|
(( الكوسموبوليتية و منظومة هارب )) و اخافة الشعوب
سلمان مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 20:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان الخوف ، لا التخويف خاصية منحها الله للبشر و للكائنات الحية ، من حيوان و كائنات اخرى كوسيلة من وسائل الدفاع عن الذات و الحفاظ على الحياة و تجنب الاذى او الموت ، وذلك بتحفيز الامكانيات الطبيعية المتاحة للكائنات تلك ، ومنها البشر ايضا ، لاتخاذ ما يمكن اتخاذه لمقاومة مصادر الخوف ، بالمواجهة او الانكفاء على الذات او الهروب . طبعا هذا شئ و التخويف شئ اخر ، وخاصة ان كان ذلك التخويف مصدره البشر ، لان ذلك يعتبر خروجا على نمط الحياة السوية بين النوع الواحد ، مما قد يؤدي الى التفاوت او التقاطع بين مسارات الحياة التي يفترض ان تسير بشكل متوازن ، لتجقيق التوافق و الانسجام بين عناصر الحياة بشر او كائنات اخرى . هذه مقدمة لابد منها حتى نمهد لمعرفة من هم مثيري التخويف نحو الكائنات يصورة عامة و البشر بصورة خاصة ، ما يهمنا هنا ــ فقط ــ عملية تخويف البشر ، لان بقية الكائنات الاخرى و ما يجري من عملية تخويفها من الاخرين او فيما بينها يعد موضوعا اخرآ ، ان عملية تخويف البشر تتم من مصدرين ، خارجي و داخلي و اما كونه خارجيا فيكون بحالتين مادية و معنوية ، من قبل فرد اتجاه فرد اخر او مجموعة من الافراد ، حتى يمكن ان يكون اتجاه مجتمعا بكامله ، او ان يكون مصدر التخويف من مجموعة افراد او من مجتمع كامل اتجاه فرد بعينه او مجموعة من الافراد او مجتمع بكامله ، وحتى يتحقق التخويف لا بد ان يثير حالة الخوف عند من يراد اخافته ، وان ما يحقق ذلك كله هو ادوات و وسائل التخويف ، منها المادية و منها المعنوية ، ومن تلك المادية مثلا الاسلحة بانواعها و خاصة القاتلة ، و تلك المعنوية التي قد يكون تاثيرها اشد من المادية ، لان تاثيرها مركب و متعدد التاثير ، كان يكون نفسيا و اجتماعيا في ذات الوقت ، و يمكن ان يتطور هذا التاثير الى الجوانب المادية لكيان البشر ، على شكل حالات تتناقض مع الحالة البايلوجية و الصحية للفرد و المجتمع ، الشئ الذي يمكن ان يثار هنا ، كان من الممكن ان يحيا البشر متعايشين دون خوف ، غير المخاوف من مصادر الطبيعة ، وهذه ممكن التغلب عليها بتعاون البشر ، السؤال هنا : اذن لماذا هذا التخويف من البشر نحو البشر ؟ و من هؤلاء البشر الذين يقومون بالتخويف ؟ و ما هو سبب قيامهم بعملية التخويف تلك ؟ ، باعتقادي ان البشرية منذ نشاتها كانت تعيش حالة من السلام و الوئام و الامان ، دون خوف و تخويف ، سوى عوامل الطبيعة الغير مسيطر عليها ، بسبب جهل عواملها و الدليل على ذلك هو انهم ــ اى البشر ــ يتداعوا الى الالتئام حول بعضهم البعض كلما دعت الحاجة الى ذلك ، مقتفين في ذلك الالتئام الاول الذي كان من اثاره تشكيل اول اسرة في تاريخ البشرية ، ثم توسعت تلك الى مجموعة من الاسر الى ان تكون المجتمع ، الذي استمر ليومنا هذا و الى ما يشاء الله ، اذن من المعتقد ان التناقضات الاجتماعية و روح التنافس و العمل على تاكيد الذات بين الافراد و الجماعات ، هي التي ادت الى ظهور هذا الذي يطلق عليه عملية التخويف ، و ان الغاية من ذلك هو الاستحواذ على ما عند الغير افرادا و جماعات ، و هذا ينطبق على كامل المساحة الزمنية لتاريخ البشرية و لوقتنا الحالي ، و سيستمر حتما الى كامل الزمن الاتي ، الا اذا اراد الله شيئا اخرا . و بعد ان تطورت المجتمعات و خاصة في جانبها السياسي و الاقتصادي ، و عندما ظهرت الدولة بمفهومها القومي العام و ليس الخاص ، ظهرت عمليات التخويف كمنهج روتيني في التعامل مع الاخرين ، و خاصة بعد ان تم تطوير الاسلحة الفتاكة ذات التدمير الشامل التي قد تصل حد ابادة الجنس البشري عن اخره ، لذلك ما سنتناوله ، هو تلك الاسلحة التي تحاول الانظمة السياسية و الحكومات ( الانانية ) في استخدامها تلك الاسلحة في تخويف و اخافة الشعوب و الدول الاخرى ، بهدف الاستحواذ عليها و ما تملك ، ومن تلك الاسلحة القنابل الذرية و الهايدروجينية الفتاكة ، و لو كان الامر يتوقف عند هذا السلاح كسلاح الذي اثار هذا الخوف لانه بالامكان ايجاد رادعا له ، بل ان مكمن الخوف في محاولة تاطير هذا السلاح بآطر فكرية و ايديولوجية تنظيرية ، بما يعرف ب ( الكوسموبوليتية ) او الاجتماع الذري ، ان هذا الامر قد بدآ بالظهور خلال الحرب العالمية الثانية و ما بعدها ، عندما اصبحت امريكا بمثابة الشرطي الذي يحرس مصالح الحكام على طول مساحة المسرح السياسي العالمي ، معتمدين في ذلك على نجاحهم في احتكار امتلاك الطاقة الذرية و الهايدروجينية و قنابلها ، وخاصة بعد استخدامها اثناء الحرب العالمية الثانية ، بعد القائها على مدينتي ( هيروشيما ) و ( نكزاكي ) اليابانيتين دون ان يكون هناك ضرورة عسكرية لاستخدامها ، غير (( الضغط الوحشي و الارهاب ، ويلاحظ الفيزيائي الانكليزي الشهير ــ بلاكت ــ في كتابه ( النتائج العسكرية و السياسية للطاقة الذرية ) بانه لم تكن هناك اية اعتبارات عسكرية وراء قذف القنابل المذكورة ، بل كان ذلك مجرد مظاهر ارهابية لممارسة الضغط على البلدان الاخرى )) ومن المحتمل بموجب السياسة الامريكية تلك ــ انذاك ــ ان تقوم الادارة الامريكية بالقاء القنابل الذرية ، حتى للاغراض غير العسكرية ، بل لاغراض دبلوماسية ، اثناء ( الحرب الباردة ) من اجل ممارسة الضغوط على الدول و الشعوب الاخرى ، لاملاء الشروط عليها تحقيقا للمصالح السياسية و الاقتصادية لامريكا ، التي من مبادئها انه : ليس لامريكا صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة ، و لم يقتصر الامر في الكشف عن مضمون السياسة العدوانية اتجاه الشعوب من غير الامريكان فقط ، بل تم الاعتراف من المسؤولين الامريكين انفسهم ، فهذا وزير الدفاع الامريكي ــ انذاك ــ المدعو ( ستمسن ) يصرح (( بان السلاح الذري الذي استخدم في اليابان دون ان يكون لذلك اية ضرورة عسكرية )) حيث تمت الاستعانة بهذا السلاح على انتزاع السيادة العالمية ، معتمدين في ذلك على سطوة هذا السلاح ، فانهم يعتقدون انها تمكنهم من نشر سيطرتهم تلك ، معتمدين ــ ليس فقط على الاستخدام المباشر لهذا السلاح ، بل استعانوا بالمنظرين من خلال عمل المعاهد الاستراتيجية ، في وضع هذا السلاح في اطار نظري ، سياسيا و اجتماعيا و نفسيا ، لارباك عقول الاخرين ، افرادا و شعوبا و حكومات ،من خلال ما يعرف ب ( الدبلوماسية الذرية ) التي يريدونها دائما وسيلة ضغط و ارهاب لكل هؤلاء ، و بالرغم من الفشل الذريع للسياسة و الدبلوماسية الذرية تلك ، و خاصة بعد ان ظهرت مرحلة ( حركات التحرر الوطني ) في نهاية الاربعينات و بداية الخمسينات ، و انبثاق حركة ( عدم الانحياز ) ، الا ان السياسة الامريكية لم تتراجع عن تهديدها للشعوب بتلك الاسلحة الفتاكة ، و ذلك عن طريق اقامة ما يعرف ب ( البؤرة الذرية ) التي يتم منها العدوان على الدول و الشعوب الاخرى ، و ما يثبت ذلك ان احد المسؤولين الكبار للادارة الامريكية ــ حينها ــ صرح بالقول (( باننا نملك السلاح القادر على افناء مجموع الحضارة البشرية )) لذلك نرى بان السياسة او الدبلوماسية الذرية الامريكية ، تريد ان تبقي هذا الخطر قائما في نفوس و عقول الاخرين ، حارسا دائما ليحمي المصالح الامبريالية الامريكية و حلفائها ، ومن مظاهر سياستهم تلك ، العمل على تبرير مشاريعهم لاثارة مخاوف الشعوب من حدوث حرب عالمية ثالثة ، حيث يمارس المنظرين للسياسة الامريكية ، حملة ايديولوجية و نفسية ضد الشعوب ، يستخدمون فيها ــ على اوسع نطاق ــ علم الاجتماع و علم النفس و وسائل الاعلام و الدعاية ــ لترويج هذه المخاوف ، و انتاجها من جديد كلما تطلبت الحاجة الى ذلك ، ليس فقط من خلال ( الحرب الباردة ) ، فقد انشآ في عام ( 1950 ) و بآمر الرئيس الامريكي في حينه ، ما يعرف ب ( المكتب الوطني للاستراتيجية السايكلوجية ) و الذي كان يعمل على مهمة تنظيم التهيئة النفسية و الايدلوجية للحرب ، و لم يقتصر الامر على تلك الفترة السابقة بل حتى يومنا هذا ــ حيث سناتي على التخويفات في التالي من الموضوع ــ فقبل اكثر من كذا شهر صرح ( هنري كيسنجر ) مستشار الامن القومي و وزير الخارجية الامريكية السابق في عهد ( ريتشارد نبكسون ) ، صرح قائلا في صحيفة ( ديلي سكيب ) في نيويورك ، بان (( طبول الحرب العالمية الثالثة تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم )) و قد اكد بان ما يجري من احداث في الشرق الاوسط وفي العالم كله ، ما هو الا تمهيد لهذه الحرب المحتملة ، و اضاف بان هذه الحرب ستكون شديدة القسوة ، بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد ــ حسب ما يحلم به ــ هو الولايات المتحدة الامريكية ، ويعتقد ( كيسنجر ) ان اطراف هذه الحرب ، اضافة الى امريكا كل من روسيا و الصين ، ومن اهدافها بالنسية لامريكا هو زوال هاتين القوتين اضافة الى ايران ، التي يعتبر سقوطها مطلب اول لاسرائيل ، وذكر ايضا بان من اهداف هذه الحرب ، احتلال سبع دول شرق اوسطية من اجل استغلال مواردها الطبيعية من النفط و الغاز ، مؤكدا ان السيطرة على هذه الموارد هي الطريق للسيطرة على العالم ، اما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب ، ومن ادوات هذه الحرب من وجهة نظر ( كيسنجر ) هو شن اسرائيل حربا جديدة بكل ما اوتت من قوة لقتل اكبر قدر من العرب ، معيدا الى الاذهان نظرية ( الابادة ) التي تتبناها اسرائيل منذ قيامها ، وحتى قبل ذلك حين تم تاسيس ( الحركة الصهيونية ) ، و يسترسل هذا الذي يعتبرمن بقايا الحرب الباردة ، انه ومن ركام هذه الحرب سيتم بناء قوة عظمى وحيدة ، هي الحكومة العالمية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية التي تمتلك اكبر ترسانة سلاح في العالم لا يعرف عنها الاخرون شيئا ، اذن فالسياسة الامريكية لم تكتف بالتاثير ( الاني و المباشر ) لاسلحتها الفتاكة ، بل تريدها عاملا لخوف دائم ، و ذلك بوضع هذه الاسلحة في اطار نفسي و اجتماعي ، ومن تلك الوسائل المستخدمة لتحقيق تلك الغاية ، ما يعرف ب ( الكوسموبوليتية ) او ( الاجتماع الذري ) الذي يعمل لتهيئة اذهان الشعوب و الحكومات الى تقبل فكرة اقامة ( الدولة العالمية ) بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ، حيث يعتمد منظروا هذا الاتجاه ــ ومنهم هنري كيسنجر كما مر ــ على الهوة التكنلوجية و الاخلاقية و السياسية ، للانسانية و شعوبها ، التي لايمكن ردمها الابخلق امبراطورية امريكية ، تحت عبارات شفافة وقد تكون اكثر واقعية ــ كما يآمل هؤلاء المنظرون ــ كالدولة العالمية او الحكومة العالمية او الاتحاد العالمي ، و لم تتوقف مساعي السياسة الامريكية لتحقيق ذلك لحد يومنا هذا ، ــ كما مر معنا اعلاه ــ حتى بعد ان فشلت تلك الاسلحة و اطرها النظرية في السياسة و الاجتماع و الدعاية النفسية ، و ذلك بابقاء حالة الذعر و الخوف لدى الشعوب القائمة و باستمرار ، وبالايحاء الى امكانية ظهور سلاح جديد اكثر فتكا و دمارا عن سابقه من ( الاسلحة الذرية و النووية ) ــ وفعلا اشار كيسنجر في تصريحه الصحفي المشار اليه اعلاه ، بان امريكا ستعلن بعد حين عن تلك الترسانة من الاسلحة التي لايعرف عنها الاخرون ــ و بالرغم من التعتيم فان المعلومات تشير من خلال وسائل الاعلام ، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ( الانترنيت ) الى ان هناك سلاحا جديدا يعد اكثر رعبا من الاسلحة السابقة كلها ، و يعرف هذا السلاح ب ( منظومة هارب ) و هو سلاح امريكي سري ، مرعب و فتاك لايرى بالعين ، وهو يعتبر بديلا عن ما عرف سابقا ب ( حرب النجوم ) السئ الصيت و الذي اريد به عسكرة الفضاء الخارجي ، و ان هذا السلاح الجديد ( هارب ) قد بدآ البحث فيه منذ عام ( 1990 ) و نفذ في عام ( 1993 ) ، ويقع مركز بحوث ومقر هذا السلاح في منطقة ( الاسكا ) ، ومن خصائص هذا السلاح التحكم بالغلاف الجوي ، حيث يتم تعديل الجو والتحكم به حسب الحاجة ، و ان هذه المنظومة التي تعرف ب ( هارب ) هي نوع من التكنولوجية التي يتم بها التحكم بالطاقة ( الكهرومغناطيسية ) التي تؤثر على الجو ، و ان هذا التآثير او التعديل في الجو يمكن من خلاله عمل انفجار يحاكي ( القنبلة الذرية ) على اية منطقة في الكرة الارضية ، ومن اثار هذه الطاقة التي يستخدمها هذا السلاح السري ، بان يعمل ثقب في طبقة الاوزون او اي جزء من الغلاف الجوي ليسمح بتسرب الاشعة القاتلة على آية بقعة او منطقة على الارض ليتم تدميرها بالكامل و قتل كل اثر للحياة عليها ، بشرا كان او اية كائنات حية اخرى ، ومن اثار هذا السلاح ــ المفترض ــ ان الترددات التي تنبعث عنه تاثر على مخ الانسان فتعمل على زيادة حرارته ومن ثم اتلافه ، كذلك يعمل على تحفيز عوامل حدوث الزلازل و البراكين ، كما حدث في زلزال الصين في 13 / 5 / 2008 و الذي كان بقوة ( 8 ، 7 ) درحة على مقياس ( رختر ) ، الذي راح ضحيته ما يزيد على ( 10 ) الاف قتيلا ، ولقد اعتقد اول الامر بانه زلزال طبيعي ، غير انه عرف بعد ذلك انه ليس كذلك ، فقد تم رصد ( سحب ايونية ) فوق مكان الحدث قبل الزلزال بوقت قصير ، و من الخصائص العسكرية لهذا السلاح ، انه يعمل على جعل جزء من الجو مرآة لتحديد مكان و مكامن الغواصات في البحار و المحيطات ليتم تدميرها . الذي يتبين مما تقدم ، ومهما كانت نسبة و دقة و صدقية هذه المعلومات ، فان خطورتها على الشعوب و الانسانية تكمن في حالة التوجس و الخوف و الرعب الذي ينتاب البشر و بشكل دائم ومستمر من هذا السلاح ــ المفترض ــ فان اثره النفسي و ما ينعكس على الجوانب الاجتماعية قد يكون اكثر خطورة من السلاح ذاته ــ ان كان موجودا فعلا ــ وهذا يذكرني بحكاية من التراث ، حيث كان هناك طبيب حاذق و له تلميذ يساعده في عمله ويتعلم على يديه ، ومع الايام بدآت مواهب هذا التلميذ تظهر فاصبح يتفوق على استاذه ، فذاكر الاستاذ تلميذه بالامر ، وانه من غير الممكن ان يبقى الاثنان سوية ، فلابد من رحيل احدهما باي شكل كان ، فاقترح الاستاذ ان يصنع كل منهم سما ليتجرعه الاخر ، على ان يصنع هذا الاخر ( مضادا ) او مايعرف ( ترياقا ) ليبطل مفعول السم ، فاتفق ان يصنع الاستاذ السم اولا ليتناوله التلميذ فحصل هذا ، و تمكن التلميذ من تلافي اثر سم استاذه بترياقه ، ثم جاء دور التلميذ الا انه اخذ يسوف بالوعود ، فكل مرة يقول له غدا وهذا الغد لم ياتي ، الى ان بدات علامات الضعف و الهزال تظهر على الاستاذ كلما طالت مدة التسويف ، وقد يكون مصيره الفناء المحتم لو استمر هذا الامر هكذا ، المهم ان مغزى هذه الحكاية ان الخوف اذا اقترن بالتخويف سيكون اكثر اثرا من الخوف ذاته ، الذي يمكن ان يكون السبيل للنجاة احيانا ، اذن هكذا السياسة الامريكية اتجاه الشعوب ، حتى لو كان الذي يخوفون به غير حقيقي ، ولم تتوقف عملية اخافة الشعوب عند هذا الحد ، ولو لم يصبح الموضوع مملا لامكنني كما يتمكن غيري من ايراد الكثير من المحاولات التي لاتعد ولا تحصى لاخافة الشعوب و تخويفها ، الا اني سآمر عليها سريعا بشكل عناوين ، يمكن الاستدلال منها على حجم الحقد الذي يضمره الغرب و امريكا ــ حكاما و انظمة وليس شعوبا ــ اتجاه شعوب العالم ، ومن ضمنها شعوبهم ذاتها ، وهذا الامر يطول شرحه ، اما اهم محاولات الاخافة و التخويف فهي: اولا / التخويف من الذات : ان اخطر ما يواجه الفرد او المجتمع ، ان يخاف من ذاته ، لان ذلك سيعمل على تحطيم الشئ ذاته بذاته ، ولا يتطلب الامر الى فعل خارجي ، لذلك عملت الولايات المتحدة الامريكية و الغرب على زرع ذلك الخوف من الذات في نفوس الشعوب و الامم ، ولم تجد اسهل من استخدام الدين ، لاتخاذه وسيلة لتحقيق اغراضها ، و خاصة اذا كان هناك اكثر من دين في المجتمع الواحد ، و ان معظم الاديان المعروفة لها اكثر من مذهب ، مما سيعطي مساحة اوسع في استغلال هذا التعدد للاسائة لتلك الشعوب وان تجعل بعضها يخاف من البعض ، وهذا لايعني بالتاكيد ان المشكلة بتعدد الاديان و المذاهب ، فلو كان الامر كذلك لكانت شعوب امريكا و اوربا ، اكثر خوفا و تخوفا من بعضها البعض ، وذلك لتنوع وتعدد اصول و اثنيات تلك الشعوب ، وليس ذلك فقط بل تعد تلك اكثر اختلافا و تنوعا فيما بينها من الناحية الدينية و المذهبية ، اذن حينها ستصبح هذه الشعوب و المجتمعات اكثر تعرضا للخوف و الشك في ذاتها ، و لكن واقع الحال يقول غير ذلك ، اعني بالنسبة للغرب و امريكا . ثانيا / التخويف من الاخرين : و الاخرين من هم ؟ اما من داخل المجتمع او من مجتمع اخر ، و ان هذا العمل يعتبر اخطر المخاوف التي تواجه البشرية ، لانها تقضي على اهم صفة تميز البشر عن الحيوان ، وهي صفة او خاصية الاجتماع الانساني ، فمنذ ان وعى الانسان بذاته ، وجد ان هذه الذات لا تتحقق الا بذوات الاخرين ، ولكن الفلسفة الانانية للغرب و امريكا وبكل جوانبها النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية ، تحاول ان تفكك عرى هذه الاواصر الطبيعية للبشر ، وتجعل الانسان ينكفئ على ذاته ، وذلك بايهامه ان ذلك هو الخلاص بعينه ، حتى تجعله ليس في حاجة للاخرين حتى في اخص خصوصياته ، كان يكون له اسرة مثلا ، وهذا ما حاصل فعلا في بعض مجتمعات الغرب . ثالثا / التخويف من الطبيعة : لم تكن في يوم من الايام ، منذ ان خلق ( الله ) الطبيعة الا وعناصرها و مكوناتها على اكمل صورة من التجانس و التكامل ، حيث يكمل بعضها البعض خدمة للانسان ، وحتى لو كان هناك ضرر قد يحصل ، فانه يحصل من الانسان وليس من الطبيعة ، و الذي قد يعود الى جهل الانسان باسرار تلك الطبيعة ، الا ان قوى الشر لا تكتفي بتخويف الانسان من عوامل الطبيعة الغير مسيطر عليها ، بل هي تعمل على صنع اسباب و عوامل لكي تكون الطبيعة عدوة للانسان ، مثال ذلك العمل على نشر مسببات الامراض و الاوبئة او التلويح بذلك ، ان كان ذلك بين البشر او بين الحيوان و النبات ، و الاثنان يعتبران عماد حياة الانسان ، ومن تلك الامراض مثلا مرض جنون البقر و افلاونزا الطيور او مرض الايدز . . . . الخ ، كذلك من محاولات اثارة المخاوف من الطبيعة نفاذ بعض الموارد الطبيعية الاساسية ، كشحة المياه الصالحة للاستعمال البشري ، وذلك بالتاثير على بعض الدول في تحويل مجاري الانهار المشتركة وغير ذلك الكثير . اخيرا لابد من الاشارة الى مسالة مهمة ، وهي هل ان الذي مر يمثل الحقيقة كلها ؟ و انه الواقع الذي لا واقع غيره ؟ الجواب حتما سيكون ( كلا ) ، بل للحقيقة و الواقع وجه اخر ، يتمثل بتلك الارادة الخيرة ، التي تتمثل بالروح الانسانية السامية للبشر ، و التي حتما سيكون لها الغلبة على كل عوامل الشر الكامنة في النفوس .
#سلمان_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(( التفاح )) و الفرز الاجتماعي و تداعيات اخرى
-
(( الدين )) الفطرة و الحاجة
-
(( السرعة و التسارع )) و نقيضيهما ، واثرهما في مستقبل الامم
...
-
(( شاي العروس )) و ثنائيات الحياة .
-
(( الماء )) وطبائع البشر
-
اشكالية (( الفقر ))
-
(( غيبوبة ))
-
عناوين ثقافية
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثالث / السيا
...
-
(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية ) القسم الثاني / ثالثل
...
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثاني / ثانيا
...
-
(( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثاني / اولا
...
-
(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول
-
الفلسفة : ( حب ) و ( حكمة )
-
الحزب يساوي العشيرة
-
الزعتر تحت الشوك
-
مفهوم المساواة في السياسة والاقتصاد و الاجتماع
-
صفحات من شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه
-
الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الثاني )
-
الحرية بين النظرية و التطبيق ( القسم الاول )
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|