أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 25// بين عامي 1984 و 1987














المزيد.....

25// بين عامي 1984 و 1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 02:43
المحور: سيرة ذاتية
    


بعدما بدأ ضابط أمن مديرية أمن أربيل وصفي بالقونده ره  (9).
توجهت برفقة ضابطي الأمن حسن الدوري و عبدالسلام إلى مساعد مدير أمن أربيل من دون أن يُعلِمُوني أو يوضحوا لي عن سبب هذه الزيارة. ولكنني توقعت أن يقوم المساعد بمهمة جبرالخواطر لتوهمهم بأنني مرتبط بجهات أخرى، أقوى منهم، أو البدء بالمغازلة معي بطريقة جديدة بعد أن لم تثمر الطريقة المشينة والتي عاملني بها حسن الدوري، ولم أفطن إلى أي سبب أخر لهذا الطلب. كان مكتب المساعد يقع على الطرف الأخر من الشارع داخل البناية التي بُنيت أساساً من قبل الأدارة المحلية لأتخاذها مدرسة ثانوية ( من الصف الأول المتوسط إلى الخامس ألاعدادي بفرعيها الأدبي والعلمي) تحتوى على مسرح وساحة للرياضة أيضا. وكانت أكبر وأبرز مدرسة ثانوية في مدينة أربيل وأجملها عندما كنت أدرس فيها( من الثالث المتوسط إلى الخامس الإعدادي) من حيث طراز البناء من الحجر المنقور والمعدل بمطارق يدوية، أنتجتها سواعد نقارون محليون قطعة بعد قطعة. قبل أن تُلحق بدائرة الأمن التي هيمنت أساسا على بنايتين جميلتين ُأخريين، كانتا فندقا ومكتبة عامة، لتحويلها إلى مكان مخيف، لدرجة كان الناس العاديون يتجنبون المرور بالقرب منه، كلما كان ذلك ممكناً. بهذه الإجراءات أُزيحت ثلاثة مرافق حضارية عصرية من مواقعها المتميزة في مدينة أًربيل لتحتل مكانها مؤسسة لا يمكن وصفها بأقل من: رمز من رموز العهود المظلمة في القرون الوسطى.
كانت غرفة المساعد طويلة بابها مفتوح، كان واقفا وراء مكتبه يتحدث مع شخصين أخرين أثناء دخولنا إلى الغرفة، وقفت بالقرب من الباب ولم أقترب أكثر عندما إنصرف الشخصان، وطلب مني الجلوس، جلست على الأريكة البعيدة عنه من الأراءك المصفوفة على يمينه، وكانت ملامحه غريبة عني تماما، كان لون بشرته يميل إلى البياض وشعر رأسه يميل إلى الإحمرار، قال بعد أن رفضت قبول دعوته لضيافتي بشرب الشاي أو أي شئ أخر: أخاف تقول فيها شئ( تلميحا إلى السموم). أجبته: كل شئ جائز في هذه الدنيا. ولما لم يجد أي إستجابة مني للإسترسال في الكلام معه ، نظر إلى حسن الدور و عبدالسلام، اللذان كانا واقفين على يساره وبالقرب منه، دون أن ينبس بكلمة، بعدها طلبا مني بأسلوب فيه نوع من الأدب أن أُرافقهما وعندما غادرنا الغرفة وخرجنا إلى الساحة توجهنا نحو بناية كانت تقع على الجهة الجنوبية من الساحة، توقفا عند باب حديدي كان مفتوحا، توجه حسن الدوري بالكلام نحوي: هذا سجن بنيناه حديثا، كلما نضع فيه السجناء يتسممون، أوصَونا أن نتصل بك، بإعتبارك خبيراً في معالجة مثل هذه المشاكل، لتعالج لنا الموضوع.... ثم دخلنا إليها وكانت أول مرّة أدخل فيها سجنا من هذا النوع، ولم يكن سجنا عاديا وإنما مكان مصمم لأخذ الاعترافات عن طريق التعذيب البدني والنفسي* وبعد أن أنهيا مهمتهما في إطلاعي على جميع زوايا هذا البناء الصغير بمساحته وحجمه، ولكن الكبير جداً جداً في دلالاته وبشاعة الفكر والنوايا الشريرة التي دفعت إلى بناءه، وقسوة وهمجية القائمين عليه، وما سيُعانيه النزلاء من عذاب وألام و هدر لكرامتهم، مما دفعتني إلى أن أفقد تمالك نفسي وأقول علناً:
—: عافية لحزب البعث العربي الأشتراكي رغم كل هذه الأمكانياتُ؛ قيادة قومية وقيادة قطرية ومراكز أبحاث والأمكانيات الهائلة للدولة العراقية والقوات المسلحة و وسائل الأعلام والتعليم والمبادئ المعلنة في ألاف الكتب والخطب والقدرة على منح كل أن أنواع المغريات لا تستطع أن تضمن الحكم إلا وتبني مثل هذا السجن!!!!  
حسن الدوري: ها كاكه تصَجْم ( تعلق)؟
—لا ما أُصَجْم أبداً، الشئ بالشئ يُذكر، المكان ذكّرني بما حدث في سجن أزادي القريب من الحدود الأيرانية،  عندما كان والدي مسجوناً فيه، أواخر صيف 1970: بمرور الأيام فقد والدي شهيته تماماً لتناول الطعام  وعلى أثره أرسل إليه ملا مصطفى مندوبين اثنين من أقرب الناس إليه ( أعتذر عن ذكر اسميهما) وأبلغاه بأن فلان يقول: السجين في سجوننا لا يحق له الإضراب عن الطعام. وأجابهم والدي: قولوا لفلان حميد ما مضرب عن الطعام ولكن ما يعجبَ أن يأكل. وأنتم أكيد تقولون على الذين تأتون بهم إلى هنا: هؤلاء لا يُعجبهم أن يعيشوا.   
(يتبع)
* سأحاول وصف (السجن) وصفاً تفصيليا ودقيقا بالإستناد إلى الصور التي بقت في ذاكرتي في الحلقة القادمة وبها سأنهي هذه الحكاية لأبدأ حكاية أخرى من الحكايات التي تخص الفترة الزمنية المحددة في العنوان. 



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(9)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 25// بين عامي 1984 و 1987