|
طريق اليسار - العدد 39
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 20:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريق اليســـــار جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم / * العدد 39 ـ آب / أغسطس 2012 -
الافتتاحية - ضد العنف المعارض - أولاً ،ومن أجل أن لا تساور الشكوك أحداً،فمن الضروري التوضيح منذ البداية،بأن من وقف ضد الديكتاتورية لعقود،مثل المكونات السياسية لـ(تجمع اليسار الماركسي في سوريا-تيم)،لا يمكن أن يكون موقعهم ً إلا في الضفة الأخرى للبنية السياسية للسلطة وممارساتها،وأولها الحلول العنفية ذات الطابع الأمني- العسكري للأزمة السورية في أعوام2011و2012،والتي كانت استمراراً لما مورس في حماة بشهر شباط من عام1982،حيث انطلقت حسابات النظام الأخيرة بأن ما حصل قبل ثلاثة عقود يمكن أن يتكرر للوصول إلى ما فعله بالمجتمع السوري عبر الدرس الحموي نحو إجبار السوريين على حالة أقرب من صمت القبور قبل أن ينفجروا بدءاً من درعا ومعها كل الأزمة السورية العامة التي هي حصيلة نصف قرن من حكم ديكتاتوري عسكري بكل ممارساته وبنيته الاقتصادية- الاجتماعية-السياسية. كما حصل في شتاء1982،عندما كان عنف المعارضة الإسلامية المسلحة باباً للنظام أولاً من أجل الفتك بالمدنيين،ثم لهزيمة المعارضة،فإن السلطة السورية تريد استغلال مشهد مماثل في عام2012من أجل تكرار سيناريو حماة . والحقيقة،أن من يراقب حراك السوريين في الستة أشهر الأولى،يرى المساعي الحثيثة للسلطة،وعبر العنف الوحشي في التعامل مع المظاهرات السلمية من أجل دفع المعارضين السوريين نحو اليأس من نجاعة الأسلوب السلمي ضد النظام الحاكم للوصول إلى استعمال السلاح،من أجل إفقاد المعارضة تفوقها الأخلاقي ،ولجعلها تشبه ممارسات النظام،ولجرها إلى ميدان السلاح الذي هو فيه أقوى عدداً وعتاداً وتجربة. وقد اعترف رأس النظام في خطابه الأخير بأن السلاح المعارض المنظم لم يبدأ استعماله "إلا بعد رمضان"،أي بعد ستة أشهر من بدء الحراك في 18آذار2011،وبعد أن كان قد سقط أربعة آلاف من شهداء الحراك السلمي في مختلف المناطق السورية. دعونا نعترف بأن النظام قد نجح في مخططه،وبأن صوت السلاح قد أصبح الأقوى ضمن المعارضة السورية خلال عام2012،وبأن المعارضين قد تقلًب الكثيرون منهم في مدار من ثلاثة أطوار: رأى الكثيرون الحراك الداخلي السلمي طريقاً للتغيير في الستة أشهر الأولى من حراك2011،قبل أن ينقلب العديد منهم نحو طلب "الحماية الدولية"و"التدخل العسكري"،ولما يأسوا من حصول ذلك في صيف2012بدأ الكثير منهم يطرح مقولة"نأخذ الأمر بيدنا وعبر السلاح".هذا المنطق جرِب في تموز وآب2012في دمشق وحلب،ولم تكن النتائج سوى تكراراً لما جرى في بابا عمرو والحفة ودوما،حيث خراب العمار وتشرد البشر،وسيطرة النظام على مناطق من الأطلال،وبداية يأس،يذكِر بما عاشه الحمويون من شباط1982وحتى هبتهم السلمية في يوم الجمعة3حزيران2011،بدأ يلمس عند أهل تلك المناطق السورية المنكوبة. الأفعال في السياسة،والعنف المسلح هو استمرار للسياسة عبر وسائل عنفية،تقاس بنتائجها ،وليس بدوافعها أو أسبابها، ولا بالمبررات الحقوقية .العنف في السياسة،ونحن الماركسيون نؤمن بقول كارل ماركس:"العنف قابلة(داية)التاريخ"،ونحن هنا لا نرفض العنف من منطلق أخلاقي أو مبدئي،ولكن من حسابات تتعلق بحساب الفعل السياسي من خلال ميزان الربح والخسارة.في سوريا2011و2012لن يؤدي استعمال العنف إلى موت الأم والجنين،كما في أحداث1979-1982،وإنما أكثر من ذلك إلى احتراق المستشفى(اقرأ:سوريا) بمن فيه،وربما أيضاً المباني المجاورة. كما قال ماركس:"التاريخ عندما يعيد نفسه،يكون في الطور الأول مأساة،وفي المرة الثانية مهزلة".في آب2010تولت وجوه جديدة قيادة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا،عبر انقلاب مؤسساتي مدبر في انتخابات مجلس الشورى للمراقب العام للجماعة ونائبه،أتت بمن كان في قيادة(مركز حماة)بالسبعينيات والثمانينيات،ضمن تنظيم الشيخ مروان حديد،هذا التنظيم الذي أشعل شرارة الأحداث السورية عبر مجزرة مدرسة المدفعية،قبل أن يختمها في حماة بشهر شباط1982.هؤلاء يعودون،ومعهم الكثير من المعارضين السوريين بعد ثلاثة عقود، إلى تكرار محزن لتلك المأساة التي أطالت لثلاثين عاماً من عمر النظام السوري بعد أن كانت كل المؤشرات تدل في أواخر السبعينيات على أنه كان يعيش احتضاره. الآن ،دعونا نجرد حصيلة العنف المعارض في عام2012:تراجع التأييد الاجتماعي للمعارضة،ازدياد تردد المترددين بين السلطة والمعارضة،تصلب وازياد تشبث المؤيدين للسلطة بها،انقسام المعارضة حول وسيلة العنف وحول حصيلته،انحسار متزايد القوة للحراك السلمي المعارض،تدويل المسألة السورية وأقلمتها وخروجها من أيدي السوريين،دخول الأزمة السورية في حالة أقرب للجرح المفتوح أصبح فيها الخارج الدولي- الإقليمي هو المتحكم الوحيد في وقفه أو استمراره. كل ما سبق يتطلب وقفة جريئة،بصراحة يفتقدها الكثير من المعارضين السوريين:دراسة نتائج عام ونصف من حراك اجتماعي سوري معارض كبير لم تكن فيه الحصيلة مقاربة أو موازية للتضحيات والشجاعة والنبل التي أظهرها الكثير من السوريين،هذا إذا لم تكن أدنى بكثير.فحص الوسائل ونجاعتها،وأولها العنف والسلاح الذي أصبح أيقونة تعبد عند العديد من المعارضين،ويلعب في استعماله وتسويغه السياسي على الآلام وردود الفعل والثارات التي ولدتها وحشية عنف وقمع النظام عند الكثير من المواطنين السوريين.مراجعة البرامج والاستراتيجيات عند المعارضة السورية،التي أظهرت، بالمقارنة مع معارضات عربية في بلدان كان بها انتفاضات وثورات كتونس ومصر وليبيا واليمن، أنها الأقل أداء ومستوى وحصيلة في تجربة سوريا في (الربيع العربي)،بعد أن كانت سوريا،بين عامي1918و1958،هي الأكثر توليداً للأفكار السياسية العربية،والأكثر إنجاباً للقادة السياسيين الذين كان يتجاوز تأثيرهم الحدود القطرية العربية.
هيئة التحرير
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا مبادرة لوقف العنف وتحقيق تغيير ديمقراطي سلس وآمن
ايماناً بحق الشعب السوري في حياة حرة كريمة والعيش في ظل نظام ديمقراطي يؤمن له المساواة والعدل والتقدم , وبضرورة الخلاص من الاستبداد الرابض على صدره منذ ما يقارب النصف القرن , وانطلاقاً من قناعة تامة بأن النظام الحاكم لم يعد قادراً على اخضاع الحركة الثورية الشعبية بالقوة رغم كل ما مارسه من استخدام للقوة العارية المفرطة وما ولدته من تداعيات وما خلقته من حواضن للعنف المضاد ولتدخلات خارجية ومن قناعة بالتضحيات الغالية والكبيرة التي قدمها شعبنا وقواه الوطنية والتي وان استطاعت ان تفرض معادلة التوازن بالقوى مع النظام الحاكم الا انها لا تزال بعيدة عن تحقيق انتصار حاسم في ظل توازن دولي لا يقبل انتصار أي من الطرفين على الآخر , وهو الأمر الذي يجعل من استمرار العنف طريقاً لتدمير سورية المجتمع والوطن والكيان . ومن أجل تخفيض تكاليف التغيير المنشود وحماية ما يمكن حمايته من البنى التحتية للوطن ومن وحدة المجتمع تدعو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي والتي هي جزء من قوى الشعب السوري الحية ومن حركته الثائرة ضد الاستبداد وضد العنف في العمل السياسي وضد الأجندات الخارجية الى : أولاً : التوافق على هدنة مؤقته بين جميع الأطراف التي تمارس العمل المسلح في مقدمتها قوى النظام تبدأ قبل عيد الفطر إن أمكن ,تلتزم فيها تلك القوى بعدم اجراء أي عمل عسكري وعدم تغيير الأوضاع الميدانية على الأرض . ثانياً : يطلق الطرفان خلال اسبوع من بدئ سريان الهدنة سراح جميع المعتقلين والاسرى والمخطوفين ,ويتوقفان عن تلك الممارسات , وتعتبر تلك الممارسات في حال ارتكابها بعد ذلك التاريخ جرائم جنائية يحاسب مرتكبوها وفق القانون . ثالثاً : يسمح الطرفان لهيئات الاغاثة بإيصال المعونات الغذائية والطبية وتسهيل معالجة الجرحى في المشافي العامة والخاصة وبرعاية الصليب الأحمر والهلال الأحمر . رابعاً : وفي حال التزام الأطراف المعنية بما سبق يكون المناخ قد توفر لإطلاق عملية سياسية تقوم على التفاوض بين قوى المعارضة وبين وفد من النظام يملك صلاحيات تفاوضية مطلقة يضم شخصيات لم تتلوث ايديها بالدماء من أجل البدء بمرحلة انتقالية محددة المدة (سنة) تهدف تحضير البلاد من اجل التوصل الى نظام ديمقراطي تعددي برلماني . في آلية تنفيذ المبادرة : تقترح هيئة التنسيق أن تشرف هيئة الأمم المتحدة ممثلة ببعثتها أو بمن ترتأيه بالإشراف على تنفيذ بنود الخطة بعد اجراء تعديلات على حجم وصلاحيات المراقبين يتم التوافق عليها بين جميع الأطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية .
دمـــشق 14/8/2012 المكتب التنفيذي
نداء روما من أجل سورية ( روما 26 – 7 – 2012 )
اجتمع في العاصمة الايطالية روما في مقر جماعة سانتي جيديو في 25-26 تموز/يوليو 2012 نخبة من المعارضة السورية من أحد عشر تجمع وهيئة سورية معظمهم من داخل البلاد. وقد شارك في الاجتماعات رئيس جماعة سانتي جيديو ماركو امباغليازو ورئيس العلاقات الدولية ماركو جيرو ومسؤول ملف سورية ماريو مارازيني وقد ناقش الحضور سبل وقف تهميش الحلول السياسية وتصاعد العنف في البلاد وتوصل السوريون إلى نداء لوقف العنف ووضع مقدمات الحل السياسي للمرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية في البلاد. شارك في المؤتمر شخصيات من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والمنتدى الديمقراطي وائتلاف وطن والجماعة الإسلامية الديمقراطية ومعا من أجل سورية حرة ديمقراطية وتيار بناء الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والكتلة الوطنية وملتقى حوران للمواطنة. وفيما يلي نص البيان والموقعين عليه.
نداء روما من أجل سورية بإرادتنا نقرر مصيرنا وبأيدينا نبني مستقبلنا
1- تعيش سوريا الأزمة الأكثر مأساوية في تاريخها بفعل الحل الأمني العسكري في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة، وما أدى إليه من تعميم للعنف وتصاعد كبير في الخسائر البشرية والدمار العام. 2- وإذ اجتمعنا لدى جماعة سانت اجيديو في العاصمة الايطالية روما، كمواطنين ننتمي إلى فصائل مختلفة من المعارضة الديمقراطية السورية الناشطة داخل البلاد وخارجها، نوجه هذا النداء إلى الشعب السوري والأطراف المعنية والجماعة الدولية. 3- إننا نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل بناء سورية ديمقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر. إننا نحب سوريا، ونعلم أنها مكان تعايش أديان وقوميات مختلفة، وأنها تواجه اليوم خطرا محدقا يمس وحدة الشعب وحقوقه وسيادة الدولة. 4- لسنا محايدين. نحن جزء من الشعب السوري الذي يعاني قمع الديكتاتورية وفسادها، ونقف بحزم ضد الممارسات الطائفية والتمييزية من أي طرف جاءت، ننتصر للمساواة في المواطنة ونريد مستقبلا لسوريا وطنا للجميع، يحترم الحياة والكرامة البشرية في اطار العدالة. 5- يحتجز الحل العسكري الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه. ويحمل العنف على الاعتقاد بعدم وجود بديل للسلاح. لكن الضحايا، من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين، إضافة للأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا لتحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها بما في ذلك عقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل البلاد. 6- لم يفت الأوان لانقاذ البلاد، ومع الإقرار بحق المواطنين في الدفاع المشروع عن أنفسهم فإننا نعتقد أن السلاح ليس هو الحل، ونرفض العنف والإنزلاق نحو الحرب الأهلية، لأنهما يعرضان وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر. 7- نحن نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سورية. وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضا عن مٌثل وأهداف من يضحون ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة. إننا ندعو مواطنينا في الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح للمشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية سلمية آمنة وديمقراطية. 8- وإذ نرفض أن تتحول سورية إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولا إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحدا تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف. 9- نطلب اعتبار الأمم المتحدة الطرف الدولي الوحيد المسؤول عن تنسيق جهود إغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد. 10- نتوجه بهذا النداء إلى جميع السوريين وخاصة الشباب منهم، ونقول لهم : إننا سنصنع مستقبلنا بأيدينا، وسنتمكن معا من بناء سوريا ديمقراطية مدنية وتعددية. كما نتوجه بهذا النداء للمناضلات والمناضلين من أجل التغيير الديمقراطي في سورية، مهما كانت انتماءاتهم، من أجل التحاور والتنسيق فيما بيننا، للانتقال إلى الديمقراطية على أسس العهد الوطني المشترك. 11- نشكر جماعة سانت اجيديو على عملها ودعمها بحثا عن حل للأزمة الوطنية السورية ، وندعوها للاستمرار في مرافقة جهودنا وعملنا. " الموقعون " 1 - أمل نصر . 2 - عبد السلام أحمد . 3 - عبد العزيز الخير . 4 - سمير عيطة . 5 - رجاء الناصر . 6 - رياض درار 7 - ميشيل كيلو . 8 - صدى حمزة . 9 - حسين العودات . 10 - أنس جودة . 11 - أيهم حداد . 12 - فائق حويجة 13 - هيثم مناع . 14 - علي رحمون . 15 - ريم تركماني . 16 - فاير سارة . 17 - عقاب أبو سويد .
من أجل بناء تيار يساري سوري جديد (مشروع للنقاش)
يتحدَد اليسار في بلد مثل سوريا المعاصرة من خلال القضايا الثلاث: 1- القضية الوطنية – القومية : أي الموقف من مشاريع الهيمنة الأميركية – الصهيونية على المنطقة، 2- القضية الديموقراطية : الموقف من نظام الاستبداد القائم في سوريا، 3- القضية الاقتصادية الاجتماعية: الوقوف ضد الاتجاه المتزايد عند النظام القائم نحو الانتقال من الشكل الاقتصادي لرأسمالية الدولة إلى الليبرالية الاقتصادية. خلال سنوات نظام 16تشرين ثاني1970كان انقسام اليسار السوري متحدِداً من خلال الموقف من نظام الاستبداد، وليتوزع من خلال ذلك بين ضفتين: موالٍ للسلطة، ومعارض لها، وهو ماشمل منذ عام1976اليساريين الماركسيين والناصريين والبعثيين الذين توزعوا على هاتين الضفتين. في فترة العهد الجديد(منذ يوم10حزيران2000)، ومع الغزو الأميركي للعراق في عام2003، بدأت تطل برأسها (قضيةالعامل الخارجي في التغيير الداخلي) لتزلزل وتفرِق من خرجوا من السجون في حزبين ماركسيين سوريين: الحزب الشيوعي ( المكتب السياسي)، وحزب العمل الشيوعي، ليس فقط في رؤية متناقضة ل "دورالأميركي الذي أصبح عند الحدود السورية" وإنما لكي يشكِل هذا الخلاف السياسي رافعة لتحول نحو مغادرة اليسار إلى اليمين عند هؤلاءالمراهنين على العامل الخارجي ذهب بهم من الماركسية إلى الليبرالية. في أعوام2005-2007كان موضوع (العامل الخارجي)أساساً لانقسام "اعلان دمشق" بين يساريين(قوى قومية عروبية وماركسية ) وبين يمين ليبرالي- اسلامي(وقوى كردية متحالفة معه) يقوم بالمراهنة على (الخارج الأميركي) لإحداث تغيير في سوريا أوللمساعدة في احداثه. في عامي2011-2012تكرر هذا الانقسام ولكن بدلاً من أن يتجسد بين "اعلان دمشق"و"مشروع الخط الثالث"، كماكان الأمر بين عامي2008-2010، فقد أصبح من خلال منصتي(المجلس الوطني)و(هيئة التنسيق الوطنية)وتقريباً عبر نفس الكيانات السياسية في الطرفين، وإن كان مع تنويعات حزبية وشخصيات مستقلة أضافها مشهد مابعد15-18آذار2011على هذا الاستقطاب الثنائي للحياة السياسية السورية. كانت القضية الديمقراطية مشتركة عند الضفتين طوال الثماني سنوات السابقة، إلاأنها لم تكن لاصقاً كافياً لجمعهما. من جهة أخرى، فإن تقارب نسبي بين يساريين معارضين وبين يساريين موالين للسلطة السورية في موضوع(القضية الوطنية- القومية) لم يقد إلى إقامة أي جسر بينهما في أعوام2003-2009، حيث بقي موضوع (الديمقراطية)حداَ فاصلاً ومفرِقاً بينهما. مع انفجار الأزمة السورية منذ 15- 18آذار2011،في سياق مناخات ورياح (الربيع العربي)،انضافت قضية الموقف من (العنف المعارض)،الذي ساعدت أساليب النظام العنيفة في قمع المظاهرات السلمية على اندلاعه ،لكي تزيد انقسام تلك الضفتين المعارضتين بفعل انقسامهما الأصلي على موضوع(العامل الخارجي)، ولم تستطع (القضية الاقتصادية الاجتماعية) أن تشكِل وزناً يذكر في استقطابات الساحة السياسية السورية، فيمالوحظ ظاهرتين متناقضتين أولهما اتجاه أفراد عديدين من اليسارالماركسي الموالي للسلطة نحو الموقع المعارض على ضوء موقف مستجد عندهم من موضوع (الديموقراطية) ناتج عن تخاذل الأحزاب والقوى الشيوعية(فصائل صوت الشعب والنور وقاسيون) وتبعيتها للسلطة،وبالتالي تشكُل موقف جديد عندهم ضد استبداد النظام ومعالجاته القمعية للحراك الشعبي، وثانيهما نزوع بعض المعارضين لتقاربات مع موقع النظام، ولو عبر طريق غير مباشر من خلال التلاقي مع "معارضة مرضيٌ عنها من قبل السلطة وصنعت صناعة من قبلها منذ صيف 2011" عند مايسمى ب(الجبهة الشعبية - قدري جميل وعلي الشيخ حيدر)، عبر تغليب موضوعي (خطر العامل الخارجي) و(العنف المعارض) على موضوع (الديموقراطية) عند هؤلاء المعارضين المنتقلون إلى موقع جديد خارج المعارضة . في المدى المنظور، على مايبدو، سيبقى الخط الوطني – الديموقراطي، الرافض للعنف المعارض مبدئياً وذرائعياً، خطاً يجمع اليساريين السوريين بتنويعاتهم، كماأن موضوع رفض الطائفية سيكون غراءاً قوياً يشد لحمة اليساريين في وجه يمين اسلامي – ليبرالي(مع قوى كردية مرتبطة بشمال العراق) لايرعوي عن المراهنة على العامل الخارجي من أجل التغيير، كماجرى في العراق وليبيا، ولاتمتلكه الوساوس من الاستخدام السياسي للعنف أوللطائفية أوللعوامل الإثنية. على المديين، المتوسط والبعيد، ستكون هناك انقسامات بين يمين ويسار، هي الآن كامنة وغير معلنة، على موقع سوريا في الاستقطابات الدولية والاقليمية، وهذا ماسيتضمن تفريخاً لخلافات حول مواضيع (الموقف من المشروع الأميركي للمنطقة)و(اسرائيل )و(المقاومة)و(التسوية)، وخاصة أن هناك دلالات( كما يدل المثال المصري) على تفاهم "ما" بين واشنطن والتنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين سيؤدي بالأخيرين ، وكذلك الأمرعند اليمين الليبرالي ، إلى القيام بانزياحات ستكون مرضية للأمريكان في هذه المواضيع. إن صورة وجوهر أي تحرك اجتماعي محكوم بصورة وجوهر القوى الاجتماعية والسياسية الفاعلة في ذلك التحرك، وبدون أي جهد تحليلي يبدو الحراك الشعبي الجاري في البلاد بعيداً عن تأثير اليسار السوري بكافة تلاوينه. وإذا أخذنا بالاعتبار أن هذا الحراك يساهم وسيساهم (على الأقل) بفعالية في صياغة سورية الجديدة يصبح من الضروري أن يكون لليسار وزن مؤثر في هذا الحراك الحالي وأي حراك لاحق بشأن القضايا الرئيسية التي تطرحها المرحلة التاريخية الحالية ومفاعيلها. ومن البديهي أننا لا نستطيع الحديث عن أي وزن مؤثر في ظل الانقسام والتشتت وضعف المكونات الرئيسية في الصف اليساري. لذلك نرى ضرورة العمل معاً من أجل تشكيل تيار يساري عريض يقلل من التشتت الحالي ويشكل أساساً لقطب سياسي يساري مستقبلاً. إن دعوتنا الحالية ليست من قبيل لم الشمل العشائري الذي لا ينتج سوى حالة مهلهلة تفتقر إلى الانسجام والفاعلية، وكذلك ليست دعوة لبناء تنظيم طليعي مغلق لم يعد ملائماً لمستوى التطور الاجتماعي والسياسي في بلادنا. ولذلك لا بد أن نحدد الملامح العامة للفئة المستهدفة بدعوتنا هذه ونقول إنها دعوة لجميع الأفراد والمجموعات والتنظيمات التي تنتمي إلى المجال اليساري الثوري الوطني الديمقراطي الحداثي. • اليساري: المنحاز لمصالح الطبقات الشعبية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع القضايا التي تطرحها التطورات الجارية واللاحقة ومستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد. • الثوري: المشارك في العملية الثورية الجارية في سوريا وأشكال الحراك الشعبي الذي تتخذه والمؤيد لها والطامح للعمل مع قوى اليسار العالمي من أجل بناء عالم خال من الاستغلال النابع من علاقة الإنتاج الرأسمالية في الأفق التاريخي الممكن. • الوطني: المقاوم للهيمنة الإمبريالية على وطننا والساعي لتحرير أرضنا المحتلة بكافة السبل التي تجيزها القوانين والمواثيق الدولية مع حل المسألة الفلسطينية حلاً ديمقراطياً عادلاً. • الديمقراطي: المشارك في بناء نظام سياسي ديمقراطي برلماني تعددي لسوريا الجديدة. • الحداثي: يناضل لبناء دولة علمانية (تفصل الدين عن الدولة،والتي بدورها تكون محايدة عن الأديان والطوائف والعقائد السياسية) ومجتمع مدني متين يتيحان ممارسة الحرية السياسية والفكرية ويضمنان حرية الاعتقاد والعبادة لجميع المواطنين على قدم المساواة.
هذا سيخلق استقطابات مفصلية ستؤدي إلى معسكرين في عالم السياسة السورية، في أثناء المرحلة الانتقالية وأيضاً في مرحلة مابعد التغيير، سيكون اليسار السوري المعارض أحد هذين المعسكرين أوقوته الاستقطابية في وجه معسكر اليمين الاسلامي – الليبرالي. من المحتمل في تلك المرحلتين أن تطرح من قوى اليمين المذكورة، مدعومة من واشنطن وأنقرة والرياض، سياسة ليبرالية بلاضفاف على الصعيد الاقتصادي الاجتماعي، ومن المحتمل كثيراً أن يتم اتجاه إلى أسلمة قوية للقوانين والتشريعات بتأثير نفوذ الاسلاميين، الذين على مايبدو سيكونون القوة الأولى، ولو ليس الأكثرية، في أي انتخابات برلمانية سورية قادمة بالمرحلة الانتقالية، وهو ماسيقود حتماً إلى معركة ضارية حول الدستور السوري القادم، الذي من الضروري أن تصر قوى اليسار السوري- وبخلاف البيان الختامي للدورة الثانية للمجلس المركزي لهيئة التنسيق في آذار الماضي- على أن تصيغه هيئة تأسيسية تكون ناتجة عن توافق مجموع القوى السياسية والمجتمعية وليس "جمعية تأسيسية منتخبة"مادام الدستور(والقوانين والتشريعات أيضاً) يخضع لاعتبارات هي أبعد من نتائج لحظة انتخابية عند مجتمع داخل للتو في العملية الانتخابية الحرة بعد عقود من الانقطاع عن السياسة. عندئذٍ، سيكون لليسار السوري دور وظيفي في أن يشكِل حائط صد أيديولوجي- سياسي أمام الاسلاميين ، ثم أن يشكِل بعد حالته الاستقطابية تلك طرحاً لرؤية وبرنامج سياسيين يستطيع من خلالهما أن يشكل قوة أساسية في الساحة السياسية السورية ستتيحها له قاعدة اجتماعية مرموقة القوة من الأرجح أن تتجه نحوه عند الرافضين لهيمنة التيار الاسلامي(وليس نحو الليبراليين السوريين الذين يظهرون بعامي2011و2012التحاقية كبيرة بالاسلاميين ). أليس التفكير بكل ماسبق يشكل مبرراً كافياً الآن من أجل السعي نحو بناء تيار يساري سوري جديد؟....
حزب العمل الشيوعي في سوريا مشروع ورقة سياسية ومهمات برنامجية
نهاية "نهاية التاريخ" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتقلت الهيمنة على الاقتصاد العالمي من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تربعت على عرش الاقتصاد العالمي والقوة العالمية وأصبحت قاطرة الاقتصاد الرأسمالي في جميع أركان المعمورة. وفي عام 1971 قررت تأكيداً لهيمنتها أن يحل الانتاج الأمريكي الهائل محل الذهب كضامن للدولار لتحقيق هدفين الأول: إنقاذ الدولار من الأزمات المتتالية التي أصابته، وبالتالي النهضة بالاقتصاد الأمريكي وعلاج خلل ميزان المدفوعات والثاني: إبعاد الذهب كلياً عن ساحة التعامل النقدي وإقرار الدولار ليكون على قمة الاقتصاد الدولي من كافة الوجوه. إن وضع العملة الأمريكية في مقام العملة المرجعية العالمية جعل الإمبريالية الأمريكية قادرة على مبادلة كلفة طباعة العملة بقيمتها التبادلية في العالم، الأمر الذي يعني أن انهيار الاقتصاد الأمريكي سيسبب انهيار الاقتصاد العالمي لتصبح جميع القوى الاقتصادية معنية بل مكرهة على إنقاذه. ولم تكن هذه السيطرة المطلقة ممكنة لولا ميزان القوى العسكري والسياسي الذي سمح بنوع من البلطجة الدولية على هيئة فائض القيمة غير الاقتصادي الذي تنهبه الإمبريالية الأمريكية بفضل القوة العسكرية. وإذ يبدو هذا السيناريو خاصاً بنزاع على الهيمنة من جهة إلا أنه يمثل من جهة أخرى مصدر التمويل الفعلي لسباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي وحصاره وإنهاكه أثناء الحرب الباردة التي تكللت بانتصار الإمبريالية وسقوط الكتلة السوفييتية، وكذلك لحقن الدعم والاستثمارات في النقاط الساخنة (ألمانيا الغربية مقابل ألمانية الشرقية، كوريا الجنوبية مقابل كوريا الشمالية، اليابان وتايوان مقابل الصين، إسرائيل مقابل مصر....). وقد ترافق سقوط الكتلة السوفييتية مع سقوط شريكيها اللذين انتعشا في ظل الحرب الباردة وهما دولة الرفاهية وتعبيرها السياسي في الاشتراكية الديمقراطية الأوربية وأنظمة ما بعد الاستقلال وتعبيرها السياسي الدولي في حركة عدم الانحياز. لقد سقطت ثنائية شرق-غرب وما بينهما وأصبح العالم الجديد منقسماً إلى شمال متقدم وجنوب متخلف توحدهما سيادة علاقات الإنتاج الرأسمالية. وكان لانتصار الإمبريالية في الحرب الباردة أثراً عظيماً على الصعيد الأيديولوجي والسياسي. فقد أعلنت نهاية التاريخ وتبوأت الرأسمالية سقف التقدم الاجتماعي فيما انطلقت مزاعم سقوط الأيديولوجيا (المقصود حصراً أية أيديولوجيا معارضة للرأسمالية) وبذلك ألغيت مشروعية الاعتراض لأن من العبث الاعتراض على قمة التاريخ الإنساني. وسرعان ما تهافت بعض اليسار على هذه البضاعة الأيديولوجية ليجعلوا منها دينهم الجديد، الأمر الذي يشير إلى أن علاقتهم السابقة بالمنهج المادي التاريخي كانت علاقة إيمان غيبي لا معرفة علمية، وعندما خذلهم الإله انفضوا عنه مرتدين. وهم ككل مرتد بحاجة إلى الشراسة والكراهية تجاه ماضيهم لتبرير ذلك الارتداد. إنها آلية الارتداد النفسي لا المراجعة العقلية، والتاريخ الإنساني زاخر بأمثلة عن هذه الآلية. لقد أصبح هؤلاء "اليساريون" منظرين لليبرالية الجديدة ومبررين أيديولوجياً لأشد النزعات الإمبريالية عدوانية وتدميراً، وأخذوا بتمجيد يد السوق الخفية ورشادها وقدرتها على تصحيح الاختلالات انطلاقاً من مرونة الرأسمالية وقدرتها على التكيف مع متطلبات التقدم وتجاوز الأزمات الرأسمالية. أما البعض الآخر من صفوف اليسار فقد دفعته العلاقة الإيمانية نفسها إلى الطرف الآخر طرف التحجر والتقوقع والدفاع الإيماني عن الذات ولم يجد ملاذاً له إلا في التفسير التآمري للتاريخ والبحث عن أسباب فشل الاشتراكية المتحققة في مؤامرات الغرف المظلمة! لم يتوان التاريخ عن مد لسانه ساخراً وانطلاقاً من أس الرشاد بالذات حيث بدأت الولايات المتحدة قاطرة الاقتصاد الرأسمالي العالمي بتخفيف الضوابط المفروضة على القطاعات الاقتصادية الرائدة وصولاً إلى إلغاء تنظيم قسم كبير من القطاع المالي لتترك الحبل على غاربه لفعل يد السوق الخفية الرشيدة. وقد شكلت هذه السياسية النيولبرالية مناخاً ملائماً لتضخم الفقاعات الاقتصادية إذ بلغ مقدار التوظيفات المالية في هذه الفقاعات عشرة أضعاف الناتج المحلي الأمريكي عام 2007 لتأخذ في نهاية هذا العام بالانفجار واحدة تلو الأخرى ابتداء من فقاعة الانترنت ثم فقاعة العقارات وأخيراً فقاعة سوق المشتقات المالية وما تلاها من انهيار أسعار الأسهم مع حجم هائل للقروض المعدومة وانخفاض الطلب الاستهلاكي وتقلص الانتاج وارتفاع مستويات البطالة وانهيار مؤسسات مالية كبرى. لقد شكلت هذه النتائج نذر إفلاس مالي شامل يهدد الاقتصاد الأمريكي والعالمي تبعاً. إن مصطلح الفقاعة بحد ذاته تعبير عن اختلال النمو وهشاشته فهي في تعريف الاقتصاديين الرأسماليين "المبالغة في توظيف الموارد ضمن حقل اقتصادي بما لا يتناسب مع الحاجات والإمكانات الفعلية للاقتصاد". ومعنى ذلك فشل آليات التنظيم الذاتي للسوق وضرورة اللجوء إلى آليات تنظيم اجتماعية مباشرة لمعالجة نتائج الأزمة وأن تجنب الاختلال والأزمة بالتالي يتطلب التطور المتناسب للحقول الاقتصادية وإنتاج كل قطاع لما هو ضروري اجتماعياً الأمر الذي يتناقض جذرياً مع مفهوم الرأسمالية ناهيك عن النيوليبرالية الباحثة عن الربح ولا شيء سوى الربح مهما كانت النتائج كارِثية على المجتمع. والطريف أن الباحثين والمثقفين النيوليبراليين لم يوفروا أي مصدر لفهم الأزمة حتى كينز و "رأس مال" ماركس الذي شهد قفزة هائلة في مبيعاته وعاد ليتصدر رفوف المكتبات. ولم يتورعوا عن اللجوء إلى جميع خيارات الحل المزعوم حتى ولو كانت من قبيل الكفر في الدين الليبرالي كالتأميم وتدخل الدولة في الاقتصاد. في ظل هذه الأزمة البنيوية العامة التي عبرت عن نفسها بهيئة أزمات قطاعية متلاحقة مستمرة حتى وقتنا الحالي شهد العالم وبوجه خاص الجزء الرأسمالي المتقدم كثيراً من التحركات العمالية والشعبية التي اتخذت أشكالاً متعددة كان أهمها وأشملها حركة "احتلوا وول ستريت" ولكن هذه التحركات لم تتطور إلى حد يستهدف علاقات الانتاج الرأسمالية لأسباب يتعلق معظمها بطبيعة المنظمات النقابية والسياسية المهيمنة على الطبقة العاملة والناطقة باسمها والحيرة السائدة في المجال النظري والأيديولوجي للطبقة العاملة العالمية. وفي خضم هذه الأزمات المتلاحقة أعلنت الصين عن طموحاتها كقاطرة مستقبلية للاقتصاد العالمي وظهرت كضامن لعدم إفلاس أكبر إمبريالية في التاريخ بينما استطاعت روسيا استعادة حيويتها وقوتها الاقتصادية وتطورها في المجالين التقني والعسكري وسعتا معاً إلى تحصين موقعيهما مع القوى الصاعدة في مجموعة بريكس. ثم تمكنتا من تجسيد هذا الصعود سياسياً في المحافل الدولية على حساب الفرصة التي أتاحتها القضية السورية عبر حق الفيتو في مجلس الأمن لتعلنا معاً نهاية الأحادية القطبية وبدء مرحلة جديدة من التاريخ العالمي. عروبة تائهة كان القضاء على وزن مصر التاريخي أواخر القرن الماضي هاجس الامبريالية الأمريكية وأدواتها وخصوصاً إسرائيل والسعودية الأمر الذي تحقق مع اتفاقيات كامب ديفيد بداية. ولم يتعد دور السعودية والمال النفطي عموماً خدمة الهيمنة الأمريكية وتنفيذ التعليمات المباشرة وبشكل واضح منذ حرب اليمن مروراً بحرب تموز في لبنان وحتى هذه اللحظة باستثناء حظر النفط بعد حرب عام 1973. وقد جاءت الحرب العراقية الإيرانية ثم جريمة احتلال الكويت والتلاقي المصري السعودي السوري تحت المظلة الأمريكية وما تلاها من الاحتلال الأمريكي للعراق لتلحق ضربة استراتيجية بتوازن المنطقة وخصوصاً مقابل الكيان الصهيوني. وهكذا خضعت منطقتنا العربية لتجاذب متواصل بين القوى الإقليمية الثلاث تركيا وإيران و"إسرائيل". حيث تسعى جميعها إلى السيطرة الاستراتيجية وتستخدم لذلك جميع الوسائل والتدخلات الضارة بمصالح ووحدة وسلامة الشعوب والمجتمعات العربية. من ناحية أخرى ظلت أنظمة الديكتاتوريات العربية المدعومة من قبل الإمبريالية الأمريكية تفرض تغييب الشعوب العربية عن دائرة الفعل (باستثناء جزئي في فلسطين ولبنان). وكان على الشعوب العربية ان تنتظر نهضة الشعب التونسي الشقيق لتدخل بوابة الثورة الديمقراطية. سوريا لا خبز لا حرية مع العقد الثاني لديكتاتورية الأسد الأب “والحركة التصحيحية” كانت طبقة البرجوازية البيروقراطية تتوسع وتتنامى في ظل السيطرة على قطاع الدولة الاقتصادي واقتسام ريع الموقف السياسي الإقليمي، ومن خلال توظيف القرارات الاقتصادية والسياسية مباشرة لمصلحة معديها ومنفذيها، وكان من أبرز عناصر هذه الطبقة رموز الفئات البيروقراطية الحكومية والسياسية والأمنية والعسكرية العليا التي انحدرت من الطبقات الوسطى واستطاعت في ظل الديكتاتورية حيازة ما تملكه الدولة من الأصول والخدمات فكان النهب منصباً على الرأسمال الثابت الذي تملكه الدولة وعلى قوة عمل مئات آلاف عمال قطاع الدولة الإنتاجي والخدمي وذلك بالاعتماد على الخبرات الاقتصادية والفنية للبرجوازية التقليدية وبالشراكة مع البرجوازية الطفيلية. لقد كان الفساد الكبير الأسود وتهريب رؤوس الأموال ملاط هذا الحلف البرجوازي غير المقدس بهدف تحقيق تراكم رأسمالي أولي وتوجيه هذا التراكم المنهوب نحو الاستثمار في المجتمع ليصبح هو المصدر الرئيسي للنهب المباشر وليصبح دور الفساد تحسين الموقع التنافسي لهذه الطبقة في ظل ما سمي بالتعددية الاقتصادية. لدرجة أن الأسماء الكبيرة التي طفت في ظل قانون الاستثمار رقم 10 كانت جميعها تعود إلى رموز البرجوازية التقليدية والطفيلية في حين ظلت رموز البرجوازية البيروقراطية قابعة خلف الستار وتحولت وظيفتها إلى توجيه التنمية نحو القطاع الإنتاجي أو الخدمي أو المنطقة الجغرافية الملائمة لنهب الشركاء، فبرز الدور الواضح لغرف التجارة والصناعة في رسم السياسة الاقتصادية السورية أواخر عهد الأسد الأب. وبعد نهاية الحرب الباردة والإعلان عن العولمة الرأسمالية المتوحشة شكل ذلك الحلف الطبقي منطلق التحول إلى رأسمالية المقربين على قاعدة الفساد والليبرالية والاستبداد والاستفادة من ريع النفط السوري وتحويلات البلدان النفطية تحت عنوان الانتقال من التعددية الاقتصادية إلى اقتصاد السوق الاجتماعي حيث انتشرت ظاهرة الاحتكار وطفت أسماء معدودة تتحكم بمفاصل الاقتصاد السوري (مخلوف، جود، حمشو، زيدو،سكر، شراباتي، كزبري، شلاح، العائدي، النحاس..)، لتشكل طغمة برجوازية المقربين الاحتكارية بالشراكة مع متنفذي أجهزة الدولة. وأدى ذلك إلى تركز الثروة في أيدي هذه الطغمة وزبائنها وحرمان اغلب الشعب السوري من موارد البلاد، وتغيير هيكل الاقتصاد السوري عبر نمو قطاع الخدمات على حساب قطاع الانتاج وتحرير التجارة وما نتج عنه من إلقاء الإنتاج المحلي في ميدان المنافسة مع الإنتاج العالمي الأجود والأرخص وبالتالي تراجع الزراعة وإفلاس المصانع الصغيرة والورشات الصناعية المتركزة في المراكز السكنية الوسطى والصغيرة ليصبح 33% من الشعب السوري تحت خط الفقر يعانون من البطالة والعوز والتهميش. وكانت الوسيلة الرئيسية في إخضاع الفئات المضطهدة تتمثل في تغول الأجهزة الأمنية وسيطرتها على الأجهزة الحكومية وشؤون الحياة اليومية للمواطنين السوريين فاستفحلت ظاهرة الهجرة إلى داخل البلاد وخارجها بحثاً عن لقمة العيش ونسمة الكرامة، كما أخذ البعض بالاستعاضة عن المجال العام المكبوت والمصادر بمجال افتراضي أتاحه انتشار التلفزيون والانترنت والهاتف المحمول كثمار لثورة تكنولوجيا الاتصالات العالمية. وقد لعبت هذه الأدوات دوراً شبيهاً بدور الحزب السياسي في التنظيم والتعبئة والتحريض السياسي والصراع الإيديولوجي. هكذا أصبحت اللوحة الاجتماعية السورية محكومة بهوة طبقية حادة ودائمة التوسع مترافقة مع الفساد كنتاج حتمي للرأسمال وخصوصاً الرأسمال التابع (الذي يعجز الانتاج الرأسمالي التقليدي عن إشباع نهمه) وقيمه المنحطة والاستبداد السياسي الذي يحمي آليات النهب ورموزه. ذلك أن الرأسمالية التابعة وعندما تكون على هذه الدرجة من الانحطاط والضعف والشراهة تجد في الاستبداد حاجة عضوية لتثبيت هيمنتها وتكوين تراكم أولي إن كان ذلك ممكناً وفقاً لشروط البلد وأسلوب توجيه الرأسمالية لفوائضها.
الشعب السوري يطرق أبواب الحرية أحيا الربيع العربي آمال الشعب السوري في إمكانية التحرر ونيل الكرامة وكان تعاطفه مع ثورات اشقائه في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين مؤشراً لما يعتمل في الضمير الشعبي السوري. وجاءت حادثة أطفال درعا لتمثل الشرارة التي ألهبت المجتمع على ساحة الوطن من درعا جنوباً إلى ادلب وريف حلب شمالاً ومن بانياس غرباً إلى البوكمال شرقاً. وقد رسمت خطوط اللوحة الاجتماعية والسياسية السورية ملامح الحراك الشعبي فكانت الطبقات الشعبية والوسطى ومراكزها السكانية في المدن والريف قلب الانتفاضة، وكان للاستبداد الممتد طوال أربعين عاماً وتحطيم الأحزاب والتجمعات السياسية والسيطرة على النقابات وتدجينها وتزييف الوعي السياسي والطبقي آثارها في ابتعاد الحركة الشعبية عن الأشكال الطبقية والسياسية فاستمدت قوى الحراك ألوانها ونكهاتها من التجمعات السكنية المحلية وقيم ووعي المجتمع الأهلي وعلاقاته التي تحتل فيها الروابط الدينية والعشائرية والطائفية والعائلية حيزاً كبيراً بالمقارنة مع علاقات ووعي المجتمع المدني رغم أن إرهاصات وبواكير التحركات انطلقت من المدن الكبرى والصغيرة معاً ولكن نجاح النظام خلال تاريخه في السيطرة أمنياً وسياسياً على البنية الاجتماعية المدينية جعل دور المدن الكبرى أضعف من المدن الوسطى والصغرى والمناطق الريفية. بداية انطلق الحراك الشعبي بقيم مدنية تتصدرها الوحدة الوطنية والكرامة والحرية ولكن النظام أراد حشر الحركة تحت يافطات أهلية ما قبل مدنية قياساً على صراعه مع الإخوان المسلمين سابقاً بهدف استعداء القطاعات المدنية وبعض الفئات الاجتماعية والعالم أجمع بمقولات الإرهاب والسلفية والأصولية. وهناك من جهة أخرى مجموعات وشخصيات معارضة كانت ومازالت تحمل قناعات ووعياً اجتماعياً ومشروعاً سياسياً تعود إلى ثقافة المجتمع الأهلي لا المدني كبعض القوى الإسلامية التي تحلم بدولة دينية أو دولة مدنية بمرجعية إسلامية وحتى بتقاسم طائفي للسلطة (الحديث عن طائف سوري)، وقد ساهمت سياسة السلطة وسياسة هذا النوع من المعارضة في ضعف دور المؤسسات المدنية أو غيابها لصالح تزايد قوة العلاقات والتجمعات الأهلية. وأدى ذلك مع استمرار الوحشية التي يمارسها النظام وتوتر الصراع السياسي إلى بروز شعارات تعارض التوجهات المدنية وتجلت في أسماء الجمع والشعارات الدينية المتشددة والهتافات الطائفية أحياناً. منذ بداية الحراك لم يكن لدى النظام سوى أسلوب واحد فبدا أسير الحل الأمني وتقزيم الطموحات الشعبية في الحرية والديمقراطية إلى مطالب خدمية ومعيشية مع ترويج الروايات الدعائية عن المجموعات المسلحة والفئات السلفية والممارسات الطائفية وإطلاق الدعوات الفارغة إلى الحوار السياسي. ويأتي على رأس الممارسات الخطيرة التي ارتكبها في تصديه للحركة الشعبية استخدام عناصر مدنية مسلحة وغير مسلحة من الموالين له أو المرتزقة أو رجال بعض العشائر أو المجرمين المسجونين على هيئة ميليشيا قمعية تأتمر بتعليمات الأجهزة الأمنية ودرجت تسميتها بالشبيحة، وزجِّ الجيش السوري في مواجهة الشعب ونشره على مساحة كبيرة من الوطن، وحملة إعلامية تضليلية سوداء بهدف تشويه الانتفاضة وأهدافها والنيل من ممارساتها وسلميتها، وحملة تجييش طائفي لاستقطاب بعض الأقليات وإخافة وتحييد بعضها الآخر. ولم يتورع في كل مناسبة عن إهانة وترويع المواطنين وتخليه عن دور ملاحقة العناصر الإجرامية الجنائية وفتح الباب أمام الفلتان الجنائي واستفزاز وإثارة المخاوف والمشاعر المتخلفة. إن سياسة الإنكار والإهانة المتعمدة التي اتبعها النظام في مواجهة الحراك الشعبي دفعت قوى الحراك إلى تجذير مواقفها وتصعيد مطالبها فبعد أن كانت تطالب بالحرية والكرامة وترسل الوفود الشعبية لنقل مطالبها إلى النظام عمدت إلى رفع شعار إسقاط النظام. كما أدت سياسة العنف والقتل المنهجي إلى دفع الناس لحمل السلاح دفاعاً عن النفس سعياً من النظام إلى خلق عدو له من نفس طبيعته يتحدث لغة ديمقراطية ويتبنى رؤية للبنية الاجتماعية تستبطن الطائفية وإلغاء الآخر واستسهال العنف. ومن جهة أخرى فإن وحشية النظام واستهتاره وإغلاقه لكل أبواب التطور نحو المستقبل جعلت الناس أكثر تقبلاً للتأثيرات الخارجية ثم التدخل الخارجي ما يشير إلى انخفاض مناعة المجتمع حيث شهدنا بعض أطراف المجتمع ترحب بالتدخل الخارجي العسكري وتطالب به، وانفتحت سوريا على أشكال متعددة من التدخل الخارجي الإعلامي والسياسي والمالي والمساعدة العسكرية بالسلاح والمعدات الأخرى من أطراف إقليمية مثل قطر والسعودية وتركيا وإيران. وفي الوقت نفسه ظل حلفاء النظام ثابتين مع استمرار النظام رغم انتقاداتهم في الغرف المغلقة والتي لم ترتق إلى أي موافق عملية. عناوين المعارضة نقول عناوين لأن المعارضة السورية كانت ومازالت منقسمة بين خطين متمايزين هما خط المجلس الوطني على اختلاف الجهات التنظيمية التي تتبناه وخط هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وأيضاً على اختلاف الجهات التنظيمية التي تتبناه. هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بعد نقاشات مديدة بين قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية صدرت الوثيقة التأسيسية لهيئة التنسيق الوطنية في دمشق 3062011 كمشروع لتوحيد المعارضة الديمقراطية المنادية بالتغيير الوطني الديمقراطي الذي كان يمثل القاسم المشترك بين جميع قوى المعارضة داخل سوريا، وأعلنت "موقفها الواضح في دعم انتفاضة شعبنا والعمل على استمرارها حتى تحقيق أهدافها في التغيير الوطني الديمقراطي"، وانفتاحها على كافة القوى السياسية والمجتمعية والشخصيات الوطنية وحرصها على التنسيق المواكب للتطورات مع قوى الحراك الشعبي ومع القوى السياسية الجديدة من أجل عمل مشترك أكثر قوةً وفاعلية للمعارضة الديمقراطية في دعم انتفاضة شعبنا وإنجاز التغيير الوطني الديمقراطي. وقد ساهم حزبنا بنشاط مع القوى الوطنية الديمقراطية الأخرى ومنذ المداولات التمهيدية في تشكيل الهيئة وخطها السياسي وجميع أنشطتها، ويعتبر نفسه مسؤولاً مع غيره عن نجاحاتها وإخفاقاتها وعن تطويرها وتجاوز مكامن الخلل فيها. ثم عقدت الهيئة مجلسها الوطني في دمشق 1792011 وأعلنت في سعيها لإسقاط النظام الاستبدادي عن اختيارها لطريق النضال السلمي وحرصها على الوحدة المجتمعية وسلامة ووحدة أراضي البلاد عبر لاءاتها الثلاث لا للعنف لا للطائفية لا للتدخل الخارجي، وأوضحت رؤيتها لطريق التغيير الديمقراطي المنشود، كما أصدرت وثيقة جامعة لكل السوريين بعنوان "عهد الكرامة والحقوق" رسمت فيها ملامح العلاقة المنشودة بين الأفراد والجماعات وبين الدولة والأفراد والجماعات ونتيجة لذلك تعرضت ومازالت لحملة تشويه وافتراء كبيرة هدفها إضعافها وإلغائها ولكنها استطاعت الصمود والثبات على خطها الوطني الديمقراطي وأخذت بتعزيز موقعها ومصداقيتها أمام الشعب السوري والأطراف الخارجية، ودليل ذلك مبادرة الشباب السوري إلى الانتساب لها والتعاون الميداني مع ناشطيها. أضف إلى ذلك مساعي توحيد مجموعات ومبادرات المعارضة الجديدة مما سينعكس إيجاباً على الخط الوطني الديمقراطي السلمي في المعارضة السورية. ويستطيع كل ملاحظ أن يكتشف ضعف الهيئة في المجال الإعلامي وقلة المنابر الإعلامية المتاحة لها مع وفرة وقوة المنابر الإعلامية المناوئة لسياساتها وتوجهاتها. ومع إدراكنا بأن السبب الرئيسي لذلك هو الحصار الإعلامي والتشويه المتعمد من قبل السلطة والجهات الإمبريالية والرجعية الخليجية إلا أننا نعتقد بأن هناك الكثير مما يمكن للهيئة القيام به لمعالجة هذا الخلل الذي يرتبط ضرورة بخلل آخر أكثر أهمية على الصعيد الميداني ويتمثل في ضعف التشبيك بين منظمات الهيئة وقوى الحراك الميداني الفاعلة. والذي يعود إلى افتقار مجتمعنا إلى السياسة طوال أكثر من أربعين عاماً مما جعل القوى الميدانية تفتقر إلى المخزون والتجربة اللازمة للمهام الواسعة والمعقدة التي تصدت لها في إطار الثورة وجعل القوى السياسية تفتقر إلى آليات وخبرات التشابك مع الحراك الشعبي الميداني. الأمر الذي يفرض على هيئة التنسيق الوطنية معالجة هذا الخلل وإيجاد قنوات التواصل والتنسيق والتنظيم الدائمة بينها وبين الحراك الميداني الشعبي. لقد تم في الفترة الأخيرة اتخاذ خطوات ومبادرات ضرورية في هذا الاتجاه ومازالت الحاجة ماسة لأكثر من ذلك كماً ونوعاً. المجلس الوطني السوري يتألف المجلس الوطني عموماً من الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين الذين يحظون برعاية تركية ويشكلون القوة الضاربة في المجلس إذ يستطيعون دائماً تمرير السياسات والقرارات المواتية لهم ومن العلمانيين الذين يتخبطون في مواجهة سيطرة الإخوان على مفاصل المجلس الوطني وتحولهم إلى مجرد ديكور مؤقت رغم الرعاية الفرنسية لهم، فيما تحاول قطر بسط رعايتها على الجميع لأن ثقلها لا يتيح لها الانحياز إلى طرف معين. وعلى هامش المجلس الوطني تقع مجموعة العمل الوطني بقيادة هيثم المالح والتي لا تتميز سوى بولائها للسعودية ومخططاتها من جهة وبطموحات زعيمها الذي يفتقر لأي مواهب سياسية أو قيادية. قدم المجلس الوطني السوري نفسه كبديل عن النظام واستطاع في البداية أن يحقق شعبية في الأوساط المحتجة جراء استخدام لغة شعبوية تخاطب آلام الناس وردود أفعالهم العفوية وكيل الوعود الفارغة. ومع استمرار الانتفاضة وارتفاع الأثمان الباهظة التي تكبدها الشعب السوري نتيجة وحشية النظام ودفع الناس إلى التسلح وتسهيله من قبل المجلس، وانتشار روائح التنافس على المناصب والمغانم المالية والانقسامات المرسومة وفق خطوط الدول الخارجية أخذ هذا المجلس يبدو انعكاساً في المرآة للنظام الذي يعارضه وأصبح مجرد صوت تلفزيوني. لقد انتفض الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة رافضاً احتكار السلطة الذي ظل النظام يمارسه أكثر من أربعين عاماً ولكن المجلس الوطني دأب بسلوكه الانقسامي ومحاربة أطراف المعارضة الأخرى على تكريس نفسه لدى الأطراف الإقليمية والدولية “ممثلاً شرعياً وحيداً” للشعب السوري وبذلك فإنه يسعى للحفاظ على احتكار السلطة شريطة أن يكون هذا الاحتكار لصالحه، ويصنع من نفسه وجهاً آخر للاستبداد. ورغم أن السمة الرئيسية للحراك الشعبي السوري كانت السلمية واشتراك المجاميع الواسعة في مواجهة رصاص القتل من قبل النظام ساهم المجلس في إثارة غرائز الثأر والانتقام ودفع المحتجين إلى التسلح ووضعهم أمام آلة حرب النظام الذي حاول المستحيل للوصول إلى هذه النتيجة ثم تركهم لمصيرهم عاجزاً عن تأمين أي حماية لهم أو للمديين الأبرياء، مع أنه ومنذ تأسيسه يبيع الوهم بتدخل خارجي دأبت الأطراف الدولية على تأكيد عدم استعدادها له. وبذلك تخلى عن مسؤوليته في رسم الطريق الآمن والأقل كلفة للوصول إلى الهدف. وكرمى لهذا التدخل المنشود التصق أطراف المجلس بجهات خارجية متعددة ووضعوا قضية الشعب السوري بين يديها دون تفريق بين حشد الدعم الإقليمي والدولي من جهة والارتماء في أحضان الجهات الخارجية من جهة أخرى، ودون أن يلقي بالاً لجهود النظام الساعية منذ بداية الحراك إلى التسليح وإلى تدويل القضية بافتراض أكذوبة المؤامرة الكونية. كل ذلك أدى إلى إحجام فئات واسعة عن الانخراط في الثورة أو اتخاذ موقف سلبي منها. فهل يمكن تصور أضرار أكبر تلحق بقضية الشعب السوري جراء سلوك أحد أطراف المعارضة! القوى الجديدة افرزت الثورة الشعبية قوى حراك ميداني حديثة تتبنى ثقافة وقيم المجتمع الحديث وتتسم بالمبادرة والشجاعة والإخلاص وحس المسؤولية ونبذ الخلاص الفردي وغيرها من الميزات الأخلاقية. كما تتصف بالتفاعل مع العصر وبمستوى متقدم من التعليم والتنظيم والاطلاع على التكنولوجيا الحديثة ومنجزات الثورة المعلوماتية والاتصالات. وتحمل على كاهلها الهم الوطني والاجتماعي والاستعداد لأغلى التضحيات. ولكن عدم التواصل بين أجيال المجتمع السوري جعل هذه القوى تفتقر إلى التجربة السياسية والخبرات التنظيمية العامة على مستوى البلاد واجبرها على مراكمة خبراتها الجديدة بالدم والتضحيات. وقد لعبت السلطة بقمعها الوحشي وأطراف أخرى بدعايتها التضليلية في تعميق الهوة بين القوى السياسية والجيل الشاب. وعلينا مع غيرنا من القوى الوطنية الديمقراطية العمل على ردم هذه الهوة. وغني عن القول أن اللحظة الثورية الراهنة ولّادة افكار ومبادرات، وهناك أطر سياسية حديثة التشكل تعمل على اهداف سياسية غير انها لم تبلور حتى الآن هوية سياسية فكرية وتنظيمية واضحة، ومازال العديد منها يفتقر إلى اللحمة والتجانس السياسي واستقرار الروابط والعلاقات الداخلية. كما تزخر الساحة المجتمعية بعشرات المجموعات الملتفة حول شخص أو أكثر ممن يمتلك درجة من الكفاءة الميدانية والسياسية بغض النظر عن وجود أو عدم وجود تسمية لمثل هذه المجموعات. المعارضة الكردية المعارضة الكردية عموماً أحزاب ومجموعات قومية كردية تهتم أساساً وبالدرجة الأولى بالشأن الكردي حصراً. وهذه المعارضة تستجيب بشدة لتأثيرات المناخ الإقليمي، حتى أن قرارات بعضها مرتبطة بالامتدادات القومية الكردية في شمال العراق. وقد أسست هذه المعارضة المجلس الوطني الكردي المؤلف من جميع القوى الكردية التاريخية تقريباً بغض النظر عن تاريخها السياسي المعارض أو موقفها الفكري والسياسي من المسألة الديمقراطية. لقد رهن هذا المجلس تحالفاته السياسية بالقضية الكردية تحديداً وأدخلها في معمعة مساومات كثيرة! غير أن ذلك لا ينفي وجود قوى تتمتع باستقلالية عالية وتضع الهم الوطني والديمقراطي على رأس أولوياتها، كما تضع همها القومي الخاص في السياق الوطني الديمقراطي الأوسع. وتلك نقطة أساسية في تحديد طبيعة وآفاق علاقاتنا بقوى المعارضة الكردية عموماً. وحدة المعارضة لأسباب تاريخية واستراتيجية إقليمية توجهت بعض القوى الإقليمية والدولية نحو تشكيل إطار سياسي معارض تستطيع التأثير وممارسة نفوذها عليه إلى أقصى حد ممكن. وتجلى ذلك في العديد من المحاولات والمجالس على اختلاف تسمياتها وأماكن إقامتها. ومن ثم تأسيس المجلس الوطني السوري واحتضانه ورعايته وتمويله من قبل هذه القوى. ساهمت ممارسات وسياسات المجلس الوطني السوري في خلق صراع معقد ومكلف وضار في صفوف المعارضة السورية وفي الشارع السياسي داخل وخارج البلاد، بين الوطنيين الديمقراطيين الحقيقيين الذين يرفضون فعلا وقولا كل أشكال التدخل العسكري الخارجي ويتمسكون بالاستقلال والسيادة الوطنية، ويصرون على أن يحسم الشعب السوري الذي يؤمنون به وبجدارته في صنع مستقبله صراعه مع النظام الديكتاتوري بقواه الخاصة ووفق برنامجه الخاص، وبدعم من الشعوب والمجتمع المدني الدولي وبين هؤلاء الذين لا يؤمنون بالشعب وقدراته، ويعملون لاستجرار التدخل العسكري، معرضين البلاد والشعب لمخاطر الدمار الأوسع والوصاية الأجنبية والتفتت والحرب الأهلية. لقد بذلت هيئة التنسيق الوطنية كل الجهود المخلصة لتحقيق وحدة المعارضة على أرضية البرنامج الوطني الديمقراطي إذ أنها تشكلت في البداية كمشروع لتحقيق ذلك. وفي الأسبوع الأول من أيلول 2011 تم الاتفاق بين ممثلي هيئة التنسيق الوطنية وإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي والإخوان المسلمين والتيار الإسلامي المستقل على تشكيل الائتلاف الوطني السوري في الدوحة. وقد تمثلت أهداف الائتلاف في توحيد القوى وتعبئة جميع فئات الشعب السوري، وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي الشامل بما يعني إسقاط النظام الاستبدادي الأمني بكافة أركانه وإقامة نظام ديمقراطي برلماني، مع اعتبار الائتلاف نواة مجلس وطني يمثل القوى الفاعلة في الثورة، من الداخل والخارج، بمشاركة تنسيقيات الشباب. ولكن طموحات الإخوان المسلمين بالسيطرة ورغبات بعض الأطراف الإقليمية مثل قطر وتركيا حالت دون تحقيق ذلك ولجأت إلى تشكيل المجلس الوطني بعد تجارب تمهيدية إخوانية، وقد التحق إعلان دمشق بالمجلس باعتباره فرس الرهان الرابح على اساس الانهيار السريع للنظام ودون أن يلتفت إلى مكامن الخلل البنيوية فيه وإلى إمكانيات تطورها لتصل به إلى الوضع الحالي المتسم بالعجز والتخبط وانعدام المصداقية. وأدى ذلك في النتيجة إلى ظهور إطارين رئيسيين للمعارضة احدهما هيئة التنسيق الوطنية بما تضمه من أحزاب وتيارات في الداخل ومن فروع لها في الخارج , والثاني المجلس الوطني الانتقالي بما يضمه من تحالفات وقوى في الخارج وامتدادات لها في الداخل. ومع ذلك واصلت هيئة التنسيق جهودها ومشاوراتها وخصوصاً مشاورات القاهرة التي امتدت حوالي شهر من أجل الاتفاق على صيغة وحدوية تكللت بالاتفاق الصادر في 30122011 والمقدم إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية بتوقيع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وهيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر. ولكن المجلس الوطني تنصل من الاتفاق بعد 24 ساعة من صدوره ثم لحس غليون توقيعه معلناً موت ذلك الاتفاق! نحن نرى أن من الضروري تحقيق وحدة المعارضة أو على الأقل تعاونها الفعلي والمنظم لتحقيق أهداف الحراك الشعبي ويتعين على كل المخلصين من المعارضين الوطنيين الديمقراطيين العمل لتحقيق ذلك بكل طاقاتهم وبأسرع وقت. ولكن ذلك يتطلب الالتزام بسلوك مسؤول وديمقراطي فعلا لا قولا فقط، ووقف حملات التخوين والاتهامات الرخيصة والإشاعات المغرضة التي تخدم النظام أساسا عبر الإساءة إلى المعارضة وقواها ورموزها وترك هذا الأمر لقوى النظام وحلفائه. كما يجب الكف عن ادعاءات احتكار تمثيل الشعب أو المعارضة أو الحراك من قبل هذا الطرف أو ذاك. المطلوب الآن أن تجتمع أطراف المعارضة الديمقراطية السورية وتطرح على نفسها الأسئلة الحاسمة: كيف نستطيع الانتصار مع تخفيف الآلام والمخاطر عن شعبنا؟ ما هي الوسائل والأدوات الكفيلة بتحقيق هذا الانتصار؟ أين أخطأنا وأين أصبنا؟ إن طرح الأسئلة السابقة ومحاولة الإجابة عنها مسؤولية تتحملها جميع أطراف المعارضة الوطنية الديمقراطية معاً وكل على حدة فقد أصبح من غير الجائز الحديث عن وحدة المعارضة خارج رؤية سياسية وبرنامجية موحدة للثورة وكيفية تحقيق أهدافها وأشكال وأدوات النضال الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف بحد أدنى من الآلام والتضحيات الشعبية والوطنية، فهذه الوحدة البرنامجية تفوق الوحدة التنظيمية في أهميتها. أضف إلى ذلك أن العمل على أي شكل لتوحيد المعارضة يجب أن ينطوي على رؤية عامة موحدة لمستقبل البلاد تضمن حرية الشعب السوري وسيادته على أراضيه، وبناء دولة المواطنة التي تكفل المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق والواجبات واحترام التنوع المجتمعي والحريات العامة ومواثيق حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إن تعقيدات وصعوبات وحدة المعارضة الديمقراطية السورية يدفعنا إلى العمل على مبادرات أولية ووسيطة لكسر الجمود وحاجز انعدام الثقة وإعطاء الأهمية لوحدة المعارضة في الداخل بين مختلف القوى السياسية والميدانية المناضلة. الثورة والسلاح هل يمكن انتصار ثورة سلمية؟ لم يتورع النظام في سياق سعيه إلى القضاء على الانتفاضة عن زج الجيش في أعمال تتنافى مع القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية وذلك بالإضافة إلى العنف الوحشي الأعمى المنفلت من أي اعتبار قيمي الذي ترتكبه قوى المخابرات والميلشيات المسلحة وما اقترفته هذه الميليشيات من مجازر مخزية في عدة أماكن من الوطن السوري. فلم تعد الجرائم مقتصرة على استخدام العنف ضد المتظاهرين بل تجاوزته إلى انتهاك حرمات البيوت ونهبها والاغتيالات وسياسات العقاب الجماعي وإثارة الفتن والمجازر الإجرامية التي يندى لها جبين الإنسانية. وقد دفع الألم والغضب بعض المواطنين إلى حمل السلاح دفاعاً عن النفس في مواجهة هذه الممارسات الوحشية المنهجية. ومازالت هذه الممارسات مستمرة وخصوصاً ممارسات ومجازر قطعان الميليشيا الوحشية المرتبطة تنظيماً وتمويلاً ببعض الأجهزة وعناصر الطغمة الحاكمة الذين يرتبط مصيرهم كلياً بالنظام، الأمر الذي يدفع وسيدفع حتماً آلاف المواطنين إلى حمل السلاح. من جهة أخرى فإن الممارسات نفسها دفعت وتدفع العديد من العسكريين ممن يمتلكون حساً وطنياً وأخلاقياً عالياً إلى رفض توجيه أسلحتهم إلى صدور أبناء شعبهم ومع إصرار النظام على هذا النهج الوحشي يتزايد عدد العسكريين المنشقين كما يرتفع مستوى تنظيمهم ما يجعل منهم أحد العناصر الموضوعية والمؤثرة في واقع البلاد ومستقبلها. ندرك أن اللجوء إلى السلاح يقدم للنظام الذريعة الأقوى لتشديد البطش واستخدام القوة العسكرية على أوسع نطاق في معركة غير متكافئة، وأنه يدفع القوات العسكرية إلى التماسك والقتال بضراوة في حين أن النضال السلمي يدفعها إلى التفكك وربما التمرد نتيجة الأزمة الأخلاقية التي يسببها قتل المسالمين، ويساعد النظام على المضي في إنكار الطبيعة الشعبية والسلمية للثورة وتجاهل مطالبها العادلة، وقد ينال من تفوقها الأخلاقي النابع من سلميتها ووضوح وعدالة قضيتها أمام العالم أجمع. كما ندرك أن انتشار السلاح يؤدي إلى حالة من الفوضى تستغلها كل جهة تسعى إلى إثارة الفتن الطائفية والاجتماعية خدمة لأهدافها ومصالحها سواء بوعي وتعمد أو دونهما، وهناك مجموعات إجرامية أطلقها النظام من سجونه تمارس القتل وخطف النساء والرهائن وطلب الفدية دون أن يمكن تحديد المجرم في ظل الاتهامات والاتهامات المضادة، وأن انتشار السلاح والفوضى يمثل بيئة مناسبة لتغلغل العناصر الإرهابية ونشاطها وإمكانية استغلال جرائمها من قبل النظام ولصقها بالثورة السورية وما قد يقود إلى ضعف تعاطف الأطراف العالمية وتخوف فئات اجتماعية سورية نتيجة فقدان الأمان. ولكننا نعي في الوقت نفسه أن النظام هو المسؤول الأكبر عن كل ذلك باعتباره المسيطر على الدولة التي تعد مسؤولة عن أرواح المواطنين وسلامتهم، ولأنه هو بالذات من دفع ويدفع بعض المواطنين إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم حيال ما يرتكبه من ممارسات وحشية تنتهك كل الدساتير والقوانين وحقوق الإنسان والمواطن. ويشارك النظام في المسؤولية تلك الجهات التي تشجع على اللجوء للسلاح وتضخ الأموال السياسية لهذه الغاية (سواء كانت جهات سورية أو أجنبية) لأنها ترى في تزايد سفك الدم السوري وخصوصاً دماء المدنيين السوريين خدمةً لمخططاتها التي تراهن على أن يبرر ذلك التدخل العسكري الخارجي بحجة حماية المدنيين. الأمر الذي سيضع البلاد في قبضتها في نهاية المطاف كما تعتقد، وليس مهماً لديها إزاء ذلك إذا كان التدخل سيكلف السوريين مئات آلاف الأرواح، ومئات الآلاف من المهجرّين، وتدمير البلاد أو وضعها تحت الاحتلال أو الوصاية لعشرات السنين، وقد يكلفهم وحدة بلادهم ومجتمعهم ومستقبلهم المشترك حين يمزقهم إلى أتباع ديانات وطوائف مشتتة ومتناحرة. هذا دون أن ننسى أن ذلك سيضع الكيان الإسرائيلي في موقع المتحكم بالمنطقة وبقايا شعوبها الممزقة. ولذلك تقتضي اليقظة الثورية أن نعزز نقاط قوتنا ونعالج نقاط ضعفنا، فنقطة القوة الرئيسية في ثورتنا هي المشاركة الواسعة للطبقات الشعبية أولاً والوسطى ثانياً وسبيلنا الصحيح إلى النصر هو توسيع هذه المشاركة واجتذاب الفئات المترددة وتحييد ما أمكن من الفئات المؤيدة للنظام وصولاً إلى العصيان المدني العام الذي لا يستطيع أي نظام ديكتاتوري الصمود أمامه مهما بلغت سطوته ووحشيته. ويتسم هذا الطريق بقدرته الكامنة على تكبيل النظام وجعله عاجزاً عن ممارسة القمع الوحشي المعمم وخصوصاً بعد أن تأكد بالملموس أن كلفة الخيار المسلح أشد من كلفة الخيار السلمي بما لا يقاس رغم أن هذه الكلفة كانت الدافع الرئيسي للتوجه نحو الخيار المسلح. إن واقع وجود فصائل مسلحة متعددة وسيطرة بعضها على مناطق كاملة يضع على هذه الفصائل واجبات ومسؤوليات جسيمة من أهمها رفض أي قيادة خارج الأراضي السورية بعد أن تبين أن وجود هذه القيادة هناك يضعها في موقع الارتهان للقوى الخارجية شاءت أم أبت. كما يتطلب منها رفض كافة أعمال خطف الرهائن وقتل المدنيين التي يرتكب كثير منها باسمها ومكافحتها أياً تكن الذرائع. ويفترض من الفصائل العاملة تحت مسمى الجيش الحر بعد أن أعلنت نفسها جيشاً للوطن والتزمت بقيم الوطنية والوحدة المجتمعية أن تجسد ذلك قولاً وفعلاً دون وصاية من فصيل أو لون سياسي. لقد أعلنت الفصائل المنضوية ضمن مسمى الجيش الحر التزامها بأهداف الشعب في الحرية والكرامة وإقامة نظام ديمقراطي وأخذت على عاتقها حماية المواطنين من اعتداءات الشبيحة والميليشيات المسلحة وبذلك فإنها تتحمل مسؤولية ضبط الزعران والعناصر الإجرامية وحماية المواطنين من جرائم السرقة والنهب والقتل دون التجاوز إلى صلاحيات السلطة القضائية. حزب العمل الشيوعي في سوريا عقد حزب العمل الشيوعي عام 1981 مؤتمره الأول استمراراً لرابطة العمل الشيوعي التي تأسست عام 1976. وأعلن في هذا المؤتمر عن برنامجيه الاستراتيجي والانتقالي. ومنذ تأسيس الحزب (والرابطة قبله) أخذ الرفاق على عاتقهم النضال في سبيل إسقاط الحكم البرجوازي الدكتاتوري وإقامة حكومة ديمقراطية ثورية، ووقف التدهور والتفريط بالقضايا الوطنية والقومية ودحر المشاريع الاستسلامية، وضمان الحاجات الحيوية المادية والمعنوية للطبقات الشعبية، ووقف التدهور الاقتصادي وانتهاج سياسة اقتصادية لصالح الوطن والطبقات الشعبية، ومن أجل دحر الطائفية وتمتين وحدة الوطن والمجتمع. وفي سياق هذا النضال تعرض الحزب للعديد من حملات الاعتقال الشرسة التي طالت المئات من قياداته وكوادره وأنصاره في جميع المناطق والقطاعات. لقد استطاع الحزب بتضحيات رفاقه وأنصاره الصمود أمام هذه الحملات المتتالية مجسداً أعلى مستويات الكفاح والتضحية والتصميم حتى العام 1992 حيث تمكنت أجهزة القمع الديكتاتورية من توجيه ضربة حاسمة نالت من معظم وجوده التنظيمي في الداخل، ولم يتمكن رفاق الداخل من بناء أي جسد تنظيمي بين عامي 1992 و 2003 حيث اقتصر العمل التنظيمي والسياسي خلال هذه الفترة على منظمة الخارج وعلى خلايا متناثرة وغير مترابطة في الداخل. خلال فترة الاعتقال تأثر الرفاق، ككل الماركسيين في العالم، بزلزال انهيار الاتحاد السوفييتي وحصلت حالات ارتداد صريح عن الماركسية في جميع المستويات التنظيمية. وقد لعبت هذه الحالات داخل المعتقل وخارجه دوراً سلبياً في حضور الحزب وتماسكه وقدرته على إعادة البناء بالتزامن مع الهجوم الإيديولوجي الليبرالي العالمي لتحطيم الإيديولوجية الاشتراكية. وفي ظل هذه الأوضاع بادرت مجموعة من الرفاق لإطلاق تجربة منظمة في الداخل منطلقة من الشروط القائمة التي اتسمت بصعوبة قيام عمل شيوعي ثوري وبدرجة كبيرة من التشوش واهتزاز القناعات الفكرية والبرنامجية والتنظيمية ولجوء الكثير من الأفراد والمجموعات إلى إعادة النظر من موقع النقيض الطبقي بمفاهيم الطبقة والصراع الطبقي والحزب والثورة وبذلك قدموا مراجعة شاملة تخرجهم من سياق المشروع الاشتراكي. لقد استطاعت المجموعة المبادرة أن تحافظ على الوجود السياسي للحزب رغم أنه لم يستطع أن يبلور نفسه فكرياً وتنظيمياً وبرنامجياً وفقاً للمعايير التي كرسها خلال تاريخه النضالي ولكنه استطاع متابعة مشواره الكفاحي مسلحاً بالحرص على المصداقية والانسجام بين القول والممارسة، وظل الرفاق منحازين إلى مصالح الطبقات الشعبية ومتمسكين بقيم الوطنية ومناهضة المشاريع الإمبريالية وإعلاء شأن الحرية والديمقراطية قناعة وممارسة دون الانجرار إلى الدعوات الرائجة في اعتبار الديمقراطية قيمة مطلقة تتعارض مع الرؤية الوطنية وسط انتشار مزاعم كثيرة عن العولمة وانهيار الإيديولوجية. وفي هذا الاتجاه كان الحزب دائماً حريصاً على بناء أوسع تحالف وطني ديمقراطي وفقاً لقيم ومبادئ الديمقراطية مع مقاومة نزعات الإقصاء والاستبعاد والسعي إلى الانسجام بين القول والممارسة. وقد أظهر مرونة بالغة في بناء التحالفات (إعلان دمشق- التجمع الوطني الديمقراطي- التيار الثالث-تجمع اليسار الماركسي- هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) ولكنه في المفاصل الحساسة تمسك بحزم برؤيته الخاصة بالمسألة الوطنية والطبقية وموقفه من الامبريالية. كانت جهودنا لإعادة البناء تواجه دائماً صعوبات عامة كبيرة تتعلق بالمناخ الذي تركه انهيار الكتلة السوفيتية وضرورة مراجعة المنهج الماركسي والجهود الإمبريالية عبر تيار الارتداد العالمي وغيره من أجل نسف أسس الماركسية وقيم ومبادئ الثورة والوطنية. ولكن صعوباتنا الخاصة كانت أشد وطأة وتتعلق أساساً بأثر القمع الوحشي واقتصار وجود الحزب على منظمة الخارج وحالة الجزر الشعبي التي شهدها مجتمعنا بعد عام 1983 وابتعاده عن السياسية بل ورعبه من أي مشاركة سياسية. أضف إلى ذلك الدمار الاقتصادي والاجتماعي والأذى النفسي الذي تعرض له الرفاق جراء تجربة الاعتقال المديد واستمرار تعرض كوادر الحزب إلى الاعتقال بشكل دائم حتى تموز 2011، فقد كانت آثار القمع على الوسط العائلي والاجتماعي القريب مدمرة وصارت فكرة الانتقام تحكم سلوك وتفكير بعض الرفاق الأمر الذي نرى فيه أحد أسوء أمراض النضال السياسي، كما لعبت حالات الارتداد دوراً مهماً في عرقلة إعادة البناء حيث يصبح الفرد عدواً شرساً لقيمه وتاريخه. من الملفت والملموس أن النسبة الساحقة من أفراد التجربة كشفت عن رسوخ في القيم ومقاومة للانحطاط الأخلاقي مهنياً واجتماعياً وبادر معظمهم إثر اندلاع الحراك الشعبي إلى الانخراط في العمل العام وفقاً لظروفهم ومفاهيمهم. ورغم كل المعيقات ظلت الحصيلة التاريخية لنضال الحزب رفيعة ومميزة وتركت أثرها المستمر في الوجدان الشعبي. الثورة والحزب منذ ربيع دمشق الموءود كان رفاقنا مشاركين ومبادرين في معظم المبادرات السياسية والمدنية فقد اندفع وسط الحزب تلقائياً بفعل مخزونه النضالي التاريخي كما اندفع الجزء المنظم بقرار جماعي إلى المشاركة في معظم التحركات النخبوية والشعبية، وكان دور الرفاق فعالاً ومؤثراً على اختلاف مواقعهم داخل الحزب وخارجه. ومع انطلاق الثورة التونسية شارك الرفاق في الحزب في مختلف أشكال التضامن النخبوية مع الشعب التونسي الشقيق التي شهدتها الساحة السياسية السورية ثم تصاعدت مع الثورة المصرية. اندلع الحراك الشعبي الثوري السوري واستمر عفوياً وكان من الطبيعي أن يبادر الحزب إلى مناصرته بالأشكال المتاحة في الواقع الاجتماعي والسياسي منذ البداية. وسعى إلى تقديم قراءته للثورة والعمل على تكوين إطار تحالفي واسع لكل القوى صاحبة المصلحة في إجراء التغيير الوطني الديمقراطي المنشود، وواجه دائماً النزعات الإقصائية والاستئصالية القائمة في أوساط المعارضة السورية. ولعب دوراً فاعلاً في تأسيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي فكرياً وسياسياً. واندفع المرتبطون وغير المرتبطين بالتنظيم إلى لعب دور فعال في الحركة بمناطق تواجدهم، وشارك كثير ممن اعتزلوا العمل السياسي لسنوات بنشاط في المبادرات الشعبية والسياسية في مختلف المحافظات. وهناك عدد من الأطر والمجموعات المتشكلة في إطار الثورة ولدت بمساهمة فعالة من الرفاق بمناطقهم منها مبادرات شبابية ونسائية ومهنية وثقافية وقد أصبحت مبادرات فاعلة ونشيطة في المجالات الميدانية والاجتماعية والإغاثية والسياسية. كما تميز الحزب بجهود الرفاق في الداخل والخارج بحضوره الملموس على المستوى السياسي داخل البلاد وخارجها في المجال العربي والإقليمي والدولي. وبدوره في التمسك بالسلمية كأسلوب رئيسي في العمل النضالي ومناهضة العنف المنفلت والطائفية كسمات لثورة مضادة قد تنمو في رحم الثورة مثل (جبهة ثوار سوريا) التي أعلنت عن نيتها تشكيل دولة إسلامية. ينظر حزب العمل الشيوعي إلى الثورة الجارية في البلاد كثورة سياسية جوهرها الانتقال من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي تعددي ولذلك يرى نفسه جزءاً منها ويلتزم خلال العملية الثورية والنظام السياسي الناجم عنها بالمهام والمبادئ التالية: مبادئ: سوريا جزء من الوطن العربي، وتسعى إلى النهوض بالتعاون والتوحيد بين الشعوب والدول العربية، كما تسعى إلى الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم حسب ما تقتضي المصالح الوطنية السورية. الكيان الصهيوني عدونا القومي والوطني، وواجبنا تحرير الأراضي السورية والعربية المغتصبة بكافة الوسائل التي تشرعها المواثيق والأعراف الدولية. احترام حقوق الجماعات القومية جزء عضوي من المنظومة الديمقراطية. الوجود القومي الكردي في سورية جزء أساسي وتاريخي من النسيج الوطني السوري، الأمر الذي يقتضي إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في إطار وحدة البلاد أرضاً وشعباً، والعمل لإقراره دستورياً، وهذا لا يتناقض البتة مع كون سورية جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي. الالتزام الكامل بجميع مواثيق حقوق الإنسان الدولية دون أي تحفظ. مرحلة انتقالية لرسم مستقبل البلاد ورد المظالم وتعويض المتضررين وتفكيك أجهزة الاستبداد وتحقيق المصالحة الوطنية. ومحاسبة كل مرتكبي جرائم القتل والتنكيل والفساد بحق الشعب السوري. مهمات مرحلية: • إسقاط السلطة السياسية سلطة الطغمة البرجوازية الاستبدادية وبناء نظام جمهوري علماني ديمقراطي نعبر عنه بدولة المواطنة. وتضمن دولة المواطنة: 1. الحريات الديمقراطية الكاملة بما في ذلك حرية الرأي والمعتقد والتعبير والصحافة والتظاهر والإضراب. وتشكيل المنظمات السياسية والشعبية النقابية والمهنية وضمان استقلالها التام. 2. الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. 3. إلغاء المحاكم الاستثنائية كيفما تكن وتحت أية أسماء وجدت. وضمان التقاضي أمام محاكم عادية ومختصة مع مجانية التقاضي، واستقلال القضاء التام. 4. إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بحيث تختص أساساً بالأمن الخارجي ومكافحة أنشطة التجسس والإرهاب. 5. بناء الجيش السوري وفصله عن السياسة ليكون جيشاً لكل الوطن مهمته حماية التراب الوطني وتحرير الأراضي المحتلة. 6. قانون جديد للانتخابات يعتمد سوريا دائرة انتخابية واحدة، ومبدأ النسبية 7. إجراء انتخابات ديمقراطية فعلية. 8. وضع دستور ديمقراطي للبلاد، يلغي اي امتيازات دينيه او مذهبية مباشرة او مداورة. 9. إلغاء التمييز ضد المرأة في القانون والمجتمع وضمان تحرير إنسانيتها وشخصيتها قانونياً وثقافياً واقتصادياً. وضمان مساواتها في كافة مجالات الحياة وبشكل خاص في مجالات العمل والحقوق الشخصية.. الخ. 10. إطلاق طاقة الشباب وتحريرهم من البطالة والأمية التعليمية والثقافية وحل أزمات العمل الملحة. 11. ضمان الحقوق الثقافية والمدنية المناسبة للأقليات القومية في سورية. 12. بناء مؤسسات إعلامية وطنية ديمقراطية ومستقلة وحديثة. • ضمان الحاجات الحيوية المادية والمعنوية للطبقات الشعبية بما يشمل: 1. قانون عمل موحد عادل لجميع العاملين على أساس مبدأ الأجر وفقا للجهد والإنتاج. ويكفل الضمان الاجتماعي والصحي الكامل. 2. وضع سلم متحرك للأجور يضمن التناسب الفعلي بين الأجور والأسعار. 3. مكافحة كافة أشكال الاحتكار وتأمين السلع التموينية (وبشكل خاص سلع الاستهلاك الشعبي) بأرخص الأسعار الممكنة. 4. ضمان حق الاعتصام والإضراب والتظاهر وكل أشكال التعبير المشروعة عن الرأي لجميع الطبقات الشعبية. 5. تحقيق استقلال المنظمات الشعبية والنقابات بكافة أقسامها عن الدولة. وضمان الديمقراطية الكاملة لها في نشاطها بما في ذلك آلية عملها الداخلي. 6. حل أزمة السكن وبناء ما يكفي من المساكن الشعبية الصحية الرخيصة. • وقف التدهور الاقتصادي وحماية البيئة وانتهاج سياسة التنمية الاقتصادية ـ الاجتماعية المستدامة، بما يشمل: 1. نظام للتسليف يكفل للطبقات الشعبية الحصول على متطلباتها النقدية من أجل الإنتاج أو السكن أو التعليم أو... إلخ. 2. نظام ضريبي تصاعدي عادل يكفل توزيع الضريبة واستخلاصها بما يضمن التركيز بشكل خاص على الضرائب المباشرة، وتقليص الضرائب غير المباشرة إلى الحدود الدنيا. وإعفاء سلع الاستهلاك الشعبي من الضريبة غير المباشرة واستمرار دعم المواد الرئيسية منها من قبل الدولة. 3. اتخاذ تدابير ناجعة ضد التضخم، وانخفاض القدرة الشرائية وسعر الليرة السورية ووقف طيع العملة بدون تغطية... إلخ. 4. اولوية المشاريع الإنمائية الاستثمارية وتقليص الإنفاق الجاري مع التركيز على الأنشطة الاقتصادية الزراعية والصناعية. 5. إعادة هيكلة القطاع الحكومة الاقتصادي وفق معايير جودة الإنتاج والكفاءة المهنية ومحاربة الهدر والفساد. 6. نظام عمل وإدارة جدير بتحقيق أفضل شكل ممكن لحسن سير النشاطات الاقتصادية بشكل عام، في كل القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية، لتحقيق أفضل مردود ممكن للعمل الاجتماعي تكنولوجياً وتنظيمياً وإنسانياً. 7. نظام للمصارف الزراعية يكفل حقوق ومطالب الفلاحين الصغار والفقراء أساساً، ويضمن حقهم في القروض النقدية والآلات الزراعية والأسمدة والمبيدات الكيماوية ...إلخ. 8. الاهتمام بالري وأنواع المحاصيل الزراعية وحالة الطرق والخدمات الحيوية في الريف. 9. العمل على وقف زحف الصحراء واستصلاح الأراضي وتحقيق دورة زراعية مخططة ومدروسة بما يتفق مع الظروف والشروط العيانية المحددة لهذه المناطق (البيئة الاجتماعية، المناخ، المياه، التربة، الغطاء النباتي ...إلخ). 10. حماية البيئة من التلوث ونشر ثقافة البيئة والدفاع عنها 11. إعفاء الديون المترتبة على الفلاحين الفقراء والصغار قبل هذا التاريخ. 12. تطوير وتحديث الأساليب والتكنولوجيا الزراعية بما ينسجم مع أحدث معطيات علم المناخ والتربة والتكنولوجيا المعاصرة. 13. التركيز على الصناعات الزراعية وصناعات التنمية المستدامة. 14. حماية وتطوير الموارد الطبيعية للبلاد 15. الاستثمار في الإنسان السوري وخصوصاً في مجالي التعليم والصحة. 16. حماية المنتجين الصغار والمتوسطين واستقدام التكنولوجيا الملائمة للواقع الاقتصادي والاجتماعي • صيانة استقلال ووحدة البلاد وسلامتها أرضاً وشعباً وتحرير الأراضي السورية المحتلة بكل الوسائل التي تشرعها المواثيق والأعراف الدولية. • دحر الطائفية وتمتين وحدة البلد والشعب الوطنية بما يشمل: 1. الفصل بين الدين والدولة واعتبار الدين بالنسبة للدولة قضية خاصة. وضمان حرية العبادة الدينية لمختلف الطوائف والمذاهب. 2. تحقيق علمانية الدولة والتربية والتعليم على كافة المستويات. 3. العمل على رفع سوية الوعي الوطني المضاد لكل أشكال الطائفية والطائفية المضادة والعشائرية والعائلية. 4. منع جميع الأحزاب والجمعيات الطائفية في سورية. يرجى من الرفاق والأصدقاء أفراداً أو جماعات تقديم انتقاداتهم وملاحظاتهم على مشروع الورقة السياسية على العنوان الالكتروني: [email protected]
تجمع اليسار الماركسي " تيم "
تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007. يضم (تيم) في عضويته: 1- حزب العمل الشيوعي في سوريا . 2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي . 3- الحزب اليساري الكردي في سوريا . 4- هيئة الشيوعيين السوريين .
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://ww.ahewar.org/m.asp?i=1715
جديد موقع(هيئة التنسيق الوطنية)على الإنترنت:
www.syrianncb.org
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق اليسار - العدد 38 تموز / يوليو 2012
-
طريق اليسار - العدد 37 حزيران / يونيو 2012
-
بيان الى الشعب السوري
-
نداء عاجل صادر عن هيئة التنسيق الوطنية
-
طريق اليسار - العدد 36 أيار / مايو 2012
-
تصريح حول الاجتماع الدوري
-
بلاغ صادر عن (تجمع اليسار الماركسي في سوريا- تيم)
-
طريق اليسار - العدد 35 نيسان 2012
-
البيان الختامي لاجتماع المجلس المركزي
-
البيان الرئاسي لمجلس الأمن خطوة متقدمة
-
تعليق على دعوة إلى - مؤتمر المعارضة- في اسطنبول.
-
طريق اليسار - العدد 34-آذار2012
-
بيان حول مؤتمر تونس
-
طريق اليسار - العدد 33- كانون ثاني 2012
-
هيئة التنسيق الوطنية - بيان
-
طريق اليسار - العدد 32 تشرين ثاني
-
بيان إلى الرأي العام حول الاتفاق في الجامعة العربية
-
وثائق الدورة الأولى للمجلس المركزي
-
بيان أعمال المجلس المركزي (6تشرين أول2011)
-
اعتقال نايف سلوم ومنصور الأتاسي
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|