|
إندماج الشباب الإجتماعي على طرفي نقيض
بن ورقلة نادية
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 20:03
المحور:
المجتمع المدني
إن أول العقبات التي تتسبب في تفكك مجتمعاتنا و غياب المواطن- الفرد عن الفعل في الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و عن تهميش دوره،إنما تعود إلى طبيعة الأنظمة السياسية السائدة في العالم العربي،و هكذا فإن المجتمع المهزوم في آماله الكبرى يتحول إلى بؤر من الأنانية المغلقة ضد بعضها، متصارعة على المصالح المشروعة و غير المشروعة و هذا بالطبع أثر على مسألة المواطنة وبتنا اليوم أمام واقع تسود فيه سلوكيات الاستبداد و قيم الرأي الواحد.و عليه فإن السؤال الذي طرحه الأستاذ ميشيل كيلو محقا هو: لماذا تخلو حياتنا من حكم القانون والمواطنة، و سيادة الشعب،و المشاركة،و حقوق الإنسان،و المؤسسية ،و المجتمع المدني، و العدالة و المساواة...الخ،و لماذا لا تعرف مجتمعاتنا درجة من الترابط والانصهار تحصنها في وجه تحديات خارجية و داخلية متنوعة.و من هنا يتضح الدور الهام للاندماج الاجتماعي الذي يشكل أحد أبرز مجالات العمل الاجتماعية ذات الأولوية و المحددة في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي عقد في كوبنهاجن عام 1995، حيث أعرب رؤساء الدول و الحكومات عن التزامهم بإعلان كوبنهاجن لجهة تعزيز الاندماج الاجتماعي و حيث أن الحاجة إلى اندماج كافة الشرائح بما فيها النساء و الفئات المحرومة، باتت حاجة معترف بها في العالم العربي ،إلا أن الخطوات الحقيقية التي بذلت من قبل هذه الدول في هذا الصدد ما زالت ضئيلة و موضع التباس و من جملة التحديات تقلب الوضع السياسي في المنطقة،و نشوب الصراعات و الانتفاضات المتقطعة، و ارتفاع نسبة الفقر. و تحليل فكرة النزاع القائم حول الاندماج الاجتماعي الذي لا يقتصر على التناقض بين فكرة الأمة المتجانسة و الواقع المتعدد بسبب تحولها من تشكيلات طبقية ثابتة إلى مجموعة متعددة من الأوضاع المتداخلة بغير إحكام .و ضمن هذه العمليات الوسيطة مع ما توفره من فرص التطور الفعال،و ما ينطوي عليه من مخاطر الوقوع في المتاهات الضخمة تواجه المجتمعات العربية تحديات صعبة تحتاج إلى فهم ما يجري في الواقع بهدف استنباط الحلول الملائمة والموضوعية .و يعتبر الشباب محورا يشتغل عليه الباحثون بعد التحركات الاجتماعية من خلال انتشار الحركات الاحتجاجية . هذا التحول البنيوي في إرادة التحرر و الانعتاق بعد أن أصبحت الديمقراطية مطلبا اجتماعيا بعيدا عن كل وصاية أو تأطير .لقد أهملت العلوم الإنسانية و الاجتماعية المعاصرة المسألة الشبابية، فهذه الفئة برغم المكانة التي تحتلها في الهرم السكاني العربي، و بوصفها الشريحة الأكثر نشاطا وحيوية فإنها مع ذلك لم تجد حظها من البحث و الدرس،من قبل المشتغلين في حقل علم الاجتماع في العالم العربي و قدم الخطاب الرسمي العربي في ذات السياق تناولا سطحيا لمشاغل الشباب و حصر اهتماماته في الترفيه،في المقابل بقي موضوع الشباب ضمن دائرة المسكوت عنه في نشاطات فعاليات المجتمع المدني العربي،و لم تفكر الهيئات المسؤولة في إيجاد الحلول الحقيقية لمشاغله و تطلعاته من خلال الاستناد إلى نتائج البحوث الميدانية و الأكاديمية .هذا القهر الاجتماعي الناجم عن سياسة غير محكمة بدد الكثير من الآمال و خذل الرئيس الذي عبر عن امتعاضه و استياءه الكبيرين بعد أن فشلت سياسة حكومته في تنفيذ المشاريع بنجاح وفق دراسة محكمة البنى واضحة الأسس و بالتالي لم تسهم الحكومة التي فوضها الحاكم الأول في البلاد على متابعة سيرورة العمل و التأكد من نجاعة الإنجاز فتلاشت آمال و تطلعات الشباب و عصف به الشك و انعدمت لديه الثقة فتلاشت ثقافة المواطنة و غابت و انمحت من وعي الشباب وحال هذا دون اندماج هذا الأخير بعد أن نسفت حقوقه و غيبت فعاد ليغضب و يطالب بتعنت و عنف و تمرد بماله من حقوق دون أن يلتفت لما يتوجب عليه القيام به من واجبات .فإبتعد عن المجتمع و أصبح يكابد عناء الحرمان والتنصل مما يتوجب عليه القيام به فلم يساهم البرنامج الحكومي المخصص في الاندماج بل في انفلات الوضع و تشتيت ذهن الشباب الذي أصبح هائما بنفسه يحيا على هامش المجتمع يقضي جل وقته بعيدا عن محيطه الذي نشأ فيه .و انفصل عن كل ما يمكن أن يبقيه على صلة بالمجتمع .و هذا ما يدفع بنا إلى دراسة واقع عملية الاندماج الاجتماعي في أوساط الشباب العربي عموما .
#بن_ورقلة_نادية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما أتحدث عن نفسي
-
تجربتي مع مرضى السرطان
-
تبعات العولمة الهجينة على مجتمعاتنا العربية
-
على دفة الحنين
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|