أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد حكمت - فداوية محمد بن عبدالوهاب













المزيد.....

فداوية محمد بن عبدالوهاب


وليد حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 15:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفتقر الدراسات التاريخية الاردنية الرسمية الى البيانات التأريخية الدقيقة المتعلقة بالغزوات الوهابية التي طالت شرقي الاردن في بدايات القرن العشرين فبالاضافة الى شح المصادر والمعلومات التي بدا فيها الكثير من التضارب حول عدد وتواريخ تلك الغزوات وتفاصيل الخسائر المادية والبشرية التي اوقعها الغزاة بحق اهالي الارياف والبادية الاردنية يختزل هذا التاريخ الغزوي بغزوتين رئيستين متتاليتين استهدفتا قرى عمان ومضارب بعض القبائل الاردنية في الوسط والجنوب وقد وقعت تلك الغزوات في بدايات تشكل الدولة الاردنية ، غير ان التاريخ الشفوي والروايات الشعبية يزخران بتفاصيل تلك الغزوات وآثارها الاجتماعية والنفسية على السكان العائشين في تلك المناطق المغزوة.
كانت الغزوات الوهابية الصحراوية تهدف الى التوسع السياسي والهيمنة الدينية والنهب والسلب واكتساب المال ونشر المذهب السلفي النجدي والانتقام من التجمعات الفلاحية بعقيدة ثأر قديمة ما بين البدو والفلاحين والتي تقوم على احتقار الصناعة والفلاحة واستحلال منتجات اولئك الفلاحين الذين يعتبرون من الطبقة الدنيا وفق رؤى العقلية البدوية وبحسب العقيدة الوهابية التي لا تمنح الفرصة للطرف الآخر ليناقش او يفكر او يبدي رأيه في تلك العقائد الجديدة يتم اطلاق حكم الكفر على تلك المجتمعات المعذبة بالفقر والكدح مباشرة ويتم استحلال الدم والمال والارض بصفتها ارض المشركين المحررة من براثن الشرك ولذلك يرى الفاحص لتاريخ غزوات محمد بن عبدالوهاب والتي بدأها بغزوة حريملاء بأن الغزو يقع على المنطقة المخالفة عقديا حتى لو كانت تقيم الاذان والصلاة ويتم اغتيال القائمين على ادارة تلك القرى المخالفة حتى لو كانوا يقيمون الصلاة ويزخر تاريخ الحركة الوهابية بذكر حوادث كثيرة عن اغتيالات لأشخاص مخالفين اثناء تأديتهم للشعائر التعبدية.
ويبدو ان العوامل السياسية وطبيعة العلاقات ما بين المملكة السعودية والاردن قد حالت ما بين التدوين الحقيقي لتلك الغزوات كما اخفت الشيء الكثير من تفاصيل عمليات الطلائع الوهابية التي نفذت بحق الافراد والقرى والجماعات والقبائل فبينما تجد في الروايات الشعبية الشيء الكثير من تفاصيل تلك الجرائم التي تحولت الى حالة من الرعب البشري لدى الاهالي فهم يباغتون فجأة في مواقعهم ولا يمكنهم رد تلك الجحافل الصحراوية التي تطحن الاخضر واليابس وترتكب ابشع الجرائم بحق الابرياء
كان الوهابيون او ما يطلقون عليهم المدينة (اي المتدينون ) او الاخوان (اخوان من طاع الله) المدججون بعقائد القتل وتكفير المخالف لهم في المعتقد والفكر المتعطشون لسفك الدماء ونهب الاموال يرسلون العيون الى اطراف شرقي الاردن من اجل الاستطلاع فترتكب تلك الطلائع والتي هي اشبه بفداوية المنظمات الطائفية الباطنية التي كانت سائدة في العصر العباسي ابشع الجرائم بحق المدنيين والفلاحين في غسق الليل وتعود وقد احدثت وخلفت وراءها الدماء والاشلاء والرعب ....
اغار الوهابيون على احدى القبائل النازلة شرقي معان ففتكوا بهم وخلفوا الكثير من القتلى التي لا يعرف اعدادهم وكانت الغارات تتم قبيل الفجر وما يسمونه في اللغة العربية التبييت اي الهجوم المباغت والقتل العشوائي بحق النازلين في تلك المضارب من رجال ونساء واطفال وقد ورد في التراث الاسلامي ان الرسول قد نهى عن التبييت ليلا فيما يرى بعض الفقهاء ان هذا الحكم قد نسخ بغزوة بني المصطلق التي تمت بطريقة التبييت.
كان الفلاحون يخشون طلائع الفداوية الوهابيين الصحراويين ويحذرون اطفالهم من ان الطلائع الفداوية تنحر بالسكاكين وتقطع بالسيوف كل ما يدب على الارض ولذلك تنتشر الاشاعات ويدب الرعب ويصبح ممارسة عمليات ري المزروعات ليلا عملا شاقا مشوبا بالخوف ووقوع المكروه ويذكر الرواة الشعبيون بان ثمة غزوة حصلت في جرف الدراويش قرب الطفيلة والدراويش هم الوهابية الغزاة الذين تمكن الاهالي من صدهم والاعداد للتصدي لهم فدفن القتلى في ذلك الموقع الذي لا زال موجودا لغاية الآن .
ويرتكب الفداوية جرائم تقطيع الجثث بعد القتل وخصوصا لمن يبدي مقاومة لهم وقد يستحسنون ممارسة التعذيب بحق المقاوم فيربطونه على جمل شرس ثم يباشرون بضرب الجمل الذي يهتاج ويطرح الاسير المكتوف ارضا فيطأه فاما ان يموت تحت وطأة قوائم الجمل او يتم الاجهاز عليه من قبل مقاتلة السلفية الوهابية. كما كانت تتم عمليات الاغتيال عند تفحص اية منطقة يراد غزوها وذلك من اجل بث الرعب بين السكان المحليين ويسمي البدو تلك العيون (السبور) اي الذين يسبرون غور الشيء او من يتحسسون مواقع العدو....
غير ان غزوة مضارب بني صخر قرب عمان عام 1922 تعد من اكبر الغزوات والمعارك التي شنها الوهابيون على اراضي شرقي الاردن والتي فتكوا فيها بالكثيرين ولولا مشاركة الطائرات البريطانية في صد تلك الغزوة لاختل التوازن ولربما كانت الخسائر اكثر فداحة ومع ذلك لا نجد قراءات تاريخية واضحة ودقيقة توضح حجم تلك الخسائر وعدد الضحايا . تلى تلك الغزوة غزوة اخرى عام 1924 .وقد تم التعامل مع نتائج تلك الغزوات على انها انتصارات لصد ذلك الهجوم ربما تجنبا لما يلحق السكان من اصابة بروح الهزيمة. لقد تم التعامل مع بعض الاسرى الوهابيين بتوطينهم في الاردن وهم من قبائل حجازية ونجدية وهنا يطرح السؤال نفسه عن تلك الاسباب التي ادت الى التوطين والتي يعزوها البعض الى العلاقات القديمة ما بين قبيلة الملك عبدالله الاول وتلك القبائل الحجازية او النجدية ....ولذلك كما قلنا تشح المعلومات التاريخية الكافية فتغدو ضئيلة و مقتضبة جدا بالنسبة لبيانات الذاكرة الاهلية التي تصف قسوة تلك الغزوات التي يعقبها تحطيم كل معنى للحياة والوجود الانساني.



#وليد_حكمت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السحر والدين
- المسيح وبيلاطس والحقيقة
- اللوغوس المسيحي
- العالم يموت بموتي ...4
- حول تعذيب الأطفال المعوقين في الاردن
- المثالية الذاتية ... الواقع ذهني...3
- مشكلة الشر ... وجواب المثالي عليها ..(2)
- (الفلسفة المثالية....هل العالم ملائم لنا؟؟؟)....(1)
- الموقف السلبي للمنظمات الحقوقية الاردنية تجاه الاحتجاجات الم ...
- عوامل نفوذ وانتشار جماعة الاخوان المسلمين في الاردن
- شباب معان المغرر بهم ... من المسؤول؟؟؟
- المعارضة الاردنية وثقافة الالتفاف والانتهازية
- ادما زريقات
- مقترحات بين يدي لجان المطالبة بإحياء نقابة المعلمين الاردنيي ...
- ليندا معايعة، الصحافية التي أبكت الرأي العام، تبكي بسبب جرائ ...
- اصحاب الحقوق المنقوصة واصحاب الحقوق الكاملة في الاردن
- نحو اصلاح التعليم في الاردن
- هل هناك ضرورة لتشكيل هيئة (نقابة أو اتحاد أو هيئة ) للمعلمين ...
- البيوت الترابية القديمة والملمح المعماري لبيوت الواحات الصحر ...
- رسالة الى صديقي الدكتور فواز الحصان بخصوص دراسة تاريخ العشائ ...


المزيد.....




- إسرائيل تدفع بـ3 كتائب إلى الضفة وتعتقل يهوديا بسبب تفجير حا ...
- يهود سوريون يعودون إلى دمشق بعد عقود من فرارهم!
- الفاتيكان: حالة البابا تتحسن قليلاً وقلبه يعمل بشكل جيد
- “ماما جابت بيبي” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 على الن ...
- كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
- النخالة: المقاومة كانت تقاتل صفا واحدا لاسيما حماس والجهاد ا ...
- النخالة: السيد حسن هو شهيد فلسطين والاسلام والقدس وهو في قلو ...
- يهودي يطعن إسرائيلية بالقدس ويهتف -مسيحية-
- رئيس الاركان الايرانية اللواء باقري يستقبل أمين عام الجهاد ا ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية يستقبل أمين عام حركة الجهاد الاسلا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد حكمت - فداوية محمد بن عبدالوهاب