أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمر أبو رصاع - إغتيال الحريري والإنسحاب السوري















المزيد.....

إغتيال الحريري والإنسحاب السوري


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يطل سؤال مركزي في غمرة الحدث الحالي من نفذ هذه الجريمة الآثمة في قلب بيروت والتي أودت بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومن معه ؟ ولماذا ؟ ... ومن هو المستفيد الحقيقي من هذه العملية ؟ وماذا يريد ؟

المستفيد منها تماما هو من نفذها ، هذا ما يقوله المنطق أليس كذلك ؟
رفيق الحريري الزعيم الملياردير السني العائد إلى لبنان عبر إتفاقية الطائف والمعروف بعلاقته المميزة بالنظام السعودي والذي كان على مقربة من القصر الجمهوري السوري لفترة طويلة قبل أن يغادر عربته اللبنانية إلى المعارضة التي راحت تشتد في الآونة الأخيرة عقب قرار الأمم المتحدة القاضي بإنسحاب سوريا من لبنان وعقب وضع الكماشة الطاحن الذي تواجهه سوريا بعد إحتلال العراق ، من الطبيعي وربما المشروع في العرف الذي ينتهجه الساسة أن لا يراهن أحد على حصان خاسر ، والجو العام بلا شك ينبئ أن النظام السوري في مأزق سياسي خطير ، ويواجه أزمة واسعة النطاق داخليا وخارجيا .
ألم تخطئ سوريا عندما أصرت على إعادة إنتخاب إميل لحود رئيس للجمهورية ؟
إرتكبت خطأ سياسي إستراتيجي ، حين عرضت بالشرعية اللبنانية حتى ولو من حيث الشكل وكما نعلم صوت لسوريا ممثلة بلحود أغلبية ساحقة في المجلس النيابي اللبناني فلماذا لم تختر سوريا شخصا آخر غير لحود وتحول دون المعركة الدستورية التي رفضت التجديد؟
وما كان أغناها عنها ، ففتحت على نفسها بوابة جهنم التي لا تقفل والتي كان المتربصون الكثر ينتظرون هذه الفتحة ليلجو المستنقع منها .
طبعا الساسة الذين يقودون لبنان زعامات الطوائف والمصالح الأرستقراطية والبرجوازية اللبنانية الجديدة رسخت لديهم قناعة أن الوقت قد حان لرفع يد سوريا عن لبنان في ظل الظرف السياسي الحصاري القاسي الذي تواجهه سوريا إنها اللحظة الأنسب ليعلن فيها الزعيم الدرزي وليد جمبلاط ما كتمه دهرا من أن البعثيين السوريين هم المتهم الأول بتصفية وإغتيال والده زعيم الحزب الأشتراكي الديموقراطي وزعيم الطائفة الدرزية الذي إرتبط بقوة بالسنة وبالمقاومة الفلسطينية كمال جنبلاط الذي كان يعارض سوريا ، لم يأتي ذلك عبثا فوليد جمبلاط الذي وجد نفسه لأكثر من عقد وحرصا على مصالح الطائفة ومصالحه الأرستقراطية الوراثية إقتصاديا وسياسيا مضطرا لمهادنة سوريا بل والتحالف معها إنقلب عليها كما إنقلب رموز الطائفة المارونية سواء الدينية أو الأرستقراطيةعلانية في لقاء قرنة شهوان بالرغم من أن الكتائب اللبنانية كانت من طلب العون السوري لإنقاذها في بيروت ، لن نعيد تاريخا قدرما يعنينا أن ننبه أن الساسة اللبنانيون لا تحركهم إلا المصالح أي مصالح ؟
مصالح الطبقة السياسية أولا في السلطة ومصالحها الإقتصادية دائما ، المجموعة التي حركتها فرنسا ضدا على الوجود السوري اليوم هي التي تقف في خندق الإتهام لسوريا بتدبير إغتيال الحريري لأنه إنقلب عليها ، والواقع أنه من الغباء السياسي منصرف النظير أن يقدم النظام السوري في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه على مثل هذا العمل الذي يعتبر هو تماما الخاسر الأكبر فيه وهو المحاط بجو ملبد بالغيوم يستهدف وجوده برمته .
سوريا تدخل مأزقا عويصا الآن فما هو المطلوب من سوريا ؟
سوريا كما أرى بحاجة إلى خطوة إستباقية سياسية ذكية تخرجها من هذه الورطة إنها بحاجة إلى إعلان ترتيب مؤتمر لجميع القوى اللبنانية وهي لا تزال تملك ورقة لبنانية قوية هي الطائفة الشيعية كبرى الطوائف اللبنانية ممثلة بحركة أمل وحزب الله لإعادة ترتيب البيت الداخلي اللبناني بما يرضي الطوائف اللبنانية ويحفظ مصالحها السياسية ، إنها بحاجة الآن إلى ترتيب إنسحابها من لبنان وإرضاء القوى السياسية اللبنانية وإعادة تنظيم العلاقات السورية اللبنانية على هذا الأساس ، حتى لا تسمح بتحويل الساحة اللبنانية إلى خاصرة تتلقى منها الضربات المؤلمة ، سوريا بحاجة في الساحة اللبنانية إلى تحويل ورقة الضغط عليها الممثلة بالإنسحاب تنفيذا للقرار 1559 إلى ورقة قوة وقوة سوريا في لبنان لا تتمثلا حصرا بوجودها العسكري قدرما تتمثل بحلفائها الأقوياء في لبنان ، الساحة السياسية اللبنانية بكل نسيجها الفسيفسائي ليست ساحة موحدة كما قد نتوهم وهي دائمة التفكك وإعادة التركيب ومن هو حليف فيها اليوم يكون عدوا غدا وسوريا ليست ضعيفة لبنانيا كما قد يوحي ظاهر الحدث البناني بل هي أقوى الموجودين في الساحة اللبنانية حتى وإن إنسحبت من لبنان ، والمراجع المدقق لتاريخ لبنان يعرف جيدا أن دمشق محطة مركزية في السياسة اللبنانية ، وعقب وجودها الطويل وما أسفرت عنه الحرب الأهلية الطاحنة من نتائج سياسية تعزز مركزها داخل لبنان ، والحكمة تقتضي أن تستعيض سوريا عن وجودها العسكري المباشر بنفوذها السياسي القوي في لبنان وهي لعبة سياسية ربما أكثر تعقيدا لكن الحتمي أنها تعزز موقف سوريا وتحول دون أن تصبح لبنان مركزا للهجوم على سوريا نفسها .
في ظل الفسيفساء اللبناني السياسي الطائفي من قبل وبعد لا مكان للدولة اللبنانية كما يتوهم البعض فالموجود في لبنان سابقا والآن ما هو إلا شكل سياسي لتقاسم السلطة بين الزعامات اللبنانية وما تمثله من طوائف ومصالح إقتصادية ، ولا زالت بطاقات هوية المواطن البناني تحمل الألقاب الأرستقراطية إلى اليوم " الأمير فلان والشيخ فلان "
ولا زال دستورها وقانونها طائفي بكل المقايس رئيس الجمهورية مسيحي ماروني ورئيس الوزراء مسلم سني ورئيس مجلس الشعب مسلم شيعي ، حتى المناصب العسكرية والوزارية توزع على أساس القسمة الطائفية ، لقد عمقت الحرب الأهلية القسمة الطائفية اللبنانية بشكل بشع ورسخت قوائمها ، وزعامات المصالح اللبنانية هم أول من يقرع طبول الحرب الأهلية دائما فلا فرق بين دور إنتهازي متطفل إقتصاديا وأميرحرب ، ما موقع ورقة المقاومة اللبنانية في المشهد الحالي مع أنها تلتزم الصمت التام حاليا وهل إغتيال الحريري الآن يشكل خطرا عليها ؟
إذا كان دعاة الخروج السوري من لبنان اليوم يضغطون بقوة في هذا الإتجاه فإن الطائفة الشيعية اللبنانية ممثلة بحركة أمل وحزب الله والتي لا يقل ثقلها عن أربعين في المئة من الشعب اللبناني حلفاء أساسيين للنظام السوري وهم من كان يمارس المقاومة في الجنوب ويملك الجزء الأهم من أوراق القوة اللبنانية فهل إنسحاب سوريا من لبنان بعد إغتيال الحريري يضعفها ؟
سؤال ليست إجابته سهلة ويتوقف على كيف ستتعامل سوريا مع الحدث
فالفرق كبير بين أن ترتب سوريا خروجها مع اللبنانيين وأن يتم إخراجها ، وإنسحاب سوريا من لبنان لا يمكن أن يتم إلا بالترتيب معها وبما يحفظ مصالحها السياسية وإلا دخل اللبنان مرة أخرة بحيرة الدم الطائفية .
[email protected]



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يرجع اللحن عراقيا
- مزابل التاريخ تنتظركم
- هذا ماقاله لي سعد زغلول
- أنا الحلاج يا وطني
- دمشق
- الفكرة القومية _ 4
- الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمر أبو رصاع - إغتيال الحريري والإنسحاب السوري