قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 834
قيل في تراثنا لكل زمان دولة ورجال..!
وقيل في التراث الثقافي الغربي انه مع تقدم المؤسسات العلمية والتكنولوجية تظهر الكثير من حالات الانبهار عند ظهور اللاعقلانية في السلوك الاجتماعي وخاصة لدى بعض القادة كما هو الحال عند أدولف هتلر وموسوليني رحمهما الله ..!
وقيل عن تجارب دول العالم الثالث أشكال من " اللاعقلانية " المصاحبة لنوع من " الايدولوجيا " تسلط نفسها على طبائع الحكام الطغاة والمستبدين وعن سلوكهم الاجتماعي كما هو حال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حين أصابه هوس الزواج مثنى وثلاثا ورباع وحين راح يبني القصور قصرا بعد قصر حتى زاد عددها على السبعين وزاد عدد سياراته الشخصية على التسعين وزادت ألقابه على التسعة والتسعين ..!
يبدو أن العالم مملوء بنماذج أخرى كثيرة ليس لها أصول ولا أوليات جينية ولا وراثية لا في التراث الشرقي ولا في التراث الغربي فتحت يدي اليوم معلومات عن " أساليب ما بعد الحداثة " في السلوك الاجتماعي لبعض القادة في دول العالم الثالث تجاوزت مفاهيم وتوقعات ماكس فيبر وهربرت ماركوزة ..! هذه الحداثة ليست جمهورية ولا ثورية ولا انقلابية أنها " حداثة ملكية " تضعني في وضع مرتبك عن مجتمع لا يتبضع الناس فيه إلا قليلا لأنهم فقراء وحين يعدون وجبات طعامهم فأنهم لا يدخلون اللحوم فيها لأن أسعارها مثل أسعار الذهب الخام وعندما يأكلونها بالمناسبات البعيدة فأنهم يصابون بالغثيان ..ّ!
هذا يحدث في دولة اسمها سويزلاند ،
هذه الدولة تقع في مكان ما من القارة الأفريقية ،
تقول إحصائيات وتقارير الأمم المتحدة أن سويزلاند هي أفقر دولة في القارة السوداء ،
يقود هذه الدولة ملك شاب عمره الآن 36 عاما ،
هذا الملك أسمه " مسواتي الثالث " لا اعرف لا أصله ولا فصله ولا اعرف من هو مسواتي الأول ولا مسواتي الثاني ولم اسمع بهم من قبل ولا أظن انك يا صديقي القارئ قد سمعت من قبل عن آل مسواتي كما كنت قد سمعت من قبل عن آل صدام حسين وأل كوبول والعم سام وجون بول ..!
هذا كله ليس مهما فالملك " مسواتي الثالث " لا يميز بين " إيران " و" العراق " إلا بزواج " المتعة " فهو يعتقد أن زواج المتعة في إيران حلال وعلني بينما في العراق يعتبرونه حرام وسري ..! وهو بكل الحالات نظام متخلف لأنه لا يساعد في بناء نظام " الأسرة " في هذا العصر خاصة بعد التقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا ..!
ولذلك فقد احتفل الملك مسواتي الثالث في شهر شباط الحالي بزواجه العاشر ..! فقد انضمت العاشرة إلى التسعة السابقات لتكوين وتخليد الأسرة عند آل مسواتي ، وذلك بعد افتتاحه البرلمان في الأسبوع الماضي راكبا سيارته المرسيدس 600 التي وصلته من ألمانيا قبل أيام وهي السيارة الوحيدة من نوعها في القارة الإفريقية الجائعة ..!
وبهذه المناسبة السعيدة اشترى من شركة كرايسلر سيارة من طراز " دايملر كرايسلر مايباخ " سعرها نصف مليون دولار كي يحتفل بها مع الزوجة العاشرة جوالا في شوارع العاصمة المتربة .
قبل الزواج تعاقد لشراء عشرة سيارات من نوع BMW متشابهة تماما حتى باللون لتوزيعها على زوجاته جميعا ليكون عادلا في كل شيء ..!
كما يجري العمل على قدم وساق في مملكة ( سويزلاند الأفريقية العظمى ..! ) لبناء عشرة قصور باذخة بمعدل قصر لكل زوجة بالتمام والكمال واللون والمساحة ليثبت عدالته في هذا الميدان الأسري أيضا ..! كلفة المشروع لا تتعدى 15 مليون دولار فقط ..!
يقول الصحفي " جون بكي " أن الملك " مسواتي الثالث " سر سرورا عظيما عندما أهداه كتابه عن حياة الرئيس العراقي صدام حسين وأبدى استعداده لاستضافة الرئيس وزوجاته بقصور يشيدها لحسابهن ..!
عندما سأله " جون بكي " كيف يستطيع استضافة عائلة صدام حسين وحاشيته الكبيرة بينما تشتد الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاد سويزلاند فأجاب : أنني على استعداد لإلغاء عقد شراء الطائرة الملكية الخاصة بمبلغ 45 مليون دولار ..!!
ثم أبدى الملك مسواتي رغبته للتحدث مع مار كريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا بقصد التوسط لإعفاء صدام حسين من عقوبة الإعدام ..! غير أن الصحفي " جون بكي " اخبره أن مار كريت تاتشر قد أعفيت من منصبها منذ زمان طويل ..!
تألم الملك وتأسف وأعلن عن رغبته في استضافتها في قصره الخاص على ضفاف نهر سولو في المملكة السويزلاندية الإفريقية العظمى ..!
في تراثنا الشعبي يقال : من هكذا مال حمـّـل ظهور جمال ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في العشرين من شباط 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات