أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟














المزيد.....

عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 16:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكثر أهل الجنة البلْهُ

سمعت حديثا أمره عجب ،(أكثر أهل الجنة البله ) ينسب قوله للنبي الأكرم صلوات الله عليه، انتابني زعل فكيف يكون البلهاء مالؤون الجنة وغيرهم من بني العقول والألباب خارجها ، والله مادحهم في كثير من آياته ، وقبول هذا الحديث يتطلب شيئا من البحث والتحقيق للوصول إلى قناعة مرجوحة أو مردودة .
البله لغة يعني من لا عقل له ، أو ضعيف العقل لا تمييز له ، وأوَّله بعضهم إلى سلامة الصدر، وحسن الظن بالناس ، فمهما تعددت الشروح وزاد التأويل فإن المعنى الظاهر للبله هو ضعف العقل ، والغفلة ، وعدم التمييز،والموصوف بالبلْهِ لا رأي لهُ ، فقد يسقطُ عليه التكليف لغياب أس الأسس لديه هو العقل .

°°° أكثر أهل الجنة البُلْهُ ، رواه الرواة إحدى وعشرين مرة ، واتفقوا على ضعفه ، وهو مناقض لقول آخر ضعيف مثله "المؤمن كيس فطن" ، وأكثر من استشهد به هو أبو حامد الغزالي في إحيائه ، وهو وإن كان بحرا زاخرا في العلم إلا أنه إلى أهل الحديث أقرب منه إلى أهل النظر والرأي ، فبضاعته مزجاة في علوم الحديث ، لهذا تضمن إحياؤه الكثير من الأحاديث الواهية والمنكرة .
°°° هذا الحديث ببلهه لا يمكن أن ننسبه للرسول الكريم ، فهو ضعيف ، ويُستحسن عند ذكره أو استحضاره عدم وصمه باسم الحديث ، وإنما عدُّه رواية وحكاية وقولا ترسخ بالتكرار ، فلا يمكن قبول الحديث إلا إذا كان بسند صحيح و متن يوافق منحى القرآن ولا يخالفه ، ورغم ضعفه اتفاقا فإن البعض حرص على تأويله منهم [المناوي في تيسيره في شرح الجامع الصغير ] قائلا :(البُلْه الذين خلوا من الدهاء والمكر وغلبت عليهم سلامة الصدر، وهم عقلاء، أو البليد في أمور الدنيا دون الآخرة)، فكيف التأويل لحديث أساسه باطل .

°°° الإسلام مشجع قوي لإعمال العقل في كل الأمور الدنيوية والأخروية ، فقد ورد مدحٌ ظاهر لأهل ( العقل ) تسع وأربعين مرة صراحة دون عد ماورد بالمعنى ، وتكرر ذكر ( أولى الألباب ) ست عشرة مرة كاملة ، و قال في شأنهم: (لأكَفِّـرَنّ عنهم سيئاتهم ، ولأُدْخِلَنَّهُم جَنّات تَجْرِي من تحتها الأنهار. . . ) (آل عمران: 190 – 195)، فأهل العقل في الإسلام هم النبراس الذي نهتدي به في دنيانا وآخرتنا ، والله مدحهم بقوله مثالا لا حصرا .
°هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]
°إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ [آل عمران : 190].قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 100]
° أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ [الرعد : 19]
°هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ [إبراهيم : 52]
° كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [صـ : 29]
° الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [الزمر : 18]
° أفَمَنْ يعلم أنما أُنْزل إليك من ربك الحق كَمَنْ هو أعمى إنما يَتَذَكَّرُ أولو الألباب. [ الرعد 19]
فهذا الصنف من المؤمنين هو أفضل عند الله ، لما يمتاز به من عقل راجح وتمييز حاذق وقدرة على الإستدلال والترجيح ، وما من شك في أن هذا الصنف من الناس هم أكثر أهل الجنة إذا تقيدوا بالعمل الصالح وتمسكوا بتعاليم الرحمن وسنة نبيه الأكرم الصحيحة .

°°°إذا كان هذا هو قول العزيز الحكيم في أهل العقل وأولو الألباب ، فما هي نظرته للغفلة ، والسذج ، والبلهاء ، والجُهال ، لا أشك وأنهم أهل النار، وليسوا أهل الجنة كما ورد في القول الذي لا يمكن تسميته حديثا .
فإذا كان أهل العقل وذوي الألباب مأواهم الجنة متنعمين فيها ، فإن أهل الغفلة والبله والجهل سيكون مأواهم النار بسبب تعطيلهم لأجهزة خلقها الله فيهم ، فهم عطلوا الفؤاد ، والسمع ،والبصر ، وأصبحوا إلى البهيمية والعجماوات أقرب في الضلال وسوء الفهم ، وقد وصفهم العلي القديرحين يلقون في جهنم، التي يُسمع لها شهيق وهي تفور، تكاد تميز من الغيظ على من يدخلها من الملاحدة والمشركين والضالين، يقول القرآن حاكيًا عن أهل النار (وقالُوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير. فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السعير) (الملك: 10، 11)، ويقول تعالى بشأنهم: (ولقد ذَرَأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوبُ لا يفقهونَ بها ،ولهم أعينٌ لا يبصرون بها، ولهم آذانٌ لا يسمعونَ بها ،أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (الأعراف: 179).

وقفة تأمل :
كثير من المرويات التي ننهلها من كتب التراث مليئة بالهوى ، فقد قولوا الرسول الكريم ما لم يقله ، لهذا امتلأت متون الكتب ومصنفاتها بالغلط ، ومسلم اليوم مطالب بالتحري والتدقيق في الحديث وزنا وتقديرا عقلا ومطابقة بالقرآن ، وكل حديث يسقطه الغربال تجريحا يعد من سقط المتاع ، فالشيخ الألباني أعد موسوعة كبيرة للأحاديث الموضوعة والمكذوبة كنا نعمل بها بمجموع يزيد عن سبعة الآف حديث مكذوب وضعيف ، وفقنا الله إلى مافيه خير عقولنا وألبابنا للتمييز بين الغث والسمين ،وبين الحق والباطل ، وبين الصحيح والمكذوب .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [بابا مرزوق ] المدفع الذي أكل كبد فرنسا .
- لبلويت ( الزرق )BLOITE
- لماذا أنا مؤيد عرض مسلسل عمر الفاروق ؟
- عملية الطائر الأزرق .( Opération oiseau bleu )
- أهو مغرب عربي ...؟ أم مغرب كبير .
- البردُ قاتلُنا ، وحولَنا حقول الغاز تفورُ .
- حديث(الأئمة من قريش) الذي مزق أمة الإسلام .
- تمجيد الإرهاب العُقبي (عقبة بن نافع الفهري)
- انتشار الإسلام بين الجبر والإختيار .
- هل سيحكم الإسلاميون الجزائر ...؟ .
- عثمان سعدي ورأس السنة الأمازيغية .
- تركيا وفرنسا وجهان لعملة واحدة.
- سليمان دوغة والأمازيغية .
- توسيع منظمة التعاون الخليجي ،استراتيجية لصالح الشعوب ؟ أم هي ...
- الدعوة السياسية من غير عصبية الدين لا تتم .
- ثورة صاحب الحمار .
- إجابات على أسئلة الحوار المتمدن
- عندما يكون (النسب الشريف ) مطية لبناء المجد !!؟ .
- الأمازيغ بين (الدونتة والخورجة.)
- الإستعراب .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب آيت حمودة - عندما يكون البلهً هم أكثر أهل الجنة ؟