أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!















المزيد.....

تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!
في كربلاء ومن على فضائية قناة الشرقية قرأت خبر تجريف 1600 نخلة لغرض اقامة مشروع اروائي. انتهى الخبر ! ولا أدري هل يتعارض اقامة مشروع اروائي مع وجود بساتين النخيل ،ان لم يصبّ المشروع في صالحها أم وراء الأكمة ما وراءها !!!غمرني حزن بالغ وانا اقرأ الخبر الصاعقة , وملأت فمي مرارة مدافة بتراب الأرض التي اقتلعت منها تلك النخيل ، و طفح على وجهي ذهول من فقد عقله,و ذهول مداف باليأس , ودموع تحجّرت في مآقيها ، فتساءلت الى أين نحن ذاهبون بالعراق والوطن ؟ والى أين يريد هؤلاء السوقة والسراق به ؟الم تكفهم سرقة المال العام والرشاوى والعمولات عن المشاريع الوهمية ؟ على حساب مصالح الناس ؟ وأين نحن من دول العالم المتحضر؟ وحتى الدول العربية التي تهتم بالبيئة وتعتني بها و تحافظ عليها = و تزرع فسائل النخيل في شوارعها بكثرة و تسهر على رعايتها = وسقيها والأهتمام بها لما للنخلة من اهمية اقتصادية و بيئية ، بل أنشأت بنكا للنخيل ومعهدا يعمل على تطوير و تحسين أصناف النخيل كدولة= الأمارات العربية فتحولت بذلك الى مصدر لفسائل النخيل المحسنة وللتمور ايضا وقد كانت مستوردا لها و في السعودية بحيث تصدّرت= الدولتان قائمة الدول الاكثر انتاجا للتمور ولاعداد النخيل كذلك , بينما تراجع العراق بأعداد نخيله بسبب مذبحة النخيل المستمرة على أيدي مسؤولين ينافسون البهائم في ثقافتهم المعرفية متخلفين ابعد ما يكونون عن الحضارة ، فقراء للذوق والحسّ الجمالي و الأحساس به بهائم الاّ انها تنطق ، فمن 32 مليون نخلة الى أقل= من عشرة ملايين نخلة = فأصبحنا نستورد التمر بعد ان كنّا من المصدرين = الأوائل له بفضل سياسة عديمي الذو= ق من الأنعام .

الحاكمة .
ان ذبح النخيل لا يختلف في حيثياته عن ذبح الابرياء وقتلهم بدم بارد لمجرد الاختلاف في الرأي واغتيالهم بالمفخخات وكواتم الصوت هدايا نظام الملالي في ايران الصفوية لمنفذي اجنداتهم في العراق المبتلى بهم وبحكامه.
ان تدمير بيئة العراق وتحويل اراضيه الى صحراء تنافس الربع الخالي في السعة والمساحة وراءها اجندة تشارك فيها دولة الملالي ابرزها قطع شرايين الانهار التي تصب في العراق النابعة من اراضيها وتغذي بساتين العراق وآخرها نهر الوند الذي جفت بسبب تحويل مجراه الى داخل ايران اراض زراعية وبساتين نخيل وفاكهة في ظل صمت رسمي واعلامي يدعو للغرابة والتساؤل في وقت تتحايل فيه حكومة المالكي على العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب ملفها النووي لصالح الاخيرة ولم تطالب مقايضة ذلك بأطلاق كميات المياه المطلوبة والتي حجبتها ايران (الشيعية ) عنا . كرم ما بعده كرم , لا يعادله الكرم الحاتمي ولا الاخلاق المسيحية يحدث كل هذا على حساب رغيف الفقراء المعفر بالتراب وبالدم من اجل البقاء في سلطة زائلة لا محالة . فما يحدث في سوريا اليوم وما حدث في غيرها بالامس دروس لمن لا يريد ان يتعظ . ليس ما ينزل بساحتنا اليوم وما يحدث من دمار غريب شيء عفوي , انما هو مبرمج له ومخطط . نحن امام طبقة حاكمة متخلفة هي اقرب الى جنس وطبيعة البهائم منه للبشر . اعداء للحضارة والطبيعة والبيئة بشكل خاص , لم يجد العراقيون للآن اليد التي تبني وتعمر , بل اليد التي تهدم وتخرب وتقتل غيلة وخلسة وتمتد الى المال العام رغيف الناس وقوت يومها فتسرقه , فنشأت بذلك طبقة الحيتان الكبيرة التي اغتالت فرح الاطفال وملأت عيون الارامل دمعا ودما .
ما الفرق بينكم ايها القردة والاوغاد وبين المتخلف صدام ؟ فمحرقة النخيل في معظم مناطق البصرة واقضيتها ونواحيها ما زالت شواهد حية على همجية النظام وتخلفه وانعدام الحس الجمالي لديه , وها انتم اليوم تنهجون ذات السياسة التي مارسها المقبور صدام , فأي فارق بينكم وبينه واي فراق ؟ فأنتم من طينة واحدة خبيثة وفاسدة ستداس بالارجل يوما وسيبصق الجميع على قبوركم بعد وجوهكم .
لقد علمونا ونحن صغار في المدرسة ( ازرع ولا تقطع ) فتحول الدرس الذي تعلمناه عند الممارسة على ايديكم وبأفعالكم ايها الجهلة والاغبياء الى ... اقطع ما قدرت على قطعة ولا تزرع . لاننا ماضون باتجاه الخراب والتخريب . وبفضل جهلكم ايها الوسخ تحول مناخ العراق الى اتون حارق وكأن ابواب جهنم كلها قد فتحت دفعة واحدة صيفا وشتاء . تدغدغنا العواصف الرملية والترابية على مدى العام وفق احصائيات رسمية لمنظمة البيئة واجواءنا ورئاتنا . وزحفت الصحراء نحو ما تبقى لنا من الاراضي الزراعية لتتسع مساحة الخراب والدمار الذي سيلفنا بعباءته ايها الضفادع . حرام ان يحكم العراق وشعبه من لا يمتلكون ثقافة تحس بقيم الجمال وتتذوقه ولا ترتاح لمنظر الطبيعة , الاخضر وخرير الماء في الجداول اناس مرض نفوسهم , مخربة عقولهم وقد يكونون بلا عقول , مجرد قحف فارغة , كل الذي يقدرون عليه هو اطالة اللحى وموضة كوي الجباه اشارة الى ورع كاذب وخداع لا ينطلي على جاهل .

اني لأعجب كيف يتصرف مسؤول بهذا القدر من الوحشية والقسوة والهمجية على البيئة صديقة الانسان . فقد صبوا جام حقدهم البربري ايتام هولاكو واحفاد المغول وجنكيزخان على النخيل وفي النخلة قال الرسول العظيم (ص) (اكرموا عمتكم النخلة ) . ولكن ليس في الامر غرابة ما دمنا نتحدث عن اناس فقراء في الثقافة والمعرفة وان ادعى البعض انه من حملة الشهادات ولا ادري من اي دكان او بقالة حصلوا عليها فما يجري على الارض من ممارسات تؤكد جاهليتهم . انهم لصوص يبيعون الوطن رخيصا من اجل ان تمتلئ جيوبهم بالسحت وبالحرام . اغنياء في جهلهم وفي تخلفهم وانحطاط اخلاقهم وابتعادهم فراسخ عن ادنى مراتب الوعي , لان للوعي دورا في تهذيب الذوق المعرفي والحضاري للانسان وتشذيبه ودفعه في مراتب الحياة نحو الاسمى .
ان الذي لم استوعبه بعد وما زال عصيا علي فهمه , هو كيف يسمح الفلاحون اصحاب الضرر الكبير لجهلة وقتلة تنفيذ مجزرتهم تلك دون الذود عنها وحمايتها بأجسادهم فالنخيل ارث مادي وحضاري ويكتفون بالمطالبة بالتعويض
ولكن هل يعادل مبلغ التعويض الضرر الحاصل والخراب والدمار الشامل , لكن الذي سيأتي وسوف يرى الجميع ويتذكر هو الاسوأ . الا وهو تهجيركم من اماكن سكناكم الحالية لعدم وجود سبب لبقائكم فيها بعد ان تحولت الى قفر .
لقد تحول العراقيون ومن خلال المعطيات الكثيرة وبفضل سياسة المقبور صدام الى شعب مستلب مسلوب الارادة , يحس بالضعف وبأن لا حول له ولا قوة . اتكالي ينتظر من غيره ان ينهض بمسؤولية المطالبة بحقوقه والدفاع عنه شعب يكتفي بالقول : ان هذا لا يعنيني .
ان الشعب الذي يسعى نحو مستقبله ومستقبل اطفاله ويريد تحسين واقعه المعيشي , عليه ان يسعى صوبه قبل غيره , فما يجري اليوم في سوريا لهو دليل على حس ثوري ناضج وانساني لا يرتضى الذل والهوان والعبودية ويدفع ابناؤه من اجل فجر الانعتاق الدماء رخيصة دون ان يضع في حساباته الخوف والتراجع .
الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا عنوان ... !!!
- سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
- ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
- وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
- عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
- وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!