الإعلام الفلسطيني...مستقبل واعد للقضية الفلسطينية أم هلاك لها؟!

ريتا رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 19:24
المحور: الصحافة والاعلام
    

يدهشني كثيرا ما أراه أثناء تصفحي للمواقع الإلكترونية كل صباح من تزايد كبير جدا في عدد الصفحات والمواقع الفلسطينية الإخبارية والتي رغم كثرتها وضخامتها ما زالت عاجزة عن حل أبسط مشاكل وقضايا الشعب الفلسطيني أو حتى المساهمة في خلق جو من اللحمة السياسية وانسجام الشرائح المجتمعية بل كثيرا ما تعمل على تعميق الخلافات وخلق حالة من الفوضى الإعلامية التي للأسف تشوه التاريخ والتجربة الإعلامية الفلسطينية ...

هذا ما يدفعنا للبحث عن التحديات التي تضعف إعلامنا الفلسطيني وتمنعه من التقدم والمساهمة الفعالة في بناء مجتمع فلسطيني قادر على قيادة المرحلة القادمة وربما أكثر ما أثار غيظي هو انسياق إعلامنا وراء القيم الحزبية والسياسية وبالتالي تضييق المجال أمام حرية الفكر في المواد الإعلامية المنتجة وعدم عكسها سوى مواقف ووجهات نظر الجهة المسيطرة سواء كانت لحزب معين أو حتى للحكومة..

بداية على المؤسسة الإعلامية أن تتعلم كيف تتحرر من تبعيتها و تنطلق إلى فضاء أوسع من حرية التعبير لتتمكن من عرض الصورة بكل مصداقية وبدون أي تشويه من ثم السماح للمواطنين بالتعبير عن أرائهم دون أي ضغوط أو تهديد يمنعهم من الإدلاء بمواقفهم من أعماقهم مما يعزز مبدأ الديمقراطية للمواطن وراحته التامة إزاء اهتمام أجهزتنا الإعلامية به واحترام رأيه ومنحه حقه الكامل في التعبير مما يدفعه إلى العمل على أن يكون مواطن منتج وأن يقوم بواجبه على أكمل وجه..

ثانيا لا بد من التخلص من الطريقة التي اعتاد عليها إعلامنا في الخطاب والقائمة على أساس التخوين لكل ما يعاكس وجهات نظرهم والرد بعنف على من لا يتفق معهم واستخدام الصراع كوسيلة لإجبار الطرف المقابل على القبول بما يتم التصريح به .. و التخلص من سياسة تكتيم الأفواه التي يمارسها إعلامنا يوميا حتى نتمكن من تحقيق أي تقدم ملموس وعلينا أن نسعى بجد لتوفير الفرصة لوجود تنوع في الخطاب السياسي حتى تتاح للمواطن الفرصة أن يميز بذاته بين الصواب والخطأ وبين الحقيقة والسراب ...

ثالثا على الأجهزة الإعلامية الفلسطينية أن تدرك جيدا خطورة وأهمية الحرب الإعلامية التي نتعرض لها وأهمية الخطاب الدبلوماسي في عرض قضيتنا العادلة أمام العالم لنتمكن من تحقيق أهدافنا وطموحاتنا المستقبلية على أرضية صلبة ومن منطلق شريف يؤهل لإعلامنا أخذ فرصته الحقيقية ليس في الحياة السياسية فحسب بل بالاجتماعية والثقافية كذلك...

إعلامينا الأعزاء...المسؤولية على عاتقكم ثقيلة جدا...فأنتم من عليكم أن تحملوا هم الوطن بكل ثقة بأنكم أنتم الأفضل في رد الدعاية الصهيونية بتهويد القدس وباقي فلسطين المحتلة.. إن هناك حقيقة واضحة جدا تؤكد الدور الصهيوني الإعلامي التعبوي الذي يعمل على غرس السياسات التي يرسمها صناع القرار في عقول المواطنين الصهاينة للدفاع عن قضية معينة تحددها أولويات المرحلة لتحقيق أهدافها وأيضا في إقناع العالم بأن الشعب اليهودي هو المضطهد دوما وعلى الدول الكبرى أن تقدم لهم كل الدعم والمساندة دوما...

هذه المرحلة في تاريخ الصراع بيننا وبين الصهيونية هي جدا حرجة وحساسة وتتطلب منا أن نكون واعين جدا وقادرين على إدارتها بكل عقلانية بالذات مع حالة التيه هذه التي يشعر بها الكثير منا وتجعلنا عاجزين عن تحقيق أولوياتنا ..الآن بتنا جميعا نعلم أننا لن نحرز أي تقدم ملموس طالما ما زال ينتشر فينا سم الانقسام اللعين وتحرقنا ناره بكل لحظة في ظل عدم وجود قيادة فلسطينية حقيقية يمكن الوثوق بها وبقدرتها على إنقاذ القضية الفلسطينية ...أن نعود مجدد ونتحدث عن المصالحة ككل مرة هو أمر غير مجدي بنظري وربما السبب في عدم أهمية التحدث عن الطرف المعرقل هو أننا حقا سئمنا من كلا الطرفين ومن تبريراتهم اللامنطقية ...لذا ...لم يعد يمكننا المراهنة على أي منهما نستطيع فقط أن نثق بأنه ما زال لدينا في هذا الوطن إعلاميين يتمتعوا بالقدرة على نشر الحقيقة وتوعية المواطن اتجاه ما تمر به قضيته وحثه على التمسك بأراضيه المحتلة وحقه بالعودة وتقرير المصير وأن نعمل جادين على تربية أطفالنا ليكونوا جاهزين على الخوض في مرحلة مستقبلية حاسمة للقضية الفلسطينية وأن نعمل على ربطهم بأرضهم وضرورة تمسكهم بها وترسيخ حق العودة وحماية المقدسات والتضحية بكل ما نملك من أجل الوطن لإفساد المساعي الصهيونية في تهويد أرضنا والسيطرة عليها ...علينا تحديد استراتيجيات فعالة لرد الدعاية الصهيونية وإفشال مساعيهم في السيطرة على أراضينا ....

الإعلام الفلسطيني وحده من بيده الآن أن ينقذنا من هذه الحالة التي لا ندري أين نحن منها ...ثقتنا بإعلامينا كبيرة ونحن على يقين تام بأنهم الأقدر على مساعدتنا في المحافظة على الثوابت...دمتم للوطن الأمل...

#ريتا_رضوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات