امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 19:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرأتُ في الفيسبوك .. قولاً أعجبني : " .. ينهالُ عليكَ المديح والثناء ، عندما تتبرع بشئٍ بسيط الى الفقراء .. ولكن إذا تساءلتَ : [ لماذا ] هؤلاء فقراء بالأصل وما الذي أفقرَهُم ومَن المسؤول .. تنصبُ عليكَ سهام النقد والتجريح وعلامات الإستفهام والتشكيك في الغاية من سؤالك ! " .
وعلى نفس المنوال .. لا أحدَ يهتَم .. إذا قلتَ ان بعض مكاتب العقارات ، تتحكمُ بأسعار الأراضي في مُدن الأقليم ، بل رُبما تلقى التأييد على كلامك والثناء على تشخيص هذه السلبية .. لكن عندما تتساءل عن كيفية حصول المسؤولين الكبار على قطعٍ في أحسن المواقع وبمساحاتٍ خرافية .. تتكاثر عليكَ نِصال التخوين وتُتَهَم بالوقوف ضد الحكومة والدولة ! .
وعلى نغمةٍ مُشابهة .. تلقى التصفيق والترحيب والتهليل .. هُنا في الأقليم .. لو قلتَ ان " حسين الشهرستاني " مُنافِق وانه لم يُنفِذ أي وعد من وعوده للشعب العراقي ، لا في قطاع زيادة انتاج النفط ولا تحسين نوعية البنزين المُكرَر .. وخاصةً .. فشله الذريع في حل مشكلة الكهرباء ولو جزئياً " وكُل ذلك صحيح ". لكن إذا تطاولتَ .. وتساءلتَ عن الغموض وعدم الشفافية في ملف النفط في الاقليم .. فأنك بذلك تتجاوز الحدود .. ويصبح كلامك مشبوهاً في نِياته ! .
وبنفس الوتيرة .. عندما تقول ان الإصلاحات مطلوبة في الأقليم .. فأن الجميع يستحسن ذلك ولا أحد يعترض .. لكن أياك ان تسأل عن مدى إستعداد الأحزاب الحاكمة ، للقيام بإصلاحات جذرية حقيقية ؟ .. فأنك حينها تصطفُ مع المشبوهين والذين لايريدون الخير للشعب والوطن ! .
وعلى نفس " القوانة " .. يقولون لك : " عفارم " لو تحدثتَ عن ان موظفاً صغيراً أخذ رشوة مقدارها ثلاثة دولارات .. ويصافحونك ، لأنك كشفتَ عن ذلك الفساد ورُبما يدعون الى محاسبة الموظف البسيط وقطع دابرهِ .. ولكن إذا تماديتَ وسألتَ عن الملايين التي ينهبها الكبار ومِنْ أينَ حصلوا عليها .. فأنك صفيقٌ وطويل اللسان !.
..............................................
عموماً .. كما يبدو .. فأن هنالك أسئلة لا ينبغي ان نطرحها !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟