أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحرية وطريق التحرر














المزيد.....

الحرية وطريق التحرر


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية التى بدأ الشعب المصرى يتمتع بها بعد الثورة على وشك فقدانها، لأن أطياف كثيرة تستخدم وتستثمر الحرية لخدمة مصالحها فى الوقت الذى يعشعش الصمت والركود فى عقول المثقفين والثوريين الذين تحالفوا وسايروا قوى النظام الجديد، لكن المطلوب هو بناء جديد يعتمد على تلك الحرية التى ألهبت مشاعر الملايين وعدم السماح لقيام ديكتاتورية جديدة تستغل سذاجة وجهل المواطن الذى عاش لعشرات السنين تحت نير التسلط والطغيان وأنتهاك الحريات العامة والخاصة، إن الواقع الجديد هو مجرد صورة جديدة للنظام القديم، ويعنى هذا أن مسيرة الثورة والتحرر قد توقفت وأصبحت فى أيدى تجار السياسة الذين يجيدون أستخدامها.
الحرية هى التى تدفع المواطن إلى أستخدام ما يملكه من عقل وتفكير ليفكر بنفسه بدلاً من أن يكون هناك أوصياء على قراراته ورغباته وميوله الدينية والإجتماعية والأقتصادية والسياسية، كل مواطن عليه أن يتحرر ويملك نفسه ولا يملكه الآخرون أدعياء الخرافات والتخلف والرجعية، فالأستبداد السياسى والدينى يجعل المواطن عاجزاً وقاصراً عن الشعور بمسئولياته تجاه نفسه وتجاه عائلته، لذلك يفضل التواكل والإعتماد على الغير لأخذ النصيحة والأرشاد، وهذا يريحه عناء التفكير وإتخاذ القرار الذى قد يكون خاطئاً فيبادر إلى لوم وتعنيف نفسه على عدم سماع كلام ووصايا الآخرين وأنه كان من الأفضل تبعية أصحاب الرأى والمشورة الدينية والأخذ بنصائحهم وعدم تجاهلها فى المرة القادمة.
هذه الشخصية التواكلية هى الشخصية الغالبة على أفراد المجتمع الخارج من تحت سيطرة نظام دكتاتورى مستبد، لذلك يحتاج أن يتعلم أستخدام الحرية بطريقة ديموقراطية تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه، رغم غياب الديموقراطية عن مناهج التعليم وممارسات السياسيين بل والمجتمع بأكمله، لأن التحول من الدكتاتورية إلى الديموقراطية لم يعرف عنه المواطن شيئاً إلا فى صناديق الأنتخابات، والتى هى الأخرى يعرف المواطن جيداً ما أصابها من عوار فاضح وصل الأمر بأحدهم بإطلاق أسم غزوة الصناديق عليها، مما يعنى أنها كانت حرباً وصراعاً وليست أنتخابات ديموقراطية.

لو حاولنا تتبع أسباب طاعة المواطن شبه العمياء إلى رجال السياسة والدين الذين يدعونهم لنصرة الإله أو الدين، سنجد من أسباب ذلك أن المواطن لم يشعر بعد بحريته ومازال جاهلاً بحقوقه وبأن من حقه التمتع وممارسة الحرية التى يحكمها القانون والنظام السياسى الجديد، فالحرية ليست هى البلطجة التى يشاهدها تحرمه من السلام والأمن الإجتماعى، بل نجده يعيش تحت ظلال وتحريض الأوصياء على المجتمع الذين أنتزعوا هذه الوصاية بدكتاتورية جديدة وصمت الغالبية المتعاطفة معهم لأنها دكتاتورية تتلاعب بالمشاعر الدينية، لأن المجتمع لم يتحرر بعد من جهله ولا يعرف واجباته وحقوقه ومكتسباته الجديدة بعد الثورة.
المواطن البسيط يشعر بالقيود وبالضغوط المفروضة عليه من شبكة الأوصياء المستسلم لهم، وجاءته اللحظة المناسبة للأستقلال بذاته عن تبعية أفسدت حياته ومجتمعه، فالحرية هى جزء لا يتجزأ من فطرته الإنسانية لكن الأنظمة السياسية بأنواعها أغتصبت حقوق البشر ومنها حرياته وصنعت منه عبداً خاضع لدكتاتورية الحاكم الذى أرسى ثقافة تقليدية تعمل على تجميد التفكير العقلى وتشجع الثقافة الغيبية التى تنافق عقله وتخدر عواطفه، ليظل قعيد الظلمة.

إن الحرية أصبحت حق إنسانى وعلى الجميع التمسك بها وعدم التفريط فيها، ومعنى ذلك عدم الركون إلى أفكار التخلف والعبودية بل الصعود واللحاق بقطار الحرية للتقدم نحو مستقبل أبوابه مفتوحة على مصراعيها، وتحتاج منا فقط أن نجتازها بالعلم والمعرفة، وأستخدام قدراتنا وطاقاتنا التى تتيحها لنا عقولنا لصنع النهضة والحضارة الإنسانية، فالثقافة الموروثة من عهود السياسات الدكتاتورية خلقت فى المجتمع الفوضى وهى آفة كل ثورة على الدكتاتورية، لكن يتم القضاء عليها بتعاون أفراد المجتمع مع السلطات الأمنية حتى يكتشف الجميع مصدر الفوضى والقضاء عليه.
إن التحرر السياسى يأتى مع تحرر المواطنين من باقى المعوقات التى تعوق حرياتهم الأخرى، والوصول إلى إيمانهم الأكبر بأن الحرية للجميع ولا يجب أن تنحصر الحرية فى الممارسات السياسية فقط، بل التمسك بحرية الفكر والعقيدة الحرية الإجتماعية التى تعمل على تماسك المجتمع وقاعدة إنطلاقه نحو الإبداع وتحمل مسؤليات الأفراد فى تعلم ثقافة قبول الآخر وإعطائه حقوقه فى ممارسة حريته بنفس القدر الذى يمارسها هو الآخر، وأستقرار أى مجتمع يعود إلى وجود الحرية والمساواة بين جميع مواطنيه.

إن الحرية ستحاول قوى كثيرة حجبها عن الشعب الغير واعى بحقوقه، الذى لم يصل به النضج والثقافة إلى معرفة أن قمع الحريات فى بلادنا العربية هو سلوك طبيعى وجزء من الشخصية العربية، حيث سيادة الطغيان هو جزء من النظام الجديد الذى أسميه ديموكتاتورية الذى يعيش فى صراع مع الزمن مستغلاً التحرر الثورى فى تحقيق أهدافه، وترك الشعب فى حالة الفوضى التى نتجت عن أنهيار النظام القديم، لكن المشكلة الكبرى الآن أن شعب مصر تحرر من الدكتاتور الذى حكم ثلاثين عاماً، فكيف سيتحر الشعب المصرى من جماعة دينية تحكمه لا يعرف عددها ولا يعرف ما تفكر فيه نحو الشعب المصرى؟

هل سيتحرر الشعب المصرى من ثقافته الغيبية ويقف بعقل وشجاعة أمام من يعتبرون أنفسهم وكلاء الآلهة على الأرض؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحرية وطريق التحرر