أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مها أبي راميا - ما المرحلة التالية لاغتيال - رفيق الحريري- الله ينجينا من الآت !















المزيد.....

ما المرحلة التالية لاغتيال - رفيق الحريري- الله ينجينا من الآت !


مها أبي راميا

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في خضم الاتهامات المتبادلة بين سورية وإسرائيل لتحديد الجهة المسؤولة عن اغتيال الحريري، واتهامات المعارضة اللبنانية لكل من الحكومة السورية واللبنانية معا، وتحميلهما المسؤولية ، يبقى معرفة المسؤول الحقيقي عن هذه الجريمة القذرة مجهولا.
ولأنه لا توجد جريمة قذرة وأخرى نظيفة ، فينبغي التوقف عند وصف هذه الجريمة ، لأنها فعلا تعبر عن نوايا قذرة ونفسية إجرامية متمرسة في القتل والاغتيال .
إنه من الواضح أن التخطيط لاغتيال الحريري جاء مرتبا مسبقا ، وقد دلت التحريات الأخير ة على أن التفجير كان معدا من قبل بمواد تحت الأرض " أين الرقابة والأمن السوري واللبناني ؟ " ،أي أن النية لاغتياله مبيتة ومدبرة ، ولها دوافع سياسية ، أكثر من كونها ردات فعل آنية على علاقته بالنظام السعودي وما جاء من مهاترات ، ليست هي الدافع الحقيقي وراء اغتياله .
إن الطريقة التي نفذ فيها الاعتداء 350 كلغ " المواد المستخدمة في التفجير " بحيث أحدث حفرة قطرها 9 أمتار وعمقها 4 أمتار ووصل ضرره إلى 3 كلم ، يدل على حقد عميق ولؤم شديد في تنفيذ الاعتداء .
وكل عاقل يعرف أن المستهدف الحقيقي ليس شخص الحريري ، الذي راح ضحية المرض السياسي ، وجنون السلطة ، بل المستهدف الحقيقي هو الأمن في المنطقة ، من أجل منافع قذرة تخدم الأشخاص المصرين على منهجية القتل والعقلية الرعوية في الحكم والإدارة، إذا كان ثمة منهجية للقتل .
وإذا اتفقت مع تحليل السيد ضياء رشوان في أن الاغتيال يدل على عقلية دولة خلفه ولا يحمل عقلية جماعة ، فإن احتمال قيام جماعة " النصرة والجهاد في بلاد الإسلام " أو أبو عدس ، وكما قال البعض أبو بطيخ ، أمر مفبرك وخالي من الصحة ، لتشويش الرأي العام العربي والعالمي ، و لفت الأنظار عن الفاعل الحقيقي .
إذن باتباع الفرضية العاقلة ، بأن دولة تقبع خلف هذه الجريمة ، لدينا ثلاثة احتمالات ׃

سورية
لبنان ، بمشاركة سورية
اسرائيل

الاحتمال الثالث هو الاحتمال الكسول ، المريح ، الذي تطلقه معظم الشخصيات العروبية الرافضة للخروج من فكرة " عظمة إسرائيل " والإحساس بالدونية أمام إسرائيل ، بحيث يعزى لها " لإسرائيل " كل ما يمكن اعتباره مفاجئا وقويا ، وهذه العقلية لا تعترف بتفوق إسرائيل ، بل تصيغ فكرة الاعتداء الإسرائيلي الدائم على العرب والإسلام " وغالبا ما يتم الخلط بين المفهومين " ، اما من العمق ، فإن هذه العقلية تشعر بالدونية أمام إسرائيل ، ولا تزال تتبنى فكرة قيام إسرائيل بأحداث 11 سبتمبر .
وتعتبر هذه العقلية أن اتفاقية الشراكة الأبدية بين إسرائيل وأميركا ، هي التي تقود كل الأحداث ، بهدف تدمير المنطقة العربية ، وصورة الإسلام ، وإعطاء أميركا المبرر للتدخل في المنطقة ، وما الحرب " ضد " العراق ، إلا إحدى المؤشرات .
إذا وافقنا على هذا الافتراض ، وقمنا بمناقشته ، بتتبع العمليات التي قامت بها إسرائيل ، نجد أن اغتيال الحريري ، ليس وسيلة إسرائيلية ، إذ أن اغتيال خليل الوزير "أبو جهاد" مثلا ، فجر 16 نيسان / إبريل 1988، إثر عملية كوما ندوس قامت بها وحدات إسرائيلية خاصة في تونس ، أو اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، عبد العزيز الرنتيسي في غارة جوية إسرائيلية، بعد مضي أربعة أسابيع على اغتيال مؤسس الحركة، الشيخ أحمد ياسين ، لا يدل على أن الفاعل في العملية الأخيرة " اغتيال الحريري " هو ذاته ، لأن إسرائيل تتبع هدفها ، وتتقصد عدم توسيع دائرة الاعتداء بقدر الإمكان ، أما حادثة الحريري ، فقد أودت بحياة تسعة أشخاص على الأقل في العملية وإصابة نحو 100 آخرين، و" هناك مخاوف بارتفاع حصيلة القتلى النهائية بسبب قوة الانفجار. وقالت تقارير إن بين القتلى أيضًا وزيران سابقان في الحكومة اللبنانية هما سمير جسر وباسل فليحان.
ووقع حادث اغتيال الحريري في حي عين الماريسا الذي تتواجد فيه فنادق فخمة تطل على ساحل بيروت. وقال شهود عيان إن الانفجار كان شديدًا جدًا وأحدث فجوة كبيرة في الطريق وألحق أضرارًا بواجهات بعض المباني الفخمة وأشعل النار في نحو ست سيارات " www.arabynet.com.
إن لإسرائيل مصلحة دون شك فيما حصل ، ولكن أن تكون لها مصلحة شيء ، وأن تكون هي منفذة الاعتداء أمر آخر ، إذ ربما تكون ثمة مصلحة للمعارضة اللبنانية مثلا، ولكن هل يتجرأ أحد على اتهام المعارضة اللبنانية ؟!
إن القول العربي ، العاطفي ، السريع ، الهائج والثائر ، بأن " اليهود " يقومون بذلك لتشويه صورة الإسلام ، أو للضغوط على سورية .... كل هذا كلام عاطفي ، لا يتحمل من الموضوعية شيء ، إذ أن لا ذنب للفكر اليهودي ، إذا كان أبو مصعب الزرقاوي / مثلا، " أطال الله في عمره ، حتى لا يقصف عمرنا " أو الملا كريكوار ، أو حتى الشيخ " الجليل " أسامة بن لادن ، يقومون بأعمال إجرامية هنا وهناك ، ويسيؤون إلى سمعة الإسلام ، إلا إذا كان ثمة افتراضات لا أعرفها في كون السادة المبجلين " الزرقاوي ، ابن لادن ، المجاهدون الذين لا يعدون ولا يحصون .... " من صناعة الموساد !
إذن كان هذا الاحتمال الثالث ، أما الاحتمال الثاني " لبنان " فيمكن مناقشته أيضا ، إذ أن ثمة تيارين في لبنان ، المعارضة الرافضة للوجود السوري ، والتيار الرسمي ، ممثلا بالشخصيات المقربة من النظام السوري ، وبتتبع " الخلل " الأمني ، الذي سهل وقوع الاعتداء ، لا ننفي " النوايا" المسبقة في ذلك ، ولا يستبعد تورط جهات لبنانية في الاعتداء ، سواء عن حسن نية أو سوءها .
بقي الاحتمال الأول ، وهو الأقوى " سورية .أول عبارة تخطر على الذهن " ليست سورية بهذا الغباء للقيام بعملية ، تلفت الأنظار إليها على الفور ، وتكون أول المتهمين بالتورط فيها .... " إن عبارات من هذا النوع هي التي تخدم سورية ، ويختبئ خلفها الفعلة السوريون .
إن تصريح وزير الإعلام السوري " مهدي دخل الله " لقناة الجزيرة القطرية " وعزا دخل الله في مقابلة أجرتها الجزيرة معه، ما حدث بأنه نتيجة "لانسحاب الجيش السوري من أكثر من مناطق لبنان في الوقت الذي يعد فيه استقرار لبنان مهدد فعلا" مشيرا إلى أن بعض من وصفهم بالفرقاء مستعدون لاتهام سوريا جزافا" ، يدل على إصرار السوريين على لعب الدور الأمني في لبنان ، وبما أن سورية لا تحكمها جهة واحدة ، بل عدة حكومات ، ولم يعد الأمر سرا، فإن قيام إحدى هذه الحكومات " كالمخابرات السورية " بفعل كهذا غير بعيد عن هذه العقلية المحشوة باللؤم والحقد وإمكانية تدمير الأخضر واليابس للحفاظ على مصالحها ، وهذه هي العقلية التي تقود الحكم السوري منذ سنوات ، منذ الانقلاب الآذاري الشهير ، وحتى اليوم ، ولا يعرف سوية أكثر من السوريين أنفسهم .
إن تورط جهات لبنانية ، مع جهات سورية ، لتنفيذ الاعتداء على " رفيق الحريري " يبقى الاحتمال الأكثر قبولا، وإن كل التصريحات الرسمية للقيادة السورية ، بدءا من الرئيس الذي علقنا عليه الكثير من الآمان ، وخبنا ، إلى بثينة شعبان .... لا تنفي قيام جهات سورية ، تحكم في الخفاء ، وتمارس أعمالها القذرة في الظلمة ، فتمارس الاغتيالات ، والتصفيات الفردية والجماعية ، والاعتقالات ، وتدافع بضراوة عن فاعلية قانون الطوارئ .
إن المستفيد الحقيقي من زعزعة أمن لبنان ، هو العقلية المخابراتية السورية التي تحكم سورية بالبوط العسكري ، وبالتأكيد فإن " الجارة " إسرائيل ، تستفيد ، دون أي جهد ، فيما يحدث ، فتسارع لاتهام سورية ، وهذه تقنية الحرب ، ولا يمكن لوم الفرقاء المتحاربة في توجيه اللوم .
إن الحل الوحيد لتلافي هذه الأعمال القذرة " والله ينجينا من الآت " هو الديمقراطية الحقيقية في المنطقة ، الديمقراطية التي نأمل أن لا تتحقق على يد الجيش الأميركي ، لن ما من عربي يوافق على تكرار تجربة العراق ، مع بلد آخر ، ولكن أما لآن الأوان بعد ، لتفهم سورية أن العالم تغير ، وأن تجربة آذار 1963 ليست هي المثل الأعلى لقيادة الشعوب والدول ، وأن التمسك بالسلطة ، بالبوط ، هي طريقة ، بشكل أو بآخر ، ستدمر سوية على رؤوس أبنائها ، من موالين ومعارضين للنظام .
إن الأمن الحقيقي للمنطقة يكمن في إجراء انتخابات ديمقراطية ، تشرف عليها مؤسسات دولية ، مدنية ، ورسمية ، بحيث يكون ثمة مرشح واحد على الأقل ، بمواجهة الزعيم الأوحد ، وبحيث تكون نسبة فوز هذا الواحد ، الذي لم تنجب البشرية غيره ، أقل من 99٪بقليل ,
أما التأكيد على التحقيقات بحادثة اغتيال المرحوم الحريري ، فهو أمر بديهي ، وقد سارع للمطالبة به كافة الأشخاص الذين يهمهم تجريم الفاعل ومحاسبته .



#مها_أبي_راميا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مها أبي راميا - ما المرحلة التالية لاغتيال - رفيق الحريري- الله ينجينا من الآت !