|
خفافيش الظلام
مسعود عكو
الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الخفاش أو الوطواط هذا الكائن العجيب الغريب طائر ولا يبيض ويلد وليس حيوناً لا يرى ولكنه ليس بأعمى إذاً ما هذا الكائن الغريب الذي يعاشرنا منذ ولادة الخليقة وإلى لحظتنا الحالية ومهما كان فهو آية عظيمة من آيات الله عز وجل لكي يعقل الناس والله أدرى منا بخلقه وشأنه.
لماذا ضربت مثلاً الخفاش أو الوطواط لكي أصف وأنعت هؤلاء المتربصين بالكبار وهؤلاء المتهجمين على الأسياد وعلى من كانت كلمته أقوى من كل الرصاصات وكان قلمه أقوى من كل البنادق وكان مجموعهم أكبر من كل الجيوش الجرارة هؤلاء المدافعين عن كرامة الإنسان وعن إنسانية الكرامة وحرية المواطن وقالوا لا في وجه العقلية المخابراتية الأمنية التي فتحت النار على صدور أبنائنا وكانت الرصاصات تأز في سماء مدينتا الجميلة هذه المدينة الوديعة التي لم تعرف قط شكلاً من أشكال الإرهاب الذي عرفته في أحداث الملعب البلدي وقبيل مباراة رياضية بين فريقنا الكروي الذي نحبه وفريق الفتوة الديري.
يعيش الخفاش عاري البطن في الشقوق الصخرية وفي المنازل المهجورة وبالقرب من المياه، ويبقى طوال النهار متعلقاً في مكانه نائماً. ويخرج ليلاً لاصطياد الحشرات ويكون عادة خروجه عند الغروب وقبل مغيب الشمس بقليل ويصطاد الحشرات وهو طائر ويستخدم ذيله وجناحيه لتوجيه الحشرات لفمه ليأكلها ويناور ويتحرك بسرعة في طيرانه لملاحقة الحشرات، ويستطيع اصطياد 10 حشرات في الدقيقة الواحدة و700 حشرة في الساعة الواحدة، ويقال أنه يصطاد نصف وزنه من الحشرات في الليلة الواحدة.
الخفاش ليس أعمى ولكن نظره بسيط ويستخدم نظام الرادار لتحديد مكان الحشرة وهو طائر في الظلام الدامس، حيث يرسل من حنجرته ترددات صوتية فوق الترددات السمعية (أي أعلى من20كيلو هيرتز) لا يسمعها الإنسان وعند انعكاسها ورجوعها إليه يستطيع تحديد مكان الحشرة. ومن نفس الحنجرة يطلق الخفاش صيحات يسمعها الإنسان وذلك للتواصل مع بني جنسه.
ومن أعداء الخفاش بالإضافة إلى الإنسان الطيور الجارحة حيث تفترسه، والحيات وكذلك الثدييات الأخرى الأكبر منه لذلك فهو يتجنب أعداءه في الدخول في الأماكن الضيقة، بين الجدران وفي الشقوق الصخرية، ويفضل عادة الأماكن المرتفعة.
ورد في مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني " أَبْصَرُ مِنَ الْوَطْوَاطِ بِالَّليْلِ"أي أعرف منه، والوَطْواط: الخُفَّاشُ ويقولون أيضاً "أبْصَرُ ليلا من الوَطْواط" ويقال أيضاً للخطاف الوَطْواط، ويسمون الجبان الوطواط.,وورد في اللسان:الوَطْواط: الخُفّاش، وأَهل الشام يسمونه السّرْوَعَ وهي البحرية، ويقال لها: الخُشّافُ، والوَطْواطُ: الخُطّافُ.وقيل: الوطواط ضرب من خَطاطِيفِ الجبال أَسود، شبه بضرب من الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه، وكلُّ ضعيف وَطْواط، والاسم الوَطْوَطةُ والوَطْوَطَةُ: مقاربة الكلام، ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك؛ وقيل: الوَطواط الصيّاح، والأُنثى بالهاء,وقال اللحياني: يقال للرجل الصيّاح: وَطْواط، وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف، ويقال للمرأَة: وَطْواطةٌ.وأَما قولهم: أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش. الجوهري: الخُشّافُ الخُفّاشُ، وقيل: الخُطَّافُ.
ليس هذا درساً في اللغة العربية ولا هي حلقة من حلقات عالم الحيوان ولكنه تعريف بالوطواط والخفاش الذي انعت به كل من يختفي وراء أسماء مبهمة ومتوارية عن الأنظار الأدبية تاركاً ضميره يحاكمه على ما يسب الناس به وهو أدرى مني بهذه الحقائق التي لن أدخل في وصفها للذين نقلوا الحدث كما جرى لا بزيادة ولم ينتقصوا منه شيئاً هذا المختفي وراء أسماء مزيفة يخاف أن يعرفه الناس لأنه أجبن من أن يظهر باسمه الحقيقي الذي يخجل منه بالتأكيد لأنه لم يقدم لا لنفسه ولا لكورديته أي شيء يذكر سوى التهجم والكذب والرياء والنفاق على الآخرين الذين هم أكثر جسارة منه وأقوى من أي تهديد أو تحقيق أو أي شيء أخر.
إن ما قدمه أبطال الإعلام الكوردي في أحداث قامشلو الدامية لا يقل عن تضحية شهيد أو جريح في تلك الانتفاضة التي قالت للأمنيين كفى لقتل المدنيين وكفى هذه التصفية الجسدية والعرقية بحق أبناء شعبنا الكوردي وإن أقلامهم كانت كرشاشات ترد بها على بنادق العسكر الذي كان يصوب إلى رؤوس وصدور الشبان العزل إلى أجساد هؤلاء المحتجين على قتل أبنائهم وإخوانهم وأصدقائهم كلماتهم كانت كرصاصات تدوي في أسماع الأمنيين وكل من كان على شاكلتهم ووصفوا الانتفاضة بالغوغاء والخارجين على القانون ونعتوهم بالمخربين وللأسف كان من الكورد من أطلق تلك التسميات على أبنائنا وإخواننا الذين اقتحموا الشوارع ككاسحات الألغام ومشطوا لنا المنطقة لكي نمر نحن على أجسادهم فاتحين لنا بوابات الحوار مع السلطة لتحقيق ولو مكسب بسيط من المطالب الكوردية الكثيرة في هذه البلاد فتحوا المجال لنا بأرواحهم التي ضحوا بها من أجل عيشة حقيقية تليق بنا كبشر بعيدة هن التصهير العرقي والتصفيات الجسدية ولكنهم الخونة لم يترددوا في إجهاض هذه البادرة لا بل وقفوا مع الأمنيين في حين كانت دماء الشهداء لم تكن قد جفت في شوارعنا ومازال الكثير منهم في السجون معتقلين فأين هؤلاء الأبطال الذين يتهمون غيرهم بالعمالة والنفاق والجدل الكلامي؟ أين كان هذا الذي يقسم بأرواح شهداء الانتفاضة؟ أين كان؟ ألم يكن في قامشلو عند انطلاق الرصاصة الأولى من الملعب؟ أم يكن موجوداً يوم التشييع؟ أين كان؟ أريد أن أعرف؟؟؟!!!
للوهلة الأولى وبعد أن تزفر قليلاً تفكر في هذه المقالات و التفهات التي نشرت في الآونة الأخيرة تتهجم على من كان لهم الفضل في أن تعرف الدنيا كلها بما يجري في قامشلو ما الفائدة منها ونحن على أبواب الذكرى السنوية الأولى ليوم الدم الأحمر الذي سيقت بها شوارعنا ماذا يستفيد هذه الخفاش الجبان من أن يطلق شائعات وترهات تدين وتسب وتشتم أي إنسان كوردي أخر بغض النظر عن دوره في الأحداث ومن هو المستفيد من هذا التشهير الذي لا طعم له ولا لون ولا رائحة بل نشتم منه رائحة القذارة والدناءة الأدبية والكلمات التي تسرد على ألسنتهم لها طعم الخيانة والجبن.
بالرغم من فائدة الخفاش للإنسان ولا يوجد منها ضرر حيث أنها تقضي على الحشرات الضارة وتساهم في التوازن البيئي إلا أن هؤلاء الخفافيش البشرية والباتمان ( الرجل الوطواط ) الكتابي الذي يختفي وراء عباءته الدنيئة ليس له فائدة بل مهمته أمنية حقيرة تشهيرية لا تنمتي إلى العرف الأدبي والكتابي والنقدي بأي صلة لا بل يحقق ما لم يستطع غيره من الأمنيون تحقيقه وهو خادم وكلب وفي لتلك الثلة الأمنية التي تختفي تحت أسماء مستعارة ويغطي نفسه بغطاء أمني عرف كل الناس من هم وماهية أشكالهم وأنواعهم.
#مسعود_عكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل
-
الفائز الأول هو العراق والشعب العراقي
-
الانتخابات العراقية تحت الاحتلال
-
انتخابات العراق ... عرس العراق
-
يمين متطرف أم تطرف يميني
-
وداعاً أيتها الأغنية الأخيرة - إلى كره بيت خاجو
-
روزنامة نوروز
-
الحوار المتمدن مثال الصحافة الحرة
-
بوابة الديمقراطية الانتخابات العراقية
-
الخطاب السياسي الكوردي في سورية ثنائي الرؤى ... ازدواجي المو
...
-
ضريبة الإنسانية ... ضريبة الحرية
-
الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير2
-
الأحزاب الكوردية في سورية وضرورة التغيير1
-
لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟
-
الظلم القانوني للمرأة في الدول العربية
-
طابا تواجد إسرائيلي أم كوردي
-
أطماع تركية في كركوك الكوردستانية
-
همسة عتاب إلى: -الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية-
-
إلى متى ... الإحصاء الاستثنائي؟
-
-حيك بابا حيك- إلى جهاد نصرة ونبيل فياض
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|