أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟














المزيد.....

متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 05:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأخبار الواردة من ليبيا، وقبل ذلك من جارتها مالي، عن هدم أضرحة ونبش قبور من يوصفون بأنهم أولياء مسلمين وتفجير مساجد تحمل أسماءهم من قبل إسلاميين متشددين وسلفيين، تدعوا إلى الرعب الممزوج باليأس من إصلاح كثير من أفكار المتزمتين الإسلاميين، وخاصة في شمال إفريقيا. ولقد رأينا على شاشات التلفزة صورا لمساجد وأضرحة كانت قبل أسابيع او أيام تُحفا فنية تشهد على جانب مضيء من مخلفات الحضارة والثقافة الإسلامية. وقالت الأنباء أن السلطات الليبية أدانت هدم أضرحة أولياء مسلمين من قبل إسلاميين متشددين، ووعدت بملاحقة مرتكبي هذه الإعمال. ودان مسؤولون بالحكومة هدم مسجد سيدي الشعاب الدهماني، القريب من وسط العاصمة طرابلس. وقالت التقارير بأن الحكومة ألقت بالائمة على جماعة مسلحة تقول إنها تعتبر مقابر وأضرحة الشخصيات الصوفية مخالفة للتعاليم الإسلامية.

وقد تم تفجير ضريح للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الأسمر، الذي عاش في القرن التاسع عشر، وأضرم السلفيون النار في مكتبة مسجد في مدينة زليتن. وبيّن شريط فيديو بثته شبكة الفيسبوك تفجير الضريح بحضور عشرات المتشددين وسط هتافات "الله اكبر". كما تعرضت مكتبة وجامعة تحملان اسم الشيخ الأسمر لاعمال تخريب ونهب وفق مصادر أمنية محلية.

وشجب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، الذي إنتخب حديثأ، محمد المقريف، "الهدم والتخريب والحرق وإتلاف العديد من الممتلكات والأوقاف والوثائق والمخطوطات التي تمثل حلقة من تاريخ بلادنا". وأضاف إن "تدمير المباني ذات الصبغة العلمية والثقافية والحضارية والتاريخية وتدنيس مقابر المسلمين ونبش القبور الموقوفة شرعا على أصحابها، مرفوضة ومستهجنة ومستنكرة شرعا وعرفا وقانونا."

أما في مالي فقد دمر ما وُصفوا بمسلحين إسلاميين باب جامع يعود إلى القرن الخامس عشر وستة أضرحة من أصل 16 لأولياء مسلمين في المدينة. وأعلنت اليونسكو عن أسفها للتدمير"المأساوي" لأضرحة تمبكتو من جانب الإسلاميين المسلحين الذين يسيطرون على شمال مالي، وأدرجت اسم هذه المدينة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر.

وإثر هذه الأحداث أعلن وزير الداخلية الليبي إستقالته يوم 25 آب ولكنه عاد وسحبها يوم الثامن والعشرين، وظهر على شاشات التلفزة يتحدث عن هذه التفجيرات بصورة تصالحية قائلا إنه لن يجازف "بخوض مواجهة مسلحة مع اسلاميين متشددين". ودافع عن قرار قوات الامن عدم مواجهة المهاجمين واشار الى ان "المجموعات المدججة بالسلاح ربما تتفوق على القوات الحكومية في العتاد." وقال: "هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد موجودة في ليبيا ولن ادخل في معركة خاسرة واقتل الناس من اجل ضريح."

والحقيقة أن تصريحات الوزير تعادل في خطورتها، إن لم تكن أخطرمن تدمير هذه المقامات، فالقضية قضية مبدأ وثقافة وحضارة والتفجيرات تُظهر عدم التسامح وضيق الأفق وعدم المسؤلية. ويذكرنا هذا بتفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في العراق في شباط عام 2006 من قبل إرهابيي القاعدة، وادّى إلى اشتعال الفتنة بين سنة العراق وشيعته المخلصين للعراق والذين حاربوا، مع صدام، إيران الشيعية ثماني سنوات. ونتيجة لهذه التفجيرات ظهرت العصابات الشيعية التي كانت تقتل السنة على الهوية وتعمقت الهوّه بين المذهبين.

ونذكر أيضا بعض الإسلاميين في مصرالذين نادوا بتدمير الآثار الفرعونية، وكيف قامت مجموعة منهم بقتل 62 سائح الماني في ما يعرف بمذبحة الأقصر في 17 تشرين الثاني 1997.

قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان في آذار سنة 2001، كانت حكومة طالبان تهدد بتفجير التمثال الهائل لبوذا، وثار العالم المتمدن على هذا التهديد، فذهب الشيخ يوسف القرضاوي على رأس وفد من كبار علماء المسلمين ليحاول إقناع حكومة طالبان بالعدول عن عزمها تدمير التمثال، ويا ليته لم يذهب. ففي مقابلة مع قناة الجزيرة بعد عودته مباشرة امتدح القرضاوي طالبان ولم يعارض تدمير التمثال، قائلا انه شرح لزعماء طالبان انه يتفق معهم على مبدأ الهدم ولكنّ "الظرف غير مناسب."



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟
- خطاب بشار الأسد -- إهانة بالغه للشعب السوري
- حسن نصر الله لا يؤيد احتجاجات الجماهير في -دول الممانعة-
- القذافي وصدام حسين والثورة في التفكير العربي
- الشعب الليبي يثور على القذافي -- هل يتحقق الحلم؟
- الظلامية والتخلف في العالم العربي تراجعا خطوة إلى الوراء
- قناة الجزيرة وعقدة الحرب الصليبية
- سوريا ولبنان و-قلب العروبة النابض-


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟