|
لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مقتطف من دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم الفصل الأوّل من- قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من لفّ لفّه. -
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 23:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مقتطف من دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم الفصل الأوّل من" قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه. " ( الجزء الأوّل من الكتاب : المقدّمة و الفصول 1و2و3) لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 8 / جوان 2012) المحتويات : - إستهلال - مقدّمة الفصل الأوّل : دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم :
1- إغتيال ستالين : النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية. 2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا. 3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف. 4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية. 5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية. 6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات. الفصل الثاني : النظرية البلشفية/ الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية:
1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية. 2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة. 3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية. 4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس. الفصل الثالث : المنهج البلشفي/ الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزعة : 1- خلط الحابل بالنابل. 2- لا فرق لدي البلشفي/ الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة ، بين الوهم و الحقيقة فى تونس. 3- امنيات البلشفي / الخوجي فى تضارب مع الوقائع التاريخية. 4- تعاطي مثالي ميتافيزيقي مع أخطاء ستالين. 5- نسخة بلشفية / خوجية لنهاية التاريخ. 6- كذب و قراءة مثالية ميتافيزيقية للصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. 7- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية. 8- إعتماد الإنتقائية لتشويه جوهر المواقف الماوية . 9- محض إفتراءات. -------------------------------------- ( الجزء الثاني من الكتاب : الفصول 4 و 5 و الخاتمة و المراجع ). الفصل الرابع : مواقف البلشفي/ الخوجي المتقلّبة و تلاعبه بالجدال مع ماويين :
الفصل الخامس : كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته؟
خاتمة المراجع
================= إستهلال =================== نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ( لينين –" برنامجنا "). -------------- ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية لسنوات طويلة ،طويلة جدا. ( لينين " ما العمل؟ "). --------------------------------------------------------------------------------------------------------------- إن الماركسية- اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! (ماو تسى تونغ – المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3،الصفحة 26) -------------------- إنّ المعرفة هي مسألة علم، فلا يجوز أن يصاحبها أدنى شيء من الكذب و الغرور، بل المطلوب هو العكس بكلّ تأكيد أي الصدق و التواضع.( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العمليّة "، المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" الصفحة 439- الطبعة العربية) . بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية (" بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ) لقد تمكنت البروليتاريا العالمية، خلال ما ينوف عن القرن المنقضى منذ أطلق البيان الشيوعي لأول مرة النداء الشهير : " يا عمال العالم إتحدوا !" من تجميع خبرة واسعة. وهي ذاتها خبرة الحركة الثورية فى مختلف البلدان و تشمل فترات رائعة من الإنتصارات الحاسمة و المدّ الثورى كما تشمل فترات حالكة من الجزر و التراجع . و عبر مدّ الحركة و جزرها، تشكل علم الماركسية – اللينينية - الماوية و تطوّر من خلال النضال المتواصل ضد أولئك الذين أرادوا قتل جوهره الثوري و تحويله إلى عقيدة عقيمة، خالية من الحياة . وقد كانت أكبر المنعطفات فى تطور التاريخ العالمي و الصراع الطبقي مصحوبة دائما بمعارك ضارية فى الميدان الإيديولوجي بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من جهة أخرى . فقد كان الأمر كذلك فى العهد الذى خاض خلاله لينين صراعا ضد الأممية الثانية (وهو ما تزامن مع إندلاع الحرب العالمية الأولى و ظهور وضع ثوري فى روسيا و أماكن أخرى) و كذلك فى العهد الذى خاض خلاله ماو تسى تونغ صراعا ضد التحريفيين المعاصرين السوفيات و كان نضالا عظيما يعكس أحداثا ذات بعد تاريخي عالمي ( إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إحتداد الصراع الطبقي فى الصين الإشتراكية و بروز موجة ثورية عالمية موجهة أساسا ضد الإمبريالية الأمريكية ). و كذلك فإن الأزمة العميقة التى تمر بها الحركة الشيوعية العالمية هي إنعكاس لقلب السلطة البروليتارية فى الصين و الهجوم الشامل ضد الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب الذى قام به دنك سياو بينغ و هواوكوفينغ . و تعكس هذه الأزمة أيضا الإحتداد العام للتناقضات العالمية بما يعنى بدوره خطر الحرب العالمية و آفاق الثورة . فاليوم تماما مثلما كان الشأن خلال النضالات الكبيرة السابقة، لا تشكل القوى التى تناضل من أجل خط ثوري سوى أقلية صغيرة محاصرة و مطوّقة من قبل التحريفيين و كل أشكال مداحي البرجوازية . و مع ذلك ، فإن تلك القوى تمثل المستقبل و حتى يتسنى للحركة الشيوعية العالمية أن تواصل التقدم يجب أن تثبت تلك القوى قدرتها على صياغة خط سياسي يرسم طريقا تتبعه البروليتاريا الثورية فى الظرف الحالي المعقد. و فعلا ،عندما يكون الخط صحيحا ، فإنه حتى إذا لم يكن لدينا جنود فسوف نحصل عليهم و حتى إذا لم تكن لدينا السلطة فسوف نحصل عليها . ذلك ما أكدت صحته التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية منذ عهد ماركس. إن التحليل السليم للتجربة التاريخية لحركتنا يشكل عنصرا بالغ الأهمية من أجل صياغة مثل ذلك الخط العام للحركة الشيوعية العالمية. و إنه لمن قبيل اللامسؤولية القصوى ، و من باب التناقض مع مبادئ نظرية المعرفة الماركسية أن لا نولي أهمية كافية للخبرة المكتسبة و الدروس المستوعبة من خلال النضالات الثورية لملايين الجماهير من البشر و التى ذهب ما لا يحصى من الشهداء من أجلها. إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه. فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة. و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة . تقييم تراثنا مسؤولية جماعية يجب أن تتحملها الحركة الشيوعية العالمية كلها و يجب أن يتم مثل هذا التقييم بشكل علمي صارم مرتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية- الماوية وأن يأخذ بعين الإعتبار الظروف التاريخية الملموسة للفترات المدروسة و الحدود التى فرضتها تلك الظروف على الطليعة البروليتارية و أن يتم ذلك بالخصوص بروح تسعى إلى جعل الماضي يخدم الحاضر حتى نتلافى السقوط فى الخطإ الميتافيزيقي المتمثل فى قياس الماضى بأدوات الحاضر بدون إعتبار الظروف التاريخية . وتقييم شامل كهذا سوف يتطلب طبعا وقتا غير هين لكن ضغط الأحداث على المستوى العالمي و ظهور بعض الفجوات للتقدم الثوري يتطلب منا أن نقوم من الآن بإستنتاج بعض الدروس الهامة التى سوف تمكن قوى الطليعة البروليتارية من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل . لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطإ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن" البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضررا كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية - اللينينية- الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية -اللينينية . لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينية- الماوية و تدعيمها. و لنستشهد بمثالين يدلان على هذه الحقيقة التاريخية : نضال لينين المزدوج ضد أولئك التحريفيين المكشوفين و ضد من كانوا مثل كاوتسكى يعارضون الثورة زاعمين الإرتكاز على "أرثودكسية ماركسية " و أيضا النضال الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ ضد التحريفيين المعاصرين و إرتدادهم عن تجربة بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي فى عهد لينين و ستالين وهو النضال الذى خاضه فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بنقد شامل و علمي لجذور التحريفية . و علينا اليوم أن نعالج المسائل و المشاكل الشائكة التى يطرحها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية حسب طريقة مماثلة. أما أولئك الذين يعلنون أمام الإنتكاسات الحاصلة منذ وفاة ماو تسى تونغ عن الفشل الكامل للماركسية - اللينينية أو الذين يزعمون أن الماركسية- اللينينية- الماوية أصبحت بالية و أن كل التجربة التى إكتسبتها البروليتاريا يجب أن يعاد النظر فيها فإنهم يمثلون خطرا جسيما. فهذا الإتجاه يريد الإرتداد عن تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و إقصاء ستالين من صفوف قادة البروليتاريا وهو يهاجم فى الحقيقة الأطروحة الجوهرية فى اللينينية حول طبيعة الثورة البروليتارية و ضرورة حزب طليعي و دكتاتورية البروليتاريا. و قد قال ماو بوضوح : "فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية ". إن تجربة الحركة الشيوعية العالمية إلى حدّ الآن تدل على أن هذه الملاحظة التى عبر عنها ماو تسى تونغ سنة 1956 ما زالت صحيحة. و كذلك فإن إضافات ماو تسى تونغ لعلم الثورة تتعرض اليوم إلى المحاصرة والطمس و التشويه. و فى الحقيقة كل ذلك ليس إلا نسخة "جديدة " من التحريفية و الإشتراكية الديمقراطية الأكثر ترهلا و عقما. و مازالت هذه التحريفية المكشوفة نسبيا سواء كان مصدرها الأحزاب الموالية تقليديا لموسكو أو التيار "الأوروشيوعي " أو المغتصبون التحريفيون فى الصين أو التروتسكيون و النقاد البرجوازيون الصغار للينينية ، ما زالت تمثل أكبر خطر على الحركة الشيوعية العالمية. وفى نفس الوقت، ما زال الشكل الدغمائي للتحريفية يعتبر عدوا لدودا للماركسية الثورية فهذا التيار الذى يعبر عنه كأوضح تعبير الخط السياسي لأنور خوجة و حزب العمل الألباني يهاجم الماوية و خط الثورة الصينية و خاصة تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و يزعم هؤلاء التحريفيين زيفا الدفاع عن ستالين (فى حين أن عددا كبيرا من أطروحاتهم ليست إلا تروتسكية ) فى حين أنهم يشوهون التراث الثوري الأصيل لستالين. و يعتمد هؤلاء المخادعين على نواقص و أخطاء الحركة الشيوعية العالمية ، بدلا من إنجازاتها ، كي يحاولوا نشر خطهم التروتسكي و التحريفي. و يطالبون من الحركة الشيوعية العالمية أن تحذو حذوهم معللين ذلك بضرورة البحث عن نوع من " النقاء العقائدي" الصوفي. إن المظاهر العديدة التى يشترك فيها خط أنور خوجة مع الشكل الكلاسيكي للتحريفية (بما فى ذلك مقدرة التحريفيين السوفيات و الرجعيين عموما على تشجيع و إستغلال المعادات العلنية للينينية من قبل الأوروشيوعيين و أيضا معاداة خوجة المغلفة باللينينية حاليا ) تدل على أن لهذين الخطين جذور راسخة فى الإيديولوجيا البرجوازية . و اليوم يمثل الدفاع عما قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية – اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها . لقد قال ستالين : " إن اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية " و هذا القول صحيح تماما فمنذ موت لينين شهد العالم مؤكدا تحولات كبيرة لكن طبيعة العصر بقيت هي نفسها. و ما زالت المبادئ الجوهرية للينينية صالحة و تمثل اليوم الأساس النظري الذى يقود فكرنا. إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما . ( مقتطف من " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ضمن العدد الأوّل من " الماوية : نظرية و ممارسة " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ). =================================================== مقدّمة : إنطلق صراع الشيوعيين الحقيقيين الماويين فى تونس مع السيد " الحديدي" منذ مدّة تناهز السنة الآن سواء على الفايسبوك أو على صفحات موقع الحوار المتمدّن. ولأنّه لم يلتزم آداب النقاش و مبادئ السلوك الرفاقي ، شطبه مازوم كايبا ، من قائمة أصدقائه على الفايسبوك و بعث له برسالة مفتوحة يشرح فيها دوافع قراره ذاك حتى لا يقال انّ الماويين يخافون النقاش و يتجنّبوه. و على إثر تهجّم إنتهازي منه على مضمون نصّ لماوي آخر ، محمّد علي الماوي ، تلقّى ردّا منهجيّا مع الإلتزام بآداب الجدال المبدئي غير أنّه كعادته هاج و ماج و أخذ يطلق العنان لأساليبه الإنتهازية فى الصراع الفكري فلم يتابع محمدّ علي الماوي الجدال معه. وتتبعت النقاشات و تاليا كافة كتابات "الحديدي" وكنت أنتظر جديدا يستحق عناء التعليق. و تُرك المجال فخرجت الحيّة من جحرها و ظهرت حقيقتها و ملامحها كليا تقريبا. ونتيجة متابعتى و تقييمي لما يصدره " الحديدى " إلى شهر مارس 2012 لمست أنّ الثمرة نضجت و حان أوان قطافها أي حان أوان إنجاز نقد عميق و شامل لأطروحات هذا السيد الذى يقدّم نفسه على أنّه بلشفي و لا همّ لديه سوى الإفتراء على ماو تسى تونغ و الشيوعيين الحقيقيين الماويين ففى كلّ نصّ يكتبه أو ينقله و ينشره إلاّ و يفرد لهم قسطا لا بأس به من ترّهاته نافثا سمومه الدغمائية التحريفية الخوجية ضد الماركسية- اللينينية- الماوية. و قد بلغ به الهذيان أخيرا مبلغا لا يتصور فى نصّه " إغتيال ستالين ..." حيث جعل من ماو تسى تونغ مجرما و قاتلا لرمز من رموز البروليتاريا العالمية كان قدوته و منه تعلّم الكثير و لا يكنّ له سوى التقدير و الإحترام الرفاقي و إن إختلف معه فى مسائل و مواقف معيّنة ، و عنه دافع فى وجه الرياح التحريفية المعاصرة لعشرات السنين. ماذا بعد هذا يا " حديدي" ؟ هل هذا آخر ما جادت به قريحتك الإنتهازية التآمرية؟ أم أنّك ستطلع علينا يوما بخبر عاجل مفاده إكتشافك أنّ ماو تسى تونغ خنق بيديه ستالين أو وضع له هو نفسه السمّ فى الكأس بدل الماء؟ لك هراؤك و هذيانك و لنا التمسّك بالحقيقة و الواقع المادي الموضوعي و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية- الماوية. و التاريخ شاهد. بعد اللفّ و الدوران فى كتابات و نقاشات سابقة ، ها أنّه يعلن و بلسانه هو مباشرة عن مصدر أفكاره فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" ألا وهو مجلّة " خطوط التمايز" مستشهدا بمضمون أحد أعدادها. و لن نفعل مثله و نقول له هذا منك " إستيراد دغمائي برجوازي صغير " كما قال هو فى " ضد التصفوية الماوية..." و ذلك من منطلق مبدئي هو أنّنا نقرّ بحقيقة أنّ علم الثورة البروليتارية العالمية واحد لطبقة عاملة عالمية واحدة و المسألة تطرح على أنّها مسألة صحّة أم خطأ من الناحية العلمية، لا إستيراد و توريد ، و لا ملكية خاصة لهذا أو هذه بمفاهيم برجوازية ؛ و مسألة علم كمرشد عمل من أجل تحليل ملموس لواقع ملموس قصد تغييره ثوريّا من وجهة نظر البروليتاريا نحو الشيوعية عالميّا . والمجلّة إيّاها كان يصدرها " الإتحاد البلشفي " بالكندا. و هذا " الإتحاد" عبارة عن مجموعة منحدرة من ما كان يسمّى " التياّر البلشفي " الذى نشط ضمن مجلّة " الثورة الكندية " و بعد إنشقاقه عنها لخلافات ليس هذا مجال التوسّع فيها ، أصدر مجلّته " خطوط التمايز". ثمّ إثر صراعات مع " فى النضال" و " رابطة الشيوعيين الكنديين" ، أخذت مجموعة " الإتحاد البلشفي " تصدر مجلّة شهرية باللغتين الأنجليزية و الفرنسية عنوانها " الثورة البروليتارية ". و كان هؤلاء "البلاشفة " يساندون حزب العمل الألباني و أطروحاته إلى أن إعتبر هذا الأخير، سنة 1979 ، أنّ من يمثّل الماركسيين- اللينينيين فى الكندا هو الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني). فإندفع البلاشفة ينقدونه و يعتبرون مذّاك انّه لم يوجد معسكر إشتراكي منذ وفاة ستالين. و بعدئذ أخذوا يتعاملون مع الرابطة البلشفية فى الولايات المتحدة الأمريكية و يساهمون فى مجلّة " مراسلات عالمية " التى كان يصدرها ماركسيون – لينينيون أفارقة فى باريس. وإندثر " الإتحاد البلشفي" فى أواسط الثمانينات. و فى عملنا هذا لن نعنى بال"بلاشفة " الكنديين و مواقفهم فى علاقة بالصراع الطبقي هناك و بالحركة الشيوعية العالمية و لا بالتيّار البلشفي العالمي التروتسكي المدافع عن الأممية الرابعة ، فهذا الأمر على أهمّيته ليس موضوع بحثنا الذى نخصّصه للبلاشفة/ الخوجيين فى تونس. و قد يثير أحدهم سؤالا وجيها لماذا ننعت هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى النيل من ماو تسى تونغ و الماويين بدعوى الدفاع عن ستالين بالخوجيين و الحال أنّ " الحديدى" فى " إغتيال ستالين..." يوجه نقدا لاذعا لأنور خوجا ؟ و نجيب فى الحال و ببساطة أنّ مرجع نعتنا هذا هو أنّ النقد الذى طال أنور خوجا لحق فقط عدم إتخاذه موقفا صارما من خروتشوف منذ البداية أمّا باقي الخطّ الخوجي فى " الإمبريالية و الثورة " و فى " ملاحظات حول الصين" و المتعلّق بستالين و بماوتسى تونغ و بتقييم التجربة الإشتراكية السوفياتية و الصينية و بالثورة فى أشباه المستعمرات و بالصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و المادية الجدلية و هلمّجرا، ف"البلاشفة " شأنهم شأن "الوطد" (الوطنيّون الديمقراطيون) فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" يتبنّونها. و نحن لا نحكم على النيّة و القصد و لا على جملة أو جانب واحد من الخطّ او نقطة أو أكثر خلافية بسيطة ، بل نحكم موضوعيّا على مجمل مكوّنات الخطّ الإيديولوجي و السياسي و جانبه الرئيسي. و لا ننسى بالمناسبة أنّ جماعة " هل يمكن ...؟ " الذين و لا شكّ تأثّروا بكتابات البلاشفة الجدد الكنديين ، صرّحوا فى مقدّمة ما أسموه "بحثا" أن أنور خوجا "غير جدّي " إلاّ أنّنا ألفيناهم من خطّه ينهلون و نهر أفكاره يشربون و بكتبه يستشهدون. و مختصر القول لأنّ " الحديدي" و من لفّ لفّه يلبسون قناع البلشفية و يروّجون للخطّ الدغمائي التحريفي الخوجي ، نعتناهم بذوى القشرة البلشفية و اللبّ الخوجي و فى عملنا هذا نطلق عليهم إسم البلاشفة / الخوجيين. إنتهت المقدّمة ، فإلى الجوهر. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------ لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات : بما هم دغمائيون و تروتسكيون يعمد الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون على الدوام إلى طمس الفرق بين الثورة فى البلدان الإمبريالية و الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و يغيبون عامدين خصوصيات الثورة الصينية الديمقراطية الجديدة ضاربين عرض الحائط بتعاليم لينين و ستالين فى هذا المضمار. لم يعش لينين ليشهد سيرورة الثورة الصينية فى أهم مراحلها لكنه كمنظر ماركسي شرع فى الإهتمام بالثورات فى بلدان الشرق المستفيقة كالإعصار بفضل ثورة أكتوبر المجيدة. و من أهم الأطروحات الأولى التى طورها لينين ما يلى : فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، ورد على لسانه الآتى ذكره :" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق. و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ... و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى. وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق. ينبغى لكم أن تجدوا أشكالا خاصة لهذا التحالف بين البروليتاريين الطليعيين فى العالم كله و جماهير الكادحين و المستثمَرين فى الشرق الذين غالبا ما يعيشون فى ظروف القرون الوسطى ... هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا. لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة و سيساعدكم فى ذلك من جهة التحالف الوثيق مع طليعة جميع الكادحين فى البلدان الأخرى ، ومن الجهة الأخرى ، معرفة التقرب من شعوب الشرق التى تمثلونها هنا. لا بد لكم أن تستندوا إلى القومية البرجوازية التى تستيقظ لدى هذه الشعوب و التى لا بد لها أن تستيقظ و التى لها مبرر تاريخي و ينبغى لكم فى الوقت نفسه أن تشقوا طريقكم إلى جماهير الكادحين و المشتثمَرين فى كل بلد من البلدان و أن تعلنوا لها باللغة التى تفهمها أنه لا سبيل إلى الخلاص غير سبيل إنتصار الثورة العالمية ، و أن البروليتاريا العالمية هي الحليف الوحيد لجميع جماهير الكادحين و لمئات الملايين من المستثمَرين من شعوب الشرق. هذه هي القضية التى تواجهكم ، وهي قضية ذات أبعاد غير عادية ..." ( لينين، "حركة شعوب الشرق الوطنية التحررية" ص 361-366، دار التقدم ، موسكو، بالعربية) . ولو أن الحزب الشيوعي الصيني حينذاك لم يتشكل بعد فإنه لما تأسس عمل طبعا كمنظمة ضمن الأممية الثالثة و وفق تلك التوجيهات التى تخص شيوعيي الشرق كافة. و الصين أحد البلدان التى تتجلى فيها بوضح المميزات التى ذكرها لينين : -1- "الظروف الخاصة غير الموجودة فى بلدان أوروبا " ؛ "خصائص الصين هي أنها ليست دولة ديمقراطية مستقلة ، بل هي بلد شبه مستعمر و شبه إقطاعي لا يوجد فيه نظام ديمقراطي بل إضطهاد إقطاعي" (بكلمات ماو ). -2-" فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي"؛ قوة الفلاحين هي القوة الرئيسية للثورة الصينية (بكلمات ماو). -3-" تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال "؛ حربة الثورة موجهة ضد الإمبريالية و الإقطاعية لا ضد الرأسمالية و الملكية الرأسمالية الخاصة (ماو تسى تونغ ، م2، ص451). -4-" لا بد لكم أن تستندوا إلى القومية البرجوازية التى تستيقظ لدى هذه الشعوب و التى لا بد لها أن تستيقظ و التى لها مبرر تاريخي"؛" مهمة الثورة الصينية هي خوض ثورة وطنية و ثورة ديمقراطية " (ماو، نفس المصدر السابق). -5- " لا سبيل إلى الخلاص غير سبيل إنتصار الثورة العالمية."؛" إن ثورة الديمقراطية الجديدة هذه جزء من الثورة الإشتراكية العالمية" (ماو ، نفس المصدر السابق). ونهض الشيوعيون الصينيون و على رأسهم ماو بالمهمة التى دعا إليها لينين ، هذه المهمة "الأعظم و الأكثر جدة "، و " العسيرة ذات الطابع الخاص" و"وجدوا أشكالا خاصة " – حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدينة و الأسلحة السحرية الثلاثة- ف"حلوا القضية ذات الأبعاد غير العادية " "بخبرتهم الخاصة ". و كانت "أطيب الثمرات " إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة التى خطت طريقا جديدا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مثرية علم الثورة البروليتارية العالمية ثم جاءت الثورة الثقافية البروليتارية الكبري لتخط طريقة و وسيلة لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و من هنا تطورت الماركسية - اللينينية إلى مرحلة ثالثة جديدة و أرقى هي الماركسية- اللينينية - الماوية. و كتب ستالين المقال الذى سنعتمد ونعرب أجزاءا منه ،"مستقبل الثورة الصينية " فى 30 نوفمبر 1926. فى الباب المفرد ل" طبيعة الثورة الصينية ". إثر التأكيد على أنها تختلف عن ثورة 1905 ( فما بالك بثورة أكتوبر ! )، متحدّثا عن خصوصيّات الثورة الصينية ، قال : "- الخاصية الأولى تتمثل فى أن الثورة الصينية ثورة ديمقراطية برجوازية و فى الوقت نفسه ثورة تحرر وطني موجهة ضد الهيمنة الإمبريالية الغربية على الصين ... - الخاصية الثانية للثورة الصينية تتمثل فى أن البرجوازية الوطنية الكبرى فى الصين ضعيفة جدا بل بلا مقارنة أكثر ضعفا من البرجوازية الروسية لفترة 1905 ... ينبغى أن يستقر دور المبادر و القائد للثورة الصينية ، دور قيادة الفلاحين الصينيين بالضرورة بأيدي البروليتاريا الصينية و حزبها . - و لا يجب نسيان أن الخاصية الثالثة للثورة الصينية تتمثل فى أنه إلى جانب الصين يوجد و يتطور إتحاد سوفياتي بتجربته الثورية و بمساندته لا يمكنه إلا أن ييسر نضال البروليتاريا الصينية ضد الإمبريالية و ضد بقايا إقطاعية القرون الوسطى فى الصين . " نلمس معا أن من هذه الميزات التى عددها ستالين ما تعيد تقريبا فى صيغة أخرى ما سبق و أن صرح به لينين و تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ثورة من نوع جديد ، ثورة ديمقراطية جديدة كما سماها ماو تسى تونغ تختلف عن الثورات الديمقراطية البرجوازية السابقة و كذلك عن ثورة أكتوبر الإشتراكية وهو ما يشدّد على طمسه الدغماتحريفيون الخوجيون جميعا المفضوحون منهم و المتسترون و التروتسكيون. ثم متطرّقا للجيش الثوري ، كتب ستالين : " فى السابق ، فى القرون 18 و 19 ، كانت الثورات تتم بصفة عامة بإنتفاضة الشعب ، فى غالبيته دون أسلحة أو بقليل منها و الذى كان يواجه جيشا من النوع القديم كان يحاول [الشعب] حله أو على الأقل جلب جزء منه إلى جانبه . هذا هو الشكل الخاص بالإنفجارات الثورية فى الماضي. الشيئ ذاته حَصل فى روسيا 1905. وفى الصين أخذت الأشياء منحى آخر. فى الصين تكافح الثورة المسلحة ضد الثورة المضادة المسلحة . تلك هي إحدى خصائص الثورة الصينية و إحدى مميزاتها..." و يواصل : " حسنا الآن ، من ذلك يستنتج أنه على الشيوعيين فى الصين أن يعيروا إهتماما خاصا للعمل داخل الجيش. أولا على الشيوعيين أن يضاعفوا إلى أقصى حد العمل السياسي داخل الجيش و أن يتوصلوا إلى أن يغدو الحامل الحقيقي و الأمثل لأفكار الثورة الصينية ...و ثانيا ، على الثوريين الصينيين و من ضمنهم الشيوعيين أن يعملوا بكل ما أوتوا من جهد على دراسة الفن العسكري ". "إن إستنتاج الرفيق ستالين هذا صحيح تماما" هكذا علق ماو تسى تونغ على ملاحظة الرفيق ستالين حول " فى الصين تكافح الثورة المسلحة ضد الثورة المضادة المسلحة " أما عن " على الثوريين الصينيين و من ضمنهم الشيوعيين أن يعملوا بكل ما أوتوا من جهد على دراسة الفن العسكري " فيأكد التاريخ أن هذه من أوكد المهام و المشاكل التى واجهها الحزب الشيوعي الصيني فى خوضه غمار الصراع الطبقي المسلح لأكثر من عشرين سنة دون إنقطاع وهي حالة فريدة من نوعها فى تاريخ الثورات خلال النصف الأول من القرن العشرين. و هذه المهمة العسيرة إضطرت بالفعل الماويين إلى دراسة فن الحرب تاريخيا و حسب " تجربتهم الخاصة " و "جاءت أطيب الثمرات " أعمالا لامعة أثرى بها ماو تسى تونغ الخط العسكري البروليتاري ومن أهم مؤلفات ماو بهذا المضمار " قضايا الإستراتيجيا فى الحرب الثورية الصينية " و " قضايا الإستراتيجيا فى حرب العصابات المناهضة لليابان "و " حول الحرب الطويلة الأمد " و " قضايا الحرب و الإستراتيجيا ". و فى الباب الموالي، كتب ستالين بصدد "طبيعة السلطة المستقبلية فى الصين " : " - لا يمكن للسلطة الثورية المستقبلية فى الصين أن تكون سوى سلطة معادية للإمبريالية. - أعتقد أنه نظرا لطابعها سيظل للسلطة الثورية المستقبلية فى الصين شبه عامة مع السلطة التى أقيمت فى بلادنا فى 1905 بمعنى أن تكون نوعا من الدكتاتورية الديمقراطية للبروليتاريا و الفلاحين مع إختلاف أولي هو أنها ستكون سلطة معادية للإمبريالية . - ستكون سلطة إنتقالية نحو تطور غير رأسمالي أو بأكثر دقة نحو تطور إشتراكي للصين ". لاحظتم معنا و لا شك تشديد ستالين على أنها ستكون سلطة معادية للإمبريالية و أن التطور اللاحق ،غير الرأسمالي سيكون نحو الإشتراكية مما يعنى و عنى فعلا و تاريخيا أن مهمة النضال ليست فى المرحلة الديمقراطية الجديدة ضد رأس المال الوطني ، خاصة و أن ستالين فى فترة معينة عمليا شجع على التحالف مع البرجوازية الوطنية الممثلة فى الكومنتانغ و قال "سيكون خطأ كبيرا أن يغادر الشيوعيون حاليا الكومنتنغ". و فى خضم الحرب الأهلية و حرب التحررالوطني و إنطلاقا من التجربة العملية و النظرية ، طور ماوتسى تونغ تلك الأطروحات الأولية لكل من لينين و ستالين فى العشرينات فأثمر بالأساس مؤلفات ثلاث ذات قيمة تاريخية بهذا الصدد هي "الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني -1939 " و " حول الديمقراطية الجديدة -1940" و " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية -1949". و ينهى ستالين مقاله ب" بعض الإستنتاجات " : " يجب الأخذ بعين الإعتبار أيضا أفق تأميم المصانع الأهم . هكذا يطرح قبل كل شيئ تأميم المؤسسات التى تمتاز بمعارضتها و عدائها للشعب الصيني. يجب دفع مسألة الفلاحين دامجين إياها مع مستقبل الثورة الصينية. وأعتقد أنه يتعين التوجه بإختصار نحو مصادرة أراضي الإقطاعيين لصالح الفلاحين و نحو تأميم الأرض ...". و التاريخ شاهد على أن الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ أمم المصانع الأهم و حولها إلى قطاع عام سواء فى المناطق المحررة أو فى البلاد بأسرها حين إفتك السلطة ( أمم مؤسسات البرجوازية الكمبرادورية ، المعارضة للشعب الصيني و عدوته، حسب ستالين) و صادر "أراضي الإقطاعيين" ليوزعها على الفلاحين الفقراء و أمم أراضي جعلها تعاونيات فلاحية أو تابعة للدولة إلخ تمهيدا للمرور إلى التحويل الإشتركي الذى دشن منذ 1953 ...( أنظروا : " بناء الإشتراكية فى الصين " لشارل بتلهايم ، بالفرنسية ، نشر مسبيرو، باريس 1972 ). وغدت الثورة الديمقراطية الجديدة المظفرة فى الصين نموذجا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات : " الثورة الديمقراطية البرجوازية الجارية حاليا فى الصين ، ليست ثورة ديمقراطية برجوازية من الطراز القديم و العام ، إذ أن هذا الطراز من الثورة قد فات أوانه ، بل هي ثورة ديمقراطية برجوازية من طراز جديد و خاص. و يأخذ هذا الطراز من الثورة فى النهوض حاليا فى الصين و فى كافة البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة الأخرى ، و نحن نسميه ثورة الديمقراطية الجديدة. إن ثورة الديمقراطية الجديدة هذه جزء من الثورة الإشتراكية البروليتارية العالمية ." ( ماو تسى تونغ ، ديسمبر 1939 ،"الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " ، م 2، ص451). صائب هو تحليل ماوتسى تونغ للواقع و ثاقبة هي نظرته للتطورات المستقبلية للثورة البروليتارية العالمية. و بالفعل إنتصرت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية و ركزت دولة من نمط إنتقالي جديد نحو التحول الإشتركي كجزء من الثورة العالمية. وأكثر من ذلك شكلت الثورة الديمقراطية الجديدة ممارسة و تنظيرا سياسيا و عسكريا نموذجا إحتذت به عموما الثورة فى كل من ألبانيا و كوريا و الفتنام و كوبا ( رغم ما يمكن أن نوجهه من نقد ماوي لهذه التجارب التى لم ترتق إلى مستوى التجربة الماوية فى الصين ).و اليوم ، فى القرن الواحد والعشرين، بينما تتخبط الخوجية التى إفتضح أمرها عالميا كدغماتحريفية فى الوحل ، تتألق من جديد ، فى حيوية باهرة الماركسية - اللينينية - الماوية مغيرة الواقع ثوريا وقائدة أهم الثورات الموجهة حقا لأشد الضربات إيلاما للإمبريالية العالمية و الرجعية المحلية فى كل من آسيا : الهند و الفليبين و أمريكا اللاتينية :البيرو ... ورافعة راية عالم آخر ممكن ، عالم شيوعي . لذلك قال هوشي منه سنة 1951:" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماوتسىتونغ ". (" مختارات حرب التحرير الفتنامية "، الصفحة 346-347 ، دار الطليعة ، بيروت).
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية. مقت
...
-
إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد
...
-
كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته ؟
-
الجزء الثاني من كتاب - قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي
...
-
حزب العمال- الشيوعي- التونسي : سقط القناع عن القناع عن القنا
...
-
حزب العمّال - الشيوعي - التونسي : سقط القناع عن القناع عن ال
...
-
المنهج البلشفي / الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزع
...
-
النظرية البلشفية / الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائي
...
-
مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية
-
دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم
-
قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من
...
-
رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و - الوطد- . ردّا على مقا
...
-
ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 20
...
-
ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة
...
-
تحرير الإنسانية : الداء و الدواء ( بمناسبة غرّة ما ي2012)
-
تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين- الوطد- فى ذكرى 24
...
-
لا بدّ من تقديم توضيحات :ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة
...
-
القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة
...
-
تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّ
...
-
خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -
...
المزيد.....
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|