أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - عن اي عصر يتحدث السيد العلوي؟















المزيد.....

عن اي عصر يتحدث السيد العلوي؟


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 18:09
المحور: القضية الكردية
    


لست معنيا في هذا المقال بالحديث الفكاهي (للشيخ الصغير ) عن الكرد وظهورالامام المهدي ، وقد اعود الى الرد على هذا ( الشيخ ) ان تأكد لي انه صاح لا يهذي .
ما يهمني في هذا المقال هو ما جاء في ردّ السيد حسن العلوي الذي تصفه بعض الكتابات بالمفكر العراقي ، على حديث الشيخ المذكور وقوله ((أنا قلت في وقت سابق ان الكرد يرى الحكومة في حياته ثلاث مرات، عندما يبلغ الثامنة عشرة ويسجل ضمن صفوف الخدمة العسكرية، وعندما تجبى منه ضريبة العشر باعتباره فلاحا، والثالثة عندما تداهمه الشرطة لاعتقاله ، وغير ذلك فالكردي لا يرى الحكومة))! . لم اعرف عن اي زمن يتحدث السيد العلوي ؟ ما اعرفه انه اساء الى الكرد ، وان لم يقصد ذلك ، اكثر من اساءة الشيخ الصغير .
لقد اظهر العلوي الكرد للقراء وكأنه شعب يعيش ايام القرون الوسطى لا علاقة له بالسلطة والحكومة والنظام والقوانين ، وانه يعيش داخل قوقعة محبوسا فيه لا يعلم ما يجري حوله ، وكل همّه ان لا يساق الى الجندية ولا يدفع الضرائب ويتجنب رؤية الشرطة . لقد صوّر العلوي الكرد كمجموعة مسكينة لا حول لها ولاقوة ، لا تضر ولا تنفع ، ولذلك أدان الحكومات التي لجأت لقتل ( هؤلاء البشر الطيبين المسالمين الغافلين عن مجريات الامور، هؤلاء البشر الذين لا يهتمون بامور الحكم والسلطة وتقاسم الثروة ) . كان يمكن هضم الطعن الذي وجهه العلوي الى الكرد ، لو انه أوضح ان بعض الكرد في الارياف النائية وفي القرن الماضي ، لم يكن يرون موظفي الحكومة الا نادرا ، مثلهم مثل العرب في الاهوار ،وكان ممكنا فهم تعاطفه مع الكرد لو انه افصح عن حقيقة ان الحكومة التي انشئت في ظل ولاية الفقيه لا تريد ان ترى الكرد الاّ لغرض تجنيدهم او استيفاء الضرائب منهم ، ولكنه عمّم قوله على الكرد جميعا وبدل ان يلوم الحكومات الغريبة على اهمالها الكرد اتهمهم بالتخلف الحضاري، وقد يظن الغريب ان الكرد لا زالوا يعيشون في مجاهل افريقيا او غاباتها الاستوائية،وفي مجتمع مغلق لانظام فيه ولا قانون ولا شرطة ولا حكومة .
نحن لا نعرف شيئا يذكر عن تاريخ الكرد قبل الاسلام ، لكن المؤكد انهم كانوا يعيشون على ارضهم كردستان قبل الميلاد بقرون عديدة ، وانهم اذاقوا جيش (زينفون اليوناني ) الهزيمة عندما مرّ مع جنوده العشرة آلاف ، عبر اراضيهم في مضيق (زاخو)، في رحلة العودة الى بلادهم بعد ان فتك بهم احد ملوك الفرس عام 401 قبل الميلاد . وقولنا لا نعرف الكثير عن الحياة الكردية قبل الاسلام ينطبق على العرب ايضا ، فكل ما كتب عن العصر الجاهلي وسوق عكاظ وعنترة وامرؤ القيس والمعلقات ، يعدّ هراء في نظر عميد الادب العربي المرحوم طه حسين .
ونعرف عن الكرد انهم دخلوا الاسلام كغيرهم من شعوب الشرق مثل الفرس والترك والتركمان والاذريين وشعوب القفقاس ، وكان لهم علمائهم وفضلائهم ومؤرخوهم وقادتهم العسكرية ، وقاد احد الكرد الجيش العباسي وهو ابو مسلم الخراساني وقضى على الدولة الاموية ، وعندما انشغل الحكام العرب باللهو والتجارة ومعاشرة الجواري والغلمان ، واهملوا امور الدين والدنيا ولم يقدروا على ممارسة امور الحكم طمع الصليبيون في القضاء على الدين الاسلامي واحتلال ممالك المسلمين ، فظهر قائد من بين هؤلاء ( المساكين ) وهو صلاح الدين الايوبي فقاد جيش المسلمين من الكرد والترك حصرا ، وقضى على الصليبيين واسترد منهم ( القدس الشريف) ، وهناك استشهد العدد الكثير من الكرد وقادتهم ، وادعو السيد العلوي الى مراجعة التاريخ وقبور الشهداء في فلسطين ، واذا عثر على اي دور للعرب في مقاومة الصليبيين او في ادارة حكومات المسلمين في ذلك الزمن ،ارجو ان يذكرني به .
بعد انحسار الغزو الصليبي ونشوء الدولة العثمانية ، كانت للكرد حكوماتهم واماراتهم وثقافتهم ، وما اتعس حياتهم هو مهاجمة الشاه الصفوي اسماعيل على ممالكهم ومحاولته فرض مذهب التشيع عليهم واعتقل امرائهم ، مما اجبر الكرد على عقد التحالف مع العثمانيين والدخول معا في معركة ( جالديران) عام 1514 م والتي اندحر فيها الشاه الصفوي اندحارا شنيعا ، ثم معركة( قوج حصار) عند اطراف ماردين عام 1516م والتي قادها الباشا العثماني ( بيكلي محمد ) والقائد الكردي (مولانا ادريس البدليسي) وانتهت بتحرير كردستان باجمعها من الحكم الصفوي ، وعادت الحكومات الكردية الى اصحابها الكرد .
وفي اعقاب وفاة الشاه اسماعيل عام 1520م ، قاد كردي اخر هو ذوالقدر) جيوشه وقضى على حاكم الصفويين في بغداد واستلم حكومتها . وكانت للكرد حكوماتهم ، حتى اواخر العهد العثماني ، في ( بدليس ودياربكر ووان والجزيرة وآميدي ورواندوز والسليمانية وشهرزور واردلان وغيرها .
فاين هذا كله من قول العلوي ( الكردي لا يرى الحكومة في حياته الا ثلاث مرات) .
واذا كان السيد العلوي يتحدث عن الكرد في زمن نشوء الحكومات العربية في اعقاب الحرب العالمية الاولى ، فاوّد ان ابيّن له ان الكرد تفاعلوا مع الاحداث وقاد الشيخ محمود الحفيد جيشا كرديا واشتبك مع الغزاة البريطانيين في معركة الشعيبة بالقرب من البصرة ثم عاد وشكل حكومته في السليمانية واعلن عن نفسه ملكا على كردستان . في حين انضم شريف مكة الى معسكر اعداء الخلافة الاسلامية مقابل (80) صفيحة من الذهب، وجرّد اتباعه نساء الموظفين الترك من ملابسهن واجبرهن على الاختفاء في رمال الصحراء العراقية استحياءا وحسب رواية الباحث علي الوردي .
ويدرك العلوي ان الكرد لم يتركوا امور الحكم ليستفرد بها العرب في العراق بعد ان الحق الانكليز جزء من كردستان بالدولة التي استحدثت اكراما لاولاد حليفهم الشريف حسين ، فكانت الوزارات العراقية الملكية تضم في معظم الاحيان وزراء كرد ، وكان الكرد يشغلون وظائف عالية ومنهم قضاة ومتصرفون ومدراء عامون وقادة جيش ، ومنهم الفريق بكر صدقي الذي قاد اول انقلاب عسكري في العراقعام 1936 . ودافع الكرد عن حقوقهم وابوا الخضوع والانزواء فاقاموا ثورات ومنها حركة الشيخ احمد عام 1932م وحركة بارزان عام 1943-1944 والتي كانت احدى نتائجها اعدام اربعة ضباط كرد عام 1948 وعلى عهد رئيس الوزراء الشيعي (صالح جبر) .
وفي 14 تموز عندما اسقط المرحوم عبدالكريم قاسم النظام الملكي، كانت الحكومة العراقية الاخيرة برئاسة كردي وهو احمد مختار بابان، وكان وزير داخليتها كرديا وهو المرحو سعيد قزاز، وآمرفوج الحرس الملكي كان كرديا ايضا وهو العقيد طه البامرني .
الحقيقة ، الوصف الذي اطلقه السيد العلوي على الكرد ، وصف مجاف للحقيقة ويسئ الى نضال الكرد المستمر من اجل حقوقه ومطالبته المشاركة بالحكم بل وتشكيل دولته وحكومته ، ولهذه الاسباب حاربته الحكومات العراقية .
انا حائر من امر بعض ( اصدقائنا) العرب الذين غالبا تكون كتاباتهم مدفوعة الثمن ، واقارنهم بصديق الشعب الكردي ( اسماعيل بشكجي التركي) الذي يكتب حقائقا عن الكرد ويدافع عنهم بالمجان ويتقبل العيش في زنزانة السجن كثمن لقول الحقيقة .
في الاخير اوّد ان اقول للسيد العلوي ، ان كتابته الاخيرة ظهرت في وقت يدير فيه الكرد حكومتهم ويشاركون في ادارة حكومة العراق الفدرالية ، وان لهم جيشا وشرطة واحزاب معارضة وانتخابات بين حين وآخر . وان الكردي يرى الحكومة في كل لحظة ويتفاعل مع نشاطها سلبا وايجابا ، والحكومة موجودة في كل ركن في كردستان ، وان هناك من يغدق عليها بالمديح كما هناك من يلومها باستمرار ، وان هناك ما يقارب مليون كردي من موظفي الحكومة او الشرطة او قوات الجيش ، والكردي يرى الحكومة من وقت يقظته صباحا وحتى ساعة نومه .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الشيعة في قيادة الاتحاد الوطني هل يوجهون بوصلته ؟
- على نفسه ونظامه جنى بشار
- حبل مقتدى قصير
- فاتورة انقرة امام السيد المالكي
- شكرا... لا تردّوا ( تهمة الانفصال ) عنّا
- استكان شاي وناركيلة مع المثقفين العرب العراقيين
- السيد علاوي ... سئمنا توسلاتك
- ولنا كلمة ... ليس ردا على السيد الموسوي انما رفقا بوحدتنا ال ...
- صفقنا لامريكا مرتين
- الطالباني وعباس على منبر هيئة الامم المتحدة
- الفاسدون يا سادة .. في قمة هرم السلطة وليسوا في السجون
- عفوا سيد ليبرمان .. اياديكم ملوّثة
- انه ليس الوجه الاخر للاتحاد الوطني الكردستاني
- نحو تقليص قاعدة الاستثناءات في قانون العفو العام
- السيد المالكي ، من اين جئت بهذه البدعة ؟
- لا تسقطوا المالكي غيره أسوء منه
- لكبار الفاسدين رب يحميهم
- رئيس وزراء يبحث عن واسطة للتوظيف !
- هل يمكن اخراج مفوضية حقوق الانسان من المحاصصة
- برهم صالح امام خيارين الاستقالة او الاقالة


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - عن اي عصر يتحدث السيد العلوي؟