أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سامح سعيد عبود - حرية الهجرة مقابل حرية التجارة















المزيد.....

حرية الهجرة مقابل حرية التجارة


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 263 - 2002 / 10 / 1 - 01:02
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


 

دخل العالم ما عرف بعصر العولمة فى السنوات القليلة الماضية ، والتى تعتبر تتويجا لرحلة طويلة قطعتها الرأسمالية من توحيد العالم منذ أكثر من خمسة قرون ،عبر بحثها عن الأسواق لمنتجاتها ، ومصادر للمواد الخام لمصانعها عبر الاستعمار العسكرى ، وصراع أقطابها على هذه الأسواق والمستعمرات ، ثم توحيد هذه الأسواق فى سوق عالمى واحد ، تتحرك فيه رؤوس الأموال والسلع عبر الحدود بكل حرية ، وتمتزج فيه جنسيات رأس المال ليصبح الرأسمال متعدي الجنسية ، و وأصبحت السلع عالمية الإنتاج ، مما أفقد الدولة القومية سيادتها القديمة على السوق القومى ، ومن ثم على سياستها القومية ، لتخضع لديكتاتورية رؤوس الأموال العالمية . إلا أن العولمة و إن كانت رسخت حرية التجارة عبر العالم ، فأنها فيما يتعلق بحرية انتقال العمالة عبر العالم ، تضع العراقيل والعقبات التى تصل إلى حد المنع من الهجرة والسفر والتنقل ، ومن ثم استمرت وتفاقمت ظاهرة التفاوتات فى مستويات المعيشة ، بين الطبقة العاملة فى البلاد المتقدمة ، وبين الطبقة العاملة فى البلاد المتخلفة ، وذلك لعدم تساوى عائدات العمل على نفس الإنتاجية ، وفى نفس الوقت فأن التهميش الواسع النطاق والمضطرد سواء فى بلاد الجنوب أو الشمال ، يعنى تضيق فرص العمل ، و من ثم اضعاف القوة التفاوضية للطبقة العاملة سواء على المستوى القومى أو العالمى ، وذلك للزيادة المضطردة للجيش الاحتياطى للعمل ، والصراع داخل صفوف العمال ما بين الوطنيين من جانب ، والأجانب والمهاجرين من جانب آخر حول فرص العمل المتضائلة داخل بلاد الشمال المتقدم ، والمتمثل فى تصاعد النزعات العنصرية والفاشية وموجة كراهية الأجانب من جانب قطاعات من العمالة والمهمشين فى بلاد الشمال .ومقاومة بعضهم لانتقال المشروعات الرأسمالية للخارج ، حيث العمالة الأرخص والأقل تنظيما ووعيا . ولا شك أن هذا الوضع يزيد أوضاع الطبقة العاملة سوءا وضعفا فحيث تتفتت هى وتهمش قطاعات واسعة منها ويزداد عدم تجانسها ، فأن القطب الرأسمالى الآخر يزداد توحدا وتوحشا وتمركزا عبر العالم . و لن تخرج الطبقة العاملة من هذا الوضع السىء إلا بتوحدها عبر العالم من أجل ما يقضى على عوامل عدم تجانسها وتفتتها فلا قوة للطبقة العاملة إلا بتضامنها عالميا حتى على مستوى النضال النقابى فى مواجهة الشركات المتعدية الجنسية .

و لا شك أن تحقيق شعار حرية الهجرة مقابل حرية التجارة سيؤدى أولا إلى تساوى عائدات العمل فى العالم مما سيقلل من لا تجانس الطبقة العاملة ثانيا ، ، ومن ستزداد قدرتها التفاوضية لتحسين شروط حياتها ،والمقصود بحرية الهجرة ، هى ضمان الحق الإنسانى المشروع لكل إنسان فى الانتقال من بلد لآخر والاقامة والعمل حيث يريد بلا قيود ، وهو الحق الذى كفلته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ،وهو الحق الذى كان يمارسه كل إنسان فى حدود ما كانت تتيحه وسائل النقل ، قبل ظهور الدولة البورجوازية الحديثة التى قيدت حرية الإنسان فى التنقل على نحو بسيط ، إلا أنه تزايد مع عصر العولمة ،خوفا من طوفان الباحثين عن فرص أفضل فى الحياة فى دول الشمال .مما فتح الباب لنشاط إجرامى جديد لتنظيم الهجرة غير المشروعة التى وصلت فى كثير من الأحيان لمستوى تجارة الرقيق التى تشير بعض الاحصائيات أن ضحاياها تجاوزوا عشرات الملايين من الأطفال والنساء والعمال خلال السنوات القليلة الماضية .

فالبشر لهم الحق الطبيعى فى البحث عن الفرص الأفضل فى الحياة ، ومنعهم من التنقل والهجرة عبر الحدود القومية هو حرمانهم من هذا الحق ، وهذا الحرمان نفسه هو ما يسقطهم ضحايا لعصابات تجارة الرقيق الحديثة بعد أكثر من قرن ونصف على إلغائها .وفى حين يسمح للسلع و رؤوس الأموال بالعبور عبر الحدود بلا قيد و لاشرط ، لا يسمح للبشر بما يسمح به للسلع ، فى حين أن العمال لا يملكون سوى قوة عملهم ، وهى السلعة التى تخلق باقى السلع والقيم المضافة للسلع وخالقة رأسالمال نفسه ، فلماذا لا تعامل كباقى السلع ، ويتاح لها فرص التنقل عبر الحدود ،ألا يعنى هذا ترسيخ عدم المساواة فى العالم



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر من الاغتراب
- الأساس الأخلاقى للمجتمع
- الحرية والسلطة
- ماذا فعل القوميون العرب
- هل ما زالت الإصلاحية ممكنة
- الأممية للخروج من الغابة
- الأممية الآن وليس غدا
- الخصوصية الجماعية وحقوق الإنسان
- الخصوصية الجماعية بين الحقيقة والوهم
- الرأسمالية المأزومة و البروليتاريا الخاملة
- الشيوعية التحررية
- حوار القوى الأصولية أم المحتجة
- ملاحظات على حركة مناهضة العولمة
- الفاشية تهدد العالم بالبربرية
- واقع البروليتاريا المصرية
- رؤية بديلة للشرق الأوسط
- التحرر الذاتى
- الشعارات والواقع والقذافى كدراسة حالة
- العنف واللاعنف
- جذور الاستبداد فى اللينينيةْْْ ؟


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سامح سعيد عبود - حرية الهجرة مقابل حرية التجارة