|
نواضر الأيك
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 01:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يزورنى السيد المسيح، بغرفتى التى تشبه الرَحِم، والتى شهدت نومى كجنين آلاف المرات، يجلس عند رأسى، ويضع قدميه بوجهى ويعتذر، اُذكِّرُه أنه الرب، وبإمكانه وضع قدميه حيث يشاء، يضحك بسمرته اللامعة وعينيه السوداوين ولحيته القصيرة وشعره الأجعد الداكن، ويخبرنى أنه ليس برب، إن هو إلا بشراً رسولا، وتُلامس يده رأسى بحنو، فتظهر عليها تلك الهالة التى تحيط برؤوس القديسين، ويُردِف: لم يعد يناسبك أن تبقى هنا، أنزع عن رأسى الهالة، وأتحاشى عينيه الطيبتين وأرد: أنا أسوء من أن أبقى هناك! ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82) أحبوا أعدائكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم ... وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم! الآن، الآن فقط، أدرك تماماً، لم عشق المسيحيون السيد المسيح، لأنه شعر بأصدق ما شعروا به، لأنه شعر بالألم، ألمهم! اليد التى تحمل سيف .. لا تحمل رسالة ... فكيف يجتمع سيف ورسالة على قلب رجل واحد! لماذا لا يوجد مسلم واحد على وجه الأرض يُسمّى " عبد المذل " أو " عبد المنتقم "! لماذا يخاف المسلمون من الأسئلة .. ولماذا يخافون أكثر من الأجوبة! لو ظهر نبى الآن .. أتوقع أن يرسل إليه الرب الوحى ... على بريده الإليكترونى! لماذا لا يوجد رجل دين واحدا، يسكن بمنطقة فقيرة، وسط الفقراء الذين ينهال عليهم ليلا نهارا بفتاويه وعظاته عن حكمة الفقر وجدوى الصبر! الجنس، حق، وطبيعة، وغريزة، وكل ما يقال عن جدوى تهذيبه ... محض هراء! منذ متى كان الجسد البشرى عيب أو حرام! منذ حشر كل منا قناعات مضطربة رغماً عن إرادته، قناعات تتعارض بالكُلّية مع الطبيعة البشرية السوية! فى بلادى، يضيع عمر الرجل فى الإلتفاف حول قضيبه، ويضيع عمر المرأة فى إخفاء فرجها، فى بلادى ليته لم يخلق الله للرجال قضبان وللنساء فروج! علماء الدين فى بلادى، لا هم ولا شغل شاغل لهم سوى شعر المرأة ووجه المرأة وردف المرأة فى حين لا يعبأون على الأطلاق بالمرأة الفقيرة الأرملة المعيلة! البابا محمد حسان الأول .. صاحب النيافة .. الشيخ محمد حسين يعقوب ... صاحب القداسة! سوف يأتى زمن تصبح فيه هناك ألقاب مثل " شيخ الملحدين الأعظم " و " فقيه الإلحاد الأوحد " و " حُجّة الإلحاد كرّم الشيطان عقله "! "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه" إين أهل الردّة من ذلك! البنوك الربوية تعطى فائدة 10% بالتأكيد .. البنوك الإسلامية تعطى فائدة 10% بإذن الله! إن الاتفاق الجماعي .. قد يُعطي الأشياء المكتسبة شرعيتها ... ولكنه لا يجعلها أصيلة على الإطلاق! إن الدين بالأصل .. قانون بشري ذكوري! موقعة الجمل .. قاتل فيها سيدنا سيدنا ... وقتلا فيها سيدنا! سوف ارسل لك مائة ألف مقاتل .. لا يفرقون بين الناقة و الجمل ... من رسائل معاوية لـ علّي! الإسلام السياسى ليس بمصطلح حديث، ولم ينشأ على يد الأصوليون المحدثون المتشددون، الإسلام السياسى نشأ بفضل السلف الصالح، فى موقعة الجمل، الإمام الخليفة علّى ومعاوية أحد كتبة الوحى! عبد الله بن عباس .. سرق بيت مال البصرة .. حينما كان والياً عليها ... من قبل على بن أبى طالب! عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، أراد عثمان أن يكون عمرو بن العاص على الحرب وأن يكون عبد الله بن سعد على الخراج (أي الضرائب والجزية)، فرفض عمرو قائلاً "أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها" مشبهاً بذلك مصر بالبقرة الحلوب التي تدر الخيرات على العرب! إذا عَرُبت خَرُبت .. و أينما حل العرب ... حل الخراب! أكذب .. ثم أكذب ... وسوف يصدقك الناس فى النهاية! قوم لم يستطيعوا أن يستجيبوا للأمر الإلهي الأول: اقرأ هل يمكن أن يصدّقهم العالم أو يصدّقوا أنفسهم في ادّعائهم الاستجابة إلى باقي الأوامر! منع الأخوان عبر موظفيهم الجدد فى الصحافة مقالات لكتّاب مصريين هو دليل " أن الأخوان لا يملكون مشروعا إسلاميا لأستاذية العالم, بل لا يملكون حتى رؤية لأستاذية مصر نفسها, فما نوع هذا المشروع الحضارى الذى يخشى على نفسه من فتنة الحبر؟ أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري! هل سيحافظ الرئيس الإخوانى على النظام الجمهورى وكل أدبيات الإخوان المسلمين تتحدث عن الخلافة الإسلامية وإعادة بعثها؟ إن الحُكمُ إلا للإخوان! عبد الناصر كان أطيب من الرب .. الرب لم يعطى كل فلاح خمسة أفدنة ... ولم يعلمه مجاناً! ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؟ لا لم أرى! كيف يحتاج الله لبغل مجنح ليأتى برسوله .. فى حين لم يحتاج جنّى سليمان سوى لطرفة عين ... ليأتى بعرش بلقيس! إنّا عرضنا الأمانة على الجبال فأبين أن يحلمنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوماً جهولا .. أنا لست ظلوماً أو جهولاً ولم أحمل شيئاً بإرادتى! إن " لو " لا تفتح عمل الشيطان، ولكنها تفتح نافذة للعقل على فكر مسطح، تسليمى، آحادى، إنفصامى، لا يرى إلا نفسه، فى إستعلاء ممقوت، ويقين ساذج، وخرافة غبية! كل الذين قتلوا، واسالوا الدماء، ليسوا سفاحين بطبيعتهم، ولكنهم فعلوا ما فعلوا، لينالوا رضى السماء! إن مهمة رجل الدين .. أن يبيع لك العالم الآخر! السلفيون ليسوا متشددين، السلفيون يحملون فقط أفكاراً متشددة، وذلك ربما خيراً وأفضل من أن يحملوا سيوفاً متشددة! السلف الصالح كان يقتل بإسم الله .. السلف الحاضر أكثر رحمة ... فهو فقط يدعو لله! ثم أن أوروبا مليئة بالحور العين .. فلا حاجة برجالها للجهاد و الإستشهاد ... أو الإنتظار آلاف السنين! امرأة أجنبية، تسألنى بكل براءة، لماذا يرتدى الرجال المسلمون الجلباب، رغم أنه رداءٌ للنساء؟ حائط المبكى فى اليهودية، الإعتراف فى المسيحية، الدعاء فى الإسلام ... طقوس نفسية مفيدة! أنا لن أسامح الله .. حتى يجد كل رجل مُسن قوت يومه! أنا لن أسامح الله .. حتى لا تضطر فتاة فى العاشرة لبيع المناديل حتى منتصف الليل رغماً عنها! أنا لن أسامح الله .. حتى يجعل الفقراء وكلاء أنفسهم! الإله الحقيقى .. هو كل يوم جديد كريم بحياتك! حتى آخر الأرض، ظللت أبحث عن العدل الإلهى، عندما قابلنى كهل بإبتسامة على ثغره، ليخبرنى أننى رجل طيب، وأن العدل الإلهى مجرد خرافة!
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام المازوخى
-
الغباء السياسى السلفى
-
اللاهوت الإسلامى
-
الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
-
متلازمة مسلمهولم
-
قصص الأغبياء
-
عبقرية الدين
-
المتنطعون
-
وحى لم يوحى
-
الصحابة ... مافيا الله عنهم
-
اشعر أحيانا بالحزن
-
الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
-
الحضارة ... غير الإسلامية
-
الدعاء غير المستجاب
-
تُنكح المرأة لأربع
-
الولاء ... و البراء
-
بودا ... بالحق يقول
-
ويفرق بين المرء وزوجه
-
الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
-
الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|