أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس















المزيد.....

?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيهما أخطر الحيرة أم اليأس ؟
لاينكر عاقل خطورة الحيرة , فالحيرة من الاستغراب والدهشة غالبا ما تؤدي الى التهلكة , بما تخلقه من حالة اضطراب وتردد , ومن المشاء بلا هدف أو غاية .
العالم يجري , بلا رحمة أو شفقة , وهذا موقف عاطفي , متداخل مع الحاجة الإنسانية , فلكل قطار سكته التي يمضي عليها وهو حق للجميع , ولايمكن لأي كان أن يصادر حق الضاحك في ضحكته , ولاحق النشوان في نشوته , ولاحق الفرح في عربدته , حتى لوكان ذلك , على منوال المثل الشعبي : ( عرب أين , طنبورة أين ) , ولكن الحيرة الفردية أو العامة مصدر شرور كبيرة , بل ضياع لطاقة عظيمة , يمكن الاستفادة منها , بل وتوظيفها في الخلق والإبداع , وأقلها في سد الفراغ الكبير .
أما اليأس , فحدث عن الهلاك ولاحرج , وعلى ما يبدو فان اليأس على مقربة كبيرة من الموت الزؤام , فإذا كانت الحيرة تعني فيما تعنيه , الدوران في حلقة مفرغة , بل ورتابة تليها رتابة , كمن يصحو ولا يدري لماذا يصحوا , وينام ولا يشعر بمعنى أو يحتاج لأن ينام , ويفقد الرغبة , ويفتقد المعنى , ويتعايش مع حياة اللامعنى , ولم نلامس بعد حدود اليأس , لأنها فاقدة لكل كهرباء الحس , والحدس والشعور .
اليأس , من عوامل الحياة في عصر العولمة لمن ذاق طعم الكهرباء , وبات يقضي الأيام والليالي بدون كهرباء و بدون ماء , وتراءت نصب عينيه خيالات العصر القديم , عصر الحياة , من قبل أن تنشأ الحياة , فهاهو يعاصر الأشباح , والسحر بدون أدوات قديمة ولا حديثة , وفي خدعة زائفة , من ألفها الى يائها .
الحيرة أقل عدمية من اليأس , فليست الحيرة سوى بدائية صحراوية و يمكن القياس عليها وتمثيلها بتوقف الزمن , وامكان عودة الحياة الى الوراء .
السماء في ليل الحيرة تنير بلا قصد , عن طريق قمرها , ونجومها طريق الحائر ببقايا وعيه , ومن هنا يظهر الكون الاهيا بجدارة تامة ليفائل أو ينير درب الحائرين , في تقاطعات متشابكة هي مصدر حيرة الحائرين , ولكن الأمل الممنوح هاهنا , هو أمل أخروي وليس دنيوي , لأنه من النوع , ماذا سيفيدك التأمل والحيرة و بل النظر الى كنه أشياء و ومهما كان متطاولا و فالنظر سيعود إليك , كاسفا و وحسيرا و وممتلئا بالحيرة وبأكثر مما بدأ أول مرة , ومن هنا سيقسط في لجة الأسى كل من يستنجد رحمة من السماء .
كتاب السماء , المفتوح على الأزل والأبدية , هو متاهة للحائرين , وله ستنحني رقاب أهل العلم , للفوز بلحظة إشعاع , وهو مقصد التائه , بلا حدود , من هنا الى ما ينته من سلسلة الجدود .
انه اليأس الفظيع , فما هو شكله ولونه ؟!
مجرد لفحة منه , وجدت نفسي ميتا , وأذكر أنه رغم التعولم الكاذب , والعلمانية العميقة , والتركيبية المدهشة , فقد قررت أنني أنا الشهيد , فقد شهدت على موتي بأنني , أنا الطيف العابر باسم الله , وأنه هو الكون الأكيد , وأنا الشك العابر , وشتان ما بين القطرة والمطر و وما بين الرملة والصحراء ..!!
لست غبيا بما فيه الكفاية , حتى رغم حالتي الطوارئية , فلقد اكتشفت من العولمة المقيتة في عصر السحابة السوداء ورصاص احتراق مكائن الاحتراق الداخلي , بأن سمية قاتلة لي تحدث قبل موت الأشجار .
تقانة موت الحياة , لن يسعدنا فيها من اللحظات غير صمت الكهرباء , وضياء الكون وصوته الصامت في كذبة رهيبة , بل وفي حالة استهزاء و غطى عليها , التصور الطفو لي و وهو المعادل الموضوعي في البحث عن حياة أفضل , وأن لم يكن لنا مباشرة , فعلى الأقل لأجيال من بعدنا ...!!
لست من الشطار والقافزين , ولا احلم بلعب مثل هذا الدور مطلقا , بل إنني ممن يفضلون حياة البرية و على ركب قطار حضارة الكترونية بلا إنسان , ولست ممن يرى الآلة بديلا عن المتخلف عن فهمهما بلا حدود , وكأن
المطلوب هو لعن الجدود و من عهد عاد الى زمن ثمود .
من تجربتي الشخصية اليائسة الى حد بعيد اكتشفت موت اليأس العميق , وكم تهربت من حالة الموت قبل الأوان و وهو من نوع العبارة الشعبية ك لاتمت قبل أن يأتيك الموت , ووجدت فيها فضاءا للحرية , وفضاء للمتعة الزائدة عن اللزوم بل ولامست حدود الكذب بعهر فظيع .
وليس آخرها حين مت وعدت للحياة ثانية ؟!
كنت ساعتها وحيدا , وبعيدا جدا عن الحيرة بل في قلب اليأس , وعرفت فيما بعد , أنني في مت قبل الأوان , ورغم كونييتي , فقد وجدت نفسي لا أموت إلا أن يشاء الله , وكانت لحظة هزؤوا شديد للغاية تسموا على الحيرة واليأس , فالموت والحياة ليسا مجرد انفعال , أو قرار , أو حيرة من سؤال , بل ويأس من امكان الحصول على جواب , وهو مصدر الموت غير الأكيد ...!!
قبل أن أموت وأعود الى الحياة ثانية , كنت قد قررت أن أقابل عوامل القتل وجها لوجه , ولكن الموت رفض مقابلتي وجها لوجه , فهو يرفض نفث سمومه , ومواجهة هلعي بالهروب منه , وتسجيل إمكانية الخطأ الحادث , حين أهرب منه بنجاح , وهذا من نوع اللامعقول , وغير المقبول .
وجها لوجه و وبرغم نوبات الحيرة و لا يتحقق الموت الأكيد , فالسيارات المسرعة بشكل جنوني في شوارع مصممة بطريقة ( تخ - طيط ) تتطلب منا اكتشاف أسلوبا لمواجهة الخطر الداهم و وعدم الاغترار من جوائز الدولة التشجيعية , وللضرورة أحكام .
أمام التكنولوجيا , سأبتلع المزيد من سموم غاز ثاني أكسيد الكربون , ولذلك من المفيد بالنسبة لي , هو إدارة الظهر , لتلك المكائن المرتعدة , وحدث ذلك ذات ليلة 5-2-2005 حين وجدت نفسي , وعلى الضد من اتجاة السيارات , أحلق غائبا , بل ميتا , من قبل أن أحيا , ولم أجد من القاتل , ولامن الجوار القاتل , غير الموت الذي يفوق الموت الرحيم ,ولكن ما يفوق الجميع , هو وحده من يقرر الموت المبكر والمتأخر , ولا قيمة للسلطان أو الحاكم , ولكن سؤالي مابين الحائر واليائس , هل يوجد حياة أو موت ؟ سيظل فعلا بلا جواب ,
كيف مت وعدت الى الحياة ثانية ؟
أذكر بكل أمانة علمية , أن الموت كان محطة استراحة حقيقية و لكن العودة للحياة مصدر الم فظيع للغاية , والموت راحة أبدية , بينما الألم وكل ألطلق هو الحياة لمجرد الحياة , ولسبب بسيط , كيف تمضي الحياة بين الحيرة واليأس ..؟!
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة للبيك وليد جنبلاط
- هستريا مجاز وفصام اعجاز
- .. أحمل فانوس (ديوجين ) بحثا عن سوريا
- الدكتور عبد العزيز الخير في سجن لاخير
- انا مع سوريا ظالمة أو مظلومة
- ارهاصات مربعة
- حبابتي ترفه
- العقل المعتاد والعقل خارق العادة ؟الجزء الأول
- ( جحاش برازي )
- جنون الأسمر
- سحقا لحضارة البلاستيك ..
- نوار سعيد ,هل من مزيد ؟
- الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟
- هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟
- جلاقه .. وليسلم العراق
- دعوة الى بعج السفينة ؟
- بين الصقور والحمائم هل تجرد العمائم ؟
- عقل معتاد وعقل خارق للعادة ؟
- الأ فلتحيا تشي غيفارا
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة ؟


المزيد.....




- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...
- ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات ...
- اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...
- حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
- خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة
- لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنسا
- استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي ...
- قائد الثورة: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ?أيهما أخطر الحيرة أم اليأس