أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 09:26
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما سألت الطبيب دينيستون الامريكي كم نسبة عمليات ختان الذكور والاناث التي تؤدي الى اضرار، كان جوابه 100%. فتعجبت من جوابه. فرد علي: انك تقطع جزء سليم من الاعضاء الجنسية فتنقص وظيفتها. اذا قطعت جزء من لسانك، لا أحد يشك في ان هذا سيؤثر على وظيفته الذوقية والكلامية. ليس كل عمليات الختان تؤدي الى الموت وتشويه ملحوظ للأعضاء الجنسية عند الرجل والمرأة، ولكنها كلها دون استثناء تؤدي الى أضرار. إلاّ أن الكثيرين يُتفِّهون أو يتجاهلون هذه الأضرار. فما هي اسباب هذا التتفيه والتجاهل؟ هناك ثلاثة اسباب سنراها في هذا المقال.

1) الأسباب الدينيّة
----------
إن كنت مؤمناً بأن الختان أمر إلهي، فإنه من الصعب عليك التفكير في أن الختان قد يكون سبباً للضرر لأن ذلك تشكيك في عدل الله وتقويض لمعتقداتك وفتح المجال لتكفيرك.
بعث لي طبيب يهودي مسؤول عن التعليم الطبّي في جامعة «بن جوريون» الإسرائيليّة رسالة يقول فيها: «إذا أمر الله شيئاً فلا يمكن لهذا الشيء أن يكون ضارّاً». ويعرض الفيلم «إنه صبي» الذي أخرجه «فيكتور شونفيلد» عمليّة ختان صبي يهودي على يد موهيل (خاتن يهودي) إنتهى في غرفة العلاج المكثّف. وفي هذا الفيلم تصريح للطبيب «موريس سيفمان» من المنظّمة اليهوديّة التي تدرّب الموهيلين: «لو تبيّن أن الختان يمكن أن يكون ضارّاً، فقد نعيد التفكير فيه. ولكن لا شك عندي بتاتاً أن ذلك لا يمكن أن يحدث لأن الأمر الذي أعطاه الله هو أمر صالح».
ويقول طبيب وموهيل يهودي بأن الختان الديني يقوم به موهيلون ليسوا جميعهم في مستوى واحد في حرصهم على النظافة وفي تطهير معدّاتهم، ومنهم من يلجأ إلى عمليّة مص الدم بواسطة فمه. ورغم ذلك فإننا نكاد لا نرى تبعات سلبيّة للختان. وسبب هذه الظاهرة هو أن الله يحمي من يقوم بتنفيذ وصاياه بكل أمانة وباعتقاد متين. ولكنّه يضيف بأن رجل الطب يمكنه أن يرى سبباً آخر وهو أن العضو الذي يجرى عليه الختان مليء بالشرايين الدمويّة ممّا يسمح بدورة دمويّة منتظمة ويجعل سريان المرض يكاد يكون مستحيلاً. ويضيف بأن وسائل الوقاية الحاليّة وتطوّر فن الجراحة والختانة وتوكيل أشخاص مؤهّلين لهذه العمليّة أدّى إلى تقليل المضاعفات الطبّية. ورغم ثبوت أضرار مص قضيب الطفل الدامي بفم الموهيل، يقول هذا الطبيب إنه يجب النظر إلى عمليّة المص بالفم نظرة إحترام لأن الكتب اليهوديّة القديمة تتكلّم عنها بصورة إيجابيّة جدّاً كجزء من عمليّة الختان وكوسيلة للوقاية من الأمراض.
انظر هذا الشريط التي يقوم فيه موهيل بمص قضيب طفل بعد ختانه: http://www.youtube.com/watch?v=xTrXEGJTZcw

2) جهل أو تجاهل العلاقة بين تلك الأضرار والختان
-------------------------------
كثير من المختونين يتألّمون من أضرار لا يعرفون أن سببها الختان. فهذه الأضرار قد تحدث بعد مدّة من إجراء الختان على يد طبيب الولادة. وعندما يعرض الأمر على طبيب آخر، لا يخطر على باله أن تلك الأضرار قد تكون بسبب الختان.
وتشير مجموعة العمل التي نظّمتها منظّمة الصحّة العالميّة أن كثير من النساء ليس لهن شعور بعلاقة الختان بمشاكل صحّية وجنسيّة ومتاعب عند الولادة. وقد يكون سبب ذلك أن تلك المشاكل قد تظهر بعد سنين من إجراء العمليّة فلا تربط بينها وبين الختان. وقد يكون سببه التكيّف الإجتماعي للمرأة الذي يجعلها تتقبّل تلك الممارسة والآلام التي تصاحبها. وقد يحاول الذين يجرون العمليّة إيهام ضحاياهم بوجود أسباب خارجيّة وخرافات. وعلى سبيل المثال يؤدّي الندب الناتج عن الختان إلى عدم تحمّل النسيج ولادة أوّل طفل، ممّا ينتج عنه وفاة ذاك الطفل. ولذلك يتم الترويج في «سيراليون» لفكرة أن فقدان أوّل طفل يولد هو أمر طبيعي.
وتقول سيّدة من «جامبيا» بأن النساء هناك تجهل أن يكون الختان سبباً للمرض وتظن أن سبب الأمراض هو العمل الشاق في الحقول. لا بل إن النساء هناك تظن أن ختانهن يجعل منهن نساء أكثر إنجاباً للأطفال وأكثر قوّة ويرفع من مقدرة الرجل الجنسيّة. وكثيراً ما تجهل النساء حتّى الشكل الإعتيادي للأعضاء الجنسيّة ووظائفها إذا ما بترت صغيرة السن. فإذا ما سألت إمرأة سودانيّة إذا كانت تعاني من مشاكل صحّية بسبب الختان تجيب حالاً: لا، وتشدّد بأنها لا تشعر بألم بسبب ختانها أو تشعر بألم بسيط. وإذا ما سألتها ما إذا كانت تعاني من مشاكل في التبوّل، لا تفهم السؤال. فيجب لذلك طرح السؤال بصورة أخرى: كم من وقت يأخذ معك التبوّل؟ وإذا ما إستمر التبوّل لمدّة خمسة عشر دقيقة تعتبر المرأة هناك أن هذا الوضع طبيعي.
وإن حدث مثل هذا الضرر كنتيجة مباشرة وواضحة للختان، هناك من يحاول إخفاء الضرر بقدر المستطاع أو الفصل بين الضرر والختان معتبراً أن ذلك «مكتوب» أو «قدر مقدّر»، أو كما يقول المثل العامّي: «إلِّي إنكتب غلب، وإلِّي إنبلى يصبر». فلا تمرّد على إرادة الله. حتّى أن الكثيرين يرفضون أن يرفعوا دعوى ضد الحلاّق أو الطبيب الذي أجرى العمليّة التي تسبّبت في إلحاق ضرر أو وفاة. فمثل هذه الدعوى تمرّد ضمني على إرادة الله إن لم تكن «زيادة الطين بلّة». ويقول المثل العامّي في هذا المجال: «غلب بستيرة ولا غلب بفضيحة».
ويشير باحث إفريقي بأن الموت في المجتمع القبلي البدائي الإفريقي ينظر إليه وكأنه قدر. فبينما يحاول الغربي البحث عن سبب علمي لتفسير حدوث الموت، فإن البدائيين يؤمنون بالسبب المزدوج: فموت الطفل من الملاريا لأن جرثومة لسعته لا يفسّر بحد ذاته لماذا هذا الطفل بالذات دون غيره هو الذي لسعته الجرثومة. فهم يرجعون الوفاة إلى أسباب دينيّة يقوم الساحر بتقريرها.
وفي دولة «بينين» يظن الناس أن مضاعفات الختان ناتجة عن عدم تقديم ضحيّة أو لكون البنت غير عذراء. وتقوم الخاتنة بتبرئة نفسها بالبحث عن أسباب مختلفة مثل أن تقول بأن هذا لا يحدث إلاّ لبنات السفاح أو التي إقترف والديها أو أجدادها إثم. فموت الفتاة يعتبر ضحيّة تكفير عن هذا الإثم.
ونجد فصلاً بين الأسباب والنتائج في إعتقاد الكثيرين بالسحر والعين. ومن الأمثال العامّية المتناقلة في هذا المجال: «ثلثين المقبرة من العين». فإذا ما أصيب أحد بمرض تقوم أمّه بتبخيره معتبرة أن أحداّ أصابه بالعين بدلاً من البحث عن أسباب المرض وعلاجه.
من هنا يمكننا أن نستنتج أن عمليّة الختان لا تكتفي ببتر جزء من جسم الإنسان، بل تمتد إلى بتر جزء من عقله. وقد يجد علماء النفس في هذا مادّة لأبحاثهم. فسوف نرى في الجدل الإجتماعي أن هناك من يعتقد أن الختان يؤثّر على تركيبة المخ ومن ثم على تصرّفات الفرد.

3) عدم وجود وسيلة للمقارنة
-----------------
قد يعيش كل من الرجل والمرأة حياتهم مع متاعب صحّية (أو جنسيّة) دون شكوى كأنّه قدر مقدّر وليس لهم وسيلة للمقارنة بين حالهم وحال الآخرين، خاصّة إذا ما ختنوا صغاراً. ومن هنا يأتي الجهل بأن للختان آثار سيّئة. وهذا يجعل من الصعب على كثير منهم أخذ موقف ضدّه أو فهم رفض البعض له. ولذلك لا بد من توعيتهم أوّلاً بأضرار الختان قَبل أن يأخذوا موقف ضدّه.
ويلاحظ أنه إذا ما تم وضعهم أمام واقعهم، فإنهم قد يكتشفون أن شيئاً ينقصهم فيحسّون بالتعاسة. فقد عرض عالم نفس أمريكي حالة إمرأة سودانيّة مختونة ذهبت إلى أمريكا واستمعت للشابّات الأمريكيات يتكلّمن عن حياتهن الجنسيّة وحالة الإرتواء الجنسي. عندها بدأت دراسة الكتب الجنسيّة ومشاهدة الأفلام الغراميّة فأحسّت بنقص في حياتها أدّى بها إلى حالة كآبة تطلّب علاجها. فلو بقيت هذه المرأة في محيطها الإجتماعي لم تكن لتكتشف أن وضعها يختلف عن وضع غيرها من النساء غير المختونات. في ذاك المحيط المغلق تظن النساء أن كل إمرأة على وجه الأرض مختونة.

----------------------
سوف اتابع في مقالي القادم الجدل الطبي فيما يخص ختان الذكور والاناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان (50) : من فقد الرحمة فقد فقد كل شيء
- مسلسل جريمة الختان (49) : لماذا لا نستمع الى ألم الطفل أو نن ...
- مسلسل جريمة الختان (48) : هل يحس الطفل بالألم؟
- مسلسل جريمة الختان (47) : لماذا يتم تتفيه ختان الذكور أو الإ ...
- مسلسل جريمة الختان (46) : الختان عمليّة بتر عند الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (45) : تباين المواقف من ختان الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان (44) : الختان بين الخطاب الديني والخطاب ا ...
- مسلسل جريمة الختان (43) : تصادم رجال العلم ورجال الدين
- مسلسل جريمة الختان (42) : عندما يتآمر رجال الدين مع رجال الط ...
- مسلسل جريمة الختان (41) : عملية الختان ومصير الغلفة والصلاة
- مسلسل جريمة الختان (40) : القائمون بالختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (39): من يُختن في الاسلام؟
- مسلسل جريمة الختان (38) : عواقب عدم الختان في الاسلام
- مسلسل جريمة الختان (37) : الفقهاء القدامى والختان
- مسلسل جريمة الختان (36): الختان في سنة السلف
- مسلسل جريمة الختان (35) : المشككون والرافضون للأحاديث
- مسلسل جريمة الختان (34) : احاديث متفرقة تحث على الختان
- مسلسل جريمة الختان (33) : المسلمون يتحججون بانجيل برنابا
- مبادرة الحق في سلامة الجسد
- مسلسل جريمة الختان (32) : ختان هاجر لتبرير ختان الاناث


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟