|
سلسلة عن المثليّة الجنسيّة أتحدث-1
جاهدة حبافي-لعريبي
الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 09:26
المحور:
حقوق مثليي الجنس
ابتدءا من اليوم سابدأ في نشر سلسلة عن المثلية- وهي بحث قمت بكتابته في الأونة الأخيرة، اتمنى أن يُثرى هذا البحث باراءكم و معلوماتكم- ألف تحية وشكر لمن يساند قضية المثليّة
متى ينتهي الارهاب والقتل للمثليين والمثليات في العالم العربي ؟
قرأت البارحة مقالا للأستاذة ينار محمد ( 1) عن الأرهاب الذي يتعرض له المثليين العراقيين من طرف الميليشيات الأسلامية، انها فعلا مأساة يندى لها الجبين ، ويقشعر لها البدن. لذا أنا أتساءل الى متى ستبقى المثلية في العالم العربي حبيسة النظرة الدينية ؟
كل الأعتقادات الظنية والخاطئة والغير المفهومة في المجتمع تؤدي دائما الى ضحايا ليس لهم أي ذنب الا ان قدرهم وضعهم في خانات هذه المعتقدات، قدرهم اراد لهم أن يكونوا لا يشبهون القطيع ويشذون عن المجتمع، هذا المجتمع الذي يحكم بالاعدام على كل من خالفه. قضية المثلية في العالم العربي ُتذكرني بماعانه و يعانيه المصابون بالمهق (ألبينوا باللغة اللاتينية-هوغياب صبغة في الأعين والجلد والشعر) في افريقيا. كانت الاسطورة الأفريقية تقول أن كل طفل يلد بالمهق (البينوا) هو ساحر و يجب قتله لكي لاتحل اللعنة على القبيلة، فكانوا يعتقدون أن الشخص الالبينوا لايموت بل يختفي، وأن أعينهم حمراء ولايرون في الليل، وأن ذكاءهم محدود. وبرغم أن الأكتشفات و الابحاث العلمية تؤكد على أن الشخص الألبينوا هو مثله مثل أي شخص، لكن المعتقدات البائدة عند بعض الافارقة لم تتطور الى يومنا هذا وهم يتهمون الالبينوا بالسحر والممارسات السحرية ويٌقتلون بحجة أن أعضاءهم البيضاء تجلب الحظ !
هذا مايفعل الجهل بأناس ليس لهم ذنب ألا انهم ولدوا البينوا في افريقيا...
فقضية المثلية في المجتمعات العربية هي كقضية الالبينوا في افريقيا، فبعض الأفارقة ُمصرين على أن الألبينوا هو ساحر والمجتمع العربي مصر على ان المثليه هي: مرض، شذوذ، فجور...الخ. أن سر الالبينوا قد كٌشف لكن سر المثلية لم يٌكتشف بعد، لذا ستبقى حبيسة المعتقدات الخاطئة، وسيبقى العربي يفكر ان المثلية هي قضية جنس بحتة و ينظر لها بمنظار الشذوذ والمرض النفسي، والفاحشة، لكن الى متى ستبقى المثلية حبيسة هذه المعتقدات ؟ اليس من الأجدر أن نطرحها ونتكلم عنها لتصحيح هذه المفاهيم ، أم السكوت ونفي معاناة فئة ليست بقليلة من الرجال والنساء في المجتمع، فالمثليون في الدول العربية يعانون من عدم تقبل المجتمع لهم، ومن التهميش في ظل غياب شرعية تحميهم. أنه حان الاوان أن يعامل المثليون كأشخاص لهم حقوقهم في هذا المجتمع، وأن يفتح لهم صدره، فكبت المثلية أو محاربتها لن يؤدي الى أخفاءها أو محو المثليين من المجتمع، فكل يوم يولد مثلي في المستشفى.
لقد ظل الناس يؤمنون بما قاله أرسطو قروناً عديدة: عدد أسنان المرأة أقل من عدد أسنان الرجل، هكذا أصدرارسطو فتواه وهو جالس على مصطبته الإغريقية وظل الناس يتناقلون هذه المعلومة إلى أن جاء رجل اسمه فيساليوس وعد أسنان الرجل وأسنان المرأة وألقى قنبلته: العدد واحد في الجنس الواحد، لكن هل سيظل الناس يؤمنون أن المثلية غير طبيعة ؟ كلا لأنه سيأتي يوما فيسالوس آخر لكي يفند هذا الايمان
حكاية عدد اسنان المرأة وأرسطو تُذكرني بهذه المقولة :"هناك دائما أشخاص لتجهيز وتقديم الحساء ثم هناك دائما أشخاص جاهزون لأبتلاعه " . ففي المجتمع العربي فيه اناس وهم شيوخ الدين جاهزون لتقديم أي خرافة عن المثلية وهناك أخرون وهم العامة من الناس جاهزون لأبتلاعها.
لذا قررت أن اكتب هذا البحث لعله يزيل القليل من الضباب عن المثلية. وايضا سيكون من وجهة نظر انسانة مثلية أي لها دراية بالمثلية وترافقني منذ أن وعيت على الدنيا، اتذكر أن ميولي بدأ منذ سن المراهقة أي في سن يبدأ الأنسان يتعرف على ميوله الجنسية والعاطفية.
الهوامش
( 1)
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=297468
#جاهدة_حبافي-لعريبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
المزيد.....
-
الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم
/ ديارمايد كيليهير
-
مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!-
/ خالد عبد الهادي
-
هوموفوبيا
/ نبيل نوري لكَزار موحان
-
المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية.
/ صفوان قسام
-
تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم
...
/ لارا منصور
-
المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية
/ أحمد محمود سعيد
-
المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟
/ ياسمين عزيز عزت
-
المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
/ مازن كم الماز
-
المثليون والثورة على السائد
/ بونوا بريفيل
-
المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير
...
/ سمر حبيب
المزيد.....
|