فؤاد حمه خورشيد
الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 00:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جيوبولتيكية الصراع في افغانستان.. ومراحل الحكم المضطربة في العهد الجمهوري
أ.د.فؤاد حمه خورشيد
القسم الثاني
استغل محمد داود ، ابن عم الملك ، فرصة غياب الملك محمد ظاهر شاه عن البلاد في زيارة قام بها الى ايطاليا، لتنفيذ انقلابه في 17 تموز 1973والاطاحة بالنظام الملكي والذي سبق وان تبوأ فيه منصب رئيس الوزراء مدة عشر سنوات(1953-1963)، وذلك بالتعاون مع بعض ضباط الجيش من جناح كتلة (الراية)لحزب الشعب الأفغاني( الشيوعي) بقيادة بابراك كارمال والتي حصلت على خمسة حقائب وزارية في أول حكومة بعد نجاح الانقلاب وسقوط الملكية.
لقد شكل هذا الانقلاب في حينه مفاجأة جيوبولتيكية للعديد من القوى وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والصين وباكستان وإيران الشاه، ، فأعربت عن مخاوفها من ذلك التغيير السياسي الذي اعتبرته تهديدا لمصالحها ، وذلك بسبب صداقة زعيم الانقلاب القديمة مع السوفيت من ناحية ، ولمساهمة بعض كبار الضباط الشيوعيين في تنفيذه ، فضلا عن تبؤ شيوعيين آخرين مناصب وزارية.
بعد ان نجح الانقلاب بالتعاون مع اليساريين ، صب محمد داود، رئيس الجمهورية، نار غضبة،أولا، على القوى الملكية ومراكز القوى الدينية(الإخوان)وزعمائهم وخاصة بعد اكتشافه لمؤامرة تحاك ضده من قبلهم، وأدى ذلك الى هروب معظم القادة الدينيين الى حاضنتهم باكستان ، كما هرب معظم رؤساء عشائر البشتون الى هناك. وعندما تمت عملية تصفية خصومه اليمينيين ، انقلب محمد داود على حلفاء الأمس من اليساريين و الشيوعيين ، فشكل في عام 1977 وزارة جديدة أقصى بموجبها الوزراء الشيوعيين ومن كان محسوبا عليهم من مناصبهم ومن ثم اغتيال ابرز قادتهم. وتوجه بعدها لبناء علاقات وطيدة مع كل من ايران وباكستان والدول الغربية بشكل عام.وكان ذلك يجري جيوبولتيكيا تحت ضغوط دولية في ضل الحرب الباردة، فالحالة الأولى من الانقلاب كانت في صالح السوفيت ، في حين تحولت الحالة بعد ذلك لصالح الغرب.وكان من الطبيعي، في لعبة الحرب الباردة ،ان يلعب الاتحاد السوفيتي أوراقه.
كانت الخطوة الأولى للحراك السوفييتي تكمن في توحيد كتلتي حزب الشعب المنشق، كتلة( الراية) بقيادة بابراك كارمال ، كما أسلفنا، وكتلة( الجماهير) بقيادة نور محمد ترقي لمواجهة السياسة اليمينية التي ينتهجها رئيس الجمهورية على صعيد الداخل والخارج.أما الخطوة الخطيرة الأخرى فتمثلت في قيام حزب الشعب(الشيوعي) بانقلابه في 27 نيسان1978 واستيلائه على السلطة والقضاء على محمد داود ، أخر من تبقى من حكام أسرة (محمد زاي) الملكية و الى الأبد، كما أعلن ذلك راديو كابل صبيحة ذلك اليوم.
لم تنتهي لعبة الحرب الباردة في افغانستان بمجئ الشيوعيين الى السلطة في كابل، بل زادتها اشتعالا. فحشد الغرب كل قوى المعارضة المتواجدين في باكستان(زعماء قبائل ورجال دين) وحثهم على الإطاحة بذلك النظام.وهكذا فتحت معسكرات التدريب وزود المعارضون بالأسلحة والمال اللازم من المخابرات المركزية وباكستان، والسعودية، والكويت، والإمارات، والصين ، وأرسل كل فريق من المعارضين مجموعاتهم للقتال داخل افغانستان تحت اسم (المجاهدين).وهكذا بدأت المقاومة العنيفة داخل افغانستان لإسقاط النظام الشيوعي فيها.
أما داخل افغانستان فان الامور لم تكن مستقرة ، ولم تكن الحكومة الشيوعية منسجمة فسرعان ما دبت الخلافات بين قادتها وأجنحتها، ففي16 أيلول 1979 أعلن فجأة عن استقالة نور محمد ترقي ، رئيس الجمهورية، ثم وفاته الغامضة، وانتخاب حفيض الله أمين، أمينا جديدا للحزب الذي اتهمه حزبه يعد شهرين من توليه هذا ، المنصب باليمينية والدكتاتورية والتفرد، في وقت باتت فيه قوى (المجاهدين) تهدد العاصمة كابل والنظام الشيوعي فيها بالسقوط .
في مثل هذه الحالة لم يبق بيد الاتحاد السوفيتي سوى ان يلعب ورقته الجيوبولتيكية الثالثة لإنقاذ الحكومة الشيوعية في كابل والمحافظة على هيبته الدولية والعسكرية. فتم في صبيحة يوم27كانون الأول 1979حدوث تغير مفاجئ في القيادة الأفغانية والوضع الدولي حيالها، إذ أعلن عن مقتل أمين عام الحزب حفيض الله أمين وتولي بابراك كارمال زعامة الحزب والدولة ، ورافق ذلك دخول القوات السوفيتية واحتلالها لأفغانستان, وكانت الحجة في ذلك هي طلب الحكومة الأفغانية للمساعدة العسكرية السوفيتية لحماية البلاد من المؤامرات الغربية.
هكذا وقعت افغانستان جيوبولتيكيا ضمن مناطق النفوذ السوفيتي فعلا وواقعا وأصبح السوفيت بتواجدهم فيها ، من وجهة النظر الغربية، اكثر قربا من المحيط الهندي ومنابع النفط الخليجية, وهذا أمر له مساس بالأمن القومي للعديد من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، من هنا يمكننا ان نجد التفسير الجيوبولتيكي للسؤال التالي: لماذا أصر الغرب على دعم (المجاهدين) وإخراج السوفيت من افغانستان وإسقاط النظام الشيوعي فيها.
لم يستمر بابراك كارمال بالحكم طويلا لارتباط اسمه بالغزو السوفيتي، ففي أيار 1986اصبح(الدكتور محمد نجيب الله) رئيسا للدولة وأمينا عاما للحزب. لكن الوضع العسكري في الداخل كان يسير من سيئ الى أسوأ بسبب تزايد واشتداد وعنف هجمات( المجاهدين)ضد القوات الحكومية والقوات السوفيتية على حد سواء، فخلال عشر سنوات1979-1989تكبد الاتحاد السوفيتي خسائر قدرت ب70 مليار دولار، ومن البشر15 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وكان ذلك جزءا من لعبة الحرب الباردة الهادفة الى استنزاف الاتحاد السوفيتي وإضعافه.هذا الوضع اجبر الاتحاد السوفيتي ن في النهاية، على قبول انسحاب قواته من افغانستان وفق شروط ( معاهدة جنيف )التي وقعها، بإشراف دولي ، مع كل من باكستان وأفغانستان في 14نيسان1988.وبالفعل تم سحب القوات السوفيتية من افغانستان في 15 شباط1989، وكان ذلك ناقوس الخطر لإسقاط الشيوعية في كابل.
فما ان خرجت القوات السوفيتية حتى اختل ميزان القوى بالتدريج في داخل البلاد لصالح قوى المعارضة( المجاهدين)، الذين استطاعوا إسقاط النظام الشيوعي وتسلم السلطة بدخول قوات المجاهدين العاصمة كابل في 28 نيسان 1992 وهروب رئيس الجمهورية الشيوعي الدكتور محمد نجيب الله واللجوء لدى بعثة الأمم المتحدة هناك.
صحيح ان السوفييت قد خسرو افغانستان في هذه اللعبة ، لكن الولايات المتحدة لم تربح مثلما كانت تتأمل . فالمجاهدون المنتصرون شكلوا حكومة إسلامية انيطت رئاستها لرجل الدين المعروف( برهان الدين رباني) ، لم تعترف بها ، على الصعيد الدولي ، سوى ثلاثة دول هي السعودية والإمارات وباكستان ، أما على الصعيد الداخلي فقد انقسم المجتمع الأفغاني الى ولاءات عدة بحسب عدد أمراء الحرب ورؤساء الأحزاب و الجمعيات الدينية الآتين من حاضنتهم الباكستان ،فهؤلاء جميعا، الذين كان يوحدهم العداء للسوفييت والدعم الخارجي، سرعان ما انقسموا بعد دخول العاصمة كابل وانشغلوا في حرب أهلية بين أحزابهم ومناطق نفوذها من جهة ، وبين جبهة الشمال بقيادة احمد شاه مسعود ، وجبهة الجنوب بقادة الأحزاب الإسلامية الأخرى . هكذا نشبت الحرب الأهلية في افغانستان بين الأحزاب الإسلامية من اجل السلطة استمرت زهاء الخمس سنوات لم يكسب الشعب الأفغاني منها سوى المزيد من البؤس والحرمان والخوف ، وهذا ما إربك الوضع الإقليمي، وأمن باكستان، وأثار قلق الأمريكان . ولم يفلح في إصلاح الحال سوى الإتيان بقوة جديدة من غير أمراء الحرب السابقين, هكذا أدخلت قوات( حركة طالبان) من باكستان بقيادة زعيمهم( الملا عمر) والتي استطاعت من إزاحة أمراء الحرب( من المجاهدين السابقين)والاستيلاء على السلطة في كابل في 27 ايلول1996وتشكيل حكومة سلفية لا تليق ولا تشبه الا حكومات العصور الوسطى.
فحكومة طالبا ، ما ان استلمت السلطة ، حتى حاربت ، باسم الشريعة الإسلامية، كل ما هو مدني ومعاصر، فألغت وحرمت تعليم الإناث، وأرغمت النساء على ترك وظائفهن، وحرم التلفاز ، ففي اليومين الأولين من استلامها السلطة دمرت قوات طالبان 300 ألف جهاز تلفزيون ، ومنعت النساء من مراجعة المستشفيات والأطباء ، وفرض عليهن ارتداء حجاب (الجادري)الثخين ، الذي يغطيهن من قمة الرأس الى أخمس القدمين ، وليس فيه سوى بضعة ثقوب للرؤية فقط وحرم عليهن الخروج من مساكنهن الا برفقة محرم من أهلها ، إضافة الى قيامها بتدمير كل المعالم الحضارية القديمة في البلاد بحجة تعارضها مع تعاليم الإسلام .كما ان قوات طالبان قامت حال دخولها العاصمة كابل باقتحام مقر الأمم المتحدة وألقت القبض على رئيس الجمهوري الشيوعي الدكتور محمد نجيب الله ، اللاجئ إليها منذ عام1992، وأعدموه ، هو وأخوه ، دون محاكمة في الشارع العام ،على أعمدة الكهرباء.
وفوق كل هذا سمحت حكومة طالبان لتنظيم القاعدة بزعامة(أبن لادن) بالانتقال والعمل داخل افغانستان ومنحنهم كافة الحريات والصلاحيات للعمل التنظيمي و التدريبي وبناء المعسكرات ، حتى تحولت افغانستان الى شبه مستعمرة بيد هذا التنظيم ، الذي استكمل هناك تنظيماته الخيطية ووزعها في دول عديدة لتنفيذ مهماته المتنوعة و توسيع نشاطه العالمي . وفي 11ايلول (سبتمبر)2001، قام التنظيم بعملية نوعية بالطائرات ، ضرت فيها بنايتي مركز التجارة الدولي اللتان تحولتا في النهاية الى ركام، وادتى الى قتل زهاء 3000 موظف كانوا يعملون فيهما ، الأمر الذي أذهل الأمريكان وسائر حكومات العالم . فكان ذلك مبررا كافيا لقيام الولايات المتحدة، هي وحلفائها، بشن، ما سمته، ب ( حربها العالمية على الإرهاب).
في 7تشرين الأول 2001، أي بعد 16 يوما فقط من تلك الضربة ، وبعد رفض حكومة طالبان وقف نشاطاتها التي وسمها الغرب بالإرهابية ، وامتناعها عن تسليم بن لادن ، قامت الولايات المتحدة بإنزال قواتها في كابل وقندهار ومدن افغانستان الرئيسة الأخرى( أشبه بالإنزال السوفيتي عام 1979) وأنهت في 9 كانون الأول ، بتدخلها السريع ، حكومة طالبان وهزمت قوات القاعدة من افغانستان وشتتها .
وبالنظر لانشغال العالم بالوضع المرتبك في افغانستان ، عقدت الأمم المتحدة ( مؤتمر بون) لوضع ترتيبات الحكم هناك ، فتم في المؤتمر المذكور تشكيل إدارة مؤقتة لمدة ستة أشهر، تعقبها سلطة انتقالية لمدة سنتين و لحين إجراء الانتخابات الديمقراطية العامة ، وانتخب ( حامد كرزاي) الذي ينتمي الى عشيرة البشتون الرئيسة ، واحد رموز المقاومة ضد طالبان في ذلك المؤتمر رئيسا مؤقتا)(6 أشهر) للإدارة المؤقتة و(سنتان) للسلطة الانتقالية ، وفي انتخابات عامي2004 و2009 أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية الأفغانية ، ولا زال يحكم.
مثلما تورط السوفييت في افغانستان، تورط الأمريكان كذلك ، لكن الحالتان تختلفان كثيرا من حيث طبيعة الصراع وطبيعة ، وتغير الأقاليم الجيوبولتيكية المحيطة به ، والقوى المؤثرة فيه، فالاتحاد السوفيتي كان عليه مواجهة المعسكر الغربي برمته ، فضلا عن مواجهة الدول العربية والإسلامية ، أما الولايات المتحدة ، فإنها اليوم تبدو هي وحلفائها الاطالسة( قوات الايساف 133 ألف رجل) ، وكأنها اللاعب الوحيد او الرئيس في افغانستان، دون ان تعارضها في ذلك ، أية دولة عظمى او صغيرة ، بما فيها الدول العربية أو الإسلامي، وهنا يكمن الفارق الجيوبولتيكي بين الحالتين، وتحليل وتفسير الحدثين.
يتضح من كل ما تقدم أن جيوبولتيكية الصراع حول أفغانستان , وفي داخلها, يمكن تقسيمه إلى المراحل التالية :
1 - مرحلة الحكم الملكي الممتد من عام 1747-1973: كانت خلاله أفغانستان دولة محايدة من الدول المقفلة والحبيسة جغرافيا, الأمر الذي جعلها أن تكون دولة ذات وظيفة حاجزة بين قوى متنافسة أو متصارعة عبر تلك الفترة الطويلة من عمرها الأمر الذي حافظ على سلامتها وأمنها واستقلالها.
2- مرحلة حكم محمد داود : من 17 تموز 1973-17 نيسان 1978: وهي الفترة التي تحولت فيها أفغانستان إلى النظام الجمهوري, وإنهاء دورها كدولة حاجزة, ودخولها في حلبة صراعات الحرب الباردة, فتوجهاتها اليسارية الأولى أنعشت أمال المعسكر الشرقي في وجود دولة وطنية , في وسط أسيا, خارج نفوذ الغرب. لكن توجهات الحكومة ذاتها صوب اليمين في غضون عام بتأثير حلفاء أمريكا في المنطقة , وبخاصة إيران وباكستان , خيب أمال الشرق وإنعاشها في الغرب, وكان ذلك مبعثا لتحرك الشرق مجددا صوب هذا البلد.
3 - مرحلة حكم حزب الشعب الديمقراطي(الشيوعي) الأفغاني والتدخل العسكري السوفيتي : من عام 1978-1992: وتقسم هذه المرحلة إلى الفترات التالية, الأولى: تمتد من 1978-1979وهي فترة حكم الحزب الشيوعي الأفغاني المضطربة, والثانية: تبدأ من1979-1989وهي فترة تواجد قوات الاحتلال السوفيتي لحماية النظام الشيوعي, والثالثة: تبدأ من1989-1992.وهي الفترة التي تمثلت بخروج أو انسحاب القوات السوفيتية من البلاد وتنتهي بسقوط النظام الشيوعي فيها .
4- مرحلة حكم الفوضى من عام 1992-1996: وتتمثل بدخول قوات الأحزاب والجماعات الإسلامية وسيطرتها على الحكم في البلاد اثر سقوط النظام الشيوعي فيها, وانشغال تلك الأحزاب بحرب أهلية مدمرة استمرت خمس سنوات , رغم وجود حكومة شكلية فيها.
5-مرحلة حكم حركة طالبان والقاعدة من 1996-2001: وتبدأ بسقوط مرحلة الفوضى في 27/9/1996وسيطرة قوات حركة طالبات على السلطة في البلاد, والتي سمحت لقوات القاعدة باتخاذ من أفغانستان ملاذا وقاعدة للتدريب وتنظيم قواتها والانطلاق منها لممارسة كل عملياتها الداخلية والخارجية, بما في ذلك العملية الأكبر والأخطر وهي عملية ضرب بنايتي برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك بالطائرات والذي كان إيذانا لتحرك الولايات المتحدة الأمريكية لضرب الحركتين معا.
6- مرحلة حكم حامد كرزاي والتدخل العسكري الأمريكي وحلف الناتو (قوات ايساف): وتبدأ يضرب ثم دخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان ابتداء من 7/10/2001 , و إسقاطها لحكومة طالبان وتدميرها لمعسكرات القاعدة وتشتيتها, وتعيين حامد كرزاي , قائد إحدى الفصائل المعارضة لطالبان والمدعوم أمريكيا, رئيسا مؤقتا للبلاد . ثم رئيس منتخب لها, وحتى الوقت الحاضر. ومن سمات هذه المرحلة البارزة هي بروز حركة طالبان فيها مجددا كحركة قوية وخطيرة منذ عام2006, والتي رفضت لحد ألان الاستجابة لناء الرئيس حامد كرزاي الذي أعلنه في7/9/2007 لإجراء حوار معها. وهكذا سيبقى الصراع مستمرا في هذه البلاد.
#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟