أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - البلد الساحة أم البلد الوطن














المزيد.....

البلد الساحة أم البلد الوطن


مناع النبواني

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


البلد الساحة أم البلد الوطن

استوقفتني عبارة ـ بل قل : نظرية في السياسة ـ أطلقها الدكتور أنطوان مسرّة في لقاء تلفزيوني حيث قال : / لبنان الساحة، أم لبنان الوطن / .
سألت نفسي : كم من المعاني تحمل هذه العبارة / النظرية / ؟!. وقبل الدخول في هذا الموضوع , لابد من توضيح معنى الساحة ومعنى الوطن في هذا السياق . ومن خلال هذا التوضيح أو الموازنة بين المعنيين, تظهر الفكرة الكامنة خلف تلك العبارة ـ النظرية- كما رأيتها , أو كما فهمتها .
فالســـــــــــاحة :
1ـإما ساحة اللعب : وهنا تصبح الحياة لعبة، و((الشاطر)) هو الذي يتقن اللعب أكثر، مهما كانت الوسيلة المستخدمة، فالمهم الغاية والنتيجة، وهذه هي الميكيافيلية بأوضح صورها.
2ـ وإما هي ساحة الصراع المسلح : وهنا تصبح الحياة معركة بين عدوًين, أحدهما : المنتصر و الغالب, وهو الرابح دائما مادام منتصرا , و ثانيهما: المنهزم والمغلوب, وهو الخاسر دائما مادام منهزما. وإما أن يكون الصراع أعزلا,أي: صراع سياسي بين أحزاب أو فئات تسعى للتسلح، وهنا تصبح السياسة لعبة قذرة, يتعاون بعضهم, ويتواطأ آخرون, يكثر النفاق وتكثر المناورة والمراوغة, وعندما يصلون إلى السلطة ومراكز القرار, يتنكرون لبعضهم, ويكثر الغدر والتصفيات الجسدية أحيانا ,والتصفيات بين الأحزاب أو الفئات أحيانا أخرى, مما يؤدي إلى النزاعات وانتشار الأحقاد والضغائن, ويتفجْر ما كان مدفوناَ من نزعات ثأرية, وانتماءات دينية أو قومية ,تفرز صراعات مذهبية أو قبلية أو إثنية أو عشائرية أو0000أو000أو000
وخلف هذه الصراعات وخلالها وبسببها, تتوالد أجهزة الأمن وتتعدد, وتســـنّ قوانين الطوارئ, وتطبق الأحكام العرفية, فيعمّ الذعر, وينتشر الخوف بين – الجماهير- التي طالما هتفت تلك الأحزاب أو الفئات باسمها طويلا- وتتشكل العصابات, وتُخلق المافيات بكل وسائلها وتقنياتها وبما يتاح لها من الظروف, وتصبح سرقة المال العام, والسطو على كرامة المواطنين وممتلكاتهم باسم القانون والظروف التي تهدد البلد. يعملون على إفساد الضمائر, فينتشر الفساد متغلغلا في كافة مناحي الحياة الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المدنية منها والعسكرية, ولربما يصل الفساد إلى قطّاعي القضاء والتربية, وهذان القطّاعان عندما يجد الفساد طريقه إليهما, يصعب عندئذ الإصلاح, وربما يتعذّر, وهنا يفقد البلد هيبته, وتتهدد سيادته, وتضعف رابطة المواطنة والوطنية أيضا, ويصبح البلد لقمة شهيّة لكلّ مشته من الداخل أو من الخارج.
أما الــوطـــــــــن: فهو غير ذلك تماما.
الوطـــــن: حالة دائمة من الطمأنينة والبناء.
الوطـــــــن:يعني ممارسة الديمقراطية قولا وعملا في جميع مناحي الحياة. الوطن يعني تأمين المستوى المعاشي والصحّي والأمني اللائق لجميع المواطنين. الجائع لا يبدع, والخائف لا يبدع. الجائع يتعلّب تفكيره في كيفية تأمين لقمة العيش له ولمن يعيله, والخائف لايهمّه سوى أن ينجو بنفسه)): انج سعد فقد هلك سعيد)).
الوطن حالة شعورية راقية ومتأصّلة في النفوس, يترجمها- المواطنون- عمليّاَ بقبول الجميع, وبحق الجميع في العيش المشترك والآمن حاضرا ومستقبلا, من خلال صياغة دستور وطني يراعي مصالح الجميع، ويحترم خصوصياتهم ويعترف بها, لا فرق بين مواطن وآخر، إلا بما يخدم به الوطن والمواطنين .
الوطن يعني: وجود مواطنين يؤمن كل منهم بشعار : (( تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين )). ويعمل من أجل تحقيق هذا الشعار و سيادته على كل اعتبار.
الوطن يعني: الخبز للجميع، الدواء للجميع، العمل للجميع، العلم للجميع، السياسة للجميع. والسياسة الوطنية هي التي تؤنسن السياسة, فتجعلها دائماً وأبداً في خدمة الإنسان، لا تجعل الإنسان في خدمة السياسة.
فالساحة تفرّقنا . والوطن يجمعنا.
18 / 2/2005 المحامي منــــاع النبــــواني



#مناع_النبواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية ديمقراطية نريد
- ملاحظات حول ما نشر في الحوار المتمدن - العدد 1071 - 7/1/2005 ...
- بطاقة معايدة
- نافذة على ندوة الوطن وما نتج عنها
- المعارضة بين شهوة السلطة وحب الوطن
- دعوة إلى المواطنة
- الإسلام والعروبة
- المحكم و المتشابه في القرآن الكريم
- الوطن والمواطنة


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - البلد الساحة أم البلد الوطن