أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر الفريجي - هكذا يعمل العالم المتقدم ليبقى متقدما















المزيد.....

هكذا يعمل العالم المتقدم ليبقى متقدما


حيدر الفريجي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 16:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



اعتدت أن اضرب مثالا لطلبه المرحلة الثالثة في قسم إدارة الأعمال عند مناقشتنا لموضوع التكاليف وأثرها في تخفيض أرباح شركات الأعمال وبالتالي قدرتها على الاستمرار بالمنافسة والبقاء في عالم الأعمال وهو ذلك المثال المتعلق بشركة مايكروسوفت العملاقة والتي تبلغ موجوداتها حوالي 400 مليار دولار إذ أن رئيسها وخلال جولاته المفاجئة لأقسامها وفروعها المنتشرة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم شاهد احد العاملين وهو يقوم بفتح احد دبابيس تشبيك الورق وبالتالي إتلافه فتوجه نحوه وسأله لماذا تفعل ذلك فقال العامل وما هي قيمة هذا الدبوس أنها لا تذكر ويمكن أن تقطعها من أجوري اليومية فقال له رئيس الشركة لو فرضنا أن قيمة كل 10 دبابيس هو سنت واحد وان كل عامل في الشركة يقوم بإتلاف دبوس واحد يوميا فاني سأخسر أكثر من مليون دولار سنويا تكفي لتطوير أعمالنا ودفع نسبة لا باس بها من تكاليف الشركة وعاقبة بالفصل.
وعلى الرغم من ان البعض قد ينظر الى هذا القرار باعتبارة قاس جدا ولا يتناسب مع الجرم المرتكب ان كان هناك ثمة جرم!! ولكن حقيقة الامر هو ان هذة الشركات ما كانت لتصل الى ما وصلت الية لولا عملها الحثيث على العمل بكل كفاءة وفاعلية الامر الذي يعني استخدام المدخلات المتاحة لتحقيق اكبر قدر من المخرجات وتخفيض التكاليف الى ادنى حد ممكن مع الحفاظ على النوعية المطلوبة، وهذة هي بداعة النظام الراسمالي او الملكية الخاصة فشركات الاعمال تكون مملوكة لافراد يفكرون بطريقة اقتصادية منطقية ويسعون لتحقيق اعلى قدر من الارباح ولذلك يكونون شديدين اشد الحرص على تخفيض التكاليف وزيادة المبيعات وتحسين النوعية واستغلال الوقت بافضل صورة وتقليل التلف والضياع في كافة الموارد المادية والمالية والبشرية والوقت كما يحرصون على تطوير منتجات وخدمات شركاتهم لتكون اكثر قدره على المنافسة مع الشركات الاخرى وبالتالي الاستمرار والبقاء في عالم الاعمال و توسيع فرص العمل في المجتمع وتطوير الاقتصاد من خلال زيادة الناتج القومي الاجمالي وتنشيط حركة الاقتصاد بصورة عامة خصوصا اذا علمنا ان هناك بعض الشركات التي توظف مئات الاف العاملين لا بل ملايين العاملين حول العالم.
ان هذة المنظومة ورغم ما يقال عنها من اتصافها بحالات الجشع والقسوة وغيرها الا انها هي الكفيلة بتطور المجتمعات الغربية اقتصاديا وعلميا على الاقل.
ولكن ما دفعني الى كتابة هذة المقالة هو برنامج عرضتة قناة الحرة عن شركة اميركان ايرلاين (الخطوط الجوية الاميركية) حيث التقت باحد مدرائها الماليين وبين ان الشركة تعمل على ضغط التكاليف ما امكن على ان لايؤثر ذلك على دقة ونوعية اعمالها ففي احد السنوات اقترح هذا المدير تخفيض تكاليف العمل في الشركة لزيادة هامش الارباح بسبب ارتفاع كلفة الوقود وشدة المنافسة فاخبرة المدير العام للشركة بانة وكما يعلم لا يوجد لدينا اي عامل فائض فاخبرة المدير المالي بان عمال الحراسة في المستودعات وهم عامل واحد في كل مستودع يعملون سبعة ايام في الاسبوع ويمكن ان يعملوا لثلاث ايام فقط وبصورة غير محددة بحيث لا يعلم اللصوص ما هي ايام عملهم وفعلا تم تطبيق الخطة ونجحت نجاحا باهرا حيث لم تتحقق اي سرقة في ذلك العام وتم تخفيض تكاليف الحراسة الى النصف وفي العام التالي طلب مدير المالية الاستغناء عن عمال الحراسة كليا واستبدالهم بكلاب الحراسة المؤجرة الاقل كلفة ونجحت الخطة مجددا ولم يتم الاكتفاء بذلك وانما قاموا في وقت لاحق باستئجار الكلاب لثلاث ليالي فقط في الاسبوع وبعدها تم الاستغناء عن الكلاب كليا والاكتفاء بتسجيل صوتها وبثة عبر جهاز تسجيل موجود في المستودعات؟؟؟
ولننظر الى اي حد يعمل هؤلاء القوم وكيف يفكرون لتخفيض التكاليف ، قد يكون مثالا مضحكا ولكنة عمل حقيقي واثبت نجاحة وخفض التكاليف بصورة كبيرة ومفيدة وغير متوقعة.
ولم تقف الشركة عند هذا الحد بل قامت بتحليل عناصر الكلفة لديها ووجدت ان كلفة الوقود والبالغة 7 مليارات دولار سنويا هي التي تشكل النسبة الاكبر من التكاليف كما هو الحال في كل شركات الطيران في العالم ووجدت ان الوزن الذي تحملة الطائرة هو العامل الاكثر تاثيرا في استهلاك هذا الوقود وان تخفيض الوزن بمقدار 100 رطل على متن كل رحلة سيؤدي الى تخفيض التكاليف السنوية بمقدار مليون دولاروعلية قررت الاستغناء عن كل الحمل الزائد في الطائرة ومن بينها نسخ المجلات والمطبوعات الزائدة ولم تبقي الا على مجلة واحدة قامت ادارتها باقناع شركة الطيران باهمية بقائها وتم حساب كلفة وزنها على الطائرة ودفعها للشركة، كما تم حساب كمية المياه المستهلكة فعلا في كل رحلة ووجدت بانة يمكن الاستغناء عن 25% من الماء على متن كل رحلة بل وصل الامر الى تخفيض كمية الوقود الذي تحملة الطائرة ليكون متناسبا تماما مع ما تحتاج الية الطائرة اثناء رحلتها وغيرها من الاجراءات الفنية التي ادت الى تخفيض الكلفة بمقدار 200 مليون دولار سنويا من كلفة الوقود دون اي تاثير على نشاطات الشركة.
واذا ما نظرنا الى واقع العمل لدينا في المؤسسات والشركات الحكومية فاننا سنجد عجب العجائب اذ ذكرت احدى الدراسات الغربية بان الموظف في العراق لا يعمل فعليا الا بنسبة ربع وقت العمل الفعلي اما الباقي فهو وقت ضائع يقضية الموظف في اشياء اخرى مثل الاكل والشرب والحديث مع الزملاء وترك محل العمل واللهو على الانترنيت وغيرها، اما الاهمال والتلف والضياع في موارد العمل المادية والمالية والوقت فحدث ولا حرج اذ لاتوجد اصلا ثقافة صحيحة للتعامل مع موارد المؤسسات الحكومية باعتبارها موارد للمجتمع وانما على العكس اذ شاعت في وقت ما ولا زالت ثقافة العداء ومحاولة الحاق الضرر بموارد وموجودات وممتلكات المؤسسات الحكومية كنوع من الانتقام ربما من الحكومات السابقة او حتى سرقة هذة الموجودات تحت تبرير انها ملك للشعب!!!
ان كل شركة من الشركات الحكومية الان تعاني من سؤء الادارة وانخفاض مستويات الكفاءة الانتاجية بسبب البطالة المقنعة والهدر واللامبالاة وغيرها من الاسباب ولذلك وفقا لهذة المعطيات لا يمكن ان نتوقع اي تطور او تقدم حقيقي في الاقتصاد العراقي ولحاقة بالاقتصادات المتقدمة.
وسؤال يطرح للجميع لو كانت المؤسسة او الشركة التي تعمل فيها الان هي ملك خاص لك هل كنت تسمح بحصول ما يحصل من هدر و سرقة وضياع لموجوداتها ومواردها ، هل كنت تسمح بان يجلس الموظفون بدون عمل ويستلمون رواتب كبيرة في نهاية الشهر ، هل كنت تسمح بان يقوم الموظفون بشراء احتياجات المؤسسة بسعر محدد وتسجيلها باسعار اكبر فس سجلات المؤسسة لتحقيق الكسب غير المشروع ، هل كنت تسمح بعشرات الممارسات الخاطئة والمضرة بموارد وسمعة وقدرة المؤسسة؟؟؟؟
الجواب بكل تاكيد هو كلا والف كلا!! اذن فجزء كبير من الحل هو تحويل الشركات الحكومية الى القطاع الخاص وفقا لدراسة اقتصادية واجتماعية معمقة باتجاة تطوير الاقتصاد والمجتمع بصورة عامة فضلا عن نشر ثقافة ان ملكية الحكومة انما هي ملك للشعب والحفاظ عليها انما هو حفاظ على اموال الشعب والوطن وان تطوير العمل وزيادة الكفاءة في شركات الاعمال انما هو تطوير للاقتصاد ككل وانه سيصب في مصلحة جميع ابناء الوطن.



#حيدر_الفريجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا دهاك يا شعب الحضارات
- اليس من حقنا ان نعيش
- الباحثون عن الحب في زمن الكراهية
- لا أظن بأنهم يعرفون .......
- الاقتصاد العراقي ...... من معوقات التنميه الى مقومات النهوض
- التحليل المالي الاستراتيجي ودوره في تحقيق اهداف منظمات الاعم ...


المزيد.....




- -سيتي بنك- يحصل على رخصة لتأسيس مكتب إقليمي له في السعودية
- بوتين يأمر بإنتاج كميات كبيرة من السلاح -الذي لا يقهر-
- الإمارات: البنك المركزي يعلق نشاط تحويل الأموال لشركة الرازو ...
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق السبت 23 ...
- موراليس: الولايات المتحدة فقدت قوتها الاقتصادية
- اليابان تعتمد 250 مليار دولار لمواجهة التحديات الاقتصادية
- منظمات مناصرة للفلسطينيين تسعى لوقف صادرات الأسلحة الهولندية ...
- بعد نمو ضعيف هذا الصيف - توقعات بشتاء قاسٍ للاقتصاد الألماني ...
- مشاركة فعالة لشركات روسية في معرض إفريقيا للأغذية في الدار ا ...
- كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل مستقبل التجارة الدولية؟


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر الفريجي - هكذا يعمل العالم المتقدم ليبقى متقدما