النزاع في سورية....ما العمل.؟

عباس المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 07:09
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

النزاع في سورية....ما العمل.؟

ان ما يحدث في سوريا هو انتهاك لجميع الأعراف الدولية الانسانية ، والا فما معنى ان يقتل مئة شخص يوميا، والعالم المتحضر يقف صامتا وبدون اي حراك على ارض الواقع ( مئة شخص هم سوريون ، ان كانوا مع الحكومة او مع " الثوار " ( الثوار ليست مناسبة هنا لكون الكثير من الفصائل يقاتل معها مرتزقة سلفيون ، جاؤا الى سورية لكي ينالوا الشهادة على حسب اعتقادهم ، لكي يتمكنوا من اكل وجبة دسمة مع الرسول ومن ثم الانصراف الى حور العين والغلمان ) مرتزقة لان آجرهم سيدفع لهم بعد حين وهو الجنة مقابل المال لباقي المرتزقة المعروفين للجميع .

ان ما يهمنا هنا في القضية السورية انه ليس هنالك حل في الأفق القريب ، وانا لا استبعد ان يطول القتال الدائر، الى السنة القادمة او ربما اكثر ، لان المتصارعين ( وهم ليسوا سوريون ) وانما امريكا ، الاتحاد الأوربي ، والتابعين في تركيا والسعودية وقطر من جهة وروسيا والصين وإيران من جهة اخرى. الصراع هنا وقد يبدو غريبا للبعض ولكنه هو جوهر الصراع الدائر. في سورية ، الحل السوري ليس في سوريا وانما في افريقيا ، انه الصراع على تقاسم الثروات وكذلك على خزين النفط السعودي في نيجيريا ( سيقول البعض ان نيجيريا بلد نفطي ) نعم ولكن السعودية بداءت منذ سنوات بتخزين نفطها في نيجيريا ، لذا ان لم تحل هذه الإشكالية بين الدول المتصارعة وبأسرع وقت ، لن يكون هنالك حل للقضية السورية ، وخاصة ان العرب هم الان في اضعف مراحلهم التاريخية ( ومتى كانوا هم أقوياء) لان الجامعة العربية منقسمة كالعادة بين دول لاتملك شيئا وبين دول لا تستطيع لكونها غارقة في مشاكلها الداخلية وبين دول الخليج التي تدفع فواتير التغيير مهما كلفت خدمة مجانية منها للمشروع الامريكي في الشرق الاوسط ، لكي تبقى في سدة الحكم ليس الا !

ما الذي يمكن تقديمه لسورية من اجل وقف نزيف الدم السوري ، هو فضح هذا المخطط اللانساني المتمثل بصراع الدول الكبرى على أراض ودول ليس لها لاناقة ولابعيرفي هذا الصراع وهنا اقصد سورية . ان امريكا وروسيا بالذات لا يهمهم أبدا ان طال الصراع فهم بذلك يضغط احدهم على الاخر من اجل القبول بما يراه مناسبا له في تقسيم الثروات الافريقية وكذلك النفط السعودي المخزن في نيجيريا .

لااملك الا ان أناشد أهلنا في سوريا بعدم الانجرار في هذه اللعبة القذرة ولكي نحقن الدم السوري ، وذلك باستمرار الثورة السلمية التي هي السبيل الوحيد للخلاص .

#عباس_المالكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات