أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد سعد - هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيجي.















المزيد.....

هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيجي.


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 11:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


*لقد وصل الصراع بين الفريقين الى درجة الانفجار وبشكل يهدد باستحالة الوفاق الوطني ومثل هذا الوضع على ساحة الصراع الداخلي مهيأ للتدخلات الاجنبية، خاصة الامريكي المعادي لسوريا. وكان من السهل على تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي الترويج ديماغوغيا بتوجيه اصبع الاتهام لسوريا باغتيال شخصية لبنانية بوزن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري*
إن توقيت ارتكاب الجريمة الدموية الهمجية باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري يعكس الى حد بعيد هوية القوى السوداء المعنيّة بتفجير قواعد الاستقرار النسبي الى درجة الاشتعال والاحتراق بنيران حرب اهلية تحرق الاخضر واليابس، والتربة اللبنانية مهيأة – كما سنرى – وقابلة للاشتعال في اية لحظة يقدم فيها محراك الشر وارباب زرع الفتن على القاء عود الثقاب المشتعل على ارض الصراع اللبناني. فاغتيال الحريري يندرج، حسب رأينا من حيث المدلول السياسي في اطار خدمة الخطة الاستراتيجية لتحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي للهيمنة على المنطقة وتدجين انظمتها في حظيرة خدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.
فالتكتيك الامريكي في اطار استراتيجية الهيمنة العدوانية في المنطقة مبنيّ على اشعال مواقد التوتر والفتنة في اكثر من بلد، حيث تسمح الظروف الداخلية في هذا البلد او ذاك لذلك، وبهدف صرف الانظار العالمية والمنطقية عن مؤامرته لتجسيد خطة سوداء يعتقد انه قارب على انجازها في مواقع وبلدان اخرى. فتوقيت اغتياله جاء بعد حوالي الشهر من الانتخابات العراقية التي يعتقد المحتل الانجلوامريكي انها شرعنت وعززت وجوده الغازي الاحتلالي في العراق زمنا طويلا كقاعدة انطلاق عدوانية ضد شعوب وبلدان الشرق الاوسط. كما جاء توقيت اغتيال الحريري بعد اسبوع فقط من قمة شرم الشيخ الرباعية الاسرائيلية – الفلسطينية – الاردنية – المصرية تحت المظلة الامريكية العراقية والتي تنشد الادارة الامريكية من ورائها وبالتنسيق مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي تخفيض سقف الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني واخماد انفاس حالة التوتر والصراع مؤقتا والدفع باتجاه سلام امريكي ينتقص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية واستغلال حالة الاستقرار النسبي المؤقت في موقع بؤر التوتر هذه وتقمص لبوس الادارة الامريكية لجلباب دعاة السلام لتعزيز مواقع المحتل الامريكي في العراق ولاشعال بؤر توتر في مواقع اخرى، في لبنان على سبيل المثال، لتحقيق هدفها الاستراتيجي بتدجين لبنان في اطار برنامجها العدواني. والأهم من كل ذلك ان توقيت اغتيال الحريري جاء قبل اشهر قليلة من الانتخابات اللبنانية التي ستجري في شهر ايار من هذا العام وفي ظل صراع مأساوي بين تكلتين اساسيين، يضم كل منهما العديد من القوى والتيارات السياسية والمذهبية الطائفية، كتلة او تكتل "الموالاة" وكتلة او تكتل قوى المعارضة. والحزب الشيوعي اللبناني لا يدخل في أي من التكلتين في موقفه السياسي. ويدور الصراع الظاهري حول الموقف من ثلاث قضايا اساسية، الاولى، الموقف من التعديلات في قانون الانتخابات عشية الانتخابات المقبلة، حول توزيعة وحدود الدوائر الانتخابية وعلى اية اسس مبنية. فكل من الطرفين يتهم الآخر بان التعديل المقترح مبنى على ضرب المواقع الانتخابية للآخر وبشكل يعزز الاسس المذهبية والطائفية للنظام اللبناني وتوزيعة البرلمان المقبل وفقا للتوازن الطائفي وليس السياسي الامر الذي ينسف اتفاق الطائف من العام 1990 الذي وضع حدا للحرب الاهلية الدموية في لبنان. فكتلة الحريري على سبيل المثال التي حصدت جميع مقاعد منطقة بيروت، فوفقا للتعديل المطروح للنقاش ستقسم بيروت الى اربع دوائر على اساس المحاصصة المذهبية الطائفية الامر الذي سيؤدي الى ضرب القوة التمثيلية "لكتل المستقبل" التي يرأسها الحريري.
والقضية الثانية، الموقف من التعديل في الدستور اللبناني الذي سمح بموجبه بتمديد فترة رئاسة الرئيس لحود لولاية ثالثة. فقوى المعارضة من الحزب الدمقراطي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط الى كتلة المستقبل برئاسة رفيق الحريري، ترى في هذا التمديد تدخلا سوريا سافرا في الشأن الداخلي اللبناني وان لحود ليس اكثر من دمية سورية.
القضية الثالثة: الموقف من الوجود السوري في لبنان: فالرأي العام السائد في لبنان – وكما علمنا من مصادر لبنانية من الشيوعيين اللبنانيين وغيرهم – هو من اجل اعادة ترتيب وتنظيم العلاقات اللبنانية السورية بشكل يحد من التدخل السوري في مختلف الشؤون اللبنانية الداخلية، من اجل الانسحاب التدريجي للجيش السوري من لبنان. اما قوى المعارضة فهي من اجل انهاء الوجود السوري فورا من لبنان، وبعض هذه القوى بدأت بمغازلة امريكا وفرنسا وابداء استعدادها للولاء في بيت الطاعة الامريكي والفرنسي ولهذا سارعت الى تبني قرار مجلس الأمن 1559 الذي بادرت الى اقراره الولايات المتحدة وفرنسا والذي يطالب بانهاء التدخل السوري في لبنان وحل جميع منظمات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان من "حزب الله اللبناني" الى مختلف المنظمات الفلسطينية في مخيمات الشتات القسري اللبناني.
هذا ما يبرز على السطح الظاهري للصراع، اما الصراع الحقيقي فهو من حيث مدلوله السياسي فهو صراع طبقي ومذهبي بين تكلتين يسعى كل منهما الى تحقيق امتيازات طبقية ومذهبية تربط بين السلطة والرأسمال وتحت يافطة تعزيز المكانة الطائفية والمذهبية في كثير من الاحيان. تصارع بين تكلتين ابعد ما يكون عن خدمة المصالح الحقيقية للشعب اللبناني الذي يعاني من مآسي التقاطب الاجتماعي الصارخ والفجوات الواسعة بين الاغنياء والفقراء، ابعد ما يكون عن مصلحة بناء دولة ومجتمع المؤسسات المدني بعيدا عن المقاييس الطائفية والمذهبية وعن فصل الدولة عن الدين.
لقد وصل الصراع بين الفريقين الى درجة الانفجار وبشكل يهدد باستحالة الوفاق الوطني ومثل هذا الوضع على ساحة الصراع الداخلي مهيأ للتدخلات الاجنبية، خاصة الامريكي المعادي لسوريا. وكان من السهل على تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي الترويج ديماغوغيا بتوجيه اصبع الاتهام لسوريا باغتيال شخصية لبنانية بوزن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
الترويج بان الحريري رئيس المعارضة ضد الوجود السوري وانه ايد قرار 1559 لانهاء الوجود السوري في لبنان وغير ذلك. هذا مع العلم ان سوريا كانت وراء دعم وصول الحريري الى الحكم في العام 1990 وله علاقات وطيدة مع رموز الحكم في سوريا، مع نائب الرئيس عبد الحليم خدام وغيره. وحتى لو اختلف الحريري مع النظام السوري، وهذا ما حصل، فان من السذاجة بمكان اتهام سوريا بعملية الاغتيال الاجرامية. فالنظام السوري يواجه مكابس الضغط الامريكية والعقوبات الاقتصادية الامريكية ويفتش "عن السترة" و "بياض الوجه" لدى ارباب عولمة الارهاب والبلطجة العدوانية الامريكية ومن غير المعقول والمنطق ان يرتكب حماقة الاغتيال.
فتحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي هو صاحب المصلحة باغتيال شخصية لبنانية بارزة بوزن الحريري يستطيع من خلالها تحقيق هدفين مترابطين عضويا، الاول، زرع الفتنة وتأجيج الصراع في لبنان وتهيئة الظروف والمناخ لايصال المدجنين امريكيا الى سدة الحكم وخدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية في لبنان والمنطقة. والثاني: الضغط لابتزاز سوريا النظام وتفعيل مكابس الضغط الامريكية على مجلس الامن لاجبار سوريا على تنفيذ قرار 1559 والانسحاب من لبنان.
ليس من وليد الصدفة ان تسود مظاهر البهجة في اروقة الادارة الامريكية وحكومة الكوارث الاسرائيلية لمقتل الحريري، اذ ان هذه الجريمة تسهل عليهما دفع مخططهما الاجرامي ضد لبنان وسوريا، ما يثلج صدر ارباب العدوان الامريكي – الاسرائيلي ان بعض قوى المعارضة انطلقت بشكل متسرع بتوجيه اصبع الاتهام الى سوريا وابداء مظاهر العداء لسوريا. فالوزير السابق مروان حمادة من كتلة وليد جنبلاط يصرح "انها جريمة بشعة والمسؤولية عنها معروفة، فهي تبدأ في دمشق وتمر في بعبدا (حيث القصر الرئاسي اللبناني) والحكومة اللبنانية واجهزة الاستخبارات اللبنانية"!! والعماد اللبناني العميل ميشييل عون الذي يعيش في المنفى تحدث صراحة "عن مسؤولية سوريا عن الجريمة البشعة". وفي جنازة الحريري انطلقت الهتافات "بدنا نحكي عالمكشوف، سوريا ما بدنا نشوف". والاخطر من ذلك ان المعارضة اللبنانية اصدرت عقب اجتماع عقدته في منزل الحريري بالقريطم دعت من خلاله الى رحيل ما اسمتها السلطة "الفاقدة للشرعية الشعبية والدولية" وتشكيل حكومة انتقالية، هذه الدعوة التي لا تعني سوى تأجيج حالة الصراع في لبنان.
فانسجاما مع هذا الموقف للمعارضة اللبنانية ودفعه باتجاه المغامرة انطلقت الاوساط الرسمية الامريكية والاسرائيلية بتوجيه اصبع الاتهام الى سوريا والتحريض على سوريا بتحميلها المسؤولية. فالمتحدث باسم "البيت الابيض" سكوت ماكيلان سارع اثر اغتيال الحريري الى التصريح على ان الولايات المتحدة تتشاور مع مجلس الامن الدولي وحلفائها لانهاء الوجود السوري في لبنان" حتى يكون اللبنانيون قادرين على بناء المستقبل بحرية ومعزل عن الاحتلال السوري"! وكوسيلة ضغط وابتزاز سارعت ادارة بوش الى سحب سفيرتها من دمشق كمقدمة لخطوات اجرامية مقبلة. وسارع وزير خارجية حكومة شارون – بيرس في تصريح للاذاعة الاسرائيلية يوم 14/2/2005 الى التصريح انه "مما لا شك فيه ان سوريا التي تدعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ومجموعات اخرى تعارض عملية التحول الدمقراطي في الشرق الاوسط ليست مرتاحة للانتخابات المقبلة في لبنان، وآخر شيء تريده هو ان تجبر على مغادرة لبنان".
ان ما نأمله ان يدرك الشعب اللبناني وقواه الوطنية حقا أبعاد المؤامرة التي تنطوي عليها العملية الاجرامية باغتيال الحريري والتي يستهدف المتآمرون، وخاصة التحالف الاستراتيجي – العدواني الامريكي – الاسرائيلي استغلالها لاشعال نار الفتنة والحرب الاهلية في لبنان الذي قد يمتد لهيبها لاشعال النار في كل الشرق الاوسط. فمصلحة الشعب اللبناني وضمان امنه واستقراره ووحدته الاقليمية تستدعي تجاوز هذه المحنة والعمل على بناء قواعد الوفاق الوطني، الوحدة الوطنية لدفن مخططات المتربصين بوحدته وحاضره ومستقبله.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد
- ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبن ...
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-
- وتبقى الراية مرفوعة


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد سعد - هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيجي.