أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - الجهات المتصارعة على -إقليم أزواد- و-كبش الفداء-!















المزيد.....

الجهات المتصارعة على -إقليم أزواد- و-كبش الفداء-!


محمد أغ محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 06:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لقد عانى الطوارق كثيرا من التهميش السياسي، والطبيعي معا!
فإضافة إلى تصحر البيئة كانت دولة مالي التي أضافتهم فرنسا إليها أهملتهم كعادة أية دولة تحس ب"جسم غريب" داخل كيانها، فينتقل التمييز من الشعور الفردي للمواطن المالي الزنجي تجاه "هذا الأبيض، والأسمر الذي قد يكون اجنبيا"! من "الفرد المالي إلى "المؤسسات الرسمية بالدولة"، فهي لا يديرها غير ذاك المواطن...
إلا أن كل تلك المآسي تحداها الطوارق بفضل ما منحته الحياة الصحراوية القاسية لهم من القوة، والصبر، والشجاعة، والشهامة ....
لقد تركتهم فرنسا لدولة مالي "كوديعة" يجب تغليفها في مكان بعيد عن الأضواء، والإعلام، ربما لإعدامهم قليلا قليلا! الله أعلم.
وما إن حاول بعضهم الخروج من ذلك السجن الأبدي المظلم حتى انتبه الجيران أيضا ل"جسم غريب" يستيقظ من تحت أقدامهم، وأعني "ليبيا، والجزائر"، فتنافست الدولتان على إعدام هذا "الشعب" شمال مالي، فتسلمتا الوظيفة نيابة عن السلطات المالية، ويبدو أن "القذافي" انتصر على "بوتفليقة" في المسابقة نحو التهام "الطوارق"، واستخدامهم كآلات لا روح فيها، ولا عقل!، هل يريد أن يحكم بهم افريقيا؟ هل يريد أن ينافس بهم الجزائر التي تمتلك "طوارق" كدمية أثرية! هل يريد أن يجهض حلمهم، ويمنعهم من إقامة دولة! استجابة لوصايا "الناصرية" مدرسة العقيد الليبي؟ أم يريد فقط أن يحفظ بهم "ملكه"، ويجعلهم حراسهم المخلصين ضد أية ثورة عربية محتملة!؟
في نظري هذه الأهداف كلها وغيرها مقصودة لدى العقيد... وكانت فرنسا تغض الطرف عن كل ذلك عمدا لأنها لا تريد سوى الانتقام من أشباح الصحراء الذين عجزت عن القبض عليهم بين الرمال المتحركة!
لكن الجزائر لن تسكت، أمام زحف ليبي إلى جنوبها، فهي أولى من القذافي بحكم الجوار على الأقل، ربما من الإنصاف يمكن أن نقول:
إن مشكلة الجزائر مع الطوارق تكمن فقط في أنهم لم يطق التاريخ "تعريبهم"، ولا "مسح عاداتهم" حتى يندمجوا اندماجا كليا مع الشعب الأمازيغي الجزائري المعرب!، فلو تم تعريب الطوارق مثل "القبائل، والميزابيين، والشاويين" لما كان هناك إشكال حسب تحليلي هنا، ـ وأنا أقول ذلك لحسن الظن ـ .
وفي نفس المناخ كان هناك تحرك سعودي قطري بالمنطقة بتنفيذ المشروع الوهابي الحنبلي" ضد "الصوفية و المالكية، والأشعرية"، فبنيت المدارس، والمساجد، وتم نشر الدعاة الوهابيين بشكل كبير، وتمويل سخي، في ظل إهمال كبير من قبل الدولة المالية لملف التعليم بالشمال.
وبينما تنشط كل تلك الجهات في إبادة الطوارق، أو شرائهم يتم تكوين وعي أمازيغي بالشمال الإفريقي عموما، وبين الطوارق المثقفين شيئا فشيئا، "للعلم: الطوارق لا يحملون القومية الأمازيغية إلا عندما يذهبون لدولة عربية فيشعرون هناك باحتقار الآخرين لكل من ليس عربيا" وتلك العنصرية التي شاهدوها بليبيا، والجزائر هي السبب الوحيد لالتحاقهم بإخوانهم الأمازيغ في كل مكان.
وهكذا أمكننا القبض على "اللاعبين الحقيقيين في الأزمة الأزوادية"، وهم:
(فرنسا، مالي، ليبيا، الجزائر، سياسيا، السعودية، قطر فكريا، وأيديولوجيا، المشروع الأمازيغي قوميا).
ولا شك أن كل جهة من هذه الجهات استقطبت مجموعة لا بأس بها من الشعب الأزوادي، فأصبحت هذه "الجهات مذاهب" تعتنق، فهناك "الطوارق الماليون، والفرنسيون، والليبيون، والجزائريون، والخليجيون الوهابيون، والأمازيغ، ولم يكن تأخير "الأمازيغ" هنا اعتباطا فالمذهب "الأمازيغي" أقل من المذاهب السابقة، لأنه ببساطة لا يملك "تمويلا، ولا ترسانة اقتصادية" بخلاف المذاهب الأخرى السخية.
ويتميز الطوارق طبيعيا بالإخلاص لمذاهبهم، وقلة خيانتهم للعهود، فكل ما يجري إذن على أرض الواقع اليوم إنما هو إفرازات طبيعية جدا لتعارض مصالح "المذاهب المذكورة"، فيمكننا القول الآن:
إنه على الرغم من كل ما ذكر هنالك "نداء عميق بعيد في التاريخ اللاشعوري" يسكن قلوب هؤلاء على تباين آرائهم، وأفكارهم، وانتماءاتهم، هو "نداء الحرية"، فلم يكونوا يوما من الأيام منذ 52 عاما راضين بالانضواء تحت أية سلطة غير سلطتهم فضلا عن دولة "مالي" التي يرونها افريقية زنجية لا علاقة لهم بها، كما يراهم الماليون أيضا أجانب على المملكة المالية ! ولهذا فليس انسحاب الجنود الماليين لضعفهم العسكري، ولا لجبنهم، بل لأنهم في قرارة أنفسهم يرون أنهم يضحون بأرواحهم فيما لاناقة لهم فيها ولا جمل...!
ومن المعلوم أن "ذلك النداء" الذي تجاوز الخلافات المذهبية لا يروق لتلك الجهات، فكل مستعمر مستبدا كان أو غير مستبد لا تعجبه "كلمات الحرية"، و"الثورة"، و"الاستقلال"، فالثورة تبعثر الملفات، وتفضح الأسرار، وتخلخل "النسق"، وتهدم البنى التحتية ...وتبني وعيا جديدا مغايرا!، وكل ذلك لا يسر المذكورين بطبيعة الحال.
لكن ما الذي صعد وتيرة الصراع الإقليمي، والدولي هذه الأيام في إقليم أزواد؟
تلك الجهات تسابقت كلها بعد أن أيقظها "ندء الحرية"، بالقوة هذه المرة أكثر من ذي قبل، واشتغلت على إيجاد حلول إما لإجهاض الحلم، أو للتوافق على تقسيم التركة!
يبدو أن الحلم نمى واكتهل، وتجاوز حلولا كحلول القذافي التقليدية، فلم يكن هناك بد من "إعادة النظر" في إحياء الخلافات الداخلية المذهبية قبل القبلية من أجل الاقتتال، والطائفية، وصوملة المنطقة.
وأعتقد أن "النفط الأزوادي" ـ إن كان حقيقيا ـ أصبح "أكبر لعنة على الطوارق" وأشد من من جميع المآسي السابقة في التاريخ، فبسببه تدخلت قوى جديدة كأمريكا، والصين ، واسرائيل خفية، كما من أجله اشتد الصراع بين "الجهات المتواجدة سابقا".
إن الناظر مثلي ليرى "الأزوادي المسكين الضائع" فريسة مخدرة ميتة بين تلك الذئاب الماهرة في أكل لحوم البشر، بل الأسود الضارية، فهو الضحية من قبل، ومن بعد، ولن ينجو إلا إذا كان له "نظام فكري داخلي حر"، وأنى له ذلك، وهو يعيش أيديولوجيا على فتات الآخرين من كل الجهات....
ونرجو أن يعي الرحماء، والإنسانيون في العالم هذه الحقيقة كما هي، ويعيها المناضلون الأزواديون المخلصون قبلهم... حتى يتعاملوا مع الوضع بشكل أرقى، وأعلى حاضرا، ومستقبلا.



#محمد_أغ_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون -الدين- كارثة!
- محاضرة فرحانْ -منذرْ قصة قصيرة جدا-.
- عن الدولة الدينية، واللادينية، والمدنية
- قراءة الموقف العربي تجاه أزواد
- المرأة بين الثقافة الأمازيغية، والعربية قراءة مقارنة


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - الجهات المتصارعة على -إقليم أزواد- و-كبش الفداء-!