أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - دعوة لإحياء ذكرى الضمير














المزيد.....

دعوة لإحياء ذكرى الضمير


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 09:29
المحور: المجتمع المدني
    


دعوة لإحياء ذكرى الضمير
شعوب كثيرة في هذا العالم العجيب المليء بالتناقضات الأيدلوجية والدينية والتنوع الكبير في الأرث الأخلاقي لكل شعب على حده .. تنوع خدم كثيراً في عدم أنجرار بنو البشر وراء حتفهم المحتوم وانقطاع نسل بنو آدم من الأرض .
شعوب كثيرة سبقتنا وعلى الرغم اننا لسنا في ذيل قائمة دول العالم الحديث إلا إننا لازلنا وسنبقى ، إلا بمعجزة، نرزح تحت وطأة أنساننا الذي سكن بلاد الرافدين حتى يومنا هذا .. هذا الأنسان الذي قدم للبشرية أكثر الأسباب التي حالت دون فنائها المبكر .. وتوشحت أرضه بالقباب والمنائر العالية وتناولته الكثير من الأيدلوجيات التي تغير في حاله بين الحين والآخر .. إلا أننا ولغاية يومنا هذا نرى أنفسنا غير قادرين على انتشال وطننا مما هو فيه من عدم الأستقرار وكأننا بذلك نهينه ونرده على أعقابه خاسراً في معاركه التي يخوضها دفاعاً عن ارثه الحضاري .. أما كيف ذلك .. فالحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم تلك المساحة لم تتمكن من خلق شعب قادر على ن يفتح ذراعية ليستقبله العالم كما يستقبل العالم بقية شعوب الأرض .. لغاية اليوم لسنا قادرين على تغيير تلك السحنة التي علت وجوهنا بفعل الصخب اللاحضاري المتخبط .. سحنة ما رسمت فيها إلا خطوط من التخلف والخوف والرهبة والفقر والفاقة والقحط الذي تحول الى سعال قوي نطرد فيه سني عمرنا التي استحالت الى دمار بعدما فقدنا ضمائرنا ولم يتمكن احد لحد الآن في مساعدتنا على إحياءها أو أعمار تلك النفوس التي لاحها التدمير أكثر مما أصاب البنى التحتية في الوطن.
الكرة الأرضية تستدير وتستطيل للعالم أجمعة وتتكور وتضيق علينا عندما تردى ضميرنا الى أدنى درجاته وفقدنا أهم وسائل الأتصال بالعالم .. الأخلاق .. لقد فقدنا الكثير منها أو أهم أجزاءها تلك المتمثلة في طرق التعامل فيما بيننا وكيف نداور أيامنا بيننا بحسن الخلق وصحوة الضمير وبنفوس عامرة بالثقة الآخرين .. فالكثير من مظاهر سوء الخلق تراها واضحة للعيان في الشوارع العامة والمحلات فلا الشباب شباباً ولا الشيوخ شيوخاً لقد تغيرت أحوالنا للأسوء منذ ثلاثين عاماً عشنا أو بدأنا أنحدارنا نحو هاويةٍ يعلم الله ما ستؤول اليه نهايتها .. ولغاية الآن لا نجد مطلقاً يداً أبيه تعمل على إعادة البناء النفسي والأجتماعي للعراقيين وتقديمهم للعالم كشعب حضارات بحق ..وإعادة تشكيل البنية النفسية للعراقيين لتمنحهم الفرصة أن يحدثوا العالم بذات اللغة التي يتحدث بها الكثيرون اليوم .. لغة الحضارة والتحضر .. الجميع يرفضنا حتى في وطننا فنحن تأكلنا المحسوبية والعشائرية وتمر فوق عقولنا الطائفية تركِّع توجهاتنا كلما هممنا بالأنطلاق نحو أفق وحدتنا وتكاملنا...
ومن أهم ما فشلنا فيه هو صيانة المال العام وصيانة الوطن بأكمله ، فالنفايات المنتشرة أمام المنازل وبين الأزقة والمحلات والهدر الهائل في المياه الصالحة للشرب وهدر الطاقة الكهربائية والتعدي على الجار بشتى الطرق والتعدي على ألأعراض بأقبح الوسائل والأهانة والأنجرار وراء الشهوات الموبوءة وعزوف الآباء عن التربية الصحيحة لأبنائهم والأستسلام لشهوت التقنيات الحديثة كالأنترنيت والفضائيات التي سيء أستخدامها لتزيدنا رهقاً على رهقنا ... الخ . ليست سوى بعض مشاكلنا في التقدم وأنتشال أنفسنا من هذا المحيط الموبوء بالقبح ..
أنفتح العالم أمامنا نراه يومياً يعُمد أرضه بالنظافة والتطور وحكوماته بالحكمة والنزاهة ونحن هنا نعاني أزمة الوصول الى قمتنا المنشودة يُفتن أغلبنا بالفساد الذي أفسد علينا كل شيء .. خبزنا وضمائرنا ..
تخبط جعلنا نعيش حالة ترقب دائمة لكل شيء فبفعل موت الضمير الأنساني للمنظومات الحياتية التي تتعامل معها اليوم أصبحنا لا نأمن على شيء .. فأنت لا تأمن على غذائك من أن يكون مسموماً أو منتهي الصلاحية ولا على دواءك كذلك وإذا اردت أن تشتري شيئاً عليك ان تراقب البائع بدقة كي لا يحشو لك كيسك بأردء البضاعة وإذا اردت اني تشتري شطيرة عليك ان تراقب كي يغبن حقك ويضيع مالك .. لقد مات الضمير وقد يصبح ذكرى يوماً له تمثال وسط بغداد.. فلا أهم من صحوة الضمير التي علينا اليوم ان نعمل عليها بجد وتخطيط ونفسي ستراتيجي عسى ان تنفرج شمس الذل يوماً عن شعب بضمير يحكمه سياسيون بضمير .. فمن ذا يساعدنا على ان نعّمر نفوسنا ونحي ذكرى الضمير ؟



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب يتمدد ووطن يضيق .. عراقي كل 40 ثانية
- للكواتم ضجيج يسمعه الموتى
- مأساة عراقية اسمها.. الشورجة
- ناقة في شارع فلسطين
- وجبات الجشع السياحي
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - دعوة لإحياء ذكرى الضمير