أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلامة كيلة - طبيعة المقاومة العراقية














المزيد.....

طبيعة المقاومة العراقية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحوّل أبو مصعب الزرقاوي إلى نجم، و بات هو " القائد العام " للمقاومة العراقية. هذه الصورة تنطبع في الذهن حين متابعة النشرات الإخبارية في الفضائيات العربية، و ملاحقة ما يُكتب في الصحف، أو حين ملاحقة تصريحات الرئيس بوش أيضاً. رغم أن قدرات الرجل لا تؤهّله القيام بالكثير الكثير من العمليات العسكرية التي توجّه إلى القوّات الأميركية، و التي تشير إلى وجود عقل عسكريّ محترف، هو فعل ضباط الجيش العراقي الذي حلّته قوّة الإحتلال الأميركي.
رغم ذلك تزرع الومضات التي يبثّها الإعلام، صورة تبدو حقيقة في الذهن العادي. ليقال أن المقاومة هي سنّية فقط، و خارجية في الغالب.
فمن يعرف أن الضباط و الجنود السابقين الذين يقاومون الآن، هم سنّة أو شيعة أو مسيحيون؟ و من يعرف هل هم مع أبو مصعب الزرقاوي أو حتى مع البعث؟ و من يستطيع التأكيد أن الحركات الأصولية قادرة على هذا المستوى من العمل العسكري المحترف؟
إن تركيز الإعلام على الحركة الأصولية، و تعمُّد بوش الإشارة إلى الزرقاوي الذي بات أبرز من بن لادن معلمه، له هدف بسيط هو القول أن المقاومة العراقية هي " إرهاب أصوليّ "، خصوصاً أن عمليات كثيرة بالسيارات المفخّخة أو الإنتحارية أبرزت صورة بشعة لأنها قتلت المواطنين و خلقت الفوضى، أو أشارت إلى عنف طائفيّ، يجري التأكيد المستمر على لصقها بالمقاومة ككل، و ليس بفصيل فيها، ما دام هذا الفصيل بات هو " القائد العام " للمقاومة. و خصوصاً كذلك أن البيانات المنسوبة إلى الزرقاوي تحرّض على الشيعة و تسترجع الصراع القديم الذي بدأته فتاوى إبن تيمية.
البعض يتملّق التنظيمات الأصولية، لكن لهذا الميل أخطار حقيقية. حيث أن للسياسة الأميركية الهادفة إلى تصوير المقاومة على أنها حركات أصولية إرهابية، أهداف جوهرية، حيث يمكن حشد القوى ضدها عبر إستثارة الخوف من " إنتصار الأصولية " و بالتالي فرض العودة إلى القرون الوسطى. و أيضاً يمكن حشد القوى عبر التركيز على الطابع السنّي للمقاومة، و بالتالي السعي لتأسيس شقاق سنّي شيعي. و على ضوء ذلك يتصاعد الخوف العام من الحرب الطائفية، و هو الخوف الذي يقود إلى طرح السؤال: ماذا لو إنسحبت القوّات الأميركية؟ ليبدو وجودها ضرورياً، رغم أن هذه القوّات لم تأتِ لكي تنسحب. لكن تصوير الصراع في الصيغة التي يُغرز فيها في العقول يجعل التركيز على ضرورة طرد قوّات الإحتلال نافلاً، خوفاً من " الحرب الطائفية " و تقسيم العراق.
إن تضخيم قوّة الحركة الأصولية يهدف إلى خلق منعكسات في اللاوعي، لكنها تتبلور في الوعي كذلك، تشلّ من الدعم الشعبي للمقاومة و تشوّش عليها، و تقود إلى الدعوة الشعبية إلى الأمن و الأمان و الهدوء و إعادة الحياة الطبيعية. و هذه ميول طبيعية حينما تنتشر الفوضى و يتشوّش الهدف، و يصبح القتل هو الغالب، و أقصد قتل العراقيين مع تهميش المواجهة مع قوّات الإحتلال.
ما هي قوّة الحركة الأصولية؟ أعتقد أنها في الهامش، و أن طبيعة الصراع تفرض دور القوى المتمرِّسة في القتال. لكن يبدو دور هذه الحركة " تشويشياً " و مضعفاً للمقاومة من الزاوية المعنوية، نتيجة حماقات تودي بالعراقيين، و تنشر الفوضى، و تشجّع ممارسات أصولية ضد المدنيين ( التي تسمى عادة: الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ). مما يحوّلها إلى سلطة مستبدة و مغرقة في رجعيتها. و يشجّع الإحتلال على العبث و التخريب بإسم المقاومة. لتظهر في صورة مرعبة من الوحشية و الرجعية و الإستبداد. فمن يؤيدها بعد ذلك؟
الدولة الأميركية تختار عادة صيغة الحرب، و حتى الخصم. و لقد سعت منذ نهاية الحرب الباردة إلى تحويل " حلفائها " إلى خصم في إطار " الحرب ضد الإرهاب ". و هي تحاول ذلك في العراق ليصبح الكلّ أصولياً ما دام يقاتل الإحتلال الأميركي. لكن ذلك هو ما تريده هي لكي تخوض حرباً سهلة و مفيدة، و توصل إلى ما تريد: القتل و الحرب الطائفية و التفكيك و التقسيم كذلك.
لهذا ستكون أسوأ الحروب تلك التي تخاض بإسم الدين و الأصولية، لأنها توصل إلى التفتيت و القتل و التفكيك و الدمار. الحرب ضد الإحتلال هي حرب وطنية بإمتياز، و هكذا يجب أن تكون. و بالتالي يجب أن تبلور المقاومة برنامجها السياسي الواضح، و أن تتوضّح قيادتها السياسية، لكي تخوض حرباً واضحة الأهداف، و لكي تعمل على ضبط الإنفلات الأمني و فوضى الخطف و السلب و التقتيل، " فوضى المقاومة ". لتصبح هي المرجعية، حيث لازالت تعاني من المرجعية العسكرية و أيضاً السياسية.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟
- ثورة اكتوبر ، محاولة للتفكير
- ما هي الماركسية؟
- الماركسية و الاشتراكية و حرية الانتقاد
- ممكنات تجاوز الرأسمالية عودة الى ماركس
- مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال
- مشكلات اليسار في الوطن العربي - ما العمل؟
- مشكلات مفهوم المجتمع المدني
- حول الموضوعات من أجل نقاش هادئ لمنهجية و لرؤية - مناقشة لموض ...
- هل الرأسمالية باتت - إنسانية-؟ مناقشات حول العراق
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة- 3 - الحركة الشيوعية و مشكل ...
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة 2 -3 المقاومة العراقية و ضر ...
- (من أجل المقاومة العراقية الشاملة(1-3 - وضع أميركا في العراق
- الخطاب -الديمقراطي- الأمريكي في -الشرق الأوسط الكبير-
- -g8-ال


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلامة كيلة - طبيعة المقاومة العراقية