أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - حسين القطبي - القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري














المزيد.....

القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 02:18
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في تقرير لمنظمة الشفافية العالمية يحتل العراق المركز الرابع في قائمة الفساد في العالم بعد الصومال، افغانستان وميانمار، هذا بالرغم من محاولات التغطية على المفسدين في العراق، التي تمارسها الجهات العليا، لاسباب طائفية ودينية وعشائرية.

والقضاء، وهو الجهة المسؤولة عن كشف المفسدين، والحد من تجاوزهم على ميزانية البلد، في العراق، هو الاكثر تساهلا، وقد يحتل المركز الاول عالميا في التستر، والتساهل مع المفسدين.

فالفساد في قمة الهرم الحكومي يشير الى اختلاس مبالغ فلكية تقاس بالمليارات، مثلث الكهرباء (على غرار مثلث برمودا)، مثلا، ابتلع مبلغ 17 مليار دولار في عهد الوزير السابق وحيد كريم، وهذا المبلغ يفوق مجموع ميزانيات ثلاث دول عربية مجاورة للعراق! مثل هذا الاختلاس الذي بامكانه ان يهد حكومات عامرة، في بلدان اخرى، مر من دون ان يأخذ القضاء العراقي ولو خبر!!!؟؟؟

وزير التجارة الاسبق فلاح السوداني اخلي سبيله، ثم سمح له بالعودة الى بلد اقامته الاصلي (بريطانيا) بعد اعتقاله في مطار بغداد، حين كان يحاول الهروب الى دبي، بعد فضيحة اختلاس مبلغ 886 مليون دولار من الوزارة، دون ان يشعر القضاء العراقي بالحرج.

ومن المتعاونين مع سيادته في عملية الاختلاس المتشعبة هذه، هو السيد الوزير بالوكالة، صفاء الدين الصافي، هو الاخر سمح له بالخروج، والتمتع بالمبالغ المختلسة في بلدان اوربا، دون ان يشعر القضاء بالحرج ايضا.

مثل هذه الارقام والاختلاسات كثيرة في العراق ولسنا في صدد عدها هنا، فالاعلام لم يعد يكترث بها، وكانها تحدث في بلدان بعيدة، حتى ان انكشاف اختلاس صابر العيساوي لمبلغ 17 مليون دولار، مر بصمت اعلامي، وفي نفس الوقت طأطأ له القضاء رأسه، للمرور باريحية تامة.

ولكن مقابل كل هذا، شمر القضاء العراقي عن ساعديه، وكان حاسما جدا في قضية السيد فرج الحيدري، رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، يوم الثلاثاء الفائت 28 اب-اغسطس، فقد اصدرت بحقه المحكمة حكمها بالسجن لمدة سنة كاملة مع النفاذ، بجريمة توزيع مبلغ حوالي 100 الف دينار عراقي (اقل من 100 دولار) على خمسة من موظفي المفوضية (بواقع اقل من 20 دولار للفرد) كتقدير لجهودهم ومثابرتهم على عملهم في العام 2008!

المفارقة الغريبة هي ان مختلسي المليارات، ثم الاصغر، اللاعبين بالملايين، هم من الفئة المحسوبة على السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، التي يغض القضاء عنها الطرف، بينما السيد فرج الحيدري فهو محسوب على قائمة التحالف الكردستاني، وهذا هو الفرق!

فاذا عدنا الى الازمة الراهنة التي تمر بها العلاقة بين السيد المالكي بالتحديد وقائمة التحالف الكردستاني، لاكتشفنا هذا التناغم في عمل القضاء العراقي، بنسق وهارموني مع السياسة، وتأثره بالازمات التي تطرأ بين الكتل السياسية.

فالسيد رئيس الوزراء، الذي عرف بعرقلة عمليات استجواب الوزراء المتهمين بالفساد في البرلمان، مثل الشهرستاني، الاديب وغيرهم، هو الذي تدخل لاطلاق سراح وزير التجارة المختلس فلاح السوداني، وسهل له السفر الى الخارج، بنفس الطريقة التي تدخل بها لاطلاق سراح الارهابي محمد الدايني وتسهيل هروبه الى ماليزيا، ولا يستبعد ان يكون له دور في ادانة وسجن السيد فرج الحيدري، بنفس الطريقة التي استصدر فيها حكما ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.

اي ان القضاء العراقي، كعادته من زمن النظام السابق، للاسف، هو ساعد الحكومة، وتابع شرس لقوتها "التنفيذية"، يسلطها كسيف على رقاب المعارضين، واذا ارتضى القضاء لنفسه هذا الدور، فهو، وللاسف ايضا، دور غير مشرف، لقضاء غير نزيه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين


المزيد.....




- روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال ...
- تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري ...
- ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن ...
- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - حسين القطبي - القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري