هديل بشار كوكي
الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 20:38
المحور:
المجتمع المدني
بالكاد أتذكر اخر مرة وضعت فيها السماعات في أذني و جلست على الطاولة او على التخت ((حيث اعتد ان ادرس))
أمامي كتبي و أقلامي و فيروز تغني ..لاسأم من صوتها عندما أبدا بالتركيز على ما ادرسه
أوقف الموسيقى و اكمل دراستي ..
لم يحدث هذا من اكثر من سنة ..منذ ان اعتقلت لاول مرة في آذار 2011
لم أعد أعيش هذا الطقس منذ ان غادرت جامعتي في حلب الجريحة ..
اشتاق لكتبي، لاقلامي لرعشة الخوف قبل كل امتحان ..لفنجان قهوة ب15 ليرة سورية في كافيتيريا الجامعة قبل المحاضرة الاولى ..
اشتاق لدكاترة جامعتي ..لرفاق كليتي ..لياسمينتي الغالية..لعلامة عالية بعد جهد جهيد .
كل هذا افتقده اليوم ، ليس لدي ما افعله، ليس لدي كتب ولا أقلام و لا امتحان قريب يتربص بي ،البس البيجاما قبله بشهر و اعلن السبات الدراسي .
عاطلة عن العمل و الدراسة ولا املك حتى تصريح باحدهما او كليهما . !
ليس لدي الا شئ يشبه الفيزا((ليس فيزا حتى )) اذلني بها الامريكان حتى أخذتها و جئت بها لبلادهم .
لم اكن اريد ان اكون هنا يوماً ..كان الحلم بنظري شئ واحد ..اريد ان اكون محامية صغيرة اكمل دراستي في فرنسا ثم ارجع لسوريا ..دكتورة صغيرة ..
لكن ..هذا ما حصل بعد ان اصبح البقاء في بلدي محكوما بالموت .
ليس هناك اشد ألماً من ان تخسر دراستك و جامعتك التي تحب ..ليس هناك أقسى من ان تتحطم احلامك و مستقبلك و تبتعد عن جامعتك ، نافذتك على المستقبل.
قد يسخر الكثير مما افكر به و أسرتي و أصدقائي تحت القصف في سوريا ..
اعرف ان الناس تموت في بلادي في كل لحظة دون طائل ..اعرف ان ما يحصل و حصل اهم من جامعتي..
لكن والله ظلم ..
لا يمر يوم لا تدمع فيه عيوني على السنة التي مضت دون دراسة ..و على القادم المجهول ..
و على مستقبلي و مستقبل الآلاف من شباب سوريا المهجرين و العاطلين عن الحياة ..لاجئين هنا و هناك و كل الذنب كان اننا اردنا الحرية .
اليوم قلت لرفيقي ..اشتقت ان احمل كتبي و اذهب الى الجامعة ..قال لي هه حلم إبليس في الجنة ، فرأيتني أجود بهذه اللطمية المأساوية .
اتمنى ان لا يكون السوريين قد خسروا آلاف التفاصيل من حياتهم هباء ..اتمنى ان يتحقق حلمنا في ربيع سوري حر ..و لا ينقلب ربيعنا لشتاء قارس
اتمنى ان تصبح سوريا مثلما حلمنا بها في هتافاتنا الاولى ..الشعب السوري ما بينذل..الله سوريا حرية و بس ..
اتمنى و اتمنى ... لكن
أنا اريد و انت تريد و العنف سيولد ما يريد ..
Sent from my iPad
Sent from my iPad
#هديل_بشار_كوكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟