|
خارِطَة طَرِيق كُردُستان: قِمّة بَارزان – أوجَلان
فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 15:18
المحور:
القضية الكردية
في كل مرة امسك القلم كي اكتب مقالا عن انتقاد المسؤولين في كوردستان اتذكر اغنية كوكب الشرق : ام كلثوم ( دليلي احتار) ومقدمتها كالآتي: (ما بين بعدك وشوقي اليك وبين قربك وخوفي عليك دليلي احتار وحيرني تغيب عني وليلي يطول وفكري في هواك مشغول اقول امتى انا وانت حنتقابل مع الايام ولما القرب يجمعنا افكر في زمان بعدك واخاف يرجع ويفرقنا واقاسي الوجد من بعدك دليلي احتار وحيرني. ) وكعاشق حيران لعروستي كوردستان أقاسي البعد والوجد. تتقاذفني موجتين قويتين: هل انتقد قومي نقدا وابين أخطاءهم وأكشف عوارتهم وحقيقتهم فأكون سببا لشماتة الأعداء المتربصين بنا من كل الأنحاء أو أسكت؟ لأن المدح للمخطئ والمذنب خيانة بحق مبدأي وأهلي وقومي. ومن ثم وأنطلاقا من مبدأ: ( الصديق من يبكيك لا من يضحكك) التجأ إلى الأنتقاد. ومن ثم أعود وأجد نفسي مرة أخرى متأثرا بقول الشاعر: قومي همُ ضربوا أميم أخي فإن رميت أصابني سهمي. فهذا السهم يصيب شغاف قلبي وأندم. دليلي احتار...!! وهل أترك الكتابة كي اتخلص من هذا الصراع؟ عين الصواب وفي نفس الوقت اجد نفسي في صراع آخر مع نفسي وضميري يعذبني: ( ترى المنكر وتسكت ، منذ متى صرت شيطانا أخرسَ؟!) قبل فترة كتب أخ عزيز من ضمن ما كتب تعليقا على مقالي: أخرج من المخبا، لقد بلغ السيل الزبى : ( ليس للكورد أوراقا قوية للعب بها ) ، يقصد حيال الأعداء المتربصين وتجاه المعسكرين الشرقي والغربي. أرد وأقول ان للكورد 40 مليون ورقة للعب بها. إن احسن اللعب بها. ثم يقول( أن الأعداء لا يتفقون الا على معاداتنا). واقول يا أخي : أمام هذا الأتفاق لنا ورقة واحدة : التعامل بالمثل: أن لا نتفق إلا على معاداتهم . وبمعنى آخر: قد نتشاجر وقد نتخاصم فيما بيننا بين الحين والآخر. ولكن حالما يصل الأمر الى معاداة ومواجهة جبهة مَن (لا يتفقون إلا على معاداتنا ) نضع كل خلافاتنا جانبا. ولكننا ومع الاسف حدث العكس معنا: (اتفقنا على معاداة انفسنا). وهنا الكارثة . ومن هنا تطفرعقدة القبج الى السطح: فالمنافسات بين القيادات الكوردية ونزعة البارزانيين بالتفرد بالحكم الأبدي، على طريقة إمبراطور اليابان هيروهيتو ، هذه النزعة الإستكبارية الأنانية هي السبب في تكالب الأعداء علينا. نحن لا نهدم في كتاباتنا بل نبني ان وضعنا يدنا على موضع الخلل. ولا داعي الى العودة الى الوراء فلنتأمل الحالة الكوردية تحت القيادات الكوردية ولنأخذ الثلاثة الأهم: بارزاني طالباني ونوشيروان فماذا ترى غير النزعة التنافسية القديمة التقليدية المقيتة. فمسعود وانطلاقا من نزعته الأنفرادية الدكتاتوية نسي اعداءه وبدلا ان يتفرغ للاعداء تفرغ للأصدقاء، لمقارعة ابناء جلدته. فبعد ان همش دور شقيقه اللدود رئيس جمهورية ( كووولللل ) العراق تحولت منافسته الى أوجلان. القائد الأقوى في كل المجالات. شعبية ورسمية. تكاد الغيرة تقتله. أوجلان ملأ الدنيا ضجيجا بينما لا يسمع من صاحبنا سوى الخضوع للعرب تارة وللفرس تارة وللترك تارة اخرى بحسب ما يضمن بقائه على رأس السلطة والقيادة. فهذا هو داء القبج الوبيل وهذه نقطة الضعف الكوردي على مدى العصور. وإلا فما بال صاحبنا لا يخاف الا من الكورد؟ ويضع يده في يد الدّ اعداء الكورد وقذ ذكرت اسمهم ولا داعي للأعادة. حى صارت سوريا ساحة تتصارع فيها الاحزاب الكوردستانية وخاصة بين حزب العمال وحزب البارزاني. اتذكر في هذه المواقف تعليقا للأخ (مندلاوي) انقله نصا :(( مرة التقيت مع كهل كوردي وتجاذبنا اطراف الحديث حول كوردستان ونكساتها وكنت يومها من مؤيدي البارتي والبارزاني قال الكهل وبالحرف الواحد " ياابني ان سبب تاخرشعبنا الكوردي عن ركاب الشعوب ونكساتها المتتالية هي عائلة البارزاني " يومها كنت في اللاوعي وبعدها ادركت كم صحة قول هذا الكوردي الكهل . المندلاوي)) ولكن هل يسمع لنوشيروان صوت ؟ أيا زعيم المعارضة هناك صراع بين الحزبين هل لك رأي فيه؟ وما هو موقفك؟ هل متفرج كعادتك أو تنتظر نتيجة البماراة على مبدا ( عدوي -عدوي اي العدوين يهزم فالأنتصار نصيبي وإن لم أدخل المعركة؟؟!!) . وسأل الأخ المعلق: (فاين الحل وماذا ستقرر وانت في هذه الظروف؟) وهذا يذكرني بتعليق ألأخ ( كاني ساركي ) تحت مقالي ( شغلهم...) . والجواب في الحالتين: الحل هو: بدلا من ان ينقل مسعود نشاطه الى سوريا لمواجهة وتحجيم نشاط حزب العمال وبدلا من محاربة الاحزاب الكوردية اينما كانوا – كما حاربهم قديما والامثلة كثيرة لمن أراد- وبدلا من ان يوجه كل طاقاته لضرب اية حركة معارضة له ولسياسته وقراراته الفردية كان حريا به ولزاما ومنطقيا - كونه في مستوى المسؤولية التأريخية والعيون التواقة الى غد مشرق شاخصة إليه- أن ينسق معها ويتوحد معها بدلا من محاربتها وملاحقها إن أراد التصدي لجبهة مَن (لا يتفقون إلا على معاداتنا ) . والحل الأمثل واقول وبلا مقدمات: إقامة ( مجلس وطني كوردي موحد) يجمع كل الأطراف في اربيل وبلا إستثناء، فكل إستثناء في هذا الظرف داء. ممثلين عن كل الأحزاب ويضم كذلك ممثلا عن أوجلان. ففي كل الأحوال أن أضع يدي في يد اي كوردي حتى لو كان قتل أخي خير من وضعها في يد أوغلو العنصري وغليون القومي –أو هيثم المالح الشوفيني الذين لا يعترفون حتى بوجود شعب اسمه: الكورد . أو اردوغان الذي أذاب هوية الشعب الكوردي من الجذور. ترّكهم فاستتركوا. والكوردي في كل الأحوال خير من المالكي والمطلكي والنجيفي ومن لف لفهم. وأن اراد أن يبرهن للشعب والعالم انه حريص على مستقبل قومه وكوردستان فما عليه الا اظهار حسن النية والتخلي عن كبريائه المقيت ولا ينظر الى الاحزاب الاخرى كمصدر تهديد بل مصدر تعزيزوقوة . قليل من الشوفينية وحب قومه يكفي . وليكف عن محاربة الكورد وخنق أصواتهم خدمة للأعداء. والا فلن تفيده نزعة الأنفراد ولا خزائنه من العاقبة. كما لم يسعف المتفردين من امثال القذافي ولا السوري. وسيلقي نفس المصير ان لم يتدراك وبسرعة. إني له-والله لناصح- وأول خطوة في هذا الأتجاه هي– اقولها مباشرة دون مقدمات- أن يجلس مع أوجلان. ومن هنا تبدا نقطة الأنطلاق الربيع الكوردي الشامل. نعم (لقاء عبد الله أوجلان ومسعود بارزان). انه صوت هادر بوجه الأمريكان- الذين غدروا بنا أكثر من مرة - وبوجه الطرفين الخصمين التقليديين : ( التركي والفارسي) ، صرخة في وجوههم: نحن لا نقاتل بالنيابة ولا بالوكالة..ّ!! نحن عشاق السلام واعداء الاستسلام ف (اتحاد برزان –اوجلان) توحيد لسوران وبهدينان وبوتان وصفعة بوجه الاعداء جميعا . سيد كوردستان هو خادم كوردستان. و لا تنسوا قاضي محمد كيف نكلوا به فسينكلون بكم واحدا واحدا، فُرادا . نعم قمة (بارزان - أوجلان) – أي/ أو من ينوب عنه هي خارطة الطريق المثلى الوحيدة المشرّفة . وغيرها شماتة للأعداء. وبدلا من أن أحمل خارطة طريق نيابة عن اردوغان لأحملها الى ممثلي حزب العمال احمل خارطة طريقي التي رسمتها بيدي. ولا خارطة طريق ايرانية الصنع كما يفعل الطالباني للتآمر كما هو دأبه وعادته في فعل المعاكس والتعامل بالضد مع أخيه غير الشقيق حتى أنه ارسل برقية نعي الى صهر جزار سوريا لا لشئ الا لمعاداة اخيه اللدود : البارزاني المنضم الى معسكر الحلفاء في منظومة التغيير. فلتصبح مهمة السيد البارزاني الأولى محاولة أخراج أوجلان من قفصه. والتفاوض مع حزبه والتفاهم على صيغة عمل مشترك و برنامج مشترك تخدم مصلحة الكورد الكبرى ولا تخدم اجندات اجنبية. لأن مصير التوكل وخدمة الأجنبي تركا كان أو عربا او فرسا أفضت ولا تزال الى نتائج كارثية. هذه هي الورقة القوية للكورد صاحبنا وأخانا العزيز. وذلك ان اردنا ان نتفق ضد (من اتفق الا على معاداتنا.) إن اراد الخلود والخروج من سيطرة وهيمنة ألد اعداء الكورد الذي يمن عليه يوميا بسلطة زائفة ويتشدق أمام العالم : (لولا تركيا لما كانت للبارزاني سلطة في أربيل ) – من مكاني إستحي من هذه المنّة وكأنه يتصدق عليك يا :سه روك- فما على السيد مسعود بارزاني إلا ان يتصرف حسب ما تمليه عليه مسؤوليته التأريخية ويقوم بواجب مقدس ويسعى إلى تحرير اوجلان ويتقرب منه ويتخذه اخا له عزيزا. وسيرى ان الكل سيحبونه حتى الاعداء سيهابونه كشخص ذو قرار ونظرة شمولية عامة. وهذه هي خارطة الطريق المؤدية الى الهدف السامي: حق تقرير المصير والإستقلال وجمع 40 مليون مشرد كوردي في دولة واحدة. فلسنا أقل حظا من اليهود ولا عقلا ولا امكانية ولا اقل منهم أصدقاء في العالم إن تصرفنا بعقلانية وتوحدت كلمتنا!!!!!!!!!!!!!. تأبَى الرّمَاح إذا اجتمَعنَ تكسّرا وإذا افتَرقن تكسّرت آحَادا فرياد إبراهيم (عاشق كوردستان ) و( لسان البؤساء في كل مكان )
26– 8 - 2012 -------------------
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(البناء) لا (الهدم) وعلى قائد الشعب أن يتعلم إستعمال لفظة (ل
...
-
إن أكثر اهل الجنة من البُله .!
-
زُعَمَاء أحرِص مِن كَلبِ على جِيفَة
-
زعماء احرص من كلب على جيفة
-
السّاسَة المُتديّنُون
-
ألسّيدة الأولى هي سِرّ تعاسة السّيد الأوّل
-
سُوريَا السّيناريو العِراقِي المُتَكرّر
-
الدّين الإسلامي عَالة على الشّعوب غير العَربية ؟
-
نَشكُُرُكم (أيّها الأكرَادُ ) شُكراً ..شُكراً
-
أشهَى المطيّ إلى المُسْلِم المرأة مَا لم تُركَب
-
أشهَى المطيّ إلى المُسْلِم المرأة مَا لم يُركَب
-
إستعارات (جبران ) أو سرقاته الأدبية؟
-
إستِعمَار جَدِيد اسمُه : الأسْلام الأمرِيْكِي
-
تَرك الكُرد لِلأسْلام أوّل خُطوة نَحْوَ التّحرّروالكِيان وال
...
-
المَهْوُوس وَالمِصْيَادَة
-
نِظَام السُعودِية عدو البشريّة
-
هل سيَبيع البَارزاني كُوردُسْتَان لأردوغان؟
-
أيْنَ كُردُسْتانْ فِي الصّراع بَينَ واشِنطُن وطهْرَان ؟
-
كشاناك كولتان يحاور السّلطان ؟
-
مَن يقِف وراء العَمَليّة الإرهابيّة في دِمَشْقْ ؟
المزيد.....
-
المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية يطلب إصدار مذكرة ا
...
-
نتنياهو وغالانت في قفص اتهام جرائم الحرب
-
إسرائيل تقدم طلب استئناف إلى -الجنائية الدولية- وتطلب تأجيل
...
-
خبير عسكري يعدد تحديات ومعوقات اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان
...
-
تشكيل فريق حكومي لمكافحة الفساد في دول منظمة التعاون الإسلام
...
-
الأمم المتحدة: 64 ألف طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد
-
نتنياهو يُعلن عزمه الاستئناف ضد مذكرتي الاعتقال بحقه ووزير د
...
-
الامم المتحدة: برنامج الاغذية العالمي اعلن اغلاق جميع المخاب
...
-
أهالي الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو ويطالبو
...
-
شاهد.. كاميرا ’العالم’ ترصد عودة النازحين الى قراهم في جنوب
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|