هل يعقل ان نموت من قلب مكسور ؟

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 20:36
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

من المؤسف ان هذا امر شائع الحدوث : شخص كبير السن يبدو صحيحا ومعافى يموت رفيق زواجه , فينهار ويموت بعد ايام او اسابيع قليلة. سبب الوفاة ؟ " مات مكسور القلب " يقول الاصدقاء.
قد يكون ذلك اكثر من مجرد كلام مجازى. فالباحثون يعرفون منذ وقت طويل ان الاجهاد غير المعالج يغمر القلب بمواد كيميائية تجعله يخفق بشكل غير منتظم او حتى يصاب باختلاجات. أما كيف تبتدئ هذه العملية فى الدماغ فقد بقى ذلك سرا.
يعتقد ستيفن م. اوبنهايمر , طبيب اعصاب فى كلية الطب من من جامعة جونز هويكنز فى بلتيمور , ماريلند , الولايات المتحدة الاميركية , انه حدد جزءا من الدماغ يربط القلب بالانفعالات. ان القشرة الجزيرية هى جزء صغير من الدماغ يلتقى عنده الجهاز العصبى التلقائى الذى يتحكم فى وظائف كالتنفس وخفقان القلب , والجهاز الحوفى الذى يعالج الانفعالات كالغضب والخوف والمتعة. ووجد الدكتور اوبنهايمر ان تنبيه القشرة الجزيرية عند الفئران سبب تلفا فى عضلة القلب مشابها للذى يرى عند البشر عندما يصابون برجفان قلبى مفاجئ , وتبين ايضا ان تنبيه القشرة الجزيرية عند البشر يسبب تغيرات فى سرعة القلب وضغط الدم. وتشير هذه النتائج انه من المعقول فعلا ان يموت شخص من قلب مكسور.
يقول البعض ان القلب المكسور كان عاملا فى موت يسوع المسيح الذى جرى التنبؤ عنه بهذه الكلمات : " العار قد كسر قلبى فمرضت " ( مزمور 69 عدد 20 ).
فهل يجب ان تفهم هذه الكلمات حرفيا ؟ ربما , لان الساعات التى سبقت موت يسوع كانت ساعات عذاب اليم - لا من الناحية الجسدية بل النفسية ايضا. وبالاضافى الى ذلك قد يفسر القلب المكسور سبب تدفق " دم وماء " من جرح ناتج عن حربة طعن بها يسوع بعيد موته. فتمزق القلب او احد الاوعية الدموية الرئيسية يمكن ان يجعل الدم يصب اما فى التجويف الصدرى او فى التأمور - غشاء فضفاض ( يحتوى على سائل ) يغلف القلب. وفى كلتا الحالتين يمكن ان ينتج من الثقب تدفق سائل يبدو كأنه " دم وماء " .
طبعا كانت هنالك عوامل اخرى ساهمت دون شك فى موت يسوع السريع نسبيا. وهى تشمل طريقة تعليقه وما عاناه من سوء معاملة قبل ذلك. ولكنه حافظ على الولاء فى ظل ظروف قاسية.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات