أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حميد امين - قراءة في الجذور التاريخية للطائفية في العراق لهادي العلوي ظهور التسنن والتشيع في العراق















المزيد.....

قراءة في الجذور التاريخية للطائفية في العراق لهادي العلوي ظهور التسنن والتشيع في العراق


طارق حميد امين

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 01:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت الفرق الإسلامية كالمعتزلة والخوارج تسيطر على العديد من حواضر المسلمين وتخوض في جميع نواحي الحياة الفكرية والسياسية والفلسفية مكونة منظومة من الآراء تحكمت بشكل فاعل بمسارات الصراع وساهمة في تكيف حركة المعارضة ضد مراكز صنع القرار للخلافة الإسلامية فبدأ هذا الصراع مع السلطة من دون ان يتمحور في اتجاهات طائفية حيث شكل العراق في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان مركزاً للمعارضة الذي ساهمت فيه الفئات الناقمة على استثار بني أمية بشؤون الخلافة مما أدى الى مقتل الخليفة عثمان بن عفان وانتقال الخلافة الى الإمام علي بن أبي طالب وبسبب هذه الفتنة التي تعرضت لها الخلافة الإسلامية نقل الإمام علي عاصمته الى الكوفة التي كانت الأكثر ولاء له وضمت كل الفئات الناقمة على على الارستقراطية القريشية المتمثلة في بني أمية وبعد مقتل الإمام علي سنة 40هـ وقيام الدولة الأموية .
تمركزت حركة المعارضة في العراق وكانت تضم المعارضين الموالين للإمام علي وولديه الإمام الحسن والحسين وكذلك الخوارج والجهمية والجعدية حيث شكلت الكوفة في العهدين الأموي والعباسي مرتعاً لأغلب الحركات الفكرية والسياسية وكان التشيع للإمام علي وولديه يختلف عن التشيع الذي اكتملت ملامحه في ما بعد في الشيعة الاثنى عشرية حيث كان يضم المعارضين الذين يدعمون كل ثائر على الجور والطغيان , اما التأسيس الشيعي الاثنى عشري فبدء من الامام محمد الباقر الذي انتظم في سلك القيادة التقليدية التي ابتعدت عن السياسة وتفرغت للعمل الفقهي وجرى على نهجه ابنه الامام جعفر الصادق الذي يرجع اليه تأسيس المذهب الجعفري واستمر هذا النهج الى الامام المهدي الثاني عشر في ظل الجهود البعيدة عن السياسة متحولة الى مدارس فقهية خالصة ولم تصدر عن الأئمة الاثنى عشر انتقادات جارحة ضد ابو بكر الصديق او عمر بن الخطاب او ما يفرق بين المسلمين ويعتبر الامام محمد الباقر مؤسس الطائفة وليس الامام علي بن ابي طالب ولا ولديه الحسن او الحسين الذي قادة الثورة ضد الطغيان والاستبداد الأموي قبل ان يتحزب جمهور هذه الثورة ويتوزع الى فرق ، وان التشيع لم يظهر في الحجاز حيث عاش الامام الباقر وأحفاده بل في العراق الذي استمر يتابع نشاطه الفقهي بشكل هادئ الى ان حصل الفرز بين القيادة الشيعية بدءاً بثورة الامام زيد بن علي اخو الامام محمد الباقر غير المعدود من الأئمة الاثنى عشر والتي وافقت الشيعة الموالية للإمام جعفر الصادق على مقولته في ان فضل الامام علي لاتستلزم إدانة الشيخين والبراءة منهما ومن ثم عادوا فطلبوا من الامام زيد ان يدين الشيخين فرفض ذلك فامتنعوا عن المشاركة في ثورته ضد هشام بن عبد الملك سنة 121هـ والتي أيدها الامام ابو حنيفة الذي يعد من أركان المعارضة للأمويين والعباسيين حيث بايع الامام زيد بن علي وأمد جيشه بعشرة ألاف درهم , وكانت حركة الامام زيد بن علي بن زين العابدين بمثابة انشقاق على الزعامة التقليدية للشيعة التي ابتعدت عن السياسة بعد واقعة كربلاء سنة 60 هـ وأخذت الزيدية تقود المعارضة الى جانب الخوارج وغيرهم . وقامت كذلك ثورات بقيادات زيديه بعد ثورة الامام زيد بن علي قادها ابنه يحيى في أفغانستان سنة 125 هـ { ولما قتل يحيى كان عمره 28 سنة } ومحمد ذو النفس الزكية في المدينة سنة 145 هـ وأخوه إبراهيم في البصرة سنة 145 هـ وثورة يحيى بن عمر في الكوفة سنة 205 هـ وثورة الحسين بن زيد في طبرستان سنة 205 هـ ولم تكن هذه الثورات شيعية إلا بقياداتها اما جمهورها فلم يكن زيدياً إلا في اليمن بعد ان استقرت الزيدية فيه وكان جمهور تلك الثورات على الأعم من الناقمين الذين بدعمون كل ثائر على الدولة .
لقد كان لنضوج الفقه الإسلامي الذي بدأ في الحجاز وترعرع في العراق في بداية القرن الثاني الهجري أثر بالغ في تحديد اتجاهاته العقلية التي تقوم على الرأي والقياس الاستحسان وكان رائد هذا الفقه هو الامام ابو حنيفة الذي قاوم الطغيان والتعصب وشايع أهل البيت وأيد ثورتهم ورفض تولية القضاء لبني أمية والعباس وكان له الفضل في تدوين الفقه الإسلامي ووقف ضد تسخير العلماء لخدمة الخلفاء وتعرض مواقفه هذه الى التعذيب والتنكيل وتوفى في سجن المنصور سنة 150 هـ اما الامام مالك الذي استند الى السنة وفقه المدينة الذي شكل ارثه الفقهي مدرسة فقد أفتى بمبايعة الامام محمد ذو النفس الزكية وأبطل صحة بيعة المنصور لأنها بيعة مع أكراه وأشار الى ان حكم العباسيين جائر والخروج عليهم حق وواجب،فقد جلد بسبب فتواه هذه . اما الإمام الشافعي الذي أنشأ مدرسة فقهية فقد اتهم بالتشيع لإل البيت ولقي مصرعه في زمن المعتصم سنة 204هـ نتيجة التعذيب ,
ان هذه المدارس الفقهية بالإضافة الى مدرستي الإمام الباقر والإمام الصادق أثرت الفكر الإسلامي في جميع مجالات الحياة نتيجة للتطور الذي طرأ على المجتمع الإسلامي الذي تنامي بشكل متسارع وشكلت هذه المدارس الفقهية وحدة إسلامية بعيدة عن الطائفية والتعصب والاحتراب المذهبي وبعد القرن الثالث الهجري اخذ التشيع يتوسع في العراق بعد انتقال النشاط الزيدي المعارض الى خارج العراق حيث خلا الجو للتبشير الاثنى عشري وكذلك في القرن الثالث الهجري ظهر التسنن بدعم من الخليفة العباسي المتوكل اذي حارب جميع الفرق الإسلامية وعمل على إيجاد فرقة مرتبطة به تستند الى سنة النبي ( ص ) استناداًشرعياًبعيدا عن الملابسات السياسي التي حكمت سلوك البعض من الفقهاء قبل عهد المتوكل,وفي أواخر القرن الرابع و اوائل القرن الخاس اخذ التسنن والتشيع يتوسعان في المجتمع العراقي وتحددت ملامحهما وكان الأئمة الاثنى عشرية يديرون نشاطا دينيا هادئا ومسالماً وكان لهم أتباع يتولون شؤون الطائفة في العراق وينقلون تعاليم الأئمة من الحجاز ولم يكن في هذه التعاليم ما يستفز الطرف الأخر وأظهر الأئمة احترامهم لآبي بكر وعمر,الا ان تغلب المذهبية المتعصبة وتمحورها في اتجاهات طائفية بعد تراجع الفكر الإسلامي العقلاني في عصر الانحطاط والتدهور نتيجة الاحتلال الأجنبي الذي شكلت الطائفية فيه حضورا ضاغطا في العراق مع بداية الحكم البويهي لبغداد في القرن الرابع الهجري الذي سعى الى إيجاد قاعدة شعبية يستند إليها فتبنوا المذهب الشيعي الاثنى عشري بهذا اكتملت كطائفة دينية واخذ التناحر الطائفي يطفح على السطح في خصوصا في زمن عضد الدولة البويهيي الذي راجت في زمنه مؤلفات وأخبار تطعن بابي بكر وعمر والصحابة وكانت كتابات استفزازية تثير التوتر الطائفي بعيدا عن التشيع للائمة الاثنى عشر فكانوا اول من نظم المواكب الحسينية التي أججت الاحتراب الطائفي بين الشيعة والسنة هذا الاحتراب الذي ادخل العراق في دوامة المذابح المتقابلة وزوروا التاريخ لتكريس سيطرتهم وساهم رجال الدين من الطائفتين في ترسيخ الرموز الطائفية حيث تم ترميز فقهاء ما قبل السنة الذين توفوا قبل قرنين من ظهور السنة الى رموز للسنة وترميز الامام علي والامام الحسين الذين لم تكن في زمنهم الشيعة كطائفة الى رموز للشيعة وكان هذا الترميز بالاستناد الى السلطة التي تدعم هذه الطائفة او تلك . ان هيمنة رجال الدين والكتاب من أصول فارسية في الحقبة البويهية والذين صاغوا الاطار العام للمذهبية التي لاتمت الى التشيع العربي بصلة بالاعتماد على التشويه والبدع والشعائر التي ترسي الهيمنة المذهبية المنحرفة التي استمدت الدولة البويهية منها قوتها في مجابهة السلاجقة الأتراك الذين تبنوا المذهب السني,الا انه في القرن السبع الهجري الذي شهد زوال المعتزلة وانحسار المد الباطني الاسماعيلي وانكفاء الخوارج حيث خلت الساحة للسنة والشيعة اللتين تغلبت عليهما المذهبية المتعصبة التي تمحورت باتجاهات طائفية بعد تراجع الفكر الإسلامي في عصور الانحطاط والتدهور الذي عانى منه العراق فأخذ أهل السنة مع ظهور السلاجقة وسيطرت الأتراك على معظم العالم الإسلامي باحتلال المواقع التي أخلتها المعتزلة والباطنية والاشعرية ليصبحوا الطائفة الأكبر للمسلمين بينما راوحت الشيعة في حدود ضيقة اشتملت على أجزاء من العراق وايران وانحصرت الزيدية في اليمن الشمالي والشيعة الأمامية الاثنى عشرية هي من اكبر طوائف الشيعة والتي اكتسبت قوتها في العهد الصفوي بقوة السلطة بهد مواجهة العثمانيين السنة الا ان الشيعة تبقى طائفة صغيرة إمام أهل السنة الذين يشكلون أكثرية المسلمين . ان الركود الذي عاناه المجتمع العراقي تحت وطأة الاحتلال الذي فجر ساحة الصراع الطائفي التي اقتصرت على العلاقات الإيرانية العثمانية وانحصرت ساحتها في العراق البلد الوحيد الذي عانى منها حيث استند هذا الصراع الى ظهير عقائدي بين الدولتين اللتين انتهجتا الطائفية كذريعة للصراع بينهما مما أدى الى إذكاء النزعة الطائفية خصوصا في العراق في عصور الانحطاط والتدهور



#طارق_حميد_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان
- العولمة الثقافية
- ابن عبدكه


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حميد امين - قراءة في الجذور التاريخية للطائفية في العراق لهادي العلوي ظهور التسنن والتشيع في العراق