أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حميد امين - إشكالية الحركة الشيوعية العراقية















المزيد.....

إشكالية الحركة الشيوعية العراقية


طارق حميد امين

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 16:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على الرغم من النضال المجيد الذي خاضته الحركة الشيوعية في العراق عبر تاريخها الطويل ورغم الدور الكبير الذي لعبته في تتويج النضال العمالي والجماهيري والوطني بالكثير من الانتصارات لكن الحركة الشيوعية في العراق تعرضت لإرباكات نظرية وسياسية نتجه عنها اطر فكرية مشوهة تفاوتت خطورتها وقوتها حسب الظروف وطبيعة المرحلة التي خاضتها مما عرض الحركة الشيوعية العراقية لجملة انشقاقات وانحرافات يسارية طفولية ويمينية ذيليه أضاعت على الحركة الشيوعية فرصاً تاريخية أسهمت في ترسخ القبول بقيادة البرجوازية مما أدى الى تكوين نسق من الأفكار البرغماتية التي لازمة مسار الحركة ان الإقرار بالواقع لايعني بالضرورة قبوله او الاستسلام له مثلما لعبت بعض إطراف الحركة الشيوعية العراقية في ظل الاحتلال دورا ًمهما ًفي تشويه الشيوعية والحط من شأنها في أعين الجماهير من خلال شرعنتها للاحتلال والعمل وفق أجنداته ان هذه التطورات السريعة والتراجعات المتلاحقة أدت إلى خلق فجوة نتيجة للمواقف المتناقضة لتلك القيادات الشيوعية التي ساهمت في شل فاعلية الطبقة العاملة واحتواء تأثيرات الإشعاع الثوري للفكر الماركسي وتمويع أدواته النضالية بإضفاء طابع الضمور على الحركة الشيوعية في العراق من خلال تشتيت نضالاتها الوطنية والطبقية التي أدت الى شل الوعي الطبقي القومي التحرري بفعل مجمل الأخطاء التي ارتكبت بحقها والتي عكست مدى عقم هذه المعالجات وفشل تطبيقاتها التي شوهت النضال الشيوعي التحرري وتمحوره باتجاهات توفيقية مصلحيه حالت دون استكمال بناء الحزب الطليعي للطبقة العاملة كعملية تاريخية ملازمة لإشكالية بناء الحزب الذي تأسس نتيجة لتنامي المد الوطني المتصاعد لحركة التحرر التي طغت على قياداتها توجهات البرجوازية الوطنية المتطلعة الى الانعتاق من الأحلاف الاستعمارية وفي هذا السياق العام كان الحزب الشيوعي حزبا تحرريا وطنيا ذو نفوذ قوي على الحركة العمالية وممثلا للحركة الشيوعية في العراق إلا انه لم يكن حزب الطبقة العاملة في تطلعاته الطبقية بل كان في العديد من مراحل نضاله جزء من اللعبة السياسية المهادنة للنظام المرتبط بالاستعمار نتيجة لوقوفه الى جانب الاتحاد السوفيتي ضد دول المحور وما ترتب عليه من دعم غير مباشر لمواقف الاحتلال البريطاني في العراق وهذا ما يتعارض مع جوهر وجود الأحزاب الشيوعية وفلسفة انبثاقها التي تتمركز في تهيئة مستلزمات عملية التحرر من خلال قيادة الطبقة العاملة باتجاه تحقيق المجتمع الاشتراكي . ان الإشكالية الشيوعية الملازمة لمرحلة التحرر الوطني بتوجهاتها البرجوازية الوطنية كانت بفعل الإنتاج الصناعي الغير متطور حيث انتهج الاستعمار البريطاني في العراق سياسة خلق القاعدة المادية التكنيكية للاستعمار التي تركزت على عمليات استخراج النفط ومد خطوط السكك الحديدية مما أدى الى الحد من أتساع الطبقة العاملة بالإضافة الى أتساع حجم الأمية وضعف الوعي الشيوعي بين العمال حيث كان الانتماء الشيوعي على الأعم أخلاقي بفعل التأثير القوي للقيم الشيوعية وهذا مما أدى الى إفساح المجال أمام البرجوازية الوطنية المتطلعة إلى العمل الوطني الى الانخراط في صفوف الحزب الشيوعي والتي انعكست تأثيرات انتماءاتها فيما بعد على مسيرة الحزب .
ان الانتكاسات العديدة والمتلاحقة التي تعرضت لها الحركة الشيوعية في العراق ليست بالجديدة ولم تكن نتيجة للممارسات والمواقف الخاطئة لقيادات مراكز الحركة الشيوعية المتلاحقة وكذلك لم تكن وليدة ضلوع قيادة الحزب الشيوعي الحالية في مخطط الاحتلال بل هو انعكاس لخضوع قيادة الحزب لسياسة مرك الحركة الشيوعية العالمية وتداعيات تداخل المصالح السوفيتية وتقاطعاتها مع أطراف مركز الحركة الشيوعية فمنذ ما بعد ثورة 14/ تموز إذ لم تستطع هذه القيادة من ان تحدد الأساليب التكتيكية والأهداف الإستراتيجية ولم تتمكن من تعبئة الشعب والقوى الوطنية المتحالفة معه في جبهة الاتحاد الوطني لإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية للانتقال الى بناء المقدمات الأساسية للاشتراكية من خلال انحيازها الغير متوازن الى جانب عبد الكريم قاسم وتجنيدها لقوى الحزب لخدمت السلطة العسكرية التي تخدم مصالح البرجوازية مقابل علنية هشة انهارت قبل ان يسقط قاسم سائرة على طريق المساومات الغير مبدئية مقدمة مصلحة وجودها على مصلحة الحزب والجماهير . لقد عجزت قيادة سلام عادل على مواجهة الضغوط التي مورست من قبل العديد من أعضاء قيادة الحزب آنذاك مما أدى الى تعثر مسيرة الحزب وتشويه أساليب النضال الوطني والقومي من خلال تعبئة الجماهير عمليا لمصلحة البرجوازية وقيادتها العسكرية ضد مصلحة الحزب مما أدى الى تحجيم دور الحزب في التغير الذي كانت العديد من قواعد الحزب تنتظره للاستمرار في التحولات الثورية .ان انهيار القيادات السابقة للحركة الشيوعية في العراق هو عملية ناتجة عن فشل تلك القيادات في فهم أساليب بناء الحزب والعجز عن انجاز مهامه الوطنية ان اغلب هذه القيادات جاءت كاستجابة لتطورات الصراع الطبقي إلا أنها لم تخل من بعض السلبيات والنواقص الخطيرة التي نخرت جسم هذه الولادات الجديدة التي انتهجت طريق الكفاح المسلح والتي انتهت الى طريق شبه مسدود على الرغم من التضحيات الجسام لا أنها تشكلت نتيجة تحالفات مرحلية بين أفكار واتجاهات مختلفة لم تستند الى الصراع الايدلوجي البناء وإنما تستهدف بالأساس تصفيات شخصية وإزاحة عن المراكز القيادية مما فقدت تلك التنظيمات القدرة على مواصلة النضال وتلمس طريق الخلاص .
لقد نجم عن مجمل هذه التحولات ترسيخ لعملية تغير جوهر الحزب وتركيبته ضمن سلسة إجراءات تصفية النزعات التي تحملت قواعد الحزب ما ترتب عليها من تطورات لاحقة شكلت صيرورة تطور هذه القيادة التي حولت الحزب الى مرتع للعناصر المعادية لتوجهات التحرر الوطني والانعتاق القومي والمرتبطة بتوجهات بؤر ثيولوجية شكلت القاعدة الأساسية للاحتلال مما دفع بهذه القيادة التي لم تستوعب مهام المرحلة ولم تستطع التحسس بعصف المتغيرات والنتائج الخطيرة التي ترتبت على احتلال العراق الى ان تأخذ مكانتها الطبيعية ضمن تشكيلة قوى الاحتلال متحولة الى صنائع انتهازية وأدوات طيعة للمراكز الاحتكارية التي أفقدتهم القدرة الأزمة على البقاء والاستمرار خارج فلك الاحتلال . لقد أثبتت مجريات الأحداث بما لا يقبل الشك ان مراكز الحركة الشيوعية العراقية بمسمياتها وعناوينها المتعددة لم تدرك تداخل عملية الصراع الطبقي في الأطر الوطنية والقومية في مرحلة التحرر ولا يبدو أنها قد استوعبت إشكالية الاحتلال التي ساهمت في خلق وعي طبقي ووطني تحرري معادي لتوجهاتها , ان العملية بهذا الاتجاه محفوفة بالمخاطر لأي قوى شيوعية تحيد عن المسار الوطني والقومي . ان مصداقية الانتماء الشيوعي تقاس بالمواقف الطبقية وقضايا التحرر الوطني وما يترتب على هذا الصراع كالتزام أخلاقي يقف بالضد من كل المواقف التي تضر بحركة التحرر الوطني والانعتاق القومي . ان المواقف الطبقية والوطنية لقيادات ما يسمى بالحركة الشيوعية العراقية تشكل سياسة خادعة ليس لها أثر على تطور الأوضاع في العراق بل على العكس من هذا حيث ألحقت وتلحق باستمرار الضرر البالغ بقضية مناهضة الاحتلال ومقاومة وجوده من خلال عملها على شر عنة الاحتلال ووقوفها ضد المقاومة الوطنية الباسلة التي باتت تشكل الخطر الأكبر على مصالحها .
وعلى ضوء هذه المعطيات يجب العمل على وحدة التيار الوطني الشيوعي الذي يجب ان يشكل منعطفا هاما بحكم ضرورات الواقع الراهن للصراع الطبقي والوطني التحرري الذي يتحمل فيه القسط الرئيسي لا اجل تفعيل التوجهات الشيوعية الوطنية التحررية لخوض معركة التحرر الشامل من كل مخلفات الاحتلال .ان الإمكانات الثورية التحررية التي تفجرت نتيجة الاحتلال ولمواقف القيادات الشيوعية المتنصلة جعلت من الطموح المشروع في البدء بأجراء مراجعة شاملة لتصحيح مسار الحركة الشيوعية العراقية وفق الثوابت الوطنية الابتعاد عن ظاهرة المراوحة والدوران المعاكس والبعيد عن مسار الحل الصائب للخروج من إشكالية الحركة الشيوعية العراقية .



#طارق_حميد_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشكالية الفكرية
- قراءة في الجذور التاريخية للطائفية في العراق لهادي العلوي ظ ...
- حقوق الإنسان
- العولمة الثقافية
- ابن عبدكه


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حميد امين - إشكالية الحركة الشيوعية العراقية