محمد الفيصل
الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 18:50
المحور:
المجتمع المدني
لأول مرة اشعر بالكلمات وهي تتخلى عني منحنية أمام عظمة الصرح الذي أود التحدث عنه ، فانا أرى نقابة المحامين اكبر من أن تحتويها الكلمات لما أدته من دور مهم وحساس في الدفاع عن سيادة القانون ووحدة أبناء هذا الشعب منذ تأسيسها ولغاية الآن ، وهي التي استطاعت الوقوف بوجه جميع التحديات محافظة على مهنيتها واستقلاليتها دون أن تتمكن السياسة ورجالها من جرها إلى الدهاليز المظلمة التي تبعدها عن المواطنين وهمومهم التي طالما شاطرتهم بها وكانت الصوت المعبر عنها ، لقد كانت نقابة المحامين ولا تزال رمزا للعطاء فهي التي خرجت رجال السياسة الكبار ابتداء بأول نقيب لها الذي تبوأ رئاسة الحكومة في وقته وانتهاء بأغلب رجال البرلمان اليوم من المحامين ، وهي ذات البصمات القانونية المميزة في تاريخ العراق الحديث والتي تجلت بوضوح عندما استطاع نقيبها كتابة أول دستور لجمهورية العراق خلال ثلاثة أيام ، وهي من رفد الساحة القضائية بخيرة القضاة الذين امتازوا بالحيادية والنزاهة والحفاظ على تاريخ القضاء العراقي ناصعا ورصينا ، وهي من تبنت القضايا الوطنية ودافعت عن حقوق المعتقلين في السجون ووقفت ضد هيئات التحقيق الغير قانونية في المعسكرات والثكنات العسكرية ، وشكلت هيئات للدفاع المجاني عن حقوق المواطنين الضعفاء ، ولم يقتصر دور نقابة المحامين على الساحة المحلية ، بل تعداه لتشارك في تأسيس اتحاد المحامين العرب الذي يعد واحدا من اكبر المؤسسات القانونية العربية ، وكانت صاحبة اليد الطولى في قراراته ومواقفه المشرفة ، كما نهضت بواجبها الوطني تجاه العراق بالعودة القوية الى الساحة الدولية من خلال بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ النقابات العراقية وهي افتتاح ممثلية لها في قلب أوربا في باريس .
إنني في غمرة تزاحم الكلمات استطعت أخيرا ان أتمالك زمام قلمي ليخط أروع عبارات التهاني لزملائي كافة بذكرى تأسيس نقابتنا العتيدة ذات التاريخ المشرف والمستقبل المشرق ولا يفوتني بهذه المناسبة من استذكار زملائي من شهداء المهنة الذين قدموا أرواحهم ودماءهم وهم يؤدون رسالة المحاماة المقدسة وعزاؤنا بهم أننا سنبقى سائرون في طريق العدالة للحفاظ على قدسية القانون وسيادته .
#محمد_الفيصل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟