مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 21:26
المحور:
الطب , والعلوم
اذا حدث ان لمست مصباحا كهربائيا اضئ قبل فترة من الوقت, فلابد انك شعرت بمدى سخونته. هذه الحرارة التى ينتجها المصباح ناجمة عن الطاقة المتبددة. فالمصباح العادى يحول 10 فى المئة فقط من طاقته الى الى ضوء, اما ال90 فى المئة الباقية فتتبدد فى شكل حرارة. فى المقابل, ثمة حشرة صغيرة تضئ فى الظلام تدعى اليراعة تحول الطاقة الى ضوء بنسبة تناهز ال100 فى المئة.
تبدد اليراعة مقدارا ضئيلا جدا من الطاقة فى شكل حرارة, حتى انه اطلقت على الضوء الذى تطلقه عبارة " الضوء المثالى ". فكيف تفعل ذلك ؟ يحتوى بطن اليراعة على مادة عضوية تعرف باسم لوسيفرين وعندما يدخل الاكسجين الى البطن بواسطة انبوب يدعى القصبة البطنية, يمتزج باللوسيفرين ويتفاعل كيميائبا معه. وهكذا ينبعث ضوء يتراوح لونه بين الاصفر الشاحب والاخضر الضارب الى الحمرة.
كما تحتوى الخلايا التى تنتج الضوء فى جسم اليراعة على بلورات من حمض اليوريك تجعل الضوء ينعكس الى خارج بطن الحشرة. ويقول العلماء ان اليراعات تستخدم ضوءها لجذب يراعات اخرى للتزاوج. وان ضروب اليراعات تختلف باختلاف طول الومض وتكرره.
الا توافق على ان طريقة صنع هذه المخلوقات الصغيرة تسبح خالقها.
كنت قد انهيت للتو سلسلة مقالات عن خليقة الله العجيبة وكيف ان التأمل فيها يقربنا من خالقنا العظيم كما اننا نستطيع ان نتعرف عليه اكثر ونقدر اعماله.
ولكن كلنا نعرف انه عندما يتأمل العلماء فى هذه الخليقة الرائعة يأتوا لنا بأختراعات مثيرة تبهر الناس وتحسن من مستوى حياتهم.
والسؤال هل استفاد العلماء من مثال اليراعة ؟ ربما فقد ظهرت فى الاسواق الان اللمبات الموفرة للطاقة التى ربما استوحى مخترعوها طريقة اليراعة فى عدم تبديد الطاقة.
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟