أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - هل القيم فى طور الانحطاط (2)














المزيد.....

هل القيم فى طور الانحطاط (2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 22:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من اهم الهدايا التى يمكن ان يقدمها الوالدان لأولادهما حبهما التام ومجموعة قيم يعيشان بموجبها ولا يكتفيان بأن يلقيا عنها المحاضرات.
بغياب القيم الصحيحة , ليست الحياة سوى كفاح مريرللبقاء احياء. فالقيم تعطى معنى للحياة , وهى تحدد الاولويات , كما انها ترسم الحدود الادبية وتحدد قواعد السلوك.
رغم ذلك . تشهد قيم تقليدية كثيرة تغييرا سريعا. مثلا , يقول البروفسور رونالد انغلهارت ان " المجتمع يتجه نحو اتباع مقاييس تتيح للمرء اشباع رغباته الجنسية والتعبير عن ذاته بطريقة متحررة اكثر ".وقد اجرى معهد غالوب استطلاعا شمل 16 بلدا سأل فيه المواطنين عن رأيهم بالولادات خارج نطاق الزواج و فكانت نتيجة الاستطلاع ان نسبة الذين يقبلون نمط العصرى هذا تتراوح بين 90 فى المئة اواكثر فى اجزاء من اوروبا واقل من 15 فى المئة فى سنغافورة والهند ".
لقد اشاد البعض بهذه الحرية الجنسية الجديدة. لكن كتيب قيام الحكومة وانحطاط الاداب بقلم جايمس أ. دورن يشير الى ان " انتشار الولادات خارج نطاق الزواج وتحطم العائلات " انما من العلامات الواضحة للانحطاط الادبى ".
تشهد قيم اخرى طالما عاش الناس بموجبها انحطاطا ملحوظا ايضا. يخبر البحث " الاستطلاع العالمى حول القيم ". الذى يرأسه البروفسور انغلهارت , عن " تضاؤل الاحترام للسلطة "فى البلدان الصناعية.
واحدى القيم التقليدية الاخرى هى التفانى فى العمل. لكن ثمة دلائل تشير انها تشهد انحطاطا هى ايضا. فى الولايات المتحدة , اجرى الاتحاد الوطنى للمهن الحرة استطلاعا شمل اكثر من نصف مليون رب عمل , وبحسب هذا الاستطلاع, " قال 31 فى المئة من الذين استطلع رأيهم انه من الصعب ملء الوظائف الشاغرة. وقال 21 فى المئة ان نوعية العمل هى دون المستوى المطلوب عموما ". وذكر احد ارباب العمل : " صار من الصعب ايجاد عمال يأتون الى العمل اكثر من يوم واحد , صاحين و وغير متأخرين ".
وقد تعزز القوى الاقتصادية هذا الوضع المتدهور , ففيما تتضاءل الارباح , يصرف ارباب العمل العمال او يحجبون عنهم بعض المنافع. تقول صحيفة الاخلاق والسلوك : " ان العمال الذين يعانون عدم الولاء والالتزام من قبل ارباب عملهم يقابلونهم بالمثل , فيزول التفانى فى العمل اذ يشعر العامل انه قد يصرف فى الغد ".
وبالاضافة الى ذلك , تشهد القيم انحطاطا ملحوظا فى ما يتعلق باللياقة والتهذيب. كانت نتيجة استطلاع اجرى فى استراليا ان " اكثر من 78 فى المئة من الموظفين اخبروا ان عدم اللياقة فى المكاتب تؤثر فى موقف وروح الموظفين ".وفى استطلاع اميركى شمل رجال الاعمال , " اخبر ثمانون فى المئة من الذين استطلع رأيهم عن زيادة الفظاظة فى العمل ". وبحسب وكالة سى ان ان الاخبارية , " تردت خدمة الزبائن كثيرا حتى ان نحو نصف الذين شملهم الاستطلاع قالوا انهم فى السنة الماضية غادروا متجرا دون شراء شئبسبب ذلك , كما اخبر النصف انهم غالبا ما يرون الناس يتكلمون يالهواتف الخلوية بصوت عال ومزعج. وقال 6 سائقين من 10 انهم يرون قانونيا سائقين يقودون بعدوانية او تهور ".
فى بعض الحالات , يزعم الناس انهم يتبنون " قيما " معينة , لكن كلماتهم لا تنسجم بالضرورة مع اعمالهم. مثلا , اجرى معهد الاخلاق العالمى استطلاعا شمل اشخاصا من 40 بلدا , فاختار 40 فى المئة منهم " احترام الحياة " بين القيم الخمسة الاولى " الاهم ".
لكن ماذا يحدث فى الواقع ؟ لا شك ان البلدان الصناعية تملك وسائل كثيرة لتزيل المعاناة البشرية , الا ان سوء التغذية يساهم فى اكثر من نصف ال12 مليون وفاة تقريبا التى تحصل كل سنة بين الاولاد دون الخامسة من العمر فى البلدان النامية , وهى نسبة لم يسبق لها مثيل منذ اكتسح الطاعون الاسود اوروبا فى القرن ال14 ".حسبما يذكر كتاب وضعته المديرة التنفيذية لصندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة كارول بيلامى. ان كل من يعز الحياة البشرية يرى فى هذا التقرير انذارا بالخطر , " رغم ذلك " , تابعت بيلامى " لا تكاد ازمة سوء التغذية العالمية تثير القلق العام و رغم الدلائل العلمية الثابتة والمتزايدة لوجود الخطر, بل ان الاهتمام الذى يولى لتقلبات البورصة العالمية يفوق الاهتمام بالابعاد التدميرية الواسعة لسوء التغذية - او الاهتمام بفوائد الغذاء السليم التى لا تضاهيها قوة ".
وتبرز فى المجتمع الطبى نظرة مشوهة الى الحياة يصعب فهمها. فمنذ عهد قريب , لم تكن هنالك فرصة لطفل ولد بعد 23 اسبوعا فقط فى الرحم ان يبقى على قيد الحياة , اما اليوم , فيمكن ان تصل نسبة بقاء هؤلاء الاطفال احياء الى 40 فى المئة. فكم نستغرب , نظرا الى ذلك حدوث مايقدر ب 70 مليون مليون عملية اجهاض سنوية حول العالم, ومعظم هذه الحالات تذهب ضحيتها اجنة اصغر بأسابيع قليلة فقط عن الاطفال المولودين قبل اوانهم الذين يجاهد الاطباء لاأبقائهم على قيد الحياة. افلا يوحى ما ذكر بوجود تشويش اخلاقى هائل
عندنا طرح السؤال التالى : " ماهو اهم مايهمك فى الحياة ؟ ". اجاب معظم الذين شملهم الاستطلاع الذى اجراه معهد غالوب " الاخلاص لدينى " كاحد الامرين الاقل اهتماما. فلا عجب ان يتضاءل الحضور فى الكنائس باستمرار. ويلاحظ البروفسور انغلهارت ان ازدهار البلدان الغربية " خلق شعورا بالامان لم يسبق له مثيل ". كما " قلل حاجة المرء الى الاطمئنان الذى يمنحه الدين عادة ".
وهذه الثقة المتدهورة بالدين المنظم ترافقها خسارة الثقة بالكتاب المقدس. ففى احد الاستطلاعات العالمية , سئل الناس على من او ماذا يعتمدون لمعرفة ماهو صائب اخلاقيا , فذكرت الغالبية العظمى الاختبار الشخصى. وبحسب الاستطلاع , احتلت كلمة الله المرتبة الثانية لكن بفارق كبير ".
لا عجب اذا ان تتدهور القيم , فعدم وجود بوصلة ادبية , اضافة الى التشديد المتزايد على المساعى المادية والفردية الانانية , عزز حضارة اساسها الجشع وتجاهل مشاعر الاخرين.
فما هى الامور المهمة التى جرت خسارتها نتيجة هذه التغييرات ؟
الى المقالة القادمة.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث للقيم ؟ (1)
- هل يعقل ان نموت من قلب مكسور ؟
- سورية - اصداء من ماض عريق
- المورمون - اضافات اخرى
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (3)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى (2)
- المورمون - طائفة المرشح الاميركى ( 1 - 2 )
- من قراءاتى - نوادر ونكات فيسبوكية
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 3 )
- عندما يكبر الاولاد قبل الاوان ( 2 )
- الاطفال عندما يكبرون قبل الاوان ( 1 )
- رؤية مسبقة عن الات الدمار
- رؤية مسبقة عن آلات الدمار
- الضوء المثالى
- كيف نرى الجمال حولنا ( 4 )
- البحث عن الفنان الاعظم ( 3 )
- الفنان المنسى فى زمننا ( 2 )
- البحث عن الفنان الاعظم ( 1 )
- هل تعول الارض الاجيال المقبلة ؟
- حرية القول فى البيت هل هى قنبلة موقوته ( 3 )


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى زكريا - هل القيم فى طور الانحطاط (2)