عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثمة ثلاث مفارقات سياسية تستخدم كذرائع سياسية للتملص من المسؤولية والموقف نحو سوريا خلال اليومين الأخيرين:
الأولى: إعلان الأخضر الإبراهيمي شروطه لقبول مندوبيته للأمم المتحدة، وهي توافق الأمم المتحدة على البند السابع، فقبل الرجل دون هذه الموافقة السابقة... كما ورحبت روسيا بذلك لإعطاء تمديد جديد لعصابات الأسد في القتل، ورحب الغرب متفقا مع روسيا وذلك للتملص من الضغط الأخلاقي عالميا من أجل التدخل المباشر لإنقاذ الشعب السوري ،وذلك بحجة أن هناك مبادرة سياسية...
الثانية: تهديد الرئيس أوباما بما يوحي بممكنات التدخل إذا ما استخدم النظام السور السلاح الكيماوي، ونظرا لتقديرات الخبراء العسكريين بأن لجوء الجيش الأسدي للكيماوي لن يكون إلا في اللحظات الأخيرة ، أي لن تكون قبل الانتخابات الأمريكية في كل الأحوال... فتمكن الرئيس أوباما من الهروب متملصا من مسؤولية دماء شهدائنا...
الثالثة: وهو التملص الوطني... فقد أعلنا على أكثر من وسيلة إعلامية أن المجلس الوطني لم يرتق "لتحديات مطالب الشعب السوري" في ثلاثة مطالب خصص لها جمعا (جمعة التدخل الدولي –جمعة المنطقة العازلة والآمنة – جمعة الحظر الجوي)، فلم يرتق المجلس الوطني لهذه المطالب الثلاث... فإذا بالمجلس الوطني يعقد مؤتمرا صحفيا، ويعتبر أن المجتمع الدولي هو الذي (لم يرتق لهذه التحديات الوطنية !!!) وبهذا الذكاء الفهلوي -(المضحك)- يتملص المجلس الوطني من مسؤولياته الوطنية ويحملها للأمم المتحدة والمجتمع الدولي... ليضع مسؤولية دم أطفاله وبكارة عذراوية فتياته، على شوارب شرف المجتمع الدولي (الذي لم يرتق إلى مستوى مطالب الشعب السوري ...)
ومع ذلك لا يزال ثمة من يتساءل: لماذا ترفض كلينتون لقاء ممثلي المجلس الوطني؟ ولماذا يئس الغرب من هذا المجلس؟... لأنهم فيما يبدو أنهم قد سبق لهم أن حملوا العالم والمجتمع الدولي "مسؤولية عدم ارتقائه إلى مستوى مطالب الشعب السوري"...
.ولله في خلقه شؤون ...ولا حول ولا قوة إلا بالله !
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟