أربيل بطلا للدوري العراقي بجدارة

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 09:55
المحور: عالم الرياضة
    

نؤكد مرة أخرى على أن الانجاز صناعة. هذا ما فعلته ادارة نادي أربيل فلقد صنعت انجاز الحصول على لقب بطولة الدوري العراقي هذا الموسم وبجدارة واضحة. لقد وضعت هذه الادارة مقومات صناعة الانجاز وخططت له منذ سنوات، إذ تمكنت من توفير الدعم المالي وهو المقوم الأهم لصناعة الانجاز، وكان كبيرا، بسبب اهتمام حكومة اقليم كردستان العراق، ليس بهذا النادي حسب، بل بجميع أندية مدن الأقليم، لكن توظيف ادارة نادي أربيل لهذا الدعم كان نموذجيا .
الاستخدام النموذجي للمال في كرة القدم يتوقف على نقطتين مهمتين أولهما استقطاب كادر تدريبي يقوده مدرب كفوء، وثانيهما استقطاب عدد كبير من اللاعبين المرموقين على الصعيدين المحلي والخارجي .
هذا ما فعلته ادارة نادي أربيل، فبعد استقالة مدرب الفريق السابق أيوب أوديشو المفاجئة سارعت الى التعاقد مع المدرب السوري المعروف نزار محروس الذي بات أول مدرب عربي ينجح في الفوز بلقب الدوري العراقي في تاريخ هذه البطولة، وكذلك فانها استقطبت أغلب نجوم الكرة المحليين من خلال منحهم عقودا مالية تعد الأعلى في العراق، فضلا عن خدمات أخرى كالسكن والنقل، وأيضا وجدت ضالتها، بشكل دقيق، لسد النواقص التي تعاني منها تشكيلة الفريق من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين العرب والأجانب ومنهم عبدالرزاق الحسين "سوري" ، وايفان بوكينا " أوغندي"، ونديم الصباغ " سوري".
لا ننسى الاشارة الى أن من مقومات صناعة الانجاز توافر البنية التحتية للمنشآت الرياضية وهو الأمر الحاصل في مدينة أربيل، إذ تتوافر فيها الملاعب الأصولية المخصصة للتدريبات، والأخرى المخصصة لخوض المباريات.
بالمناسبة، هذه ليست المرة الأولى التي يحرز فريق أربيل لقب بطولة الدوري خلال السنوات القليلة الماضية، فهي المرة الرابعة خلال السنوات الست الأخيرة، وهو الأمر الذي حصل بفضل التخطيط الدقيق والاهتمام الكبير الذي أولته ادارة النادي بفريق كرة القدم، والدعم المالي غير المحدود من قبل حكومة اقليم كردستان.
لقد استحق فريق أربيل الفوز بلقب هذا العام لأنه وظف امكانات لاعبيه بالشكل الصحيح خلال مباريات الدوري الذي يعد الأطول في العالم بسبب الفوضى الادارية التي يتعامل بها الاتحاد العراقي لكرة القدم مع هذه المسابقة نتيجة كثرة تأجيل المباريات لأسباب غير منطقية .
هذا التوظيف الصحيح ظهر واضحا في أدوار عديدة، إذ كان يعاني الفريق من غيابات بعض لاعبيه الأساسيين نتيجة ارتباطاتهم مع المنتخبات الوطنية في المشاركات الرسمية، لكنه وبفضل الأسس الصحيحة التي اعتمدها في عمله تمكن من توفير البديل الذي يعوض هذه الغيابات ليواصل انتصاراته في مباريات الدوري والتي وصلت الى 23 فوزا من 36 مباراة، ولم يخسر الا مباراة واحدة فقط وبقية مبارياته انتهت بالتعادل.
نبارك لفريق أربيل هذا الانجاز الكبير المتمثل في حصوله على درع الدوري العراقي ونتمنى له مواصلة النجاح في المهام الخارجية التي يمثل فيها العراق وخاصة بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي تنتظره فيها مباراة مهمة في الدور ربع النهائي أمام فريق كيلانتان الماليزي يوم الثامن عشر من الشهر المقبل.
كلام ليس خارج النص: الدوريات في بلدان العالم كلها بدأت قبل اسبوع، أو اسبوعين، أما الدوري العراقي الذي توج فريق أربيل بلقبه فلم ينته الا قبل أيام قليلة بسبب وجود العديد من المباريات المؤجلة، ولا أحد يعلم متى سيبدأ الدوري الجديد . أ ليست هذه مهزلة تؤكد على فوضوية العمل في الاتحاد العراقي لكرة القدم؟!.

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات