أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل حسن الدليمي - قتل أباه وكبّر














المزيد.....

قتل أباه وكبّر


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 11:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قتل أباه وكبر
كامل حسن الدليمي
في أغرب الفصول العشائرية وأخطرها مضمونا ونتائج على الصعيدين الديني والإنساني كنت قد حضرت في مضيف الشيخ الجليل الحاج رعد الحاج علاوي المحمدي الدليمي شيخ مشايخ المحامدة الدليم في بابل والفرات الأوسط في منطقة البكرلي مركز محافظة بابل وهو من شيوخ العراق الساعين للملمة الشمل وتسوية الجراحات النازفة بروح وطنية معبرة عن معدن العراقي الأصيل الواعي لخطورة المرحلة ، وقد أسهم خلال هذه السنوات العجاف إسهاما مباشرا في توعية وتوجيه أبناء عشيرته وسواهم بضرورة التوحد من أجل العراق ، متواصلا مع كل شيوخ العراق الشرفاء حاثا على العمل لتفويت الفرصة على أعداء الإسلام والعروبة، ولعظم ما حدث ويحدث في البلاد بعد عام 2003 المشؤوم الذي أدخل على العادات والتقاليد والأعراف العراقية المدخلات التي تشمئز منها النفوس، وترفضها العقول، وتتناقلها الألسن للتندر لغرابة مضامينها عن بلد يعد قلب العروبة النابض ، وفيه عمق كبير للإسلام وللعروبة مهما حصل.
في يوم الجمعة الموافق الثلاثين من أب توافد رؤساء العشائر العراقية الشرفاء من اغلب مدن العراق لإنهاء نزاع دام قرابة ست سنوات على خلفية اختطاف وقتل شاب في مقتبل العمر يسعى للعيش بكرامة ، يمارس عمل نقل طابوق البناء من ديالى إلى محافظات الفرات الأوسط ، وقد حضر شيوخ أجلاء وحكماء واعيان من كل من العاصمة بغداد الحبيبة ومدينة البرتقال التي تحولت إلى مدينة دم دافق من أجساد العراقيين على اختلاف انتماءاتهم لان أهلها طيبون كرماء ، ومن مدينة الكرم والسخاء والشجاعة انبار الاصالة وقيم الشرف، ومن مدينة صلاح الدين الأيوبي رمز البطولة والتضحية ومن الموصل الحدباء أم الربيعين ، ومن النجف الاشرف مدينة العظماء ، وكربلاء المقدسة مدينة الأبطال والشهداء ، والقادسية التي أعلت راية الإسلام وأطاحت بعنجهية الفرس على العرب وربما حضر آخرون من مدن حبيبية فاتني ذكرها ، وجلس الرجال مجلس العرب الأخيار آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر داعين بجهد كبير لإصلاح ما فسد بين عشائر أصيلة وقع أبناءها ضحية التيارات الدخيلة وانجرفوا دون وعي مصدقين برؤية الجهاد والمجاهدة لإخراج الغاصب المحتل للأرض والمنتهك لكل القيم الإنسانية وتناسى الشباب أن للمحتل أساليب متطورة للإيقاع بالمواطنين والوقوف بعيدا عنهم هازئا ومتفرجا وهم يقتتلون مع بعضهم بسند وتمويل منه وليس في القصة بحد ذاتها تكمن الغرابة فهي حدثت ولا زالت تحدث المئات منها يوميا رغم الترقيعات التي يتظاهر بها الإعلام السياسي الذي يحاول جاهدا تغطية الفشل الذريع في القضاء المبرم على أذناب المحتل ممن عاهدوه على الإيفاء بالتزاماتهم الرامية تفتيت النسيج العراقي المتماسك بعون الله وهمة الغيارى من أعمدة القوم كمثل هؤلاء الشيوخ الذين حضروا اليوم.
قلت ان الغرابة لم تكن في القصة التي اجتمع الشيوخ من أجلها بل بالقصص التي رواها بعض المشايخ الكرام عن حالات لم تحدث لا في جاهلية العرب ولا زمن الرسول (ص) ولا عبر عصور ضعف الأمة ضاربة بكل أدبيات الإسلام عرض الحائط خارجة عن كل أديان الأرض ولن أنقل هنا قصة ألفها العراقي في ظل الاحتلال بل سأروي بعض الأمثلة الأكثر غرابة :
حدثني شيخ جليل من شيوخ مدينة ديالى بالقول :
( أن لرجل ابناً كان قد انتمى لما يسمى بدولة العراق اللاأسلامية قاصدا جهاد المحتل حسب زعمه قدم يوما على والده لينهيه عن التدخين وان شيوخه قد أفتوا له بحرمة السيجار وان متعاطيه كافر الحسنة في قتله ، حذر الشاب والده ومضى لسبيله،ولما عاد ووجد اباه لم يزل يدخن حمل سكينه وذبحه أمام عائلته ذبح الخراف قائلا " ماذا سأقول لرسول الله عندما يحاسبني عنك وانت مدخن لاتنتهي" مكبرا باعلى صوته حازاً رأس والده الذي نهى الله عن زجره بأف .
هذه رواية بشهود كرام حصلت بالفعل وهي ليست من نسج الخيال ليعلم الجميع أن المؤامرة على العراق أخطر من قاعدة أو دولة لا إسلامية أو ....
أما الرواية الثانية التي يقشعر منها البدن هي الأخرى من الدخائل الخطيرة :
( أن لرجل من أهالي مدينة ديالى أيضا ثلاثة بنات شابات جميلات لهن شقيق يعمل مع هذه المجاميع الضالة ، قاد ثلته العفنة لتزويج أخواته منهن دون عقد نكاح والتي ترفض تقتل على مسمع ومرأى الشقيق وقد رفضت أخواته الثلاثة فتم ذبحهن أمامه دون أن يرف له جفن )
وقد نقل لي بعض المشايخ الكرام قصص يندى لها الجبين عن أفعال لازالت تحدث في هذه المدينة التي ابتلاها الله وغضب على أهلها الطيبون لتراخيهم عن الاعتماد على أنفسهم والتناخي لطرد شراذم الاحتلال وأيتامه الضالين والسيطرة على أبناءهم المغرر بهم .
والحق أقول أنه لو تهيأ للمجتمع عدد من أمثال الشيخ الجليل رعد الحاج علاوي الدليمي بهذه الروح الوطنية الوثابة وبهذه القدرة على تصريف الأمور والتقريب بين وجهات النظر لسرنا في طريق الإصلاح بوقت اقصر مما نتوقع فقد خرج الجميع في نهاية الجلسة "حبايب" ليس كما يفعل سياسيو اليوم يبتسمون للكاميرات فقط وتكفهر وجوههم وتتغير مواقفهم بعد الجلسات ، شكرا للرجل الرمز شيخا ورجل ثقافة لما يحمل من صفات خير لا يمكن اختصارها بهذا المقال الموجز لقد علمتنا درسا جديدا أبا أحمد رعاك الله.



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مياسة الحفافة والثقافة
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- متحدث الخارجية الايرانية يحذر من تنشيط الزمر الارهابية التكف ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي: حزب الله فخر العالم ...
- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...
- ماما جابت بيبي.. متع أولادك بأجمل الاغاني والاناشيد على قناة ...
- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل حسن الدليمي - قتل أباه وكبّر