيّ