أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي














المزيد.....

الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المجتمع اللبناني مثالٌ للعصر الوسيط الإقطاعي، مع فئاتٍ وسطى تحديثية فاشلة.

الطائفةُ السنيةُ منذ الخمسينيات تشارك في دور القيادة بالتعاون مع الطائفة المسيحية.

الطائفة السنية التي اعتمدتْ على الحراك السياسي في المنطقة تعمل حسب القوى السائدة بدءًا من مصر الناصرية حتى الخليج حالياً.

الشعارات الثورية القومية والليبرالية المحدودة لا تؤدي بها للخروج من الإقطاع، فلا تقدر على طرح الديمقراطية التوحيدية العلمانية للشعب اللبناني.

القشرة الفوقية هي لحداثة المشروع التجاري فيما المستويات السفلى هي للمحافظة الاجتماعية والوعي الشعاري المتذبذب المتقلب حسب المصالح والمراحل، فيجدُ في تجارتهِ مصالحَهُ وفي الشعارات السياسية السائدة مادته الفكرية.

التعاون مع الطائفة المسيحية كان يمكن أن يكون مشروع البرجوازية الوطنية التحديثية العلمانية التي تشكل تجاوزاً لدولة الطوائف، عبر ثراء الثقافة في الطائفة المسيحية لكن هذه تحديثية غربية مستوردة بلا عمق فلسفي وفكري واسع وشعبي، لهذا تظلُ المذاهب الدينية دائماً هي سطحُ الوعي السائد وعفويته السياسية الواقعة في المغامرات والتحالفات غير المبدئية.

غدا الفريقان متناقضين حين أيدتْ طائفةٌ المشروعَ القومي الناصري والأخرى مشروع الغرب المهيمن، فهنا حدثت هوةٌ بين مشروع رأسمالية دولة شمولية معادية للحريات الديمقراطية وإنتماء مسيحي عربي لقيم الغرب، لكن الحريات الليبرالية المؤيدة من قبل المسيحيين لم يكن فيها تجذرٌ وطني قومي عربي.

الوعي الديني هو مظهرٌ لعجزِ الفئاتِ الوسطى عن الخروج من الإقطاع، هو مظهرٌ لضعفِ الصناعة والعلوم والحداثة، ويظهرُ في طائفةٍ بشكلٍ ويظهرُ في طائفةٍ بشكل آخر، لكن المضمون الاجتماعي هو نفسه.

وكان المشروع القومي المتواصل بأكتاف فلسطينية وطنية لبنانية هو توحيدي عسكري فوقي لم يمتلك جذوراً اقتصادية وعلمية متغلغلة في الجمهور، ولهذا كان مجرد شعارات فوقية سرعان ما تبخرت.

فقدان الطبقة المتوسطة اللبنانية الوطنية التوحيدية يؤدي لفراغٍ سياسي اجتماعي تملأهُ قوى أخرى من الخارج أساساً ومن الداخل كوسيطٍ، كأداةٍ، نظراً للجذور المفقودة ولكثرةِ الطوائف.

رأسمالياتُ الدول الشمولية في المنطقة قادرةٌ على التغلغل في لبنان بسبب العوامل السابقة، وكانت رأسماليةُ الدولة السورية العسكرية ذروةَ هذه التدخلات وتفكيك المجتمع اللبناني وإحداث تحولات طائفية سياسية واجتماعية حادة قلبتْ التطورَ الليبرالي نحو العودة للتقليدية وصراع الأديان العائد للعصور الوسطى.

لقد جعلت الجنوبَ الطائفي يستولي على حكم الوسط المدني ويمنع أي بلورة توحيدية وقومية وربطته بالمغامرات السورية والإيرانية.

والتكوينان السياسيان الرئيسيان اللبنانيان هما تحالفان يعبران عن صراعِ رأسمالياتِ الدول الشمولية والتقليدية في المنطقة، ونقلٍ لصراع المحورين إلى الداخل اللبناني دون قدرة من هذا الداخل على خلق ثقافة وطنية توحيدية، وعلمانية سياسية، فما زالت الجذور الدينية التقليدية هي أساسُ الوعي السياسي، وما زالت العمليات الاقتصادية الخدماتية أساس التكوين.

والمخاطر هنا ان الصراعات الخارجية قد تشكل حرباً أهلية جديدة من خلال هذين المعسكرين دون أن يكون للحرب حتى بعد (تقدمي)، والحروب عامة هي كوارث بشعة مدمرة.

وكانت الحروب تعيدُ لبنان دائماً لإعادة الفسيفساء الطائفية والخدمات والتسول الاقتصادي من الخارج ليكرر التمزق والتراكم المحدود.

إن بُنية الأمةِ العربية المنتقلة من العالم التقليدي للحداثة هي بنية ضعيفة في العموم، وهي في الشعوب الكبيرة معرقلة لهذا السبب وفي الشعوب الصغيرة العربية تتعرقل بصفة أشد وأقوى، وتجعل الدول الصغيرة المُفككة طائفياً متأثرة بشدة بالعوامل الخارجية، وبتداعيات الحروب والثورات بأشكال طاحنة في الدول الكبيرة.

إن تجاوز المحورين وسياسات الخنادق القومية الطائفية القائمة على الأساطير وهشاشة البنى الاقتصادية المتخلفة وومضات الثراء الخدماتي، يتطلب عودة الدول والشعوب للانتاج المتطور وتخفيف التسلح.

وفي أثناء ذلك أن يتجاوز لبنان سياسات الطوائف والمحاور ويعتمد ثقافة ديمقراطية وطنية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية
- المفكرُ والتحولات
- جورج لوكاش(٢-٢)
- جورج لوكاش (١-٢)
- المحافظون والديمقراطية الاجتماعية
- تدهور الثقافة في البحرين
- عالمُ المماحكاتِ
- تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي