العراق الجديد دوله ام دويلات ؟

رياض الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 18:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

من يقرأ الدستور العراقي يدرك جيدا أنه يؤسس لدويلات متعددة وليست دوله اتحاديه موحدة كما تشير المادة (الاولى )بذلك , السياسيون الذين شاركوا في كتابه الدستور والموجودين على رأس السلطة الان بدأوا يعدون العدة لهذا التقسيم , واصبح الحديث عن وجود دوله كرديه في الشمال امرا متوقع حدوثه قريبا كما صرح بذلك رئيس الوزراء لصيحفة تركيه ,مشاكل النفط والغاز والحدود بين المحافظات , والفدراليات , كلها الغام سوف تفجر أزمات مستمرة , وكلها تستند الى مواد دستوريه ؟ ومن كتب الدستور وضع حقلا كبيرا للالغام يصعب تجاوزة ان لم يكن مستحيلا , وهي المادة (142) التي اعطت حق النقض الفيتو (للشيعه وللسنه وللاكراد ) في اسقاط أي تعديلات مقترحة على الدستور , حيث بأمكان ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات من ذلك ؟ الدول المجاورة وشركات النفط العالميه اصبحت تتعامل مع هذا الامر وكأنة حقيقة سوف تقع في المستقبل القريب , اقليم كردستان يتصرف وكانه دوله كامله السيادة في تعامله مع الدول التي اصبحت تتعامل معه على هذا الاساس وتطور علاقاتها التجاريه وحتى العسكريه بعيدا عن حكومه بغداد ,المحيط العربي يرفض رفضا قاطعا التعامل مع حكومه يقودها ( الشيعة ) , ولم تنفع كل محاولات حكومه المالكي واغرأته التي قدمها في احداث تقارب مع الدول العربيه , وتبدوا اليوم حكومه المالكي في عزله شبه تامه عن محيطها العربي , الشعب العراقي الذي صوت على هذا الدستور ولاسباب طائفيه وقوميه يتحمل القدر الاكبر من المسؤوليه ,وسيكون الخاسر الاكبر اذا انساق مرة اخرى وراء الاصوات التي تتحدث بلسان الطائفيه والقوميه , أن وجود عراقا موحدا ديمقراطيا مرهون بوعي الشعب العراقي الذي عليه ان يختار بين السير خلف امراء الحرب الذين يريدون تقسيم البلاد والسيطرة على ثرواته , او التقارب فيما بينهم والدخول في حوارات ولتكن بعيدا عن السياسيين , وهذة المسؤوليه تقع بالدرجة الاولى على منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام ذات النهج الوطني , والمنابر الديمقراطيه , في الوصول الى مشتركات على اساس المواطنة والمساواة ونبذ الطائفيه والشوفينيه , وتبني النهج الديمقراطي الذي هو السبيل الوحيد لاستقرار بلدنا والتمتع بثرواتنا واعاده بناءة واللحاق بركب الامم المتحضرة ..

#رياض_الزيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات