أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - النور المحمدي أم نور (يمه خشائته) الزرادشتي ؟ قراءة في تأثيرات الزرادشتية في الإسلام!!















المزيد.....

النور المحمدي أم نور (يمه خشائته) الزرادشتي ؟ قراءة في تأثيرات الزرادشتية في الإسلام!!


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحدثنا في المقال السابق عن جذور الديانة الزرادشتية (نسبة لزرادشت حكيم ونبي الفرس) وصلتها بالإسلام أو القصص الإسلامية والماورائيات، مثل قصة المعراج المحمدي أو ما يعرف في صدر المثيولوجيا العربية باسم رحلة الإسراء والمعراج وتطابقها مع الأصل الفارسي وهو رحلة أرتاويراف نامك الكاهن المجوسي وكان مرجعنا كتاب (أرتاويراف نامك( المكتوب باللغة البهلوية (الفارسية القديمةِ) منذ 400 سنة قبل الهجرة، وقد كتب هذا الكتاب باللغة الفارسية كما أسلفنا في أيام أردشير بابكان ملك الفرس ، ولكن لنا أن نخلق علاقة أو رابطة معرفية تحقيقية مع شخص نال حظوة كبيرة ومكانة سامية في المجتمع النبوي الأول ولكن اسمه صار في النسيان بعد موت النبي (ص) وهو سلمان الفارسي، ونحن نعلم تمام العلم ما كانت عليه مكانة سلمان الفارسي الذي منح شرف لم يصل إليه الخلفاء والمقربون من النبي عمر و بكر و عثمان فقد قال النبي (ص) عنه ( سلمان منا آل البيت) "الحديث" وشرفاً كهذا لهو جدير بالاهتمام من جانبنا لتحرى الأسباب من وراءه مع العلم بأن سلمان بدأَ مجوسياً عالماً بالأديان الثلاثة وكانت له تجربة مع كل فقيه أو عالم أو مؤسس فرقة هذا يجعلنا نضع سلمان في مكان الرجل العالم الفقيه الملم بدقائق الأمور وما خفي منها ولذا كانت حظوته عند رسول الله كبيرة وعظيمة أن منحه شرف الانتماء لآل بيته الذي قال عنهم قال الإمام الشافعي عنهم:
يا أهل بيت رسول الله حبكم‏ فرض من الله في القرآن أنزله‏
كفاكم من عظيم القدر إنكم‏ من لم يصل عليكم لا صلاة له
فحظوة سلمان كانت كبيرة جداً أن منح مثل هذا الفضل والسؤال لماذا؟ وهو لم يشترك في أي معركة حتمية من معارك الثورة العربية الإسلامية! ولم يملك من النصوص ما ينقله عن النبي إلا النادر والنادر جداً! ومع كل ذلك يمنح مثل هذا الفضل أنه لأمر غريب ومريب؟؟ وقد تعرض سلمان للاضطهاد بعد وفاة النبي (ص) ولم يتمتع بالمكانة ذاتها في صدر دولة الخلافة؟ ولا نكاد نسمع عنه في زمانهم إلا شذرات لماذا؟؟ وقضيتنا اليوم هي الحديث عن الصفات والمواصفات التي تصاحب كل صاحب رسالة أو مؤسس لغة جديدة تعيد صياغة المجتمع وتكون بمثابة موهبة أو عطاء إلهي يقوم مقام الإخراج الفني للبطل السينمائي الذي يوجد ويعاد إنشاؤه بواسطة أطروحة فلسفية مجتمعية ذات بعد خرافي ليبدأ رحلة الاستعلاء الوظيفي فيكون متمايزاً عن الآخرين كأن يحمل صفة روحية مختلفة عن الجمهور الذي يشاهد الراوية أو يملك قوة جنسية كبيرة (قوة مجامعة للنساء كقوة 40 رجلاً مثلاً)! أو لا يحمل جسده ظل! كل هذه الأشياء تصب في وعي الجمهور فتخلق من صاحبها شخصاً لا يشبههم ولا قدرة لهم في مجابهته وظني أن هذه المواصفات استخدمت في الأساطير الدينية فهذا يمنح الشخصية الروح الكاريزمية المحببة إلى النفس البشرية البسيطة التي لا تبحث في ما وراء السطور أو الكلمات! ومسألة النور النبوي أو (نور النبي محمد (ص) ) مسألة وجدنا لها السند الفارسي مما يدعم علاقة سلمان الفارسي بهذا وذلك في كتاب فارسي قديم يُدعى (مينوخرد) والذي أيضاً كُتب باللغة البهلوية أيام الفرس الساسانية ولنكن أكثر علمية نبدأ كما تعودنا بالمراجع الإسلامية التي لا يرقي إليها الشك فقد ورد في (قصص الأنبياء) أن النبي محمداً قال (أول ما خلق الله نوري) ( راجع صـ 2 و282) وجاء في (روضة الأحباب) أن النبي محمداً قال: (لما خُلق آدم وضع الله على جبهته ذلك النور، وقال: يا آدم، إن هذا النور وضعتُه على جبهتك هو نور ابنك الأفضل الأشرف، وهو نور رئيس الأنبياء الذي يُبعَث). ثم جاء أن ذلك النور انتقل من آدم إلى شيث ومن شيث إلى ذريته، وهكذا بالتعاقب إلى أن وصل إلى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى آمنة لما حبلت بمحمد. وورد أيضاً في الأحاديث أن محمداً قال إن الله قسم النور إلى أربعة أقسام، وخلق العرش من قسم من هذه الأقسام، وخلق القلم من قسم وخلق الجنة من قسم وخلق المؤمنين من قسم، ثم قسم هذه إلى أربعة أقسام أخرى، فمن أفضل وأشرف القسم الأول خلقني أنا الرسول، ومن القسم الثاني خلق العقل وجعله في رأس المؤمنين، ومن القسم الثالث خلق الحياء وجعله في أعين المؤمنين، ومن القسم الرابع خلق العشق وجعله في قلوب المؤمنين (قصص الأنبياء ص 2).
ولنبحث عن عن مصدر هذه القصة لنجده أيضاً في كتب الديانة الفارسية (الزردشتية) ، لأنه ورد في كتاب فارسي قديم يُدعى (مينوخرد) كما أسلفنا الذكر والمكتوب باللغة البهلوية أيام الفرس الساسانية :
أن الخالق (أورمزد) خلق هذه الدنيا وجميع خلائقه ورؤساء الملائكة والعقل السماوي من نوره الخصوصي مع تسبيح الزمان غير المتناهي. وذُكر هذا النور في كتاب أقدم من المينوخرد، هو (يشت 29) بخصوص (يمه خشائته) المسمى الآن (جمشيد):( كان البهاء الملكي العظيم ملازماً لجمشيد صاحب القطيع الصالح مدة طويلة، بينما كان متسلطاً على سبعة أقاليم الأرض: على الجن والأنس والسحرة والجنيات والأرواح الشريرة والعرافين والكهنة.. ثم لما خطرت بباله تلك الكلمة الكاذبة الساقطة زال منه البهاء الظاهر بصورة طير.. وهو (جمشيد) صاحب القطيع الصالح، لما لم يرَ بعد ذلك البهاء، تحسر جم، ولما اضطرب عمل على إحداث العداوة على الأرض. وأول ما زال ذلك البهاء زال من جمشيد، وزال ذلك البهاء من جم ابن الشمس بصورة طير وراغ (1).. فأخذ مثره ذلك البهاء. ولما زال البهاء ثانيةً من جمشيد زال ذلك البهاء من جم ابن الشمس، وفارقه بصورة طير وراغ، فأخذ فريدون ابن القبيلة الآثويانية ابن القبيلة المشهورة بالبسالة ذلك البهاء، لأن فريدون كان أعظم مَن فاز بين الفائزين. ولما زال البهاء من جمشيد ثالثةً زال ذلك البهاء من جم ابن الشمس بصورة طير وراغ، فأخذ البطل كرساسبه ذلك البهاء لأنه كان أقوى من الأقوياء).
فإذا عقد المقارنة بين هاتين القصتين رأينا أن (جمشيد) كان حائزاً على هذا النور العجيب . وبحسب تعاليم أفِستا كان جمشيد أول رجل خلقه الله على الأرض، ويقصدون بهذا آدم أبو البشر. ولما سقط جمشيد في الخطية واقترف الزلل، انتقل ذلك النور من واحد إلى آخر من أفضل أولاده بالتتابع، وهذا يوافق ما ذُكر في الأحاديث بخصوص نور المحمدي . فيتضح أن علاقة هذه الخرافة الفارسية هي مصدر ما رواه المحققون والثقاة عن النور المحمدي ، ولا شك أن الكتاب المسلمين اتَّخذوا هذه القصة من الزرادشتية، فقد ورد في كتاب الزردشتية القديم أن الملك العظيم جمشيد تسلط على الناس والجن والأرواح الشريرة. فلابد أن اليهود اتخذوا من هذه الرواية ما نسبوه إلى الملك سليمان من القوة والسلطة على الناس والجن.. إلخ. فأتخذ المسلمون من اليهود هذا الاعتقاد. وما قاله المسلمون عن تقسيم النور المحمدي إلى أقسام ورد بالتفصيل، مع اختلاف بسيط، في كتاب فارسي قديم عنوانه (دساتير آسماني) (أي الأساطير السماوية) في الباب الوارد بخصوص زرادشت. فنرى من ذلك أيضاً أن تفاصيل نور محمد مأخوذة من كتب الزردشتية!!!.
والسؤال يؤسس لنفسه أن العرب لم يكونوا يتقنون اللغة الفارسية ولم يتصلوا اتصال مباشر بالفرس وذلك إلى أيام النبي محمد (ص) مع الأخذ في الاعتبار سلطة الفرس السياسية التي كانت سائدة في أطراف الجزيرة ولكنها أيضاً لا تؤسس لعلاقة ثقافية قوية ومتطورة! إذاً نقول أن سلمان الفارسي الرجل العالم الفقيه الملم باللغة والثقافة والأساطير الفارسية كان هو المرجع الأساسي والوحيد للنبي (ص) وشاهدنا كيف كان لسلمان الحظوة التي نالها مناصفة مع صهيب الرومي فقد منحوا شرف الانتماء لآل البيت المطهرين والمبعد عنهم الرجز بنص الآية! ولما كان سلمان من المقربين من النبي (ص) ومشاهدنا كثيرة جداً بالنسبة لعلاقة النصوص أو الأساطير العربية عن الدين الإسلامي والصفات المحمدية!
نقول:
يجب النظر بحذر وتأني إلى قلب الأساطير العربية التي صارت جزءاً لا يتجزأ من عقليتنا العربية فلماذا لا نتعامل معها بالوعي الكافي والعقلية المحللة المفسرة لنزيل الهجوم اللاأخلاقي الذي نتعرض له من قبل رجال الدين الذي لا يفعلوا شيئاً ثم استخدامهم للنصوص والقصص والحكايات ليعيد بها تركيبة المسلمين ويتغولون على الحقائق ويسموا أنفسهم بغير المحبب إلى النفس الواعية! وأقول أخيراً: أن الخوف هو السبب! الخوف من ماذا؟ الخوف من الردة وحكم السدنة على من يخرج عن طوع أمرهم ويؤسس ذاته وعقليته بمعزل عنهم وعن خرافاتهم المتناقضة! فمن العار أن يموت الإنسان خوفاً من الخوف... أحييكم..



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعراج المحمدي أم معراج أرتاويراف نامك الكاهن المجوسي؟؟؟
- ميكافيلية الإسلام‍‍‍ّ
- الكعبة أو البناء المكعب ( بيت الآلهة) - قراءة في تأثيرات الج ...
- من آذى النبي يقتل – من ذاكرة العنف الجاهلي!!
- أسلمة النكاح الجاهلي- النكاح في الجاهلية والإسلام!
- الشعر الجاهلي والنص القرآني...
- الصارم المسلول لشاتم الرسول- قصص للموت!
- من يشتم الرسول يقتل – وأسد الله يحرقهم بالنار!!
- مؤامرات الحميراء وأعطي قوة 40 رجلا من أهل الجنة!!!! النبي (ص ...
- الخلفاء الراشدين مع غير المسلمين!
- مقتل عثمان بأيدي الصحابة!! بداية انهيار الإسلام السياسي وانف ...
- أول : رابع - الرب مات!!
- نساء النبي (ص) سودة بنت زمعة - الجسد الجائع!!!
- نساء النبي (2) أم سلمة !!!- الحميراء والفضائح الجنسية
- السيف لمن آذى النبي (ص) قصص وحكايا!!!
- إن الإنسان يصنع الدين - ما هو الدين؟!
- نساء النبي (ص) (1) مارية جميلة جعدة وكان النبي معجبا بها وكا ...
- ثيوقراطية النص المتحرك - إهدار دم من آذى النبي(ص) قصص للموت! ...
- النبي (ص) يطأها بملك اليمين - ريحانة بنت زيد سبية بني قريظة ...
- التاريخ الاستسلامي لمؤرخي (مخربي..) التاريخ (الذات الإنساني ...


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - النور المحمدي أم نور (يمه خشائته) الزرادشتي ؟ قراءة في تأثيرات الزرادشتية في الإسلام!!