مهدي بن سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالأمس ... ؛
كانت صور الحاكم أكثر عددا من المارين في الشارع ، وكانت الصحف اليومية و الأسبوعية تستعرض عضلاتها التجمعية في نشر صور السيدة الأولى .
كانت التلفازات الخاصة و العامة تمجد و تعظم و في أغلب الأحيان تؤله الحاكم المختار ، و كانت الأفواه الإذاعية تصفق بألسنتها فرحا بذكر الحاكم القدير .
و اليوم ... ؛
تمزقت الصور القديمة و قريبا ستحل محلها صور جديدة .
تمردت الصحف ثائرة و ادعت حرية الصحافة و التعبير بيد أني لازلت أسمع تصفيق الحروف و تهليل الكلمات .
تغيرت بعض الوجوه التلفزية و لم تتغير الألوان البنفسجية .
طالت الألسنة الإذاعية المناضلة و لا زال صوت " الشيخ إمام " مختفيا .
و لي سائل فضولي أن يسأل ... ؛
من ملأ الشوارع بصور بن علي ذات مرة ؟
طبعا من مزقها ذات " ثورة " .
و من مزقها يا ترى ؟
طبعا ... من علق صور الحاكم الجديد دون أن نرى .
و من سيمزق هذه الصور في الثورة القادمة ؟
طبعا ... من علقها ذات مرة .
إن التاريخ حالة من التكرار ... و بن علي حقبة من تاريخ تونس فلن تطمسوها فكما تشدقت بحبه و إخلاصكم له ستعيدون الكرّة ألف مرة مع الحاكم الجديد دون خجل .
إن التاريخ حالة من التكرار و لستم أنتم بكاتبيه .
دعوا التاريخ للتاريخ و لا تكتبوه ، فله أنامل سرمدية إذا ما نطقت لا تكذب و إذا ما كتبت
صفعت أو أنصفت .
فالبشر لا يدونون الحقائق أبدا بل يخيطون كساء براقا على مقاسهم يمجد ذكراهم دائما حسب مصالحهم الشخصية .
و أينما حلّ البشر ضاعت " الباء " و بقي " شر " . و على قول ملائكة السماء لرب العالمين : أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء فيها .
و لي أن أسأل ... ؛
بعد " بروفة جانفي " ... أ ستكف الدماء عن السيلان ذات ثورة ؟
بن سليمان
17 /12 / 2011
#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟