أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟















المزيد.....

مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 16:23
المحور: حقوق الانسان
    


مجددا أشارت الأنباء إلى استدعاء السلطات السويدية لمئات [وربما لآلاف منهم على وجبات] من طالبي اللجوء من العراقيين الذين استنفدوا إجراءات طلباتهم من دون قرار قبول لطلباتهم تلك، بغاية إعادتهم إلى بغداد بسلسلة من الرحلات المخصوصة بهذه الإعادة؛ التي تتم قسريا ومن دون قبول طالبي اللجوء العودة بسبب ما يتهددهم من مخاطر، كما تتم في ضوء الاتفاقية التي عقدتها الحكومة العراقية مع السويد العام 2008، بما حاول أن يعطي صورة إيجابية عن الحكومة العراقية ودورها في العمل الفاعل مع المجتمع الدولي وبناء الاستقرار والأمن المحلي والإقليمي وهو أمر فيه من الادعاء الشيء الكثير وليس فيه غير محاولات تسويق صورة غير سليمة قطعا..
أولا لأن الحكومة العراقية نفسها غير قادرة على حماية نفسها وهي ما زالت تحتمي خلف أسوار منطقة معزولة عن الوضع الميداني للشعب..
وثانيا فإن من يتابع الأخبار اليومية للعراق يرصد حجم الأعمال الإرهابية وما تخلفه من ضحايا من أبناء الشعب العراقي.
وثالثا إن حالات التناحر والاحتراب السياسي بين الكتل والحركات المتحكمة بالمشهد العام مازالت تشكل غطاء خطيرا وممرا لجرائم كثيرة سواء بمسمى الحرب الطائفية أم جرائم متنوعة أخرى تطيح يوميا بالأبرياء.
ورابعا إن العراق مازال بظروف مأساوية من جهة انعدام الخدمات الإنسانية الأساس ومن شلل الدورة الاقتصادية وسيادة البطالة والفقر ونسبة غير هيّنة من حالات الفقر المدقع فضلا عن انعدام الخدمات الصحية والتعليمية.. وكل ذلك مما يشيع الجريمة وتهديد حيوات الناس البسطاء..
وإن فئات المجموعات القومية والدينية من مسيحيين وأيزديين ومندائيين وغيرهم تتعرض للتصفية الدموية البشعة.. كما إن فئات الصحافيين والأساتذة والأطباء والقضاة وعدد من التخصصات العلمية والمهنية الأخرى تتعرض لمجزرة مسجلة دوليا ولدى المنظمات الحقوقية..
ولقد تم تسجيل العراق كسابع أفشل دولة عالميا ورابع دولة بالفساد ما يعني أنها دولة عاجزة عن استيعاب أوضاعها وحلها والمصطلح والتشخيص الدولي هنا يتضمن أن الدولة مهددة بالانهيار..
وبعد هذا كله، تستند دولة كالسويد إلى اتفاقية تمتلئ بالادعاء والمزاعم التي يعرفها القاصي والداني لتستغلها خدمة لقرارت جائرة بحق طالبي لجوء (عراقيين)..
إنّ قضية اللاجئ العراقي في السويد ينبغي أن تؤخذ في ضوء خلفياتها الحقوقية.. فوجودهم لسنوات عديدة وتأقلمهم هناك وولادة أبناء لهم بالسويد فضلا عن حقهم المكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في اختيار جنسيتهم إلى جانب حقيقة أن عودتهم تعني تهديدا صريحا مباشرا لحيواتهم مع كونهم لا يملكون في العراق البنى الأساس لوجودهم بعد أن باعوا كل ما يمتلكون و-أو فقدوها في حروب الطائفية والإرهاب والفساد ما يعني عودتهم في ظروف تراجيدية تستلبهم إنسانيتهم..
إنّ هذه الإعادة القسرية مرفوضة في أصل القوانين السويدية ذاتها وفي القوانين الأوروبية والأممية الإنسانية فضلا عن كونها لا تضحي بهذه الآلاف من طالبي اللجوء بل تعرّض العراق لهزات إضافية هو في غنى عن وقوعها فوق ما لديه من مشكلات عصية!
إننا هنا نناشد الحكومة السويدية للنظر إلى هؤلاء واستيعابهم وحل قضيتهم بقرار جمعي بوصفهم أناس اختاروا العيش في السويد لينخرطوا في مسيرة بناء إنساني بعيدا عما تَهدَّدَهم ويتهددهم وأبناءهم من الذين وُلِدوا في السويد [ولهم الحق في الجنسية السويدية] كما نناشد المنظمات الدولية المعنية والمحكمة الأوروبية لاتخاذ قرار مناسب ينصفهم ويؤكد الموقف الإنساني والحقوقي السليم لأوروبا. ونناشد المنظمة الأممية كيما تتدخل للمساهمة بالحل.
أما الحكومة العراقية فإننا ناشد فيها العناصر الوطنية الإيجابية الواعية لاستثمار كل المتاح كيما توقف البروباغندا الرخيصة للسياستين الداخلية والخارجية التي ضحَّت وتضحي بأبناء الشعب العراقي لمصلحة ممارسات انتهازية تصور الحكومة بصورة غير حقيقتها.. منتظرين هنا الضغط لتعديل الاتفاقية المعنية مع السويد ولرفض استقبال المُعادين قسريا. ويمكن لأي موظف صاحب قرار في المطار أن يمارس دوره على أساس نصوص الدستور والقوانين المرعية في العراق وعلى أساس صلاحياته الوظيفية التي ترفض إيقاع الأبرياء في مصيدة التهديد أو إكراههم على أمر لا يقبلون به.. فربما كان رفض استقبال الطائرات التي تحمل المعادين قسرا أحد هذه الأمثلة التي نشير إليها...
إننا ندرك أن المشكلة مستعصية، مركبة وتجري وقائعها أسرع من تحركاتنا الميدانية الفعلية حقوقيا ولكن رفع الصوت عاليا وتنبيه منظمات حقوق الإنسان وتفعيل أدوارها مهمة منتظرة.. ربما مثلا كان لوقفة من السويديين من أصل عراقي ومن يتضامن معهم في مطار الترحيلات سيوفر فعلا مناسبا وربما إجراءات عديدة من قبيل التوجه بمستجدات مادية ملموسة إلى القضاء السويدي سيساعد في اللحظة الأخيرة على توجيه الأنظار إلى الحقائق..
إن القضية لن تنتهي بالترحيل القسري وبالإكراه الذي يمكن أن يحصل بأية لحظة؛ ولكنها ستكون بتداعيات بعيدة المدى منها أن القرار الذي سيشارك في تداعيات الأحداث عراقيا سيكون إضافة تراجيدية أخرى ومقدمة لكوارث لهم ولآخرين.. ولا يمكن أن يقبل سويدي مثل هذا إلا أولئك العنصريين المعادين للأجانب وتأثيراتهم السلبية التي تضغط لتنفيذ القرار ...
من جهة ثالثة فإن الحكومة العراقية التي تتشدق بتوفير الظروف الإنسانية ملزمة أن تضيف إلى قائمة واجباتها، التي سجَّل المجتمع الدولي فشلها الذريع فيها ووضعها العراق برمته موضع الانهيار، واجب توفير المسكن وفرص العمل والدراسة والصحة وغيرها، للمعادين قسرا بفضل مزاعمها وسياستها الخارجية واتفاقاتها التي لا تستحي من التصريح بها مرة والتنكر لها مرات...!؟
ومن جهتنا نجدد التضامن مع كل لاجئ عراقي طفلا أم كهلا، امرأة أم رجلا آملين أن نجد معا وسويا وسائل حلول مناسبة قبل أن تقع مصائب جديدة لهم..
ولكننا لا نغفل هنا الإشارة إلى أن من عناصر الحل، عناصر كثيرة من وجوه الخير الوطنية العاملة في وزارات حقوق الإنسان والهجرة والمهجرين والخارجية من خلال سفاراتنا ومنها سفارتنا بالسويد، آملين أن تتلاحم الجهود لغرض إيجاد أنجع الحلول، وبالتأكيد فإن كل عراقي يعرف إمكانات ما متاح له للمساهمة في الحل..

المادة باسم المرصد السومري لحقوق الإنسان
موقع المرصد السومري لحقوق الإنسان على الفيس بوك: https://www.facebook.com/sumerianobservatoryforhumanrights



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية التحالفات السياسية بين مطرقة التهجمات وسندان التبرير
- الدولة المدنية ديموقراطية ترعى الديني والدولة الدينية ثيوقرا ...
- لماذا نوقّع حملة المطالبة بتطبيق القانون والمساءلة القضائية ...
- الحوار وقبول الآخر والتغيير.. تداعيات في الخيار الديموقراطي ...
- إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد
- مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟
- تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للش ...
- إدخال فقه الدولة الدينية في آلية عمل المحكمة الاتحادية لدولة ...
- أولويات البديل الديموقراطي في العراق
- الموقف الرسمي من اللاجئين الواقعين تحت مقاصل النظام السوري
- مناشدة المجتمعين المحلي والدولي لدعم الثورة السورية بشكل است ...
- رمضانيات 2012: تهنئة بشهر رمضان الفضيل ودعوة لحملات المصافحة ...
- الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب ال ...
- مستويات نقد الممارسات الطائفية وفكرها الظلامي؟
- مصطلح الفلول بين القانون والسياسة: في مصر، هل سينفع مصطلح فل ...
- شغيلة العراق لا يستجدون صكوك الغفران من أجهزة تقمع الحريات و ...
- اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، نضالات مهنية وأخرى ...
- تداعيات وأفكار في بعض أولويات العمل السياسي وعلاقة تياراته ب ...
- المقام العراقي والجالغي البغدادي شهريا في لاهاي
- مداهمة فاشستية لمقر جريدة طريق الشعب!!! الدلالة ونُذُر الكار ...


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟