أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - حديث المبادرة














المزيد.....


حديث المبادرة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 02:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا نحتاج الى عظيم جهد لتلمس ذلك الخليط العجيب من الأمل واليأس الذي يتقاطر من بين الكلمات التي صيغت بها المبادرة العراقية لحل الازمة السورية والتي طرحت على هامش اعمال مؤتمر قمة دول عدم الانحياز في طهران,فعلى الرغم من ان الكم الكبير من النوايا الطيبة التي تثقل المبادرة قد يبعث الآمال لدى البعض ببصيص من حل قد تعسر فجره على افق الشام المدماة بالصراع الطويل,ولكن النظر بواقعية الى المعطيات الحقيقية التي تحكم طبيعة الصراع على الارض قد تذهب بنا مباشرة الى الاصطفاف بجانب اليأس بان يكون لهذه المبادرة سبيلا الى الحل المرتجى..فبعيدا عن الانسياق وراء الاخلاقية المفرطة التي صيغت بها المبادرة ,وامكانية تسويقها لدى العديد من الاطراف المتقاطعة,وموافقة دمشق عليها ,الا ان الموقف الواقعي الذي يجب البناء عليه هو انه ليس هناك اي فرصة حقيقية امام المبادرة للحياة..
ان مقتل المبادرة ومكمن الخلل فيها ليس في بنودها التي يجب الاقرار بانها قد تكون الاكثر منطقية من بين كل المبادرات التي تداعت على الشعب السوري كما تتداعى الاكلة الى قصعتها,ولا في منطلقاتها او المآلات التي ينتظر ان تفضي اليها,لان الجميع يعلم انه لا مجال لتكرار الحالة الليبية على ارض سوريا وان المفاوضات ستكون هي الخيار الاخير شاء من شاء وأبى من أبى,وانها قد تكون فرصة مناسبة لالتقاط الانفاس-بشرف- الى العديد من الاطراف,ولكن اساس المشكلة التي ستواجه الجهود العراقية في تمرير المبادرة هو انها تشترك مع جميع التجارب الفاشلة السابقة في تقدمها الكبير على مواقف الدول الكبرى وعدم استنادها الى اتصالات ومباحثات او جس نبض مسبق لاطراف النزاع-كما اعلن- او على قراءة سليمة لطبيعة الصراع والاعتماد على سوابق تاريخية او معطيات سياسية واجتماعية معبرة عن مفردات الواقع السوري الراهن على الارض..وخطل التغافل المؤسف عن محدودية المنتظر من وضع الرئيس الذي تخلى طوعا وبقصدية كاملة عن شرعيته الهشة من خلال سلب مواطنيه حقهم الانساني الاصيل في الحرية والتعبير وممارسة الحقوق السياسية,في طاولة واحدة امام قوى تفقد يوما بعد آخر التفويض والسطوة والسيطرة على الشارع المشتعل بالتدخلات الخارجية والاقليمية..
كما ان الرعاية العربية المفترضة للمبادرة قد تثير الكثير من التساؤلات عن ماهية وحجم وشمولية وجدوى المظلة التي ستقدمها الجامعة العربية للحوار..خصوصا مع الحديث المكثر المكرور الموثق بالمعقول والمنقول عن عجز هذه الجامعة عن حل اي من التحديات التي تجابه المنظومة العربية,والاهم ,هو ان المبادرة لا تقدم الجواب الصحيح للسؤال الصعب عن الخطوة التالية التي ستلي انفضاض القوم,ومتى وتحت اي ظرف ستطبق وكم من الوقت تحتاج لكي تتحصل على الرضا في ظل كل هذا الانقسام الدولي حيال الازمة وتفرعاتها التي تتناسل يوميا على المشهد السياسي والامني السوري المعتم.
والاكثر اهمية هو مدى فرصة مبادرة متبناة من قبل الحكومة العراقية للحياة,في ظل التداخل الكبير لدول الخليج مع العديد من الاطراف الفاعلة على الارض السورية وهم الذين ما زالوا يعضون الاصابع غيظا على رئاسة شكلية بروتوكولية لقمة عاجزة كلفت الشعب العراقي نصف مليار دولار,والتطير من امكانية ان يكون للعراق يد في تحقيق حلم الانسانية الاكبر في انهاء العنف المستعر في مدن واسواق وشوارع الشام الجريح,وقد نتلمس جوانب من هذا الغيظ من خلال التعتيم الاعلامي الكامل على تفاصيل وحيثيات المبادرة وتزامن هذا الطرح مع الترويج المفرط عالي الصوت لتصريحات "الفوهرر" الهاشمي عن وجود ميليشيات عراقية تقاتل مع الاسد وتقديمها كحقائق مفرطة الوثوقية دون الاهتمام بالسؤال عن مصادر هذه المعلومات.
ولن يكون من الحكمة التغافل هنا عن تقاطع المبادرة الواضح مع الجهد الخليجي المعلن في اولية تسليك الطريق الى الحرب الاهلية و ضبط الصراع ضمن المعايير الطائفية وادامة وضع الملتحين في مقدمة البرامج الحوارية التي تزدحم بها شاشات الرأي والرأي الآخر,وتأخر العناية بالبحث عن امكانية تقديم الحلول والامن للمواطنين المدنيين العزل.
وهذه المعطيات هي ما قد تجعلنا نعد ان اي محاولة للقفز على هذه الحقائق الساطعة والواقع المتجسد على الارض لا يمكن عدها الا نوع من التجاهل او القصور عن فهم طبيعة الحراك الفعلي ومجريات الامور وهي ما قد يساعدنا على التمسك بنظرتنا التشاؤمية لمستقبل المبادرة والرضوخ للحقيقة التي تقول ان النوايا الطيبة لا تكفي وحدها للنجاح.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟
- غزوة -آل المقداد-.. خليجيا
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - حديث المبادرة